❞ الاقتباس: تحت شجرة ضخمة في إحدى الحدائق العامة، استلقى شاب صغير، أغمض عينيه فألقت الشمس بأشعتها على وجهه وجسده؛ فشعر بدفء يسرى في عروقه؛ وحين ذلك استسلم الفتى لنسمات الهواء التي كانت تداعب وجهه. كان اللون الأخضر يحيط به من كل مكان، ويزينه اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر، الذي يكسو الزهور التي تفتحت، والتي تحاول جاهدة أن تشق طريقها؛ لتثبت وجودها وسط قريناتها من الزهور الفاتنة. وبين أصوات زقزقة العصافير، وهديل الحمام المتحاب، كان يتنقل بسمعه. وبين هذا وذاك، كان يمر صوت الصبية، والفتيات في مثل عمره يلهون ويلعبون مع أسرهم وذويهم. وفى كثير من الأحيان كان يتطفل على أذنيه صوت نباح كلب أو مواء قطة جائعة تبحث لها عن طعام وسط فضلات الطعام التي ألقى بها زوار الحديقة. وبين مزيج من الأصوات، وروائح النسيم المحمل بعطر الزهور، كان يستمتع الشاب بالطبيعة وبجمالها الساحر.. ❝ ⏤