❞ \"لو كنتُ لغة، سأكون لغة الضاد. و سَكَنتُ في أعماق القلوب، ولتسللتُ إلى الأرواح، كنسيم الصباح. لَسَوَّرتُ بالكلمات، أحلامًا وردية، ولبثتُ في ذاكرة الأجيال، شجية. لَوَحَّدتُ الشعوب، ولَحَطَّمتُ جدران الحروب. لَسَكَنتُ في كل لسان، وفي كل قلب، ولَأَصبحَ العالم قريةً صغيرة، تسع الجميع. لوَصَفتُ الجمال، ولَأَبْكَيتُ الحجر، بقصائدي العميقة. لَأَخلقتُ من الحروف، عالماً جديدًا. و لَأَحْكِيتُ حكايات الماضي، ولَأَسْطُرتُ آمال المستقبل. لَأَسافِرتُ عبر الزمان والمكان،ولَأَخلدتُ في ذاكرة الإنسانية.\". ❝ ⏤لينة الريشة البيضاء

❞ لغة الضاد... متاهة المعنى في سراديب الحروف، تقبع اللغة العربية كأثر غابر، محفور على جدران الروح، متقاطع المسارات، لا يُدرك مبتدأه ولا منتهاه. هي اللغز الأبدي الذي يحيطك بهالة من الارتباك، حيث الكلمات ليست سوى مفاتيح لباب لا يفضي إلا إلى باب آخر. كيف للبيان أن يحمل بين طياته نسيجًا من التناقضات؟ جلالٌ يترنح بين الوضوح والمراوغة، وبساطة تختبئ خلف تعقيد متقن، وكأنها قيثارة سماوية تعزف نغمًا لا يُسمع إلا للأفئدة التي تتقن الإصغاء لما وراء الظاهر. اللغة العربية ليست بناءً منطقيًا؛ بل هي طيف من الانفعالات، كل حرف فيها كيان مستقل، وكل كلمة عالم قائم بذاته. تُحاصرك بثرائها فلا تجد منفذًا للخروج، تُثقل كاهلك بالمعنى حتى تتحرر من قيد الفهم، وكأن الغموض هو ضالتها المنشودة. في حقلها الدلالي، ينمو اللبس كزهرة نادرة، تُقطف لتُعاد زراعتها في تربة الغموض من جديد. هل نكتبها أم هي من تكتبنا؟ وهل نمتلكها أم أنها التي تمتلكنا؟ أسئلة تتشابك دون إجابة، كأنها تريدنا أن نبقى في أسرها الأبدي، غرباء بين أحضانها، عاجزين عن فك شيفراتها المتشابكة. لغة الضاد... هي سديمٌ لا يستقر، ونجمٌ يلمع من بعيد، لا يطفئه سوى العجز عن إدراك كنهه. # Khadidja Chiboub خديجة شيبوب -الجزائر. ❝ ⏤Khadidja Chiboub