❞ يأتي الحب كغيمة محملة بالعطر، تمطر على القلوب فتزهر الذكريات والوعود. ليس الحب وردة تُهدى، أو هدية تُلفّ بورقٍ فاخر، بل هو دفء اللحظات التي لا تُشترى، ونبضٌ صادق لا يخفت مع الوقت، الحب الحقيقي ليس يومًا نحتفل به، بل هو تفاصيل صغيرة تمتد على مدار العمر، في نظرة حانية، ويدٍ تُمسك بنا حين نتعثر، وكلمة تُحيينا حين يخذلنا العالم، وانا وجدت بك تلك اليد التي تحميني وتتمسك بي، وجدت بك الحنين والحب والسعادة، كنت أظن أن الحب مجرد كلمة ولكن معك وجدت أن الحب اعظيم شعور وهو شعور الأمان.
ك/هويدا صبري
#أسبرةـالليل. ❝ ⏤Howayda Sabry
❞ يأتي الحب كغيمة محملة بالعطر، تمطر على القلوب فتزهر الذكريات والوعود. ليس الحب وردة تُهدى، أو هدية تُلفّ بورقٍ فاخر، بل هو دفء اللحظات التي لا تُشترى، ونبضٌ صادق لا يخفت مع الوقت، الحب الحقيقي ليس يومًا نحتفل به، بل هو تفاصيل صغيرة تمتد على مدار العمر، في نظرة حانية، ويدٍ تُمسك بنا حين نتعثر، وكلمة تُحيينا حين يخذلنا العالم، وانا وجدت بك تلك اليد التي تحميني وتتمسك بي، وجدت بك الحنين والحب والسعادة، كنت أظن أن الحب مجرد كلمة ولكن معك وجدت أن الحب اعظيم شعور وهو شعور الأمان.
❞ كترين والاحداث الغامضة : سلسلة قصص الرعب ج1
كانت امي تنصحني وتقول اياكي والابتعاد من البيت اثناء اللعب وكنت انفذ كلامها الى ان جاء ذالك اليوم وقد كنت في 10 من عمري وقد اعتدت ان اعود الى البيت عند غروب الشمس ولكن اليوم لم اعد فقلقت امي على كثيرا وعندما خرجت لتبحث عني فلم تجدني وهي تقول في نفسها اين ابنتي هل خطفها احدهم هل ماتت هل هربت وكانت هذه الافكار السلبية تدور في مخيلتها وانا كنت في ضياع بين الافكار فقلت في نفسي قد كبرت استطيع ان افعل ما اشاء فانا في العاشرة من عمري وقد كنت امشي ولا اعرف الى اين اتجه كنت وحدي في وسط الليل لم افكر حتى في العودة الى البيت واذا بشخص هناك في وسط العتمة ينظر الى ويقول تعالى بصوت مخيف جدا فلم اعرف ماذا افعل تجمدت في مكاني دون حراك واذا به يقترب مني شعرت ان هناك شخصا اخر يراقبني من الخلف وعندما استدرت وجدت امرأة تقول لي نفس الكلام الذي قاله ذاك الرجل وقد كنت لا ارى جيدا في وسط عتمة فقد كان جسمهما اسود وقد ذكراني بالمجرم الذي في البرنامج الذي اتابعه وهو المحقق كونان وهنا بدأ يقتربان ومن كثرت الخوف اغمي علي وفي الصباح وجدت نفسي في سرير فاخر وغرفة جميلة جدا وعندما تجولت في البيت قد بدي لي انه بيت فاخر جدا وفي غرفة الجلوس وجدت رجلا وامراة يبلغان من العمر حوالي 40 سنة والقيا على التحية وقالا لي تعالى الى هنا فجلست بجوارهما وخوف يقتلني من ليلةالبارحة فقد كان عندي شكوك انهم هما من رايتهما البارحة فقالا لي : ما اسمك يا صغيرتي انا اسمي جوليان وزوجتي اسمها اليانا فما اسمك ?
أ.أ.أنا اسممممي : ككترين
اليانا : لماذا انت خائفة ياعزيزتي كترين انت معنا فلا تقلقي
جوليان : لقد وجدناكي ملقاتا على الارض في وسط الشارع فاتينا بك الى هنا . اين بيتك ياعزيزتي ?
كترين : ان بيتي في الضاحية الشمالية في قرية صغيرة
اليانا : وكيف اتيتي الى هنا قولي لي
كترين : لقد كنت العب مع صديقاتي في الخارج وعندما حل المساء كنت معتادة على الذهاب الى المنزل ولكن هذه المرة شعرت بشعور غريب شعرت ان هناك من كان يقول لي اذهبي الى المدينة ولا تعودي الى المنزل .
اليانا : هذه مجرد تخيلات هيا بنا نذهب الى منزلك لنعيدك الى امك فربما هي قلقة عليكي .
كترين : حسنا
كترين : ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه امي ابي لالالالالالالالالالالالالالالالالا
تابع الى الجزء الثاني
للكاتبة : حكيمة دحماني. ❝ ⏤حساب محذوف
❞ كترين والاحداث الغامضة : سلسلة قصص الرعب ج1
كانت امي تنصحني وتقول اياكي والابتعاد من البيت اثناء اللعب وكنت انفذ كلامها الى ان جاء ذالك اليوم وقد كنت في 10 من عمري وقد اعتدت ان اعود الى البيت عند غروب الشمس ولكن اليوم لم اعد فقلقت امي على كثيرا وعندما خرجت لتبحث عني فلم تجدني وهي تقول في نفسها اين ابنتي هل خطفها احدهم هل ماتت هل هربت وكانت هذه الافكار السلبية تدور في مخيلتها وانا كنت في ضياع بين الافكار فقلت في نفسي قد كبرت استطيع ان افعل ما اشاء فانا في العاشرة من عمري وقد كنت امشي ولا اعرف الى اين اتجه كنت وحدي في وسط الليل لم افكر حتى في العودة الى البيت واذا بشخص هناك في وسط العتمة ينظر الى ويقول تعالى بصوت مخيف جدا فلم اعرف ماذا افعل تجمدت في مكاني دون حراك واذا به يقترب مني شعرت ان هناك شخصا اخر يراقبني من الخلف وعندما استدرت وجدت امرأة تقول لي نفس الكلام الذي قاله ذاك الرجل وقد كنت لا ارى جيدا في وسط عتمة فقد كان جسمهما اسود وقد ذكراني بالمجرم الذي في البرنامج الذي اتابعه وهو المحقق كونان وهنا بدأ يقتربان ومن كثرت الخوف اغمي علي وفي الصباح وجدت نفسي في سرير فاخر وغرفة جميلة جدا وعندما تجولت في البيت قد بدي لي انه بيت فاخر جدا وفي غرفة الجلوس وجدت رجلا وامراة يبلغان من العمر حوالي 40 سنة والقيا على التحية وقالا لي تعالى الى هنا فجلست بجوارهما وخوف يقتلني من ليلةالبارحة فقد كان عندي شكوك انهم هما من رايتهما البارحة فقالا لي : ما اسمك يا صغيرتي انا اسمي جوليان وزوجتي اسمها اليانا فما اسمك ?
جوليان : لقد وجدناكي ملقاتا على الارض في وسط الشارع فاتينا بك الى هنا . اين بيتك ياعزيزتي ?
كترين : ان بيتي في الضاحية الشمالية في قرية صغيرة
اليانا : وكيف اتيتي الى هنا قولي لي
كترين : لقد كنت العب مع صديقاتي في الخارج وعندما حل المساء كنت معتادة على الذهاب الى المنزل ولكن هذه المرة شعرت بشعور غريب شعرت ان هناك من كان يقول لي اذهبي الى المدينة ولا تعودي الى المنزل .
اليانا : هذه مجرد تخيلات هيا بنا نذهب الى منزلك لنعيدك الى امك فربما هي قلقة عليكي .
❞ أكثر شكوى تعبر عنها النساء من الرجال مفادها أن الرجال لا يستمعون، فإما أن يتجاهلها الرجل كليا عندما تتكلم أو ينصت إليها لثوان معدودة، ثم يُقيّم ما يزعجها ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلا ليجعلها تشعر بتحسن. ❝ ⏤جون غراى
❞ أكثر شكوى تعبر عنها النساء من الرجال مفادها أن الرجال لا يستمعون، فإما أن يتجاهلها الرجل كليا عندما تتكلم أو ينصت إليها لثوان معدودة، ثم يُقيّم ما يزعجها ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلا ليجعلها تشعر بتحسن. ❝
❞ المثقفون لهم اعتراض تقليدي على مسألة البعث والعقاب ..
فهم يقولون : كيف يعذبنا الله والله محبة ؟
وينسى الواحد منهم أنه قد يحب ابنه كل الحب ومع ذلك يعاقبه بالضرب والحرمان من المصروف والتأديب والتعنيف .. وكلما ازداد حبه لابنه كلما ازداد اهتمامه بتأديبه ..
ولو أنه تهاون في تربيته لاتّهمه الناس في حبه لابنه ولقالوا عنه إنه أب مهمل لا يرعى أبناءه الرعاية الكافية .. فما بال الرب وهو المربي الأعظم .. وكلمة الرب مشتقة من التربية .
والواقع أن عبارة (( الله محبة )) عبارة فضفاضة يسيء الكثيرون فهمها ويُحمِّلونها معنى مطلقًا .. ويتصورون أن الله محبة على الإطلاق .. وهذا غير صحيح .
فهل الله يحب الظلم مثلاً ؟!
مستحيل ..
مستحيل أن يحب الله الظلم والظالمين .. وأن يستوي في نظره ظالم ومظلوم .. وهذا التصور للقوة الإلهية .. هو فوضى فكرية ..
ويلزم فعلًا أن يكون لله العلو المطلق على كل الظالمين , وأن يكون جبارًا مطلقًا يملك الجبروت على كل الجبارين .. وأن يكون متكبرًا على المتكبرين مُذِلًّا للمُذِلين قويًا على جميع الأقوياء .. وأن يكون الحَكم العدل الذي يضع كل إنسان في رتبته ومقامه .
وبمقتضى ما نرى حولنا من انضباط القوانين في المادة والفضاء والسماوات يكون استنتاجنا للعدل الإلهي استنتاجًا سليمًا يعطي الصفة لموصوفها ..
وكل البيِّنات تحت أيدينا تقوم لتؤكد صفة العدل الإلهي والنظام والحكمة والتدبير .
والذين ينكرون النظام والعدل هم الذين يحتاجون إلى إقامة البرهان وإلى تقديم الدليل على إنكارهم .. وليس الذين يؤمنون بالنظام .
أما الذين ينكرون العذاب على إطلاقه وينكرون أن الإنسان مربوب تعلو عليه قوة أعلى منه وقوانين أعلى منه ندعوهم إلى نظرة في أحوال عالَمَهم الأرضي .. نظرة في الدنيا دون حاجة إلى افتراض آخره .
ولا أحد لم يجرب ألم الضرس الذي يخرق الدماغ ويشق الرأس كالمنشار . والمغص الكلوي والصداع الشقي وألم الغضروف وسل العظام وهي ألوان من الجحيم يعرفها من أَلقى به سوء حظه إلى تجربتها .
وزيارة لعنبر المحروقين في القصر العيني سوف تقنع المشاهد بأن هناك فارقًا كبيرًا بين رجل محروق مشوه يصرخ في الضمادات , وبين حال رجل يرشف فنجان شاي في استرخاء ولذة على شاطئ النيل وإلى جواره حسناء تلاطفه .
إن العذاب حقيقة ملموسة .
والإنسان مربوب بقوة أعلى منه وهو عديم الحيلة في قبضة تلك القوة . ويستوي الأمر أن يسمي المؤمن هذه القوة .. (( الله )) وأن يسميها الملحد (( الطبيعة )) أو (( القوانين الطبيعية )) أو (( قانون القوانين )) فما هذه إلا سفسطة لفظية ..
المهم أنه لم يجد بدّاً من الإعتراف بأن هناك قوة تعلو على الإنسان وعلى الحوادث .. وأن هذه القوة تعذب وتنكل .
وأصحاب المشاعر الرقيقة الذين يتأففون من تصور الله جبارًا معذِبًا .. علينا أن نذكِّرَهم بما كان يفعله الخليفة التركي حينما يصدر حكم الإعدام بالخازوق على أعدائه .. وما كان يفعله الجلاد المنوط به تنفيذ الحكم حينما كان يلقي بالضحية على بطنه ثم يدخل في الشرج خازوقاً ذا رأس حديدية مدببة يظل يُدَق ببطء حتى تتهتك جميع الأحشاء ويخرج الخازوق من الرقبة .. وكيف أنه كان من واجب الجلاد أن يحتفظ بضحيته حيّاً حتى يخرج الخازوق من رقبته ليشعر بجميع الآلام الضرورية .
وأفظع من ذلك أن تفقأ عيون الأسرى بالأسياخ المحمية في النار .
مثل هؤلاء الجبارين هل من المفروض أن يقدم لهم الله حفلة شاي لأن الله محبة ؟!
بل إن جهنم هي منتهى المحبة ما دامت لا توجد وسيلة غيرها لتعريف هؤلاء بأن هناك إلهًا عادلًا .
وهي رحمة من حيث كونها تعريفًا وتعليمًا لمن رفض أن يتعلم من جميع الكتب والرسل , وللذين كذَّبوا حتى أوَّليات العقل وبداهات الإنسانية .
أيكون عدلًا أن يقتل هتلر عشرين مليونًا في حرب عالمية .. يسلخ فيها عماله الأسرى ويعدمون الألوف منهم في غرف الغاز ويحرقونهم في المحارق .. ثم عند الهزيمة ينتحر هتلر هاربًا وفارّاً من مواجهة نتيجة أعماله .
إن العبث وحده وأن يكون العالَم عبثًا في عبث هو الذي يمكن أن ينجي هذا القاتل الشامل من ذنبه .
ولا شيء حولنا في هذا العالَم المنضبط الجميل يدل على العبث .. وكل شيء من أكبر النجوم إلى أدق الذرّات ينطق بالنظام والضبط والإحكام . ولا يكون الله محبة .. ولا يكون عادلاً .. إلا إذا وضع هذا الرجل في هاوية أعماله .
عن العاقل الفطن المتأمل لن يحتاج إلى فلسفة ليدرك حقيقة العذاب فإنه سوف يكتشف نذر هذا العذاب في نفسه داخل ضميره .. وفي عيون المذنبين ونظرات القتلة .. وفي دموع المظلومين وآلام المكلومين وفي ذل الأسرى وجبروت المنتصرين وفي حشرجة المحتضرين .
وهو سوف يدرك العذاب والحساب حينما يحتويه الندم .
والندم هو صوت الفطرة لحظة الخطأ .
وهو القيامة الصغرى والجحيم الأصغر وهو نموذج من الدينونة .
وهو إشارة الخطر التي تضيء في داخل النفس لتدل على أن هناك ميزانًا للأعمال .. وأن هناك حقّاً وباطلًا .. ومَن كان على الحق فهو على صراط وقلبه مطمئن .. ومن كان على باطل فهو في هاوية الندم وقلبه كليم .
وعذاب الدنيا دائمًا نوع من التقويم .. وكذلك على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمم .. فهزيمة 67 في سيناء كانت درسًا , كما أن رسوب الطالب يكون درسًا – كما أن آلام المرض واعتلال الصحة هي لمن عاش , حياة الإسراف والترف والرخاوة والمتعة درس .
والعذاب يجلو صدأ النفس و يصقل معدنها .
ولا نعرف نبيّاً أو مصلحًا أو فنانًا أو عبقريّاً إلا وقد ذاق أشد العذاب مرضًا أو فقرًا أو إضطهادًا .
والعذاب من هذه الزاوية محبة .. وهو الضريبة التي يلزم دفعها للإنتقال إلى درجة أعلى .
وإذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانًا فلأننا لا ندرك كل شيء ولا نعرف كل شيء من القصة إلا تلك الرحلة المحدودة بين قوسين التي إسمها الدنيا ..
أما ما قبل ذلك وما بعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب , ولذا يجب أن نصمت في احترام ولا نطلق الأحكام .
أما كيفيات العذاب بعد البعث فلا يمكن القطع فيها تفصيلًا لأن الآخرة كلها غيب .. ويمكن أن يكون ما ورد في الكتب المقدسة بهذا الشأن رموزًا وإشارات .. كما نقول للصبي الذي لم يدرك البلوغ حينما يسألنا عن اللذة الجنسية إنها مثل السكر أو العسل لأننا لا نجد في قاموس خبراته شيئًا غير ذلك .. ولأن تلك اللذة بالنسبة له غيب لا يمكن وصفه بكلمات من محصوله اللغوي فهي خبرة لم يجربها إطلاقًا , وبالمثل الجنة والجحيم هي خبرات بالنسبة لنا .. غيب .. ولا يمكن وصفها بكلمات من قاموسنا الدنيوي .. وكل ما يمكن هو إيراد أوصاف على سبيل التقريب مثل النار أو الحدائق الغناء التي تجري من تحتها الأنهار .. أما ما سوف يحدث فهو شيء يفوق بكثير كل هذه الأوصاف التقريبية مما لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر .
ويمكن أن يقال دون خطأ إن جهنم هي المقام الأسفل بكل ما يستتبع ذلك المقام من عذاب حسي ومعنوي .. وأن الجنة هي المقام الأعلى بكل ما يستتبع ذلك المقام من نعيم حسي ومعنوي .
والصوفية يقولون إن جهنم هي مقام البعد ( البعد عن الله ) والحَجب عن الله .. والجنة هي مقام القرب بكل ما يتبع ذلك القرب من سعادة لا يمكن وصفها .
(( و مَنْ كانَ في هَذِهِ أعمَْى فَهوَ في الآخرة أعْمى وأضَلُّ سبيلاً )) . والعمى هنا هو عمى البصيرة .
إنها إذن أشبه بما نرى من درجات ومقامات وتفاوت بين أعمى وبصير . ومهتد وضال . ولكن في الآخرة سوف يكون التفاوت عظيمًا .
(( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا )) .. (الإسراء – 21)
لدرجة أن من سيكون في المقام الأسفل سيكون حاله حال من في النار وأسوأ .. إنه قانون التفاضل الذي يحكم الوجود كله دنيا وآخره ملكًا وملكوتًا غيبًا وشهودًا .
لكل واحد رتبة واستحقاق ومقام ودرجة .. ولا يستوي اثنان .
ولا يكون الإنتقال من درجة إلى درجة إلا مقابل جهد وعمل واختبار وابتلاء .. ومن كان في الدنيا في أحط الدرجات من عمى البصيرة فسيكون حاله في الآخرة في أحط الدرجات أيضاً .
وهذا عين العدل .. أن يوضع كل إنسان في مكانه ودرجته واستحقاقه .. وهذا ما يحدث في الدنيا ظلمًا وهو ما سوف يحدث في الآخرة عدلًا .
والعذاب بهذا المعنى عدل .
والثواب عدل .
وكلاهما من مقتضيات الضرورة .
أن يكون الحديد الصلب غاية في الصلابة فيصنع منه الموتور .
ويكون الكاوتشوك رخوًا فتصنع منه العجلات .
ويكون القش رخيصًا فتصنع منه رأس المكنسة .
ويكون القش رخيصًا فتصنع منه رأس المكنسة .
وأن يكون القطن الفاخر لصناعة الوسائد .. والقطن الرديء لتسليك البالوعات .
وهذه بداهات وأوليات تقول بها الفطرة والمنطق السوي ولا تحتاج إلى تدبيج مقالات في الفلسفة ولا إلى رص حيثيات ومسببات .
ولهذا كانت الأديان كلها مقولة فطرية .. لا تحتمل الجدل ولا تحتمل التكذيب .. ولهذا كانت حقيقة مطلقة تقبلها العقول السوية التي لم تفسدها لفلفات الفلسفة والسفسطة .. والتي احتفظت ببكارتها ونقاوتها وبرئَت من داء العناد والمكابرة .
ولهذا يقول الصوفي إن الله لا يحتاج إلى دليل بل إن الله هو الدليل الذي يستدل به على كل شيء .
هو الثابت الذي نعرف به المتغيرات .
وهو الجوهر الذي ندرك به اختلاف الظواهر .
وهو البرهان الذي ندرك به حكمة العالم الزائل .
أما العقل الذي يطلب برهاناً على وجود الله فهو عقل فقد التعقل .
فالنور يكشف لنا الأشياء ويدلنا عليها .
ولا يمكن أن تكون الأشياء هي دليلنا على النور وإلا نكون قد قلبنا الأوضاع .. كمن يسير في ضوء النهار ثم يقول .. أين دليلك على أن الدنيا نهار .. أثبت لي بالبرهان .
ومن فقد سلامة الفطرة وبكارة القلب .. ولم يبق له إلا الجدل وتلافيف المنطق وعلوم الكلام .. فقد فقدَ كل شيء وسوف يطول به المطاف .. ولن يصل أبداً .
ومثل الذي يحتج على العذاب الدنيوي ويتبرم ويتسخط ويلعن الحياة وقول إنها حياة لا تحتمل وإنه يرفضها وإن أحداً لم يأخذ رأيه قبل أن يولد وإنه خلق قهراً وحكم عليه بالعذاب جبراً وإن هذا ظلم فادح .
مثل هذا الرفض الساخط مثل الفنان الذي يؤدي دوراً في مسرحية .. ويقتضي الدور أن يتلقى الضرب والركل كل يوم أما المتفرجين .
لو أن هذا الممثل فقد الذاكرة ولم ير شريط حياته إلا أمام هذا الدور الذي يؤديه بين قوسين على خشبة المسرح كل يوم .. فإنه سوف يحتج .. رافضاً أن يتلقى العذاب .. ويقول إن أحداً لم يأخذ رأيه وإنه خلق قهراً وحكم عليه بالعذاب جبراً وقضي عليه بالإهانة أمام الناس بدون مبرر معقول وبدون اختيار منه منذ البداية .
وسوف ينسى هذا الممثل أنه كان هناك اتفاق قبل بدء الرواية .. وكان هناك تكليف من المخرج ثم قبول للتكليف من جانب الممثل .. ثم عهد وميثاق على تنفيذ المطلوب .. كل هذا تم في حرية قبل أن يبدأ العرض .. وارتضى الممثل دوره اختياراً .. بل إنه أحب دوره وسعى إليه .
ولكن الممثل قد نسي تماماً هذه الحقبة الزمنية قبل الوقوف على خشبة المسرح .. ومن هنا تحولت حياته بما فيها من تكاليف وآلام إلى علامة استفهام ولغز غير مفهوم .
وهذا شأن الإنسان الذي تصور أن كل حياته هي وجوده بالجسد في هذه اللحظات الدنيوية وأنه هالك ومصيره التراب . وأنه ليس له وجود غير هذا الوجود الثلاثي الأبعاد على خشبة الحياة الدنيا .
نسي هذا الإنسان أنه كان روحاً في الملكوت وأنه جاء على الدنيا بتكليف وأنه قبل هذا التكليف وارتضاه .. وأنه كانت بينه وبين خالقه ( المخرج الأعظم لدراما الوجود ) عهود ومواثيق .. وأنه بعد دراما الوجود الدنيوي يكون البعث والحساب كما أنه بعد المسرحية يكون النقد من النقاد والنجاح والفشل من الجمهور والسقوط في عين النظارة أو الارتفاع في نظرهم .
إنه النسيان والغفلة .
والنظرة الضيقة المحدودة التي تتصور أن الدنيا كل شيء .. هي التي تؤدي إلى ضلال الفكر .. و هي التي تؤدي إلى الحيرة أمام العذاب والشر والألم ...
ومن هنا جاءت تسمية القرآن بأنه .. ذكر .. وتذكير .. وتذكرة .. ليتذكر أولو الألباب .
والنبي هو مذكر .
(( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ , لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ))
( الغاشية 21 – 22 )
الدنيا كلها ليست كل القصة .
إنها فصل في الرواية .. كان لها بدء قبل الميلاد وسيكون لها استمرار بعد الموت .
وفي داخل هذه الرؤية الشاملة يصبح للعذاب معنى ...
يصبح عذاب الدنيا رحمة من الرحيم الذي ينبهنا به حتى لا نغفل ..
إنه محاولة إيقاظ لتتوتر الحواس ويتساءل العقل .. وهو تذكير دائم بأن الدنيا لن تكون ولا يمكن أن تكون جنة .. وإنها مجرد مرحلة ..
وأن الإخلاد إلى ذاتها يؤدي بصاحبه إلى غفلة مهلكة .
إنه العقاب الذي ظاهره العذاب وباطنه الرحمة .
وأما عذاب الآخرة فهو الصحو على الحقيقة وعلى العدل المطلق الذي لا تفوته ذرة الخير ولا ذرة الشر .. وهو اليقين بنظام المنظم الذي أبدع كل شيء صنعًا .
(( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))
واليقين هنا هو الموت وما وراءه .
~
مقال : لماذا العذاب
من كتاب : رحلتي من الشك إلى الإيمان
للدكتور : مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ المثقفون لهم اعتراض تقليدي على مسألة البعث والعقاب .
فهم يقولون : كيف يعذبنا الله والله محبة ؟
وينسى الواحد منهم أنه قد يحب ابنه كل الحب ومع ذلك يعاقبه بالضرب والحرمان من المصروف والتأديب والتعنيف . وكلما ازداد حبه لابنه كلما ازداد اهتمامه بتأديبه .
ولو أنه تهاون في تربيته لاتّهمه الناس في حبه لابنه ولقالوا عنه إنه أب مهمل لا يرعى أبناءه الرعاية الكافية . فما بال الرب وهو المربي الأعظم . وكلمة الرب مشتقة من التربية .
والواقع أن عبارة (( الله محبة )) عبارة فضفاضة يسيء الكثيرون فهمها ويُحمِّلونها معنى مطلقًا . ويتصورون أن الله محبة على الإطلاق . وهذا غير صحيح .
فهل الله يحب الظلم مثلاً ؟!
مستحيل .
مستحيل أن يحب الله الظلم والظالمين . وأن يستوي في نظره ظالم ومظلوم . وهذا التصور للقوة الإلهية . هو فوضى فكرية .
ويلزم فعلًا أن يكون لله العلو المطلق على كل الظالمين , وأن يكون جبارًا مطلقًا يملك الجبروت على كل الجبارين . وأن يكون متكبرًا على المتكبرين مُذِلًّا للمُذِلين قويًا على جميع الأقوياء . وأن يكون الحَكم العدل الذي يضع كل إنسان في رتبته ومقامه .
وبمقتضى ما نرى حولنا من انضباط القوانين في المادة والفضاء والسماوات يكون استنتاجنا للعدل الإلهي استنتاجًا سليمًا يعطي الصفة لموصوفها .
وكل البيِّنات تحت أيدينا تقوم لتؤكد صفة العدل الإلهي والنظام والحكمة والتدبير .
والذين ينكرون النظام والعدل هم الذين يحتاجون إلى إقامة البرهان وإلى تقديم الدليل على إنكارهم . وليس الذين يؤمنون بالنظام .
أما الذين ينكرون العذاب على إطلاقه وينكرون أن الإنسان مربوب تعلو عليه قوة أعلى منه وقوانين أعلى منه ندعوهم إلى نظرة في أحوال عالَمَهم الأرضي . نظرة في الدنيا دون حاجة إلى افتراض آخره .
ولا أحد لم يجرب ألم الضرس الذي يخرق الدماغ ويشق الرأس كالمنشار . والمغص الكلوي والصداع الشقي وألم الغضروف وسل العظام وهي ألوان من الجحيم يعرفها من أَلقى به سوء حظه إلى تجربتها .
وزيارة لعنبر المحروقين في القصر العيني سوف تقنع المشاهد بأن هناك فارقًا كبيرًا بين رجل محروق مشوه يصرخ في الضمادات , وبين حال رجل يرشف فنجان شاي في استرخاء ولذة على شاطئ النيل وإلى جواره حسناء تلاطفه .
إن العذاب حقيقة ملموسة .
والإنسان مربوب بقوة أعلى منه وهو عديم الحيلة في قبضة تلك القوة . ويستوي الأمر أن يسمي المؤمن هذه القوة . (( الله )) وأن يسميها الملحد (( الطبيعة )) أو (( القوانين الطبيعية )) أو (( قانون القوانين )) فما هذه إلا سفسطة لفظية .
المهم أنه لم يجد بدّاً من الإعتراف بأن هناك قوة تعلو على الإنسان وعلى الحوادث . وأن هذه القوة تعذب وتنكل .
وأصحاب المشاعر الرقيقة الذين يتأففون من تصور الله جبارًا معذِبًا . علينا أن نذكِّرَهم بما كان يفعله الخليفة التركي حينما يصدر حكم الإعدام بالخازوق على أعدائه . وما كان يفعله الجلاد المنوط به تنفيذ الحكم حينما كان يلقي بالضحية على بطنه ثم يدخل في الشرج خازوقاً ذا رأس حديدية مدببة يظل يُدَق ببطء حتى تتهتك جميع الأحشاء ويخرج الخازوق من الرقبة . وكيف أنه كان من واجب الجلاد أن يحتفظ بضحيته حيّاً حتى يخرج الخازوق من رقبته ليشعر بجميع الآلام الضرورية .
وأفظع من ذلك أن تفقأ عيون الأسرى بالأسياخ المحمية في النار .
مثل هؤلاء الجبارين هل من المفروض أن يقدم لهم الله حفلة شاي لأن الله محبة ؟!
بل إن جهنم هي منتهى المحبة ما دامت لا توجد وسيلة غيرها لتعريف هؤلاء بأن هناك إلهًا عادلًا .
وهي رحمة من حيث كونها تعريفًا وتعليمًا لمن رفض أن يتعلم من جميع الكتب والرسل , وللذين كذَّبوا حتى أوَّليات العقل وبداهات الإنسانية .
أيكون عدلًا أن يقتل هتلر عشرين مليونًا في حرب عالمية . يسلخ فيها عماله الأسرى ويعدمون الألوف منهم في غرف الغاز ويحرقونهم في المحارق . ثم عند الهزيمة ينتحر هتلر هاربًا وفارّاً من مواجهة نتيجة أعماله .
إن العبث وحده وأن يكون العالَم عبثًا في عبث هو الذي يمكن أن ينجي هذا القاتل الشامل من ذنبه .
ولا شيء حولنا في هذا العالَم المنضبط الجميل يدل على العبث . وكل شيء من أكبر النجوم إلى أدق الذرّات ينطق بالنظام والضبط والإحكام . ولا يكون الله محبة . ولا يكون عادلاً . إلا إذا وضع هذا الرجل في هاوية أعماله .
عن العاقل الفطن المتأمل لن يحتاج إلى فلسفة ليدرك حقيقة العذاب فإنه سوف يكتشف نذر هذا العذاب في نفسه داخل ضميره . وفي عيون المذنبين ونظرات القتلة . وفي دموع المظلومين وآلام المكلومين وفي ذل الأسرى وجبروت المنتصرين وفي حشرجة المحتضرين .
وهو سوف يدرك العذاب والحساب حينما يحتويه الندم .
والندم هو صوت الفطرة لحظة الخطأ .
وهو القيامة الصغرى والجحيم الأصغر وهو نموذج من الدينونة .
وهو إشارة الخطر التي تضيء في داخل النفس لتدل على أن هناك ميزانًا للأعمال . وأن هناك حقّاً وباطلًا . ومَن كان على الحق فهو على صراط وقلبه مطمئن . ومن كان على باطل فهو في هاوية الندم وقلبه كليم .
وعذاب الدنيا دائمًا نوع من التقويم . وكذلك على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمم . فهزيمة 67 في سيناء كانت درسًا , كما أن رسوب الطالب يكون درسًا – كما أن آلام المرض واعتلال الصحة هي لمن عاش , حياة الإسراف والترف والرخاوة والمتعة درس .
والعذاب يجلو صدأ النفس و يصقل معدنها .
ولا نعرف نبيّاً أو مصلحًا أو فنانًا أو عبقريّاً إلا وقد ذاق أشد العذاب مرضًا أو فقرًا أو إضطهادًا .
والعذاب من هذه الزاوية محبة . وهو الضريبة التي يلزم دفعها للإنتقال إلى درجة أعلى .
وإذا خفيت عنا الحكمة في العذاب أحيانًا فلأننا لا ندرك كل شيء ولا نعرف كل شيء من القصة إلا تلك الرحلة المحدودة بين قوسين التي إسمها الدنيا .
أما ما قبل ذلك وما بعد ذلك فهو بالنسبة لنا غيب محجوب , ولذا يجب أن نصمت في احترام ولا نطلق الأحكام .
أما كيفيات العذاب بعد البعث فلا يمكن القطع فيها تفصيلًا لأن الآخرة كلها غيب . ويمكن أن يكون ما ورد في الكتب المقدسة بهذا الشأن رموزًا وإشارات . كما نقول للصبي الذي لم يدرك البلوغ حينما يسألنا عن اللذة الجنسية إنها مثل السكر أو العسل لأننا لا نجد في قاموس خبراته شيئًا غير ذلك . ولأن تلك اللذة بالنسبة له غيب لا يمكن وصفه بكلمات من محصوله اللغوي فهي خبرة لم يجربها إطلاقًا , وبالمثل الجنة والجحيم هي خبرات بالنسبة لنا . غيب . ولا يمكن وصفها بكلمات من قاموسنا الدنيوي . وكل ما يمكن هو إيراد أوصاف على سبيل التقريب مثل النار أو الحدائق الغناء التي تجري من تحتها الأنهار . أما ما سوف يحدث فهو شيء يفوق بكثير كل هذه الأوصاف التقريبية مما لم تره عين ولم يخطر على قلب بشر .
ويمكن أن يقال دون خطأ إن جهنم هي المقام الأسفل بكل ما يستتبع ذلك المقام من عذاب حسي ومعنوي . وأن الجنة هي المقام الأعلى بكل ما يستتبع ذلك المقام من نعيم حسي ومعنوي .
والصوفية يقولون إن جهنم هي مقام البعد ( البعد عن الله ) والحَجب عن الله . والجنة هي مقام القرب بكل ما يتبع ذلك القرب من سعادة لا يمكن وصفها .
(( و مَنْ كانَ في هَذِهِ أعمَْى فَهوَ في الآخرة أعْمى وأضَلُّ سبيلاً )) . والعمى هنا هو عمى البصيرة .
إنها إذن أشبه بما نرى من درجات ومقامات وتفاوت بين أعمى وبصير . ومهتد وضال . ولكن في الآخرة سوف يكون التفاوت عظيمًا .
لدرجة أن من سيكون في المقام الأسفل سيكون حاله حال من في النار وأسوأ . إنه قانون التفاضل الذي يحكم الوجود كله دنيا وآخره ملكًا وملكوتًا غيبًا وشهودًا .
لكل واحد رتبة واستحقاق ومقام ودرجة . ولا يستوي اثنان .
ولا يكون الإنتقال من درجة إلى درجة إلا مقابل جهد وعمل واختبار وابتلاء . ومن كان في الدنيا في أحط الدرجات من عمى البصيرة فسيكون حاله في الآخرة في أحط الدرجات أيضاً .
وهذا عين العدل . أن يوضع كل إنسان في مكانه ودرجته واستحقاقه . وهذا ما يحدث في الدنيا ظلمًا وهو ما سوف يحدث في الآخرة عدلًا .
والعذاب بهذا المعنى عدل .
والثواب عدل .
وكلاهما من مقتضيات الضرورة .
أن يكون الحديد الصلب غاية في الصلابة فيصنع منه الموتور .
ويكون الكاوتشوك رخوًا فتصنع منه العجلات .
ويكون القش رخيصًا فتصنع منه رأس المكنسة .
ويكون القش رخيصًا فتصنع منه رأس المكنسة .
وأن يكون القطن الفاخر لصناعة الوسائد . والقطن الرديء لتسليك البالوعات .
وهذه بداهات وأوليات تقول بها الفطرة والمنطق السوي ولا تحتاج إلى تدبيج مقالات في الفلسفة ولا إلى رص حيثيات ومسببات .
ولهذا كانت الأديان كلها مقولة فطرية . لا تحتمل الجدل ولا تحتمل التكذيب . ولهذا كانت حقيقة مطلقة تقبلها العقول السوية التي لم تفسدها لفلفات الفلسفة والسفسطة . والتي احتفظت ببكارتها ونقاوتها وبرئَت من داء العناد والمكابرة .
ولهذا يقول الصوفي إن الله لا يحتاج إلى دليل بل إن الله هو الدليل الذي يستدل به على كل شيء .
هو الثابت الذي نعرف به المتغيرات .
وهو الجوهر الذي ندرك به اختلاف الظواهر .
وهو البرهان الذي ندرك به حكمة العالم الزائل .
أما العقل الذي يطلب برهاناً على وجود الله فهو عقل فقد التعقل .
فالنور يكشف لنا الأشياء ويدلنا عليها .
ولا يمكن أن تكون الأشياء هي دليلنا على النور وإلا نكون قد قلبنا الأوضاع . كمن يسير في ضوء النهار ثم يقول . أين دليلك على أن الدنيا نهار . أثبت لي بالبرهان .
ومن فقد سلامة الفطرة وبكارة القلب . ولم يبق له إلا الجدل وتلافيف المنطق وعلوم الكلام . فقد فقدَ كل شيء وسوف يطول به المطاف . ولن يصل أبداً .
ومثل الذي يحتج على العذاب الدنيوي ويتبرم ويتسخط ويلعن الحياة وقول إنها حياة لا تحتمل وإنه يرفضها وإن أحداً لم يأخذ رأيه قبل أن يولد وإنه خلق قهراً وحكم عليه بالعذاب جبراً وإن هذا ظلم فادح .
مثل هذا الرفض الساخط مثل الفنان الذي يؤدي دوراً في مسرحية . ويقتضي الدور أن يتلقى الضرب والركل كل يوم أما المتفرجين .
لو أن هذا الممثل فقد الذاكرة ولم ير شريط حياته إلا أمام هذا الدور الذي يؤديه بين قوسين على خشبة المسرح كل يوم . فإنه سوف يحتج . رافضاً أن يتلقى العذاب . ويقول إن أحداً لم يأخذ رأيه وإنه خلق قهراً وحكم عليه بالعذاب جبراً وقضي عليه بالإهانة أمام الناس بدون مبرر معقول وبدون اختيار منه منذ البداية .
وسوف ينسى هذا الممثل أنه كان هناك اتفاق قبل بدء الرواية . وكان هناك تكليف من المخرج ثم قبول للتكليف من جانب الممثل . ثم عهد وميثاق على تنفيذ المطلوب . كل هذا تم في حرية قبل أن يبدأ العرض . وارتضى الممثل دوره اختياراً . بل إنه أحب دوره وسعى إليه .
ولكن الممثل قد نسي تماماً هذه الحقبة الزمنية قبل الوقوف على خشبة المسرح . ومن هنا تحولت حياته بما فيها من تكاليف وآلام إلى علامة استفهام ولغز غير مفهوم .
وهذا شأن الإنسان الذي تصور أن كل حياته هي وجوده بالجسد في هذه اللحظات الدنيوية وأنه هالك ومصيره التراب . وأنه ليس له وجود غير هذا الوجود الثلاثي الأبعاد على خشبة الحياة الدنيا .
نسي هذا الإنسان أنه كان روحاً في الملكوت وأنه جاء على الدنيا بتكليف وأنه قبل هذا التكليف وارتضاه . وأنه كانت بينه وبين خالقه ( المخرج الأعظم لدراما الوجود ) عهود ومواثيق . وأنه بعد دراما الوجود الدنيوي يكون البعث والحساب كما أنه بعد المسرحية يكون النقد من النقاد والنجاح والفشل من الجمهور والسقوط في عين النظارة أو الارتفاع في نظرهم .
إنه النسيان والغفلة .
والنظرة الضيقة المحدودة التي تتصور أن الدنيا كل شيء . هي التي تؤدي إلى ضلال الفكر . و هي التي تؤدي إلى الحيرة أمام العذاب والشر والألم ..
ومن هنا جاءت تسمية القرآن بأنه . ذكر . وتذكير . وتذكرة . ليتذكر أولو الألباب .
والنبي هو مذكر .
إنها فصل في الرواية . كان لها بدء قبل الميلاد وسيكون لها استمرار بعد الموت .
وفي داخل هذه الرؤية الشاملة يصبح للعذاب معنى ..
يصبح عذاب الدنيا رحمة من الرحيم الذي ينبهنا به حتى لا نغفل .
إنه محاولة إيقاظ لتتوتر الحواس ويتساءل العقل . وهو تذكير دائم بأن الدنيا لن تكون ولا يمكن أن تكون جنة . وإنها مجرد مرحلة .
وأن الإخلاد إلى ذاتها يؤدي بصاحبه إلى غفلة مهلكة .
إنه العقاب الذي ظاهره العذاب وباطنه الرحمة .
وأما عذاب الآخرة فهو الصحو على الحقيقة وعلى العدل المطلق الذي لا تفوته ذرة الخير ولا ذرة الشر . وهو اليقين بنظام المنظم الذي أبدع كل شيء صنعًا .
❞ المبيت في مزدلفة
لا قصور ولا عمارات فاخرة ولا أسرة ولا أغطية باهظة الثمن
ليلة يتساوى فيها الغني والفقير
نفترش الأرض وغطاؤنا رحمة من الله سبحانه على عباده
وتتوسد ذراعك
نوم لا يضاهيه نوم في الدنيا هذا لمن أراد أن يعتبر
من شدة التعب تنام نوم عميق
وكأنك في يوم الحشر تجد نفسك بين الموتى أكفان بيضاء يهتز البدن كليا لعظمة الموقف
كل أمر بحكمه سبحان الله
تنهض من النوم مسرورا فرحا تجمع حصى الجمرات وتتأهب للسير وشد الرحال بعد صلاة الصبح مباشرة إلى مشاعر منى
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام أعواما عديدة وأزمنة مديدة
وكل مشتاق يااااارب العالمين 🤲🤲🤲. ❝ ⏤HAIFA SHALALDEH
❞ المبيت في مزدلفة
لا قصور ولا عمارات فاخرة ولا أسرة ولا أغطية باهظة الثمن
ليلة يتساوى فيها الغني والفقير
نفترش الأرض وغطاؤنا رحمة من الله سبحانه على عباده
وتتوسد ذراعك
نوم لا يضاهيه نوم في الدنيا هذا لمن أراد أن يعتبر
من شدة التعب تنام نوم عميق
وكأنك في يوم الحشر تجد نفسك بين الموتى أكفان بيضاء يهتز البدن كليا لعظمة الموقف
كل أمر بحكمه سبحان الله
تنهض من النوم مسرورا فرحا تجمع حصى الجمرات وتتأهب للسير وشد الرحال بعد صلاة الصبح مباشرة إلى مشاعر منى
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام أعواما عديدة وأزمنة مديدة
وكل مشتاق يااااارب العالمين 🤲🤲🤲. ❝