❞ إن معرفة حجم حبي لكِ كمحاولة معرفة حجم الكون الذي لا نعلم حدوداً له.. بكل ما نرآه منه وما خفي علينا..
مثلما لا يوجد سواكِ في قلبي.. لا أنوي البحث في هذا الكون الشاسع عن أنثى غيركِ.. إن لم تكوني أنتِ فسلامٌ على الدنيا وما فيها..
الحبُ أنتِ والجميع سواسية
ملحُ الكمال والجبالُ الراسية
لا تُشبهين وأنتِ أنتِ الباقية
كالشمسِ كنتِ رقيقة وقاسية
أنتِ السكينة بل ملاك بوصفكِ
دررٌ تجلت كالفصول وأتية
بردٌ وحرٌ وازدهار بربوةٍ
وحنين أمٍ كالغصونِ دانية
تُضفين ظِلاً بين دفءٍ مُؤنِسٍ
رقراق بردٍ من يزوركِ كافية
فيكِ تشابه واختلاف معازفٍ
كالياسمين ك ستِ الحسن ضارية
عطر الحياة وفيكِ سحر الآخرة
لا شعر يوفي كالسماءِ صافية
الأرض كلها يوم خلقكِ زغردت
والسُحب ترقصُ من قدومكِ باكية
إني أحبكِ لا حدود لوصفكِ
كما السماء لا حدود وزاهية
شبهتكِ بجنان مالك التي
ما أبصرتها أعينٌ في قافية
كل المسامع عن نعيمها أُغلقت
لا تأتي حلماً للنفوس الخاوية
سرٌ خفيٌ قد تعذر شرحه
تمشين سِحراً والخلائق فاهية
يتساءلون في طلاسمكِ التي
أرست فنوناً للغرام مداوية
كل الجهات تمنت لو تمشي بها
الأرضُ تُزهرُ من خطاكِ الراوية
والشمسُ ترفع من أكُفها داعية
فيكِ الصباح تكون تُشرقُ بادية
لا نقص فيكِ ولا اعتلال لقافية
فيكِ هدوءٌ فيكِ ريحٌ عاتية
فيكِ خواطر بنت نفس راضية
فيكِ تجمعت الصفاتُ الوافية
نبتت زهور من مخارج أحرفك
يفنىٰ الجمال وأنتِ كلكِ باقية
عيناكِ كونٌ والسماءُ تكحلت
في نظرة صارت لألأ زاهية
وخدودكِ ياقوت مشرق قد حكت
نغماً تجلىٰ للمسامعِ دافية
يا بنتَ قلبي والدواء ودائية
يا رقصَ نبضي والجراح الدامية
أحيا بصوتكِ أو بنظرة حانية
والموتُ عندي أن تغيبي ثانية
لو تكتبين الحرف حرفكِ داهية
نغماً يطوفُ وحرفُ الغيرِ عتاهية
سجدَ الكلامُ إذ بدأتِ بحبكه
منظومةً للشعرِ حتى الحاشية
كاللؤلؤِ المصفوفِ عِقداً رائعاً
يوماً كتبتِ خواطراً لي زاكية
الصدر يغرقُ في بحورِ قصائدك
والعجزُ ينجو في القوافي كسارية
يا من ضحكتُ إذا مررتِ أمامية
وانهلَ دمعي لو لمحتكُ جافية
الكون دونكِ لو جنان جهنمّ
وجهنمٌ إذ أنتِ فيها~ غاليه
#خالد_الخطيب. ❝ ⏤خالد الخطيب
❞ إن معرفة حجم حبي لكِ كمحاولة معرفة حجم الكون الذي لا نعلم حدوداً له. بكل ما نرآه منه وما خفي علينا.
مثلما لا يوجد سواكِ في قلبي. لا أنوي البحث في هذا الكون الشاسع عن أنثى غيركِ. إن لم تكوني أنتِ فسلامٌ على الدنيا وما فيها.
❞ هل أنا تلك البريئة التى تتخضب وجنتيها خجلا ما أن أطال أحدهم النظر إليها؟! أم تلك اللعوب بملامح مغرية تؤرق المضجع، عازفة ببراعه على أوتار القلوب، عابثة هنا وهناك؟! وكفراشة تقترب من اللهب طواعية فقد القلب طواعية ورددت الألسن ما عجز العقل عن فك أغواره\" من فعلها؟\" والعذر معلوم.. ❝ ⏤
❞ هل أنا تلك البريئة التى تتخضب وجنتيها خجلا ما أن أطال أحدهم النظر إليها؟! أم تلك اللعوب بملامح مغرية تؤرق المضجع، عازفة ببراعه على أوتار القلوب، عابثة هنا وهناك؟! وكفراشة تقترب من اللهب طواعية فقد القلب طواعية ورددت الألسن ما عجز العقل عن فك أغواره˝ من فعلها؟˝ والعذر معلوم. ❝
❞ ما من هُوةٍ تفصلُ بين خبراتي وخبرات الآخرين شكلتها مساحةٌ من الصمت باعدَت بيننا.. إلا وأقمتُ فوقها جِسرا. لو كان للموسيقى أن تتمثل لرؤية الناظر؛ لكان في إمكاني أن أُشير على التعيين إلى مسار نغمات الأورغون، كيفا ارتفعتْ وكيفما هبطت في سُلم النغمات: وهي تصعدُ إلى أعلى.. أعلى، وهي تتأرجح، وهي تتمايل، أراها الآن جَهوريةً عميقة، صارت طبقة الصوت الآن عاليةً وعاصِفة، عما قريبٍ ستُصبح ناعمةً ووقورة، وبين تلكم النغمات ذبذباتٌ رقيقةٌ منثورة، تصادفها في مسارها اللحني. يبدو الكمان بالنسبة إلي كائنًا حيا على نحو فاتِن؛ إذ يستجيبُ لأوهَن رغباتِ سيدِه العازف. التمايُز بين نغماته المعزوفة أكثر رقةً من نغمات البيانو. أستمتع بالبيانو أكثر ما يكون عندما ألمسه. فحين أضعُ يدي على صندوقه، أستشعرُ تهدجاتٍ ضئيلة، ورَجْعَ النغم المعزوف، ومن ثَم السكون الذي يتبعُ ذلك. أستطيعُ أن أستشعر الروح والمزاج المسيطرَيْن على اللحن الموسيقي؛ ألحقُ برتم الموسيقى الراقصة، وهي تتقافزُ فوق مفاتيح البيانو، أواكب اللحن الجنائزي الوئيد، وأستغرقُ مع الموسيقى الحالمة. ففي أوج لحظاتهما الإبداعية، ينقطعُ الشاعر البليغ والموسيقي العظيم عن الالتجاء إلى أدوات السمع والبصر الجِلفة. إذ يُفلتان من سلاسِل الحِس، ويطير كل منهما بعيدًا عن مرساتِه، بدَفعٍ من أجنحةِ الروح الوطيدة الآسِرة، ويُحلقان فوق روابينا المتلبدة بالضباب وودياننا المكسوة بالظلام، إلى أن يبلغا أرض النور، والنغم، والفَهم.. ❝ ⏤هيلين كيلر
❞ ما من هُوةٍ تفصلُ بين خبراتي وخبرات الآخرين شكلتها مساحةٌ من الصمت باعدَت بيننا. إلا وأقمتُ فوقها جِسرا. لو كان للموسيقى أن تتمثل لرؤية الناظر؛ لكان في إمكاني أن أُشير على التعيين إلى مسار نغمات الأورغون، كيفا ارتفعتْ وكيفما هبطت في سُلم النغمات: وهي تصعدُ إلى أعلى. أعلى، وهي تتأرجح، وهي تتمايل، أراها الآن جَهوريةً عميقة، صارت طبقة الصوت الآن عاليةً وعاصِفة، عما قريبٍ ستُصبح ناعمةً ووقورة، وبين تلكم النغمات ذبذباتٌ رقيقةٌ منثورة، تصادفها في مسارها اللحني. يبدو الكمان بالنسبة إلي كائنًا حيا على نحو فاتِن؛ إذ يستجيبُ لأوهَن رغباتِ سيدِه العازف. التمايُز بين نغماته المعزوفة أكثر رقةً من نغمات البيانو. أستمتع بالبيانو أكثر ما يكون عندما ألمسه. فحين أضعُ يدي على صندوقه، أستشعرُ تهدجاتٍ ضئيلة، ورَجْعَ النغم المعزوف، ومن ثَم السكون الذي يتبعُ ذلك. أستطيعُ أن أستشعر الروح والمزاج المسيطرَيْن على اللحن الموسيقي؛ ألحقُ برتم الموسيقى الراقصة، وهي تتقافزُ فوق مفاتيح البيانو، أواكب اللحن الجنائزي الوئيد، وأستغرقُ مع الموسيقى الحالمة. ففي أوج لحظاتهما الإبداعية، ينقطعُ الشاعر البليغ والموسيقي العظيم عن الالتجاء إلى أدوات السمع والبصر الجِلفة. إذ يُفلتان من سلاسِل الحِس، ويطير كل منهما بعيدًا عن مرساتِه، بدَفعٍ من أجنحةِ الروح الوطيدة الآسِرة، ويُحلقان فوق روابينا المتلبدة بالضباب وودياننا المكسوة بالظلام، إلى أن يبلغا أرض النور، والنغم، والفَهم. ❝
❞ \"وأخيرًا وجد فيتلوورث عازف الموسيقى داخل الغرفة الفينيسية؛ حيث تجمع حوله حشد كبير وقد وقف في المنتصف بجوار لوحة باكوس وأدريان للرسام تيتيان. كان رجلًا طويلًا ونحيفًا ذا مظهر شاذ غريب الأطوار، يرتدي قبعة مستدقة الطرف من اللباد وعباءة طويلة، ويبدو غير واعٍ تمامًا بجمهوره. وفي اللحظة التي وصل فيها فيتلوورث كان يعزف مقطوعة «كرنفال فينسيا» بإلهام ومهارة مع تنويعات لحنية منمقة، بينما ثبَّت عينَيه على اللوحة وهو يتأملها. فتحكم فيتلوورث في ملامحه بقدر ما استطاع وهو يخوض طريقه وسط الحشد حتى وصل إلى العازف وربت على كتفه برفق\". ❝ ⏤ار اوستن فريمان
❞ ˝وأخيرًا وجد فيتلوورث عازف الموسيقى داخل الغرفة الفينيسية؛ حيث تجمع حوله حشد كبير وقد وقف في المنتصف بجوار لوحة باكوس وأدريان للرسام تيتيان. كان رجلًا طويلًا ونحيفًا ذا مظهر شاذ غريب الأطوار، يرتدي قبعة مستدقة الطرف من اللباد وعباءة طويلة، ويبدو غير واعٍ تمامًا بجمهوره. وفي اللحظة التي وصل فيها فيتلوورث كان يعزف مقطوعة «كرنفال فينسيا» بإلهام ومهارة مع تنويعات لحنية منمقة، بينما ثبَّت عينَيه على اللوحة وهو يتأملها. فتحكم فيتلوورث في ملامحه بقدر ما استطاع وهو يخوض طريقه وسط الحشد حتى وصل إلى العازف وربت على كتفه برفق˝. ❝