❞ أسْدل الليل عباءته السوداء، مشِيعًا في الوجود الظلمةَ، والهدوء المحبب لمن يعشقون الليل وسجاه، وأفاقت كائناته من غفلتها، وراحت تعلن عن أنفسها بأصوات مختلفة من حين إلى حين، هذه الأصوات تنساب في الفضاء وكأنها نغمات لاذعة حزينة،
شعور يقتلنا ونحن في غربة من أمرنا نتحدى به الأكوان إن كان هناك كوكب غير كوكبنا أو عوالم أخرى، نتمنى أن يكون هناك لربما نجد رفقةً أخرى فيها راحتنا.
أغلقت ليلى حقيبة سفرها السوداء، ليس بها الكثير من الملابس وأدواتها الشخصية، لقد قررت ترك كل شيء هنا، تريد الذهاب لمكانها الجديد، تشتري كل ما هو جديد علها تجد نفسها في المدينة الجديدة، تُبعث ليلى جديدة، تتخلى عن شخصيتها القديمة، أحزانها، تَصَّدُعِ روحها.
وضعت في حقيبة يدِها هاتفَها، وأجندتها الجديدة وقلمها، وأغلقتها بعناية، تلك الحقيبة ستصاحبها على متن الطائرة في السماء، فوق السحاب بعد حوالي خمس ساعاتٍ من الآن، عليها تجهيز نفسها وارتداء ملابسها قبل أن تبدأ رحلتها.
مرة أخرى وقفت بجوار نافذتها تنظر إلى القمر كأنه الوداع الأخير، والنظرة الأخيرة ممن صاحب ليلها كاسمها ،سنوات طويلة تقطن ليلى في البناية الشاهقة الارتفاع في الدور الثاني بعد الثلاثين، تَعُدُ نفسها قريبة من قمرها ونجومها. ❝ ⏤وفاء الغرباوي
❞ أسْدل الليل عباءته السوداء، مشِيعًا في الوجود الظلمةَ، والهدوء المحبب لمن يعشقون الليل وسجاه، وأفاقت كائناته من غفلتها، وراحت تعلن عن أنفسها بأصوات مختلفة من حين إلى حين، هذه الأصوات تنساب في الفضاء وكأنها نغمات لاذعة حزينة،
شعور يقتلنا ونحن في غربة من أمرنا نتحدى به الأكوان إن كان هناك كوكب غير كوكبنا أو عوالم أخرى، نتمنى أن يكون هناك لربما نجد رفقةً أخرى فيها راحتنا.
أغلقت ليلى حقيبة سفرها السوداء، ليس بها الكثير من الملابس وأدواتها الشخصية، لقد قررت ترك كل شيء هنا، تريد الذهاب لمكانها الجديد، تشتري كل ما هو جديد علها تجد نفسها في المدينة الجديدة، تُبعث ليلى جديدة، تتخلى عن شخصيتها القديمة، أحزانها، تَصَّدُعِ روحها.
وضعت في حقيبة يدِها هاتفَها، وأجندتها الجديدة وقلمها، وأغلقتها بعناية، تلك الحقيبة ستصاحبها على متن الطائرة في السماء، فوق السحاب بعد حوالي خمس ساعاتٍ من الآن، عليها تجهيز نفسها وارتداء ملابسها قبل أن تبدأ رحلتها.
مرة أخرى وقفت بجوار نافذتها تنظر إلى القمر كأنه الوداع الأخير، والنظرة الأخيرة ممن صاحب ليلها كاسمها ،سنوات طويلة تقطن ليلى في البناية الشاهقة الارتفاع في الدور الثاني بعد الثلاثين، تَعُدُ نفسها قريبة من قمرها ونجومها . ❝
أطبقتْ جفنيها على دمعةٍ لمعتْ بعينيها بشدة، تشق شفتيها ابتسامة حزينة، عندما انتهت من قراءة هذه الكلمات المحفزة، مصدر الطاقة الإيجابية لها، عبر صفحتها الشخصية على حساب التواصل الاجتماعي فيس بوك.
العديد من الأسئلة طرأتْ على عقلها المغلق، هل من حقها الابتسامة فعليًا؟ تستحق أن تطوي صفحات الماضي وحياتها السابقة وأن تبدأ من مكان جديد، بيئة جديدة، مع أٌناس آخرين لا تعلم عنهم شيئًا حتى وإن كانوا يتحدثون لغةً أخرى، سيكون هذا أفضلَ لها، لا تستطيع أن تفهمَ ما يتحدثون عنه، مع ابتسامة ساخرة لنفسها، إنها تتقن أربع لغات غير العربية، لكن أن تعيش وسط آخرين لا يفهمونها عندما تتحدث العربية بصوتٍ عالٍ، في حال أن يضيقَ صدرُها وتضجُّ الكلماتُ على لسانِها في أيِّ مكانٍ، تنهدت بصعوبةٍ بالغةٍ محدثةً صوتًا عاليًا أثارَ رجفةً خفيفةً بجسمها، ليست رجفةَ بردٍ ولكن خوفٍ، فزعٍ، مشاعرَ مكبوتةٍ، فماذا تفعلُ الآن؟
رُبَّما تلكَ السطور القليلة التي قرأتْها ولم تعلم مَنْ خطَّها بهذه العناية والترتيب، رسالةٌ لها كي تبدأَ من جديدٍ.
أغلقتْ حاسوبَها الشخصيَّ، وضعته جانبًا، نظرتْ للخارج عبر الضوء المتسلل من نافذة غرفتها، وقفتْ أمامها تنظرُ إلى القمر، ابتسمت عندما رأته مكتملًا، إذاً اليومُ منتصفُ الشهرِ؛ أي اليوم الرابع عشر، هذا القمر بدرٌ، أيّ أنَّه أتَمَّ تسعة وعشرين يومًا كاملًا أو ثلاثين يومًا منذ أن يظهر لنا من منتصف الشهر الحالي حتى منتصف الشهر الذي يليه، تذكرت آخر مرةٍ وقفتْ فيها تتابعُه في مثل هذه اللحظةِ، بدأ عقلها تلقائيًا يحلل ظهور البدر في الشرق وقتَ غروب الشمس، ويستمرُّ في الحركة حتى الوصول إلى الأعلى في منتصف مسارهِ وقتَ منتصفِ اللّيلِ، ويغيب عند شروق الشمس، وعند ظهور القمر في طور البدر فإنّه سيبقى كذلك في السماء لمدّة ليلتين أو ثلاث ليالٍ، وعندها يبدأ في أخذ طور الانحدار والتقلص حتى يعودَ كالعرجونِ القديم، يصبح محاقًا بنهاية الشهر، ليبدأ طورًا آخرَ كهلالٍ لامعٍ ضئيل، ذي شكلٍ مميز. ❝ ⏤وفاء الغرباوي
❞ رواية ˝في فلك يسبحون˝
وفاء فتحي الغرباوي
أطبقتْ جفنيها على دمعةٍ لمعتْ بعينيها بشدة، تشق شفتيها ابتسامة حزينة، عندما انتهت من قراءة هذه الكلمات المحفزة، مصدر الطاقة الإيجابية لها، عبر صفحتها الشخصية على حساب التواصل الاجتماعي فيس بوك.
العديد من الأسئلة طرأتْ على عقلها المغلق، هل من حقها الابتسامة فعليًا؟ تستحق أن تطوي صفحات الماضي وحياتها السابقة وأن تبدأ من مكان جديد، بيئة جديدة، مع أٌناس آخرين لا تعلم عنهم شيئًا حتى وإن كانوا يتحدثون لغةً أخرى، سيكون هذا أفضلَ لها، لا تستطيع أن تفهمَ ما يتحدثون عنه، مع ابتسامة ساخرة لنفسها، إنها تتقن أربع لغات غير العربية، لكن أن تعيش وسط آخرين لا يفهمونها عندما تتحدث العربية بصوتٍ عالٍ، في حال أن يضيقَ صدرُها وتضجُّ الكلماتُ على لسانِها في أيِّ مكانٍ، تنهدت بصعوبةٍ بالغةٍ محدثةً صوتًا عاليًا أثارَ رجفةً خفيفةً بجسمها، ليست رجفةَ بردٍ ولكن خوفٍ، فزعٍ، مشاعرَ مكبوتةٍ، فماذا تفعلُ الآن؟
رُبَّما تلكَ السطور القليلة التي قرأتْها ولم تعلم مَنْ خطَّها بهذه العناية والترتيب، رسالةٌ لها كي تبدأَ من جديدٍ.
أغلقتْ حاسوبَها الشخصيَّ، وضعته جانبًا، نظرتْ للخارج عبر الضوء المتسلل من نافذة غرفتها، وقفتْ أمامها تنظرُ إلى القمر، ابتسمت عندما رأته مكتملًا، إذاً اليومُ منتصفُ الشهرِ؛ أي اليوم الرابع عشر، هذا القمر بدرٌ، أيّ أنَّه أتَمَّ تسعة وعشرين يومًا كاملًا أو ثلاثين يومًا منذ أن يظهر لنا من منتصف الشهر الحالي حتى منتصف الشهر الذي يليه، تذكرت آخر مرةٍ وقفتْ فيها تتابعُه في مثل هذه اللحظةِ، بدأ عقلها تلقائيًا يحلل ظهور البدر في الشرق وقتَ غروب الشمس، ويستمرُّ في الحركة حتى الوصول إلى الأعلى في منتصف مسارهِ وقتَ منتصفِ اللّيلِ، ويغيب عند شروق الشمس، وعند ظهور القمر في طور البدر فإنّه سيبقى كذلك في السماء لمدّة ليلتين أو ثلاث ليالٍ، وعندها يبدأ في أخذ طور الانحدار والتقلص حتى يعودَ كالعرجونِ القديم، يصبح محاقًا بنهاية الشهر، ليبدأ طورًا آخرَ كهلالٍ لامعٍ ضئيل، ذي شكلٍ مميز . ❝
❞ شيماء نائل
اسم الكتاب: في فلك يسبحون
نوعه: رواية اجتماعية رومانسية
عدد الصفحات: 137
عنوان الكتاب جعلني أتأمل خلق الكون والفضاء حتى أصغر شيء.
لأن الإنسان جزء من الكون فالتغير شيء أساسي في حياة الإنسان، نتأمل الحياة من ابتلاء فيه حكمة وتدبير من الله ليعلمه درس يقدر فيه قيمة الحياة.
الغلاف الخلفي تركتنا مع جمال إبداع الخالق، مع الشخصيات تأخذنا الفضول لنعرف ما هي القصة.
الإهداء امتنان إلى الله على كل النعم، وامتنان الكاتبة لعائلتها.
السرد لغة سلسة مبسطة سهل على القارئ استيعابها، ترصد لنا معلومات عن الفضاء وتأثر الكاتبة بالقرآن الكريم وربطه بالعلم، واجتهادها وبحثها لتبسيط المعلومات دفعت القارئ لتأمل الحياة وأنه جزء من عالم أكبر.
رسمت كلماتها برشية فنان مبدع جسدت جمال النمسا والأشخاص، كأنه شريط سينمائي نشاهده ونتعاطف معه.
ليلي أخذت نصيبها من اسمها في دراستها وحياتها، وحبها الخيال لتلقي فيها نفسها ورجها ، وسعادتها بأبسط الأشياء، فهي مرآة لجمال روحها، وحبها لدراسة علم الفضاء، هي وأبطال الرواية.
في روايتها المميزة جعلت القارئ يتأمل حكمة وتدبير الله في الحياة، ورد فعل الأشخاص من تصرف حكيم في تعاملهم مع القدر.
رسمت كل شخصية بصورة حكيمة، وتركيز دورهم في الحياة وسعيهم وتمسكهم بالعلم والدراسة.
ومن الجميل في الرواية هي المشاعر الإنسانية، عندما أساء عمرو الظن بليلي، أراد أن يعوضها تكفير عن ذنبه تجاهها، قيمة مكانة الأشخاص في قلوبهم مهما كان بعد المسافة وعدم التواصل المستمر، التعامل مع أخطاء الآخرين وتمسكنا بالمبادئ مع حفظ مكانتهم في قلوبنا.
الحبكة سافرت عبر الزمن بين الماضي والحاضر، لأعيش مع أحداث الرواية، وأتأمل ردود أفعال الأشخاص والحكمة منها، وتعاملهم وإيمانهم بقدر ربنا.
النهاية مرضية للقارئ تجعلنا نثق في حكمة الله وتدبيره.
اقتباسات
ما زلت أتخبط بين فوضى أفكاري المبعثرة، هذه تروقني، وأخرى أمحيها، أما تلك التي أريدها لكنها صعبة المنال، ما بين شتات قلب منهك وعقل ثائر معلق بالأفكار الموجودة والأخرى التي لا وجود لها، خيال يرسم في الأفق البعيد المترامي وراء أضواء الذكريات الجميلة، يبعث في النفس قليل من الراحة والاطمئنان والهدوء أيضا، تسافر عبر خيالك من كون آخر من صنعك أنت.
مكانها بالقلب هو القلب نفسه، فإذا رأيتها عاد قلبي لي من جديد. ❝ ⏤وفاء الغرباوي
❞ شيماء نائل
اسم الكتاب: في فلك يسبحون
نوعه: رواية اجتماعية رومانسية
عدد الصفحات: 137
عنوان الكتاب جعلني أتأمل خلق الكون والفضاء حتى أصغر شيء.
لأن الإنسان جزء من الكون فالتغير شيء أساسي في حياة الإنسان، نتأمل الحياة من ابتلاء فيه حكمة وتدبير من الله ليعلمه درس يقدر فيه قيمة الحياة.
الغلاف الخلفي تركتنا مع جمال إبداع الخالق، مع الشخصيات تأخذنا الفضول لنعرف ما هي القصة.
الإهداء امتنان إلى الله على كل النعم، وامتنان الكاتبة لعائلتها.
السرد لغة سلسة مبسطة سهل على القارئ استيعابها، ترصد لنا معلومات عن الفضاء وتأثر الكاتبة بالقرآن الكريم وربطه بالعلم، واجتهادها وبحثها لتبسيط المعلومات دفعت القارئ لتأمل الحياة وأنه جزء من عالم أكبر.
رسمت كلماتها برشية فنان مبدع جسدت جمال النمسا والأشخاص، كأنه شريط سينمائي نشاهده ونتعاطف معه.
ليلي أخذت نصيبها من اسمها في دراستها وحياتها، وحبها الخيال لتلقي فيها نفسها ورجها ، وسعادتها بأبسط الأشياء، فهي مرآة لجمال روحها، وحبها لدراسة علم الفضاء، هي وأبطال الرواية.
في روايتها المميزة جعلت القارئ يتأمل حكمة وتدبير الله في الحياة، ورد فعل الأشخاص من تصرف حكيم في تعاملهم مع القدر.
رسمت كل شخصية بصورة حكيمة، وتركيز دورهم في الحياة وسعيهم وتمسكهم بالعلم والدراسة.
ومن الجميل في الرواية هي المشاعر الإنسانية، عندما أساء عمرو الظن بليلي، أراد أن يعوضها تكفير عن ذنبه تجاهها، قيمة مكانة الأشخاص في قلوبهم مهما كان بعد المسافة وعدم التواصل المستمر، التعامل مع أخطاء الآخرين وتمسكنا بالمبادئ مع حفظ مكانتهم في قلوبنا.
الحبكة سافرت عبر الزمن بين الماضي والحاضر، لأعيش مع أحداث الرواية، وأتأمل ردود أفعال الأشخاص والحكمة منها، وتعاملهم وإيمانهم بقدر ربنا.
النهاية مرضية للقارئ تجعلنا نثق في حكمة الله وتدبيره.
اقتباسات
ما زلت أتخبط بين فوضى أفكاري المبعثرة، هذه تروقني، وأخرى أمحيها، أما تلك التي أريدها لكنها صعبة المنال، ما بين شتات قلب منهك وعقل ثائر معلق بالأفكار الموجودة والأخرى التي لا وجود لها، خيال يرسم في الأفق البعيد المترامي وراء أضواء الذكريات الجميلة، يبعث في النفس قليل من الراحة والاطمئنان والهدوء أيضا، تسافر عبر خيالك من كون آخر من صنعك أنت.
مكانها بالقلب هو القلب نفسه، فإذا رأيتها عاد قلبي لي من جديد . ❝
❞ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)
قوله تعالى : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون قوله تعالى : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر رفعت الشمس بالابتداء ، ولا يجوز أن تعمل لا في معرفة . وقد تكلم العلماء في معنى هذه الآية ، فقال بعضهم : معناها أن الشمس لا تدرك القمر فتبطل معناه . أي : لكل واحد منهما سلطان على حياله ، فلا يدخل أحدهما على الآخر فيذهب سلطانه ، إلى أن يبطل الله ما دبر من ذلك ، فتطلع الشمس من مغربها على ما تقدم في آخر سورة [ الأنعام ] بيانه . وقيل : إذا طلعت الشمس لم يكن للقمر ضوء ، وإذا طلع القمر لم يكن للشمس ضوء . روي معناه عن ابن عباس والضحاك . وقال مجاهد : أي : لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر . وقال قتادة : لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه ، إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا . وقال الحسن : إنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة . أي : لا تبقى الشمس حتى يطلع القمر ، ولكن إذا غربت الشمس طلع القمر . يحيى بن سلام : لا تدرك الشمس القمر ليلة البدر خاصة ; لأنه يبادر بالمغيب قبل طلوعها . وقيل : معناه إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر في منازل لا يشتركان فيها ، قاله ابن عباس أيضا . وقيل : القمر في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة ، فهي لا تدركه ، ذكره النحاس والمهدوي . قال النحاس : وأحسن ما قيل في معناها وأبينه مما لا يدفع : أن سير القمر سير سريع ، والشمس لا تدركه في السير . ذكرهالمهدوي أيضا . فأما قوله سبحانه : وجمع الشمس والقمر فذلك حين حبس الشمس عن الطلوع على ما تقدم بيانه في آخر [ الأنعام ] ويأتي في سورة [ القيامة ] أيضا . وجمعهما علامة لانقضاء الدنيا وقيام الساعة . ˝ وكل ˝ يعني من الشمس والقمر والنجوم ˝ في فلك يسبحون ˝ أي : يجرون . وقيل : يدورون . ولم يقل تسبح ; لأنه وصفها بفعل من يعقل . وقال الحسن : الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة ، ولو كانت ملصقة ما جرت . ذكره الثعلبي والماوردي . واستدل بعضهم بقوله تعالى : ولا الليل سابق النهار على أن النهار مخلوق قبل الليل ، وأن الليل لم يسبقه بخلق . وقيل : كل واحد منهما يجيء وقته ولا يسبق صاحبه إلى أن يجمع بين الشمس والقمر يوم القيامة ، كما قال : وجمع الشمس والقمر وإنما هذا التعاقب الآن لتتم مصالح العباد . لتعلموا عدد السنين والحساب ويكون الليل للإجمام والاستراحة ، والنهار للتصرف ، كما قال تعالى : ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله وقال : وجعلنا نومكم سباتا أي : راحة لأبدانكم من عمل النهار . فقوله : ولا الليل سابق النهار أي : غالب النهار ، يقال : سبق فلان فلانا أي : غلبه . وذكر المبرد قال : سمعت عمارة يقرأ : ( ولا الليل سابق النهار ) فقلت : ما هذا ؟ قال : أردت : سابق النهار ، فحذفت التنوين ; لأنه أخف . قال النحاس : يجوز أن يكون النهار منصوبا بغير تنوين ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)
قوله تعالى : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون قوله تعالى : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر رفعت الشمس بالابتداء ، ولا يجوز أن تعمل لا في معرفة . وقد تكلم العلماء في معنى هذه الآية ، فقال بعضهم : معناها أن الشمس لا تدرك القمر فتبطل معناه . أي : لكل واحد منهما سلطان على حياله ، فلا يدخل أحدهما على الآخر فيذهب سلطانه ، إلى أن يبطل الله ما دبر من ذلك ، فتطلع الشمس من مغربها على ما تقدم في آخر سورة [ الأنعام ] بيانه . وقيل : إذا طلعت الشمس لم يكن للقمر ضوء ، وإذا طلع القمر لم يكن للشمس ضوء . روي معناه عن ابن عباس والضحاك . وقال مجاهد : أي : لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر . وقال قتادة : لكل حد وعلم لا يعدوه ولا يقصر دونه ، إذا جاء سلطان هذا ذهب سلطان هذا . وقال الحسن : إنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة . أي : لا تبقى الشمس حتى يطلع القمر ، ولكن إذا غربت الشمس طلع القمر . يحيى بن سلام : لا تدرك الشمس القمر ليلة البدر خاصة ; لأنه يبادر بالمغيب قبل طلوعها . وقيل : معناه إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر في منازل لا يشتركان فيها ، قاله ابن عباس أيضا . وقيل : القمر في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة ، فهي لا تدركه ، ذكره النحاس والمهدوي . قال النحاس : وأحسن ما قيل في معناها وأبينه مما لا يدفع : أن سير القمر سير سريع ، والشمس لا تدركه في السير . ذكرهالمهدوي أيضا . فأما قوله سبحانه : وجمع الشمس والقمر فذلك حين حبس الشمس عن الطلوع على ما تقدم بيانه في آخر [ الأنعام ] ويأتي في سورة [ القيامة ] أيضا . وجمعهما علامة لانقضاء الدنيا وقيام الساعة . ˝ وكل ˝ يعني من الشمس والقمر والنجوم ˝ في فلك يسبحون ˝ أي : يجرون . وقيل : يدورون . ولم يقل تسبح ; لأنه وصفها بفعل من يعقل . وقال الحسن : الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة ، ولو كانت ملصقة ما جرت . ذكره الثعلبي والماوردي . واستدل بعضهم بقوله تعالى : ولا الليل سابق النهار على أن النهار مخلوق قبل الليل ، وأن الليل لم يسبقه بخلق . وقيل : كل واحد منهما يجيء وقته ولا يسبق صاحبه إلى أن يجمع بين الشمس والقمر يوم القيامة ، كما قال : وجمع الشمس والقمر وإنما هذا التعاقب الآن لتتم مصالح العباد . لتعلموا عدد السنين والحساب ويكون الليل للإجمام والاستراحة ، والنهار للتصرف ، كما قال تعالى : ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله وقال : وجعلنا نومكم سباتا أي : راحة لأبدانكم من عمل النهار . فقوله : ولا الليل سابق النهار أي : غالب النهار ، يقال : سبق فلان فلانا أي : غلبه . وذكر المبرد قال : سمعت عمارة يقرأ : ( ولا الليل سابق النهار ) فقلت : ما هذا ؟ قال : أردت : سابق النهار ، فحذفت التنوين ; لأنه أخف . قال النحاس : يجوز أن يكون النهار منصوبا بغير تنوين ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين . ❝