❞ سألني صديقي و هو رجل كثير الشك :
- و ما السر في ثياب الإحرام البيضاء و ضرورة لبسها على اللحم و تحريم لبس المخيط .. و ما معنى رجم إبليس و الطواف حول الكعبة .. ألا ترى معي أنها بقايا وثنية ؟
قلت له : أنت لا تكتفي بأن تحب حبيبك حباً عذرياً أفلاطونياً ، و إنما تريد أن تعبر عن حبك بالفعل .. بالقبلة و العناق و اللقاء .. هل أنت وثني ؟
و بالمثل من يسعى إلى الله بعقله و قلبه .. يقول له الله : إن هذا لا يكفي .. لابد أن تسعى على قدميك .
و الحج و الطواف رمز لهذا السعي الذي يكتمل فيه الحب شعوراً و قولاً و فعلاً .
و هنا معنى التوحيد .
أن تتوحد جسداً و روحاً بأفعالك و كلماتك .
و لهذا نركع و نسجد في الصلاة و لا نكتفي بخشوع القلب .. فهذه الوحدة بين القلب و الجسد يتجلى فيها الإيمان بأصدق مما يتجلى في رجل يكتفي بالتأمل .
أما ثياب الإحرام البيضاء فهي رمز الوحدة الكبرى التي تذوب فيها الأجناس و يتساوى فيها الفقير و الغني .. المهراجا و أتباعه .
و نحن نلبسها على اللحم .. كما حدث حينما نزلنا إلى العالم في لحظة الميلاد و كما سوف يحدث حينما نغادره بالموت .. جئنا ملفوفين في لفافة بيضاء على اللحم .. و نخرج من الدنيا بذات اللفة .
هي رمز للتجرد .. لأن لحظة اللقاء بالله تحتاج إلى التجرد كل التجرد .
و لهذا قال الله لموسى :
(( اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى )) .
هو التجرد المناسب لجلال الموقف .
و هذا هو الفرق بين لقاء لرئيس جمهورية .. و لقاء مع الخالق .
فنحن نرتدي لباس التشريفة لنقابل رئيس الجمهورية .
أما أمام الله فنحن لا شيء .. لا نكاد نساوي شيئاً .
و علينا أن نخلع كل ثياب الغرور و كل الزينة .
قال صديقي في خبث : و رجم إبليس ؟
قلت :
- أنت تضع باقة ورد على نصب تذكاري للجندي المجهول ، و تلقي خطبة لتحيته .. هل أنت وثني ؟
لماذا تعتبرني وثنياً إذا رشقت النصب التذكاري للشيطان بحجر و لعنته .. إنها نفس الفكرة .
إنها كلها رمزيات .
أنت تعلم أن النصب التذكاري مجرد رمز ، و أنه ليس الجندي .
و أنا أعلم أيضا أن هذا التمثال رمز ، و أنه ليس الشيطان .
و بالمثل السعي بين الصفا و المروة إلى حيث نبعت عين زمزم التي ارتوى منها إسماعيل و أمه هاجر .. هي إحياء ذكرى عزيزة و يوم لا يُنسى في حياة النبي و الجد اسماعيل و أمه المصرية هاجر .
و جميع شعائر ديانتنا ليست طقوساً كهنوتية بالمعنى المعروف ، و إنما هي نوع من الأفعال التكاملية التي يتكامل بها الشعور و التي تسترد بها النفس الموزعة وحدتها ..
إنها وسيلة لخلق إنسان موحد .. قوله هو فعله .. فالكرم لا معنى له إذا ظل تصريحاً شفوياً باللسان ، و إنما لابد أن تمتد اليد إلى الجيب ثم تنبسط في عطاء ليكون الكرم كرماً حقيقياً .. هل هذه الحركة وثنية أو طقساً كهنوتياً .
و بهذا المعنى ، شعائر الإسلام ليست شعائر ، و إنما تعبيرات شديدة البساطة للإحساس الديني .
و لهذا كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي بلا طقوس و بلا كهنوت و بلا كهنة .
ألا تراهم أمامك أكثر من مليون يكلمون الله مباشرة بلا واسطة و يركعون على الأرض العراء حيث لا محاريب و لا مآذن و لا قباب و لا منابر و لا سجاجيد و لا سقوف منقوشة بالذهب و لا جدران من المرمر و الرخام .
لا شيء سوى العراء .
و نحن عراء .
و نفوسنا تعرت أمام خالقها فهي عراء .
و نحن نبكي .. كلنا نبكي .
و سكت صديقي و ارتفعت أصوات التلبية من مليون و خمسمائة ألف حنجرة .. لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .
و كنت أعلم أن صديقي مازال بينه و بين الإيمان الحقيقي أشواط و مراحل و معراج من المعاناة.
مازال عليه أن يصعد فوق خرائب هذا البناء المنطقي الذي اسمه العقل و يستشرف على ينابيع الحقيقة في تدفقها البكر داخل قلبه .. حينئذ سوف يكف عقله عن اللجاجة و التنطع و يلزم حدوده و اختصاصه ، و يدرك أن الدين أكبر من مجرد قضية منطقية ، و أنه هو في ذاته منطق كل شيء .. و أن الله هو البرهان الذي نبرهن به على وجود الموجودات لأنه قيومها ( هو الذي أوجدها من العدم فهي موجودة به و بفضله ) ، فهو برهان عليها أكثر مما هي برهان عليه .. و كيف يكون العدم برهاناً على الوجود .. و كيف يكون المعدوم شاهداً على موجد الوجود .
إنها لجاجة العقل .. و هي سلسلة من الخرائب المنطقية لابد أن نمر بها في معراجنا للوصول إلى الحقيقة .. و هذا عيب العصر الذي يدّعي فيه العقل أنه كل شيء .
من كتــاب الإسلام ماهو؟
الدكتور مصطفى محمود رحمه الله. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ سألني صديقي و هو رجل كثير الشك :
- و ما السر في ثياب الإحرام البيضاء و ضرورة لبسها على اللحم و تحريم لبس المخيط . و ما معنى رجم إبليس و الطواف حول الكعبة . ألا ترى معي أنها بقايا وثنية ؟
قلت له : أنت لا تكتفي بأن تحب حبيبك حباً عذرياً أفلاطونياً ، و إنما تريد أن تعبر عن حبك بالفعل . بالقبلة و العناق و اللقاء . هل أنت وثني ؟
و بالمثل من يسعى إلى الله بعقله و قلبه . يقول له الله : إن هذا لا يكفي . لابد أن تسعى على قدميك .
و الحج و الطواف رمز لهذا السعي الذي يكتمل فيه الحب شعوراً و قولاً و فعلاً .
و هنا معنى التوحيد .
أن تتوحد جسداً و روحاً بأفعالك و كلماتك .
و لهذا نركع و نسجد في الصلاة و لا نكتفي بخشوع القلب . فهذه الوحدة بين القلب و الجسد يتجلى فيها الإيمان بأصدق مما يتجلى في رجل يكتفي بالتأمل .
أما ثياب الإحرام البيضاء فهي رمز الوحدة الكبرى التي تذوب فيها الأجناس و يتساوى فيها الفقير و الغني . المهراجا و أتباعه .
و نحن نلبسها على اللحم . كما حدث حينما نزلنا إلى العالم في لحظة الميلاد و كما سوف يحدث حينما نغادره بالموت . جئنا ملفوفين في لفافة بيضاء على اللحم . و نخرج من الدنيا بذات اللفة .
هي رمز للتجرد . لأن لحظة اللقاء بالله تحتاج إلى التجرد كل التجرد .
و لهذا قال الله لموسى :
(( اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى )) .
هو التجرد المناسب لجلال الموقف .
و هذا هو الفرق بين لقاء لرئيس جمهورية . و لقاء مع الخالق .
فنحن نرتدي لباس التشريفة لنقابل رئيس الجمهورية .
أما أمام الله فنحن لا شيء . لا نكاد نساوي شيئاً .
و علينا أن نخلع كل ثياب الغرور و كل الزينة .
قال صديقي في خبث : و رجم إبليس ؟
قلت :
- أنت تضع باقة ورد على نصب تذكاري للجندي المجهول ، و تلقي خطبة لتحيته . هل أنت وثني ؟
لماذا تعتبرني وثنياً إذا رشقت النصب التذكاري للشيطان بحجر و لعنته . إنها نفس الفكرة .
إنها كلها رمزيات .
أنت تعلم أن النصب التذكاري مجرد رمز ، و أنه ليس الجندي .
و أنا أعلم أيضا أن هذا التمثال رمز ، و أنه ليس الشيطان .
و بالمثل السعي بين الصفا و المروة إلى حيث نبعت عين زمزم التي ارتوى منها إسماعيل و أمه هاجر . هي إحياء ذكرى عزيزة و يوم لا يُنسى في حياة النبي و الجد اسماعيل و أمه المصرية هاجر .
و جميع شعائر ديانتنا ليست طقوساً كهنوتية بالمعنى المعروف ، و إنما هي نوع من الأفعال التكاملية التي يتكامل بها الشعور و التي تسترد بها النفس الموزعة وحدتها .
إنها وسيلة لخلق إنسان موحد . قوله هو فعله . فالكرم لا معنى له إذا ظل تصريحاً شفوياً باللسان ، و إنما لابد أن تمتد اليد إلى الجيب ثم تنبسط في عطاء ليكون الكرم كرماً حقيقياً . هل هذه الحركة وثنية أو طقساً كهنوتياً .
و بهذا المعنى ، شعائر الإسلام ليست شعائر ، و إنما تعبيرات شديدة البساطة للإحساس الديني .
و لهذا كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي بلا طقوس و بلا كهنوت و بلا كهنة .
ألا تراهم أمامك أكثر من مليون يكلمون الله مباشرة بلا واسطة و يركعون على الأرض العراء حيث لا محاريب و لا مآذن و لا قباب و لا منابر و لا سجاجيد و لا سقوف منقوشة بالذهب و لا جدران من المرمر و الرخام .
لا شيء سوى العراء .
و نحن عراء .
و نفوسنا تعرت أمام خالقها فهي عراء .
و نحن نبكي . كلنا نبكي .
و سكت صديقي و ارتفعت أصوات التلبية من مليون و خمسمائة ألف حنجرة . لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك .
و كنت أعلم أن صديقي مازال بينه و بين الإيمان الحقيقي أشواط و مراحل و معراج من المعاناة.
مازال عليه أن يصعد فوق خرائب هذا البناء المنطقي الذي اسمه العقل و يستشرف على ينابيع الحقيقة في تدفقها البكر داخل قلبه . حينئذ سوف يكف عقله عن اللجاجة و التنطع و يلزم حدوده و اختصاصه ، و يدرك أن الدين أكبر من مجرد قضية منطقية ، و أنه هو في ذاته منطق كل شيء . و أن الله هو البرهان الذي نبرهن به على وجود الموجودات لأنه قيومها ( هو الذي أوجدها من العدم فهي موجودة به و بفضله ) ، فهو برهان عليها أكثر مما هي برهان عليه . و كيف يكون العدم برهاناً على الوجود . و كيف يكون المعدوم شاهداً على موجد الوجود .
إنها لجاجة العقل . و هي سلسلة من الخرائب المنطقية لابد أن نمر بها في معراجنا للوصول إلى الحقيقة . و هذا عيب العصر الذي يدّعي فيه العقل أنه كل شيء .
من كتــاب الإسلام ماهو؟
الدكتور مصطفى محمود رحمه الله. ❝
❞ شفت على ريديت حد بيسأل عن هل العلمانية حرام؟
وابتداء مهم تعريف ما هي العلمانية؟
لو رحنا لموقع Britannica:
\"a worldview or political principle that separates religion from other realms of human existence, often putting greater emphasis on nonreligious aspects of human life or, more specifically, separating religion from the political realm.\"
ترجمة ده الحرفية:
\"نظرة عالمية أو مبدأ سياسي يفصل الدين عن المجالات الأخرى للوجود الإنساني، وغالبًا ما يركز بشكل أكبر على الجوانب غير الدينية للحياة الإنسانية، أو بشكل أكثر تحديدًا، فصل الدين عن المجال السياسي.\"
ما معنى هذا الكلام؟
ممكن البعض يشرح هذا الكلام بأنه نظام بيكفل حرية المعتقد لكل مواطن في الدولة، ولكن ده تفسير مضلل شوية، لأن فيه أديان بتعمل كده عادي، في الإسلام مثلا محرم تماما إجبار أحد على اعتناق الإسلام عنوة، وأن كل فرد بيمارس شعائره عادي.
العلمانية جوهرها في نبذ الدين كمنطلق فكري أصلا، يعني أيه؟
طب حرجع لBritannica
\"Secularism refers generally to a philosophical worldview that shows indifference toward or rejects religion as a primary basis for understanding and ethics, encapsulating but not identical to atheism.\"
برضه ترجمة حرفية:
\"تشير العلمانية بشكل عام إلى نظرة عالمية فلسفية تظهر اللامبالاة تجاه الدين أو ترفضه كأساس أساسي للفهم والأخلاق، وهي تشمل الإلحاد ولكنها ليست متطابقة معه.\"
أعتقد مع ذكر كلمة الإلحاد ممكن الموضوع يبدأ يبقى مريب، ولكن ده طبيعي جدا من مفهوم العلمانية نفسها وما يترتب عليه من تبعات.
العلمانية بتجعل القوانين والأخلاقيات معتمدة على فهم الأفراد أنفسهم ونظرتهم.
يعني الأخلاقيات بتكون نسبية لا مطلقة.
واحدة واحدة فيه حاجة قلتها فوق ومشرحتهاش:
\"العلمانية جوهرها في نبذ الدين كمنطلق فكري أصلا\"
يعني مش حفكر من منطلق ده حلال ولا حرام، لأ حفكر من منطلق ده صح ولا غلط.
يعني أيه برضه؟ 😃
يعني أنا شايف أن لو حد نط في الشارع فديه حاجة عيب يعني، فلو مسكت منصب ممكن استخدم سلطتي أني أمنع النط في الشارع، فيطلع واحد تاني يقول والله كلامك صح يعني وديه حاجة مريبة أنها تتعمل في الشارع، وبعده يطلع الكثير يتفقوا معايا ونعمل القانون وننبسط بيه، بعدها بشوية يطلع جماعة من الناس يقلك أن ده مش صح، والناس تنط في الشارع عادي يعني، واشمعنا الأرانب؟ وأزاي الكنغر عنده حرية أكتر وهكذا، ويبدأ الاقتناع بكلامهم والقانون يتغير.
طب فين المشكلة؟ هنا حصل مرونة في المجتمع والمجتمع قدر يغير من نفسه ليلائم الوضع المناسب ليه.
المشكلة أن لو الموضوع معتمد على آراء بشر فممكن الموضوع يقلب قلبة مش لطيفة، مثلا بدل النط في الشارع، ممكن يكون تعذيب أسرى مثلا؟
ممكن يبقى استعباد أقلية؟
تقدر تقنع واحد أبيض من عصور مش قديمة أوي وتقله ليه غير البيض مساويين ليه وهو مش شايفهم عملوا \"حضارة\" \"وتقدم\" زيه رغم مواردهم؟
ولا حيقنعك ويقلك أنهم معملوش حضارة لأنهم أقل ذكاء مثلا وهم جنس متخلف بالفطرة، طب جرب تجيبه العصر الحالي وتقله شوف غير البيض بيعملوا أيه وجمالهم يعني؟
حيبصلك بصة استحقار كده ويقلك هم عملوا كده لما راحوا عندنا، لما دربناهم وفكرنا مكانهم وهم نفذوا التعليمات باتقان...
حتحتاج تخش معاه في قصص حزينة تاريخية بعدها بس في الغالب أنت خسرت لأن معيارك اللي فكرة بدأت بيه الكلام كان خاطيء أصلا.
ولا أنت حتى حددت معنى التقدم والحضارة وسلمت لمعياره الأوروبي.
وده اللي العلمانية بتحبه شوية، وهو جعل المفاهيم بشرية، العدل؟ الحب؟ الكراهية؟ السعادة؟ أنا كبشري حقدر أضع المعاني لذلك.
بينما في الدين الله من يفعل ذلك فبيكون المعنى مطلق بيخضع له الجميع.
تلاقي أن الرسول عليه الصلاة والسلام يقلك أتدرون من المفلس؟ ويوضحلك معناه الشرعي ويكون ده معنى مطلق بالمنطلق الديني.
ويوضح لهم من الشديد وأنه الذي يملك نفسه عند الغضب.
والله عز وجل تجده في القرآن بيقول على قوم أنهم كالأنعام!!!
ثواني ده فيهم علماء وأدباء ويعني نوابغ، أنعام برضه!!
آه أنعام، بالمعنى الشرعي المطلق.
فلا تجد تمييع في المصطلحات ولا تجد تباين، بل مرجعية واضحة ثابتة تشكل منطلق فكري ليقيم الشخص الأمور من منطلقها.
نبذ العلمانية للمنطلق الديني في التفكيير والتقييم هو نبذها للمنطلق الإلهي، كأنها تقول للإله أنت لا تعلم ونحن نعلم -ولا حول ولا قوة إلا بالله-
ولذلك هي قرينة بالإلحاد لصيقة به، فكلامها نبذ للإله، ولحكمه واستبداله بأفكار بشرية تتبدل يوما بعد يوم حسب الهوى؟
فيا ليت كانت العلمانية حراما فقط يا من سألت إذا لأعتبرناها سبا أو حتى سرقة.. ❝ ⏤علي حسن المنجو
❞ شفت على ريديت حد بيسأل عن هل العلمانية حرام؟
وابتداء مهم تعريف ما هي العلمانية؟
لو رحنا لموقع Britannica:
˝a worldview or political principle that separates religion from other realms of human existence, often putting greater emphasis on nonreligious aspects of human life or, more specifically, separating religion from the political realm.˝
ترجمة ده الحرفية:
˝نظرة عالمية أو مبدأ سياسي يفصل الدين عن المجالات الأخرى للوجود الإنساني، وغالبًا ما يركز بشكل أكبر على الجوانب غير الدينية للحياة الإنسانية، أو بشكل أكثر تحديدًا، فصل الدين عن المجال السياسي.˝
ما معنى هذا الكلام؟
ممكن البعض يشرح هذا الكلام بأنه نظام بيكفل حرية المعتقد لكل مواطن في الدولة، ولكن ده تفسير مضلل شوية، لأن فيه أديان بتعمل كده عادي، في الإسلام مثلا محرم تماما إجبار أحد على اعتناق الإسلام عنوة، وأن كل فرد بيمارس شعائره عادي.
العلمانية جوهرها في نبذ الدين كمنطلق فكري أصلا، يعني أيه؟
طب حرجع لBritannica
˝Secularism refers generally to a philosophical worldview that shows indifference toward or rejects religion as a primary basis for understanding and ethics, encapsulating but not identical to atheism.˝
برضه ترجمة حرفية:
˝تشير العلمانية بشكل عام إلى نظرة عالمية فلسفية تظهر اللامبالاة تجاه الدين أو ترفضه كأساس أساسي للفهم والأخلاق، وهي تشمل الإلحاد ولكنها ليست متطابقة معه.˝
أعتقد مع ذكر كلمة الإلحاد ممكن الموضوع يبدأ يبقى مريب، ولكن ده طبيعي جدا من مفهوم العلمانية نفسها وما يترتب عليه من تبعات.
العلمانية بتجعل القوانين والأخلاقيات معتمدة على فهم الأفراد أنفسهم ونظرتهم.
يعني الأخلاقيات بتكون نسبية لا مطلقة.
واحدة واحدة فيه حاجة قلتها فوق ومشرحتهاش:
˝العلمانية جوهرها في نبذ الدين كمنطلق فكري أصلا˝
يعني مش حفكر من منطلق ده حلال ولا حرام، لأ حفكر من منطلق ده صح ولا غلط.
يعني أيه برضه؟ 😃
يعني أنا شايف أن لو حد نط في الشارع فديه حاجة عيب يعني، فلو مسكت منصب ممكن استخدم سلطتي أني أمنع النط في الشارع، فيطلع واحد تاني يقول والله كلامك صح يعني وديه حاجة مريبة أنها تتعمل في الشارع، وبعده يطلع الكثير يتفقوا معايا ونعمل القانون وننبسط بيه، بعدها بشوية يطلع جماعة من الناس يقلك أن ده مش صح، والناس تنط في الشارع عادي يعني، واشمعنا الأرانب؟ وأزاي الكنغر عنده حرية أكتر وهكذا، ويبدأ الاقتناع بكلامهم والقانون يتغير.
طب فين المشكلة؟ هنا حصل مرونة في المجتمع والمجتمع قدر يغير من نفسه ليلائم الوضع المناسب ليه.
المشكلة أن لو الموضوع معتمد على آراء بشر فممكن الموضوع يقلب قلبة مش لطيفة، مثلا بدل النط في الشارع، ممكن يكون تعذيب أسرى مثلا؟
ممكن يبقى استعباد أقلية؟
تقدر تقنع واحد أبيض من عصور مش قديمة أوي وتقله ليه غير البيض مساويين ليه وهو مش شايفهم عملوا ˝حضارة˝ ˝وتقدم˝ زيه رغم مواردهم؟
ولا حيقنعك ويقلك أنهم معملوش حضارة لأنهم أقل ذكاء مثلا وهم جنس متخلف بالفطرة، طب جرب تجيبه العصر الحالي وتقله شوف غير البيض بيعملوا أيه وجمالهم يعني؟
حيبصلك بصة استحقار كده ويقلك هم عملوا كده لما راحوا عندنا، لما دربناهم وفكرنا مكانهم وهم نفذوا التعليمات باتقان..
حتحتاج تخش معاه في قصص حزينة تاريخية بعدها بس في الغالب أنت خسرت لأن معيارك اللي فكرة بدأت بيه الكلام كان خاطيء أصلا.
ولا أنت حتى حددت معنى التقدم والحضارة وسلمت لمعياره الأوروبي.
وده اللي العلمانية بتحبه شوية، وهو جعل المفاهيم بشرية، العدل؟ الحب؟ الكراهية؟ السعادة؟ أنا كبشري حقدر أضع المعاني لذلك.
بينما في الدين الله من يفعل ذلك فبيكون المعنى مطلق بيخضع له الجميع.
تلاقي أن الرسول عليه الصلاة والسلام يقلك أتدرون من المفلس؟ ويوضحلك معناه الشرعي ويكون ده معنى مطلق بالمنطلق الديني.
ويوضح لهم من الشديد وأنه الذي يملك نفسه عند الغضب.
والله عز وجل تجده في القرآن بيقول على قوم أنهم كالأنعام!!!
ثواني ده فيهم علماء وأدباء ويعني نوابغ، أنعام برضه!!
آه أنعام، بالمعنى الشرعي المطلق.
فلا تجد تمييع في المصطلحات ولا تجد تباين، بل مرجعية واضحة ثابتة تشكل منطلق فكري ليقيم الشخص الأمور من منطلقها.
نبذ العلمانية للمنطلق الديني في التفكيير والتقييم هو نبذها للمنطلق الإلهي، كأنها تقول للإله أنت لا تعلم ونحن نعلم -ولا حول ولا قوة إلا بالله-
ولذلك هي قرينة بالإلحاد لصيقة به، فكلامها نبذ للإله، ولحكمه واستبداله بأفكار بشرية تتبدل يوما بعد يوم حسب الهوى؟
فيا ليت كانت العلمانية حراما فقط يا من سألت إذا لأعتبرناها سبا أو حتى سرقة. ❝