❞ اسكريبت:*عوضًا لِما مضى* كانت تجلس في غرفتها تنظر أمامها في المرآة والدمعُ يُزين وجنتيها، ذكريات هذا اليوم تَمر أمامها وكأنه لم يمرُ عليه خمس سنوات كاملة، خمس سنوات تتألم وتتظاهر أنها صامدةً أمام الجميع، ولكن بداخلها براكين في أي لحظة تترقب لتنفجر، لم ينقذها مِن دوامة أفكارِها سوي صوت والدها الذي هز المكان بالكامل، أنتفض جسدها ومسحت دموعها بسرعة وهرولت إلى الأسفل مِن حيث يأتي صوت والدها، وأردفت بخوف:هل حدث شيء يا أبي؟ والدها بغضب وهو ينظر إلى أختها - ليلى- التي يُمسكُها من ساعدها: لا يوجد شيء مهم يا رغد ثم نظر إلى ليلى وأردف بقتضاب: لا أُريد رُأيتِك أمامي اليوم رغد بستغراب وهي تُحدث أختها: ماذا فعلتي يا ليلى؟ والدها بجمود: رغد مروان سيأتي بعد قليل حتى نتناقش في تحضيرات الزفاف وأخبرني أن هُناك موضوع مهم أيضًا شعرت رغد بشيء مِن القلق لكن حاولت أن تُخفي هذا الشهور وأردفت:في أي موضوع سيتكلم به لم يُخبرني والدها: سيكون موضوع بخصوص تحضيرات الزفاف بالتأكيد، أذهبِ أنتِ لتستعدي ذهبت رغد مِن أمام والدها وهذا الموضوع المهم الذي سيتحدث به مروان قد أدخل على قلبها القلق، لكن شعرت أنها أعطت الموضوع أكبر مِن حجمه لتنفض هذه الأفكار ثم ذهبت إلى غرفة أختها؛ حتى تعلم ما سبب غضب والدها عليها، طرقت باب غرفتها ليأتيها صوت أختها المُتحشرج مِن البكاء وهي تسمح لها بالدخول لتجلس رغد بجانبها على أرض وأردفت بحنان اعتادت عليه ليلى مِن أختها الكبيرة التي بمثابة والدتها: ماذا فعلتِ يا جميلتي حتى يغضب أبي عليكِ كُل هذا الغضب لتنظر لها ليلى وأردفت:أتمنى ألا توبّخيني أنتِ أيضًا رغد: أنا سأضربك الآن هل ستجعليني أنتظر كُل هذا ومِن الأساس أنا منشغلة في الكثير مِن الأشياء ليلى بسرعة: في الصباح أخبرت أبي أنني ذاهبة إلى جامعتي وهذا ما حدث بالفعل، لكن بعد المحاضرات عرض علىَّ صديق لي أن نجلس في أي كافية قريب وهكذا نشرب شيء يعني لا تفهميني خطأ أنتِ أيضًا! حاولت رغد أن تتفهم الموضوع: وهل طبيعي أن تذهبي معه وتتحدثان تحت مُسمى الصداقة! ليلى: أرجوكِ رغد لا أريد الآن نصائح فقط أريد رضاء أبي رغد: حبيبتي ليلي أنتِ لست أختى فقط بل أبنتي ورفيقتي، ولا أُريد أن تفعلي شيء يعصي الله، أنتِ تعلمِ جيد أنه لا يوجد شيء يُسمى صداقة بين الجنسين؛ لأن الله حرم ذلك وأيضًا هذه الصداقة مفسدة للقلب وخاصة نحن يا عزيزتي لأننا عاطفين جدًا، ويجب أن تكون المعاملة بحدود بين الطرفين وللأمور الضرورية فقط ليلى: سأحاول أن شاء الله أن ألتزم بكلامك لكن أرجوكِ أجعلِ أبي يُسامحني رغد:أن شاء الله يا ليلى، أنا سأذهب الآن ليلى بمزاح: أذهبِ أيتها العَروس زوجك قادم بعد قليل لتردف رغد بحزم مصتنع:ليلى اذهبِ مِن أمام وجهي الآن مر بعض مِن الوقت وقد جاء مروان، في ذلك الوقت كانت تنتظر رغد قُدومه على أحر مِن الجمر مُنذ عقد القرآن مِن شهر لم يأتي لها ولا مرة بسبب ضغوطات العمل وتحضير الزفاف، كانت ترسم إبتسامة على وجهها عندما أخبرها والدها أن مروان بالخارج، شعرت أن الأرض لن تسعها هو حقًا أول شخص قد دق قلبها له هو شخص الذي جاء وكسب قلبها بعدما كانت تصون قلبها حتى يرزقها الله هذا الحب النقي في الحلال، جلسوا جميعًا بعدما تبادلوا التحية، مرت برهة مِن الصمت، حتى تنحنح مروان مُردفًا: عمي هناك موضوع هام لا بد أن نتحدث به فهم والد رغد أنه يريد أن يُحدثه على إنفراد لينظر لرغد التي نظرت لهم باستغراب وأردف:مِن فضلك يا رغد نُريد فنجانين قهوة فهمت رغد أنهم يريدوا أن يتحدثوا بِمفردهم لتنقل بصرها بين والدها ومروان ثم هزت رأسها موافقة ثم ذهبت لتحضر لهم القهوة وهي شادرة، تُفكر لماذا تشعر أن مروان متغير معها اليوم كثيرًا هل صدر منها شىء ازعجه أم ماذا؟ لم تفيق مِن شرودها سوى على صوت أختها وهي تغلق الغاز على قهوة وأردفت:هل أنتِ بخير يا حبيبتى ماذا بكِ؟ رغد:لا أعلم هُناك شيء يجعلني أشعر بالخوف، شعور غريب لا أعلم ماذا حدث لي اليوم، يبدو أنني أخاف بلا داعٍ، لكن خير أن شاء الله لتخرج إلى صالون مع ليلي لتقدم لهم القهوة، وهي تُحاول رسم إبتسامة على وجهها...تلاشت الإبتسامة فجأة وظهرت علامات الصدمة على وجهها لتقفت محلها وهي تستمع لأخر كلمات الذي مِن المفترض أنه أصبح زوجها مع والدها ثم غادر، وغادر معه أمال وأحلام رغد في تكوين أسرة جميلة تحتضنها الدفئ لم تسمع أي شيء أخر سوى صدى هذه الكلمات التي تردد في أذنها ووقعت على قلبها مثل الصاعقة التي تنزل على مزرعة تُدمرها وتحولها إلى صحراء جرداء...سامحني عمي الزواج قسمة ونصيب لن أستطيع الأستمرار مع رغد، أصبحت أشعر أنني... لينظر له والدها بصدمة مِن هذا الكلام كيف ستكون أبنته مطلقة قبل الزفاف وأردف بغضب: ما هذا الكلام؟ وماذا أصبحت تشعر الآن؟ أخفض رأسه وهو يشعر بالخجل مما سيقوله: أصبحت لا أشعر تجاهها بشيء مِن الأساس، وهناك مشاعر نفور مِن...تشوه وجهها! سأرسل لها ورقة الطلاق، عن اذنك ليردف والدها: مِن الأساس قلبي لا يطمئن على ابنتى عند شبه رجل مثلك أردف أخر كلماته ثم غادر...وقف والدها مصدوم كيف سيخبرها أن زوجها تركها قبل حفل الزفاف بأسابيع؟ وشعوره بالحزن على ابنته ذات القلب النقي لا تستحق هذا الألم والخذلان مِن أول شخص فتحت له قلبها! ليقع مِن يديها الصحن وتتهشم الفناجين مثل حال قلبها، ليسمع صوت ارتطام قوي على الأرض لينظر خلفه ليجد رغد سقطت مغشيًا عليها على الأرض مِن هول ما سمعته، بينما ليلى تبكي بحزن على أختها بل وصديقة عمرها أيضًا، تضرب على وجهها بخفة تُحاول أن تفيقها بعد مرور هذه السواعيات الصعبة، أستيقظت رغد لتجد والدها وليلى بجانبها في غرفتها، لتغلق عينها مرة أخرى تُحاول تكذيب عقلها الذي يخبرها أنها خُذلت مِن أقرب الأشخاص لقلبها، وتركها لماذا؟ هل بسبب هذا التشوه البسيط الذي بجانب وجهها، الناتج مِن هذه الحادثة التى تركت أثر في وجهها وحفرت ذكرياتها في قلبها! بكت بكُل ما أوتيت مِن قوة، كلما تتذكر كلمات مروان، ليشير والدها لليلى حتى تخرج ويتحدث مع رغد قليلاً، بالرغم أنه لا يعرف ماذا سيقول وكأن الكلمات ضاعت ليمسك يديها ويربت عليها بحنو، كأنه يريد مُداواة قلبها وتهدئه آلامها:لعله خير يا جميلتي، أنتِ أبنتي القوية التي لا يليق بها الحزن والضعف ليضمها والدها بينما هي ظلت تبكي حتى شعرت أن أنفاسها ستنقطع وأردفت بصوت مبحوح: هل أنا حقًا قبيحة يا أبي! ما ذنبي فيما حدث؟ هل أنا مَن تمنيت أن تحدث معي هذا الحادثة وأخسر بها والدتي أو يُشوه وجهي؟ كيف يفعل بي هكذا وهو أول شخص يدخل قلبي؟ والدها بحزن: لا تقولى مشوهه وهذا الكلام الغير منطقي، شخص مثلهُ لا يستحق جوهرة مثلك يا جميلتي، والله لم أرى في جمالك وجمال روحك مِن قبل، وصدقيني هو الخاسر ولستِ أنتِ، سيعوضكِ الله خيرًا منه وستقولي غدًا (قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حقًّا) لينهض مِن جانبها وأردف لها بفخر:أعلم أن فؤادك يؤلمك كثيرًا لكن أعلم أيضًا أن ابنتي قوية وستتخطى كُل ذلك خرج والدها مِن الغرفة وهو يشعر أن ثقل الحياة وهمومها في قلبه، ليطلق تنهيدة حارة وهو يحاول أن يكون قوي أمام ابنته التي كُسِر قلبها أمام عيناه، ليجد ليلي بجانب الباب تنظر له بعينان حزينتان يبدو عليهم البكاء، لتردف لوالدها:كيف حال رغد آلان؟ والدها: ليست بخير أبدًا، أذهبِ لها ولا تتركيها بمفردها حتى لا تغرق في تفكيرها انسحب الأب مِن أمام غرفة ابنته وهو يجر قدميه بصعوبة ليصل إلى أقرب مقعد أمامه، ومر الليل بظلمته على قلب رغد كمر السنين، لم تتركها ليلى أبدًا وظلت بجانبها، لكن مِن الأساس رغد لا تشعر بأي شيء حولها، سوى كلمات مروان تتردد في أذنيها... أصبحتُ لا أشعر تجاهها بشيء مِن الأساس، وهناك مشاعر نفور مِن...تشوه وجهها! سأرسل لها ورقة الطلاق خرجت إلى الشرفة وهي تشعر بغصة شديدة في قلبها، لترفع عينها إلى السماء بعدما أطلقت تنهيدة قوية تخرج ما بها مِن ألم وحزن، وأردفت: يا الله أنتَ عليم أنني حافظت على قلبي كُل ذلك حتى يأتي مَن يستحقه، اللهم لا أعتراض على قضائك وقدرك، يارب أربط على قلبي لأنني لا أحتمل ذلك أبدًا وعوضني خيرًا مِن ذلك...لتصمت قليلًا ثم أكملت بيأس:ولا أعلم هل سيصبح في قلبي مكان لشخص أخر؟ كانت تجلس في الحديقة وقد مر على هذه الحادثة المؤلمة أقل مِن أسبوع، شاردة أمامها في لا شيء وقد جذبتها أفكارها إلى دوامة ليست لها أخر، كانت مِن المفترض أن تحضر لزفافها الآن بدلًا مِن جلوسها هكذا وهي تشعر أنها أحزن شخص على سطح الأرض، لتفيق من شرودها لتجد صاحب البريد قد جاء ويحمل ورقًا في يديه ويسأل عنها، لتأخذ منه الورق وقد أدركت ما به، أمسكت القلم وقلبها يرتجف قبل يديها ثم وقعت على الورق وهي تردد بداخلها:عاهدت نفسي ألا أبكي على شخص مثله أبدًا، هو لا يستحق قلبكِ الذي احبه بكُل صدق، لكن أبكي على حالي ثم ذهب الرجل مِن أمامها، لتجد ليلى تحضنها وأردفت بحزن:والله سيعوضك الله خيرًا منه، أنتِ تستحقي شخص أفضل مِنه بكثير لتردف رغد بصعوبةتمنع نفسها مِن الأنفجار في البكاء: أن شاءلله يا حبيبتي وأنا أثق أن الله قادرًا على تغير حال قلبي وتمر الأيام والسنين ومازالت رغد صابرة تحمد الله على كُل ما حدث لها، تؤمن أن بعد كُل إبتلاه كبير هناك عوض وجبر مِن الله أكبر، لم تحزن كُل هذه السنين إلا على حالها، وأنها وضعت ثقتها في شخص لا يستحق كُل هذه الثقة، لكنه لم يفرق معها بعد ذلك اليوم الذي تركها به في منتصف الطريق؛ ولأنها تثق في الله أنه سيعوضها عن كُل هذا، قد عوضها خيرًا فعلًا واعطاها أكثر مما تمنت أو تخيلت، وفي أحدى الليالي تجلس في شرفتها ممسكه بدفترها، بعد يوم طويل وشاق لكنه مُكلل بالسعادة وجبر الله لقبلها على تحمل كُل هذه السنين الصعبة، كان اليوم عقد قرآنها على شخص يستحقها بالفعل، شخص لم يرى أنها قبيحة بسبب ندبة أو تشوه بسيط بجانب وجهها فقط، شخص جعل ثقتها في نفسها تزيد أكثر لا تنقص أمسكت بقلمها لتوثق هذا اليوم المميز في حياتها، لتغمض عينيها وهي تحمد الله كثيرًا، ثم بدأت تكتب ولا تعرف كيف سوف تعبر عن مشاعرها، مشاعر كثيرة مِن الجبر والفرحة والتأثر: اليوم كان عقد قرآني بعدما ظننت أن قلبي قد مات بعد ما حدث، وأنني لن أستطيع أن أثق في أي شخص أخر، لكن دائمًا الله يرزقنا خيرًا مما نتمنى وأحسن مما تخيلنا، كنت فقط أتمنى أن أتخطى تلك الفترة فقط ولا أريد شيء أخر، لكنني تخطيتها بفضل الله وعونه لي، ورزقني شخص قد جعلني أظن أنني أجمل ما رأت عيناه، وجعل ثقتي في نفسي أكبر، وتأكدت أن كُل يراك بعين طبعه وبقدر محبتك في قلبه، وكما قال والدي لي في ذلك اليوم... سيعوضكِ الله خيرًا منه وستقولي غدًا (قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حقًّا) لتتذكر كلامه لها بعد عقد القرآن: كُل ذلك وأنا أمنع نفسي أن أخبرك أنكِ أجمل ما رأيت، وأنني حتى في يوم الرؤية الشرعية لم أهتم جدًا لهذه الندبة البسيطة التي في وجهك كما يقولون، يكفي جمال روحك ونقاء قلبك، نعم لم أستطع أن أخبرك ذلك في الخطوبة لكن الآن أستطيع أن أبوح أنكِ أجمل فتاة عرفتها! لتغلق الدفتر وتضعه بجانبها، ثم رفعت نظرها إلى السماء وأخرجت تنهيدة قوية لكنها ليست مثل المرة الماضية، ورُسمت الإبتسامة على وجهها، وبداخلها سعادة لا توصف، وهي متأكدة أنها الآن مع الشخص الصحيح، ولا يشعر بها إلا مَن تألم كثيرًا لكنه أحسن الظن بالله وهو يعلم أن الله لا يُخيبُ ظنه به عز وجل. وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا” (الطور: 48) (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) سورة النحل – الآية 126 وتذكر أنت أيضًا يا مَن تكادست الهموم على قلبك، غدًا سوف تبتسم لك الحياة، وسيغمرك عوض وجبر الله قريبًا، أبشر وتمسك بحسن الظن بالله. ك/ملك مصطفى. ❝ ⏤𝓜𝓛𝓚 𝓜𝓢𝓣𝓕𝓐
❞ اسكريبت:*عوضًا لِما مضى*
كانت تجلس في غرفتها تنظر أمامها في المرآة والدمعُ يُزين وجنتيها، ذكريات هذا اليوم تَمر أمامها وكأنه لم يمرُ عليه خمس سنوات كاملة، خمس سنوات تتألم وتتظاهر أنها صامدةً أمام الجميع، ولكن بداخلها براكين في أي لحظة تترقب لتنفجر، لم ينقذها مِن دوامة أفكارِها سوي صوت والدها الذي هز المكان بالكامل، أنتفض جسدها ومسحت دموعها بسرعة وهرولت إلى الأسفل مِن حيث يأتي صوت والدها، وأردفت بخوف:هل حدث شيء يا أبي؟ والدها بغضب وهو ينظر إلى أختها - ليلى- التي يُمسكُها من ساعدها: لا يوجد شيء مهم يا رغد ثم نظر إلى ليلى وأردف بقتضاب: لا أُريد رُأيتِك أمامي اليوم رغد بستغراب وهي تُحدث أختها: ماذا فعلتي يا ليلى؟ والدها بجمود: رغد مروان سيأتي بعد قليل حتى نتناقش في تحضيرات الزفاف وأخبرني أن هُناك موضوع مهم أيضًا شعرت رغد بشيء مِن القلق لكن حاولت أن تُخفي هذا الشهور وأردفت:في أي موضوع سيتكلم به لم يُخبرني والدها: سيكون موضوع بخصوص تحضيرات الزفاف بالتأكيد، أذهبِ أنتِ لتستعدي
ذهبت رغد مِن أمام والدها وهذا الموضوع المهم الذي سيتحدث به مروان قد أدخل على قلبها القلق، لكن شعرت أنها أعطت الموضوع أكبر مِن حجمه لتنفض هذه الأفكار ثم ذهبت إلى غرفة أختها؛ حتى تعلم ما سبب غضب والدها عليها، طرقت باب غرفتها ليأتيها صوت أختها المُتحشرج مِن البكاء وهي تسمح لها بالدخول لتجلس رغد بجانبها على أرض وأردفت بحنان اعتادت عليه ليلى مِن أختها الكبيرة التي بمثابة والدتها: ماذا فعلتِ يا جميلتي حتى يغضب أبي عليكِ كُل هذا الغضب لتنظر لها ليلى وأردفت:أتمنى ألا توبّخيني أنتِ أيضًا رغد: أنا سأضربك الآن هل ستجعليني أنتظر كُل هذا ومِن الأساس أنا منشغلة في الكثير مِن الأشياء ليلى بسرعة: في الصباح أخبرت أبي أنني ذاهبة إلى جامعتي وهذا ما حدث بالفعل، لكن بعد المحاضرات عرض علىَّ صديق لي أن نجلس في أي كافية قريب وهكذا نشرب شيء يعني لا تفهميني خطأ أنتِ أيضًا! حاولت رغد أن تتفهم الموضوع: وهل طبيعي أن تذهبي معه وتتحدثان تحت مُسمى الصداقة! ليلى: أرجوكِ رغد لا أريد الآن نصائح فقط أريد رضاء أبي رغد: حبيبتي ليلي أنتِ لست أختى فقط بل أبنتي ورفيقتي، ولا أُريد أن تفعلي شيء يعصي الله، أنتِ تعلمِ جيد أنه لا يوجد شيء يُسمى صداقة بين الجنسين؛ لأن الله حرم ذلك وأيضًا هذه الصداقة مفسدة للقلب وخاصة نحن يا عزيزتي لأننا عاطفين جدًا، ويجب أن تكون المعاملة بحدود بين الطرفين وللأمور الضرورية فقط ليلى: سأحاول أن شاء الله أن ألتزم بكلامك لكن أرجوكِ أجعلِ أبي يُسامحني رغد:أن شاء الله يا ليلى، أنا سأذهب الآن ليلى بمزاح: أذهبِ أيتها العَروس زوجك قادم بعد قليل لتردف رغد بحزم مصتنع:ليلى اذهبِ مِن أمام وجهي الآن
مر بعض مِن الوقت وقد جاء مروان، في ذلك الوقت كانت تنتظر رغد قُدومه على أحر مِن الجمر مُنذ عقد القرآن مِن شهر لم يأتي لها ولا مرة بسبب ضغوطات العمل وتحضير الزفاف، كانت ترسم إبتسامة على وجهها عندما أخبرها والدها أن مروان بالخارج، شعرت أن الأرض لن تسعها هو حقًا أول شخص قد دق قلبها له هو شخص الذي جاء وكسب قلبها بعدما كانت تصون قلبها حتى يرزقها الله هذا الحب النقي في الحلال،
جلسوا جميعًا بعدما تبادلوا التحية، مرت برهة مِن الصمت، حتى تنحنح مروان مُردفًا: عمي هناك موضوع هام لا بد أن نتحدث به فهم والد رغد أنه يريد أن يُحدثه على إنفراد لينظر لرغد التي نظرت لهم باستغراب وأردف:مِن فضلك يا رغد نُريد فنجانين قهوة
فهمت رغد أنهم يريدوا أن يتحدثوا بِمفردهم لتنقل بصرها بين والدها ومروان ثم هزت رأسها موافقة ثم ذهبت لتحضر لهم القهوة وهي شادرة، تُفكر لماذا تشعر أن مروان متغير معها اليوم كثيرًا هل صدر منها شىء ازعجه أم ماذا؟ لم تفيق مِن شرودها سوى على صوت أختها وهي تغلق الغاز على قهوة وأردفت:هل أنتِ بخير يا حبيبتى ماذا بكِ؟ رغد:لا أعلم هُناك شيء يجعلني أشعر بالخوف، شعور غريب لا أعلم ماذا حدث لي اليوم، يبدو أنني أخاف بلا داعٍ، لكن خير أن شاء الله
لتخرج إلى صالون مع ليلي لتقدم لهم القهوة، وهي تُحاول رسم إبتسامة على وجهها..تلاشت الإبتسامة فجأة وظهرت علامات الصدمة على وجهها لتقفت محلها وهي تستمع لأخر كلمات الذي مِن المفترض أنه أصبح زوجها مع والدها ثم غادر، وغادر معه أمال وأحلام رغد في تكوين أسرة جميلة تحتضنها الدفئ لم تسمع أي شيء أخر سوى صدى هذه الكلمات التي تردد في أذنها ووقعت على قلبها مثل الصاعقة التي تنزل على مزرعة تُدمرها وتحولها إلى صحراء جرداء..سامحني عمي الزواج قسمة ونصيب لن أستطيع الأستمرار مع رغد، أصبحت أشعر أنني.. لينظر له والدها بصدمة مِن هذا الكلام كيف ستكون أبنته مطلقة قبل الزفاف وأردف بغضب: ما هذا الكلام؟ وماذا أصبحت تشعر الآن؟ أخفض رأسه وهو يشعر بالخجل مما سيقوله: أصبحت لا أشعر تجاهها بشيء مِن الأساس، وهناك مشاعر نفور مِن..تشوه وجهها! سأرسل لها ورقة الطلاق، عن اذنك ليردف والدها: مِن الأساس قلبي لا يطمئن على ابنتى عند شبه رجل مثلك أردف أخر كلماته ثم غادر..وقف والدها مصدوم كيف سيخبرها أن زوجها تركها قبل حفل الزفاف بأسابيع؟ وشعوره بالحزن على ابنته ذات القلب النقي لا تستحق هذا الألم والخذلان مِن أول شخص فتحت له قلبها! ليقع مِن يديها الصحن وتتهشم الفناجين مثل حال قلبها، ليسمع صوت ارتطام قوي على الأرض لينظر خلفه ليجد رغد سقطت مغشيًا عليها على الأرض مِن هول ما سمعته، بينما ليلى تبكي بحزن على أختها بل وصديقة عمرها أيضًا، تضرب على وجهها بخفة تُحاول أن تفيقها
بعد مرور هذه السواعيات الصعبة، أستيقظت رغد لتجد والدها وليلى بجانبها في غرفتها، لتغلق عينها مرة أخرى تُحاول تكذيب عقلها الذي يخبرها أنها خُذلت مِن أقرب الأشخاص لقلبها، وتركها لماذا؟ هل بسبب هذا التشوه البسيط الذي بجانب وجهها، الناتج مِن هذه الحادثة التى تركت أثر في وجهها وحفرت ذكرياتها في قلبها! بكت بكُل ما أوتيت مِن قوة، كلما تتذكر كلمات مروان، ليشير والدها لليلى حتى تخرج ويتحدث مع رغد قليلاً، بالرغم أنه لا يعرف ماذا سيقول وكأن الكلمات ضاعت ليمسك يديها ويربت عليها بحنو، كأنه يريد مُداواة قلبها وتهدئه آلامها:لعله خير يا جميلتي، أنتِ أبنتي القوية التي لا يليق بها الحزن والضعف ليضمها والدها بينما هي ظلت تبكي حتى شعرت أن أنفاسها ستنقطع وأردفت بصوت مبحوح: هل أنا حقًا قبيحة يا أبي! ما ذنبي فيما حدث؟ هل أنا مَن تمنيت أن تحدث معي هذا الحادثة وأخسر بها والدتي أو يُشوه وجهي؟ كيف يفعل بي هكذا وهو أول شخص يدخل قلبي؟ والدها بحزن: لا تقولى مشوهه وهذا الكلام الغير منطقي، شخص مثلهُ لا يستحق جوهرة مثلك يا جميلتي، والله لم أرى في جمالك وجمال روحك مِن قبل، وصدقيني هو الخاسر ولستِ أنتِ، سيعوضكِ الله خيرًا منه وستقولي غدًا (قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حقًّا) لينهض مِن جانبها وأردف لها بفخر:أعلم أن فؤادك يؤلمك كثيرًا لكن أعلم أيضًا أن ابنتي قوية وستتخطى كُل ذلك
خرج والدها مِن الغرفة وهو يشعر أن ثقل الحياة وهمومها في قلبه، ليطلق تنهيدة حارة وهو يحاول أن يكون قوي أمام ابنته التي كُسِر قلبها أمام عيناه، ليجد ليلي بجانب الباب تنظر له بعينان حزينتان يبدو عليهم البكاء، لتردف لوالدها:كيف حال رغد آلان؟ والدها: ليست بخير أبدًا، أذهبِ لها ولا تتركيها بمفردها حتى لا تغرق في تفكيرها
انسحب الأب مِن أمام غرفة ابنته وهو يجر قدميه بصعوبة ليصل إلى أقرب مقعد أمامه، ومر الليل بظلمته على قلب رغد كمر السنين، لم تتركها ليلى أبدًا وظلت بجانبها، لكن مِن الأساس رغد لا تشعر بأي شيء حولها، سوى كلمات مروان تتردد في أذنيها.. أصبحتُ لا أشعر تجاهها بشيء مِن الأساس، وهناك مشاعر نفور مِن..تشوه وجهها! سأرسل لها ورقة الطلاق خرجت إلى الشرفة وهي تشعر بغصة شديدة في قلبها، لترفع عينها إلى السماء بعدما أطلقت تنهيدة قوية تخرج ما بها مِن ألم وحزن، وأردفت: يا الله أنتَ عليم أنني حافظت على قلبي كُل ذلك حتى يأتي مَن يستحقه، اللهم لا أعتراض على قضائك وقدرك، يارب أربط على قلبي لأنني لا أحتمل ذلك أبدًا وعوضني خيرًا مِن ذلك..لتصمت قليلًا ثم أكملت بيأس:ولا أعلم هل سيصبح في قلبي مكان لشخص أخر؟
كانت تجلس في الحديقة وقد مر على هذه الحادثة المؤلمة أقل مِن أسبوع، شاردة أمامها في لا شيء وقد جذبتها أفكارها إلى دوامة ليست لها أخر، كانت مِن المفترض أن تحضر لزفافها الآن بدلًا مِن جلوسها هكذا وهي تشعر أنها أحزن شخص على سطح الأرض، لتفيق من شرودها لتجد صاحب البريد قد جاء ويحمل ورقًا في يديه ويسأل عنها، لتأخذ منه الورق وقد أدركت ما به، أمسكت القلم وقلبها يرتجف قبل يديها ثم وقعت على الورق وهي تردد بداخلها:عاهدت نفسي ألا أبكي على شخص مثله أبدًا، هو لا يستحق قلبكِ الذي احبه بكُل صدق، لكن أبكي على حالي
ثم ذهب الرجل مِن أمامها، لتجد ليلى تحضنها وأردفت بحزن:والله سيعوضك الله خيرًا منه، أنتِ تستحقي شخص أفضل مِنه بكثير لتردف رغد بصعوبةتمنع نفسها مِن الأنفجار في البكاء: أن شاءلله يا حبيبتي وأنا أثق أن الله قادرًا على تغير حال قلبي
وتمر الأيام والسنين ومازالت رغد صابرة تحمد الله على كُل ما حدث لها، تؤمن أن بعد كُل إبتلاه كبير هناك عوض وجبر مِن الله أكبر، لم تحزن كُل هذه السنين إلا على حالها، وأنها وضعت ثقتها في شخص لا يستحق كُل هذه الثقة، لكنه لم يفرق معها بعد ذلك اليوم الذي تركها به في منتصف الطريق؛ ولأنها تثق في الله أنه سيعوضها عن كُل هذا، قد عوضها خيرًا فعلًا واعطاها أكثر مما تمنت أو تخيلت،
وفي أحدى الليالي تجلس في شرفتها ممسكه بدفترها، بعد يوم طويل وشاق لكنه مُكلل بالسعادة وجبر الله لقبلها على تحمل كُل هذه السنين الصعبة، كان اليوم عقد قرآنها على شخص يستحقها بالفعل، شخص لم يرى أنها قبيحة بسبب ندبة أو تشوه بسيط بجانب وجهها فقط، شخص جعل ثقتها في نفسها تزيد أكثر لا تنقص
أمسكت بقلمها لتوثق هذا اليوم المميز في حياتها، لتغمض عينيها وهي تحمد الله كثيرًا، ثم بدأت تكتب ولا تعرف كيف سوف تعبر عن مشاعرها، مشاعر كثيرة مِن الجبر والفرحة والتأثر: اليوم كان عقد قرآني بعدما ظننت أن قلبي قد مات بعد ما حدث، وأنني لن أستطيع أن أثق في أي شخص أخر، لكن دائمًا الله يرزقنا خيرًا مما نتمنى وأحسن مما تخيلنا، كنت فقط أتمنى أن أتخطى تلك الفترة فقط ولا أريد شيء أخر، لكنني تخطيتها بفضل الله وعونه لي، ورزقني شخص قد جعلني أظن أنني أجمل ما رأت عيناه، وجعل ثقتي في نفسي أكبر، وتأكدت أن كُل يراك بعين طبعه وبقدر محبتك في قلبه، وكما قال والدي لي في ذلك اليوم.. سيعوضكِ الله خيرًا منه وستقولي غدًا (قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حقًّا) لتتذكر كلامه لها بعد عقد القرآن: كُل ذلك وأنا أمنع نفسي أن أخبرك أنكِ أجمل ما رأيت، وأنني حتى في يوم الرؤية الشرعية لم أهتم جدًا لهذه الندبة البسيطة التي في وجهك كما يقولون، يكفي جمال روحك ونقاء قلبك، نعم لم أستطع أن أخبرك ذلك في الخطوبة لكن الآن أستطيع أن أبوح أنكِ أجمل فتاة عرفتها!
لتغلق الدفتر وتضعه بجانبها، ثم رفعت نظرها إلى السماء وأخرجت تنهيدة قوية لكنها ليست مثل المرة الماضية، ورُسمت الإبتسامة على وجهها، وبداخلها سعادة لا توصف، وهي متأكدة أنها الآن مع الشخص الصحيح، ولا يشعر بها إلا مَن تألم كثيرًا لكنه أحسن الظن بالله وهو يعلم أن الله لا يُخيبُ ظنه به عز وجل.
وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا” (الطور: 48) (وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) سورة النحل – الآية 126 وتذكر أنت أيضًا يا مَن تكادست الهموم على قلبك، غدًا سوف تبتسم لك الحياة، وسيغمرك عوض وجبر الله قريبًا، أبشر وتمسك بحسن الظن بالله.
❞ شيماء نائل اسم الكتاب: في فلك يسبحون نوعه: رواية اجتماعية رومانسية عدد الصفحات: 137 عنوان الكتاب جعلني أتأمل خلق الكون والفضاء حتى أصغر شيء. لأن الإنسان جزء من الكون فالتغير شيء أساسي في حياة الإنسان، نتأمل الحياة من ابتلاء فيه حكمة وتدبير من الله ليعلمه درس يقدر فيه قيمة الحياة. الغلاف الخلفي تركتنا مع جمال إبداع الخالق، مع الشخصيات تأخذنا الفضول لنعرف ما هي القصة. الإهداء امتنان إلى الله على كل النعم، وامتنان الكاتبة لعائلتها. السرد لغة سلسة مبسطة سهل على القارئ استيعابها، ترصد لنا معلومات عن الفضاء وتأثر الكاتبة بالقرآن الكريم وربطه بالعلم، واجتهادها وبحثها لتبسيط المعلومات دفعت القارئ لتأمل الحياة وأنه جزء من عالم أكبر. رسمت كلماتها برشية فنان مبدع جسدت جمال النمسا والأشخاص، كأنه شريط سينمائي نشاهده ونتعاطف معه. ليلي أخذت نصيبها من اسمها في دراستها وحياتها، وحبها الخيال لتلقي فيها نفسها ورجها ، وسعادتها بأبسط الأشياء، فهي مرآة لجمال روحها، وحبها لدراسة علم الفضاء، هي وأبطال الرواية. في روايتها المميزة جعلت القارئ يتأمل حكمة وتدبير الله في الحياة، ورد فعل الأشخاص من تصرف حكيم في تعاملهم مع القدر. رسمت كل شخصية بصورة حكيمة، وتركيز دورهم في الحياة وسعيهم وتمسكهم بالعلم والدراسة. ومن الجميل في الرواية هي المشاعر الإنسانية، عندما أساء عمرو الظن بليلي، أراد أن يعوضها تكفير عن ذنبه تجاهها، قيمة مكانة الأشخاص في قلوبهم مهما كان بعد المسافة وعدم التواصل المستمر، التعامل مع أخطاء الآخرين وتمسكنا بالمبادئ مع حفظ مكانتهم في قلوبنا. الحبكة سافرت عبر الزمن بين الماضي والحاضر، لأعيش مع أحداث الرواية، وأتأمل ردود أفعال الأشخاص والحكمة منها، وتعاملهم وإيمانهم بقدر ربنا. النهاية مرضية للقارئ تجعلنا نثق في حكمة الله وتدبيره. اقتباسات ما زلت أتخبط بين فوضى أفكاري المبعثرة، هذه تروقني، وأخرى أمحيها، أما تلك التي أريدها لكنها صعبة المنال، ما بين شتات قلب منهك وعقل ثائر معلق بالأفكار الموجودة والأخرى التي لا وجود لها، خيال يرسم في الأفق البعيد المترامي وراء أضواء الذكريات الجميلة، يبعث في النفس قليل من الراحة والاطمئنان والهدوء أيضا، تسافر عبر خيالك من كون آخر من صنعك أنت. مكانها بالقلب هو القلب نفسه، فإذا رأيتها عاد قلبي لي من جديد.. ❝ ⏤وفاء الغرباوي
❞ شيماء نائل اسم الكتاب: في فلك يسبحون نوعه: رواية اجتماعية رومانسية عدد الصفحات: 137 عنوان الكتاب جعلني أتأمل خلق الكون والفضاء حتى أصغر شيء. لأن الإنسان جزء من الكون فالتغير شيء أساسي في حياة الإنسان، نتأمل الحياة من ابتلاء فيه حكمة وتدبير من الله ليعلمه درس يقدر فيه قيمة الحياة. الغلاف الخلفي تركتنا مع جمال إبداع الخالق، مع الشخصيات تأخذنا الفضول لنعرف ما هي القصة. الإهداء امتنان إلى الله على كل النعم، وامتنان الكاتبة لعائلتها. السرد لغة سلسة مبسطة سهل على القارئ استيعابها، ترصد لنا معلومات عن الفضاء وتأثر الكاتبة بالقرآن الكريم وربطه بالعلم، واجتهادها وبحثها لتبسيط المعلومات دفعت القارئ لتأمل الحياة وأنه جزء من عالم أكبر. رسمت كلماتها برشية فنان مبدع جسدت جمال النمسا والأشخاص، كأنه شريط سينمائي نشاهده ونتعاطف معه. ليلي أخذت نصيبها من اسمها في دراستها وحياتها، وحبها الخيال لتلقي فيها نفسها ورجها ، وسعادتها بأبسط الأشياء، فهي مرآة لجمال روحها، وحبها لدراسة علم الفضاء، هي وأبطال الرواية. في روايتها المميزة جعلت القارئ يتأمل حكمة وتدبير الله في الحياة، ورد فعل الأشخاص من تصرف حكيم في تعاملهم مع القدر. رسمت كل شخصية بصورة حكيمة، وتركيز دورهم في الحياة وسعيهم وتمسكهم بالعلم والدراسة. ومن الجميل في الرواية هي المشاعر الإنسانية، عندما أساء عمرو الظن بليلي، أراد أن يعوضها تكفير عن ذنبه تجاهها، قيمة مكانة الأشخاص في قلوبهم مهما كان بعد المسافة وعدم التواصل المستمر، التعامل مع أخطاء الآخرين وتمسكنا بالمبادئ مع حفظ مكانتهم في قلوبنا. الحبكة سافرت عبر الزمن بين الماضي والحاضر، لأعيش مع أحداث الرواية، وأتأمل ردود أفعال الأشخاص والحكمة منها، وتعاملهم وإيمانهم بقدر ربنا. النهاية مرضية للقارئ تجعلنا نثق في حكمة الله وتدبيره. اقتباسات ما زلت أتخبط بين فوضى أفكاري المبعثرة، هذه تروقني، وأخرى أمحيها، أما تلك التي أريدها لكنها صعبة المنال، ما بين شتات قلب منهك وعقل ثائر معلق بالأفكار الموجودة والأخرى التي لا وجود لها، خيال يرسم في الأفق البعيد المترامي وراء أضواء الذكريات الجميلة، يبعث في النفس قليل من الراحة والاطمئنان والهدوء أيضا، تسافر عبر خيالك من كون آخر من صنعك أنت. مكانها بالقلب هو القلب نفسه، فإذا رأيتها عاد قلبي لي من جديد. ❝
❞ نحن لا يمكننا أن #نتنبأَ بالمستقبلِ, هذا أمرٌ مؤكدٌ👌. ولكنك تستطيعُ أن تتوقعَ كثيرا من اللحظاتِ الصعبةِ التي سيتعينُ عليك التعامل معها🙂. ❝ ⏤بن هورويتز
❞ نحن لا يمكننا أن #نتنبأَ بالمستقبلِ, هذا أمرٌ مؤكدٌ👌. ولكنك تستطيعُ أن تتوقعَ كثيرا من اللحظاتِ الصعبةِ التي سيتعينُ عليك التعامل معها🙂. ❝
❞ في مدينة صغيرة، عاشت ثلاث فتيات صديقات مقربات: وسام أية وهدى. كانت كل واحدة منهن تحمل في قلبها قصة حب خاصة، لكنها كانت تواجه مشكلة كبيرة. كانت وسام تحب عماد، الشاب الوسيم الذي يدرس معها في الجامعة. كانت معجبة بشخصيته المرحة وطيبته، لكن عماد كان يعتبرها مجرد صديقة. أما أية، فكانت تحب إسلام، جارها منذ الطفولة. كانت معجبة بشجاعته وشهامته، لكن إسلام كان يحب فتاة أخرى. وكانت هدى تحب أسامة، زميلها في العمل. كانت معجبة بطموحه وإصراره، لكن أسامة كان متزوجًا. كانت الفتيات الثلاث يعانين من الحب من طرف واحد، وكان ذلك يؤثر على صداقتهن. كن يشعرن بالحزن والإحباط، ويتجنبن الحديث عن مشاعرهن. في إحدى الأمسيات، اجتمعت الفتيات في مقهى صغير، وقررن أن يصارحن بعضهن بمشاعرهن. بدأت وسام بالحديث عن حبها لعماد، ثم تحدثت ليك عن حبها لإسلام، وأخيرًا تحدثت هدى عن حبها لأسامة. بعد أن فرغن من الحديث، شعرن بالراحة والاطمئنان. أدركن أنهن لسن وحدهن في هذه المعاناة، وأن صداقتهن أقوى من أي حب. قررت الفتيات أن يدعمن بعضهن البعض، وأن يساعدن بعضهن على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. بدأن يقضين وقتًا أطول معًا، ويشاركن بعضهن في أنشطة مختلفة. بمرور الوقت، بدأت الفتيات يتقبلن حقيقة أن حبهن لن يتحقق. ركزن على صداقتهن، وعلى تحقيق أهدافهن في الحياة. أصبحت وسام أكثر اهتمامًا بدراستها، وحصلت على منحة للدراسة في الخارج. أما ليك، فبدأت في كتابة الشعر، ونشرت ديوانًا حاز على إعجاب الكثيرين. وقررت هدى أن تترك عملها، وتؤسس مشروعها الخاص. بعد سنوات، اجتمعت الفتيات الثلاث مرة أخرى. كن قد حققن نجاحات كبيرة في حياتهن، لكن الأهم من ذلك، أنهن كن ما زلن صديقات مقربات. أدركن أن الحب ليس كل شيء في الحياة، وأن الصداقة هي الكنز الحقيقي.. ❝ ⏤ασυɒα αɪssασυɪ
❞ في مدينة صغيرة، عاشت ثلاث فتيات صديقات مقربات: وسام أية وهدى. كانت كل واحدة منهن تحمل في قلبها قصة حب خاصة، لكنها كانت تواجه مشكلة كبيرة.
كانت وسام تحب عماد، الشاب الوسيم الذي يدرس معها في الجامعة. كانت معجبة بشخصيته المرحة وطيبته، لكن عماد كان يعتبرها مجرد صديقة.
أما أية، فكانت تحب إسلام، جارها منذ الطفولة. كانت معجبة بشجاعته وشهامته، لكن إسلام كان يحب فتاة أخرى.
وكانت هدى تحب أسامة، زميلها في العمل. كانت معجبة بطموحه وإصراره، لكن أسامة كان متزوجًا.
كانت الفتيات الثلاث يعانين من الحب من طرف واحد، وكان ذلك يؤثر على صداقتهن. كن يشعرن بالحزن والإحباط، ويتجنبن الحديث عن مشاعرهن.
في إحدى الأمسيات، اجتمعت الفتيات في مقهى صغير، وقررن أن يصارحن بعضهن بمشاعرهن. بدأت وسام بالحديث عن حبها لعماد، ثم تحدثت ليك عن حبها لإسلام، وأخيرًا تحدثت هدى عن حبها لأسامة.
بعد أن فرغن من الحديث، شعرن بالراحة والاطمئنان. أدركن أنهن لسن وحدهن في هذه المعاناة، وأن صداقتهن أقوى من أي حب.
قررت الفتيات أن يدعمن بعضهن البعض، وأن يساعدن بعضهن على تجاوز هذه المرحلة الصعبة. بدأن يقضين وقتًا أطول معًا، ويشاركن بعضهن في أنشطة مختلفة.
بمرور الوقت، بدأت الفتيات يتقبلن حقيقة أن حبهن لن يتحقق. ركزن على صداقتهن، وعلى تحقيق أهدافهن في الحياة.
أصبحت وسام أكثر اهتمامًا بدراستها، وحصلت على منحة للدراسة في الخارج. أما ليك، فبدأت في كتابة الشعر، ونشرت ديوانًا حاز على إعجاب الكثيرين. وقررت هدى أن تترك عملها، وتؤسس مشروعها الخاص.
بعد سنوات، اجتمعت الفتيات الثلاث مرة أخرى. كن قد حققن نجاحات كبيرة في حياتهن، لكن الأهم من ذلك، أنهن كن ما زلن صديقات مقربات. أدركن أن الحب ليس كل شيء في الحياة، وأن الصداقة هي الكنز الحقيقي. ❝