❞ أعرفك بنفسي
أيها الغريب، أعرّفك بنفسي. أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري، أدرس بالصف الثالث في كلية الخدمة الاجتماعية، وهي الكلية التي التحقت بها بسبب مجموع الثانوية العامة. الحمد لله على كل حال، فقد رضيت بكل ما كتبه الله لي.
لست اجتماعية تمامًا ولا انطوائية بالكامل؛ أحيانًا أرغب في التعرف على الجميع، وأحيانًا أخرى أهرب من الجميع لأجلس مع نفسي. ومع ذلك، لم أوفّق في العثور على صديقة ألجأ إليها وقت الشدة، فالكل مشغول بحياته، وأنا لا أحب أن أكون مصدرًا للشفقة.
أنا فتاة محجبة أرتدي ملابس واسعة، وأتطلع إلى ارتداء النقاب قريبًا بإذن الله. قصيرة القامة، لكنني محبوبة، أتميز أيضًا بحس فكاهي، وأسعى دائمًا للتقرب من الله من خلال الصلاة وحفظ القرآن في المقرأة.
لا أحب الاختلاط بالشباب، وأؤمن أن قلبي ملك لمن سيصبح زوجي، وله كل الحق أن أصونه لأجله.
بقلم: إيمان عنتر. ❝ ⏤𝙴𝙼𝙰𝙽 𝙰𝙽𝚃𝙴𝚁 (الطيف الهادئ)
❞ أعرفك بنفسي
أيها الغريب، أعرّفك بنفسي. أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري، أدرس بالصف الثالث في كلية الخدمة الاجتماعية، وهي الكلية التي التحقت بها بسبب مجموع الثانوية العامة. الحمد لله على كل حال، فقد رضيت بكل ما كتبه الله لي.
لست اجتماعية تمامًا ولا انطوائية بالكامل؛ أحيانًا أرغب في التعرف على الجميع، وأحيانًا أخرى أهرب من الجميع لأجلس مع نفسي. ومع ذلك، لم أوفّق في العثور على صديقة ألجأ إليها وقت الشدة، فالكل مشغول بحياته، وأنا لا أحب أن أكون مصدرًا للشفقة.
أنا فتاة محجبة أرتدي ملابس واسعة، وأتطلع إلى ارتداء النقاب قريبًا بإذن الله. قصيرة القامة، لكنني محبوبة، أتميز أيضًا بحس فكاهي، وأسعى دائمًا للتقرب من الله من خلال الصلاة وحفظ القرآن في المقرأة.
لا أحب الاختلاط بالشباب، وأؤمن أن قلبي ملك لمن سيصبح زوجي، وله كل الحق أن أصونه لأجله.
❞ إن لم تكن " أحمد " كن " أبا الهيثم " !
يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل :
كثيرا ما كنتُ أسمع أبي يقول :
اللهم اغفر لأبي الهيثم
اللهم ارحم أبا الهيثم
فقلتُ له : ومن أبو الهيثم يا أبت ِ؟
فقال : رجل ٌ من الأعراب لمَ أرَ وجهه!
الليلة التي سبقت جَلدي وضعوني في زنزانة مظلمة
فوكزني رجل وقال : أأنتَ أحمد بن حنبل ؟
قلتُ : أجل
قال : أتعرفني ؟
قلت : لا
فقال : أنا أبو الهيثم اللص، شارب الخمر، قاطع الطريق، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني جُلدت ثماني عشر ألف جلدة متفرقة
وقد احتملتُ كل هذا في سبيل الشيطان
فاصبر أنتَ في سبيل الله يا أحمد!
ولما أوثقوني وبدأ الجلد كنتُ كلما نزل السوط على ظهري تذكرتُ كلام أبي الهيثم وقلتُ في نفسي : اصبر في سبيل الله يا أحمد !
(2)إن لم تكن ابن حنبل فكن أبا الهيثم !
أحب الحق ولو كنتَ غارقاً في الباطل
أحب أهل الطاعة ولو كنت غارقاً في المعصية
كن لله مهما نال الشيطان منك
إذا سرقتَ فلا تقل إن الذين لا يسرقون جبناء فالطاعة تحتاج إلى شجاعة أكثر من المعصية
إذا زنيتَ فلا تقل إن الذين لا يزنون ليس لديهم شهوات فالبعض يتركون ما يشتهون مع قدرتهم عليه لله فقط
إذا هجرت المساجد فلا تقل أن المصلين يصلون رياءً كل رواد صلاة الفجر يحبون النوم ولكن أيقظهم حبهم لله
إذا أفطرتَ في رمضان فلا تقل إن الصائمين لا يجدون ما يُفطرون عليه من الصائمين من يستطيع شراء قوت مدينة
إذا شربتَ الخمر فلا تقل إن الذين لا يشربونها ليس لديهم مزاج ولا كيف في هذا الكوكب أناس طوعوا أمزجتهم كما يحب الله
إذا أكلتَ لحوم الناس بالغيبة فلا تقل إن الناس ليس لديهم ما يتحدثون عنه . الكثيرون يرون أن لا أحد يستحق أن يهبوه حسناتهم مهما كانت أخبارهم جديرة بالتداول
إذا مشيتَ بالنميمة بين الناس فلا تقل أن الآخرين لا يعرفون من أين تؤكل الكتف . من الناس من لو أراد أن يوقع الخصام بين أهل بلد لأوقعه ولكن شغله أمره عن أمر الناس
(3)من قال لك أن المحجبة جاهلة بالموضة
من قال لك أن الملتحي لا يملك ثمن شفرات حلاقة
من قال لك أن الذي يدفع الزكاة لا يُقدّر قيمة المال
من قال لك أن الذي يحسن إلى زوجته خروف
من قال لك أن التي تصبر على زوجها جبانة
من قال لك أن التي لا تتبرج ليس عندها مكياج
من قال لك أن الأم التي تودع ابنها للجهاد ليس لها قلب
من قال لك البار بأبويه أرنب .
من كتاب / حديث الصباح
للكاتب / ادهم شرقاوي. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ إن لم تكن ˝ أحمد ˝ كن ˝ أبا الهيثم ˝ !
يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل :
كثيرا ما كنتُ أسمع أبي يقول :
اللهم اغفر لأبي الهيثم
اللهم ارحم أبا الهيثم
فقلتُ له : ومن أبو الهيثم يا أبت ِ؟
فقال : رجل ٌ من الأعراب لمَ أرَ وجهه!
الليلة التي سبقت جَلدي وضعوني في زنزانة مظلمة
فوكزني رجل وقال : أأنتَ أحمد بن حنبل ؟
قلتُ : أجل
قال : أتعرفني ؟
قلت : لا
فقال : أنا أبو الهيثم اللص، شارب الخمر، قاطع الطريق، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني جُلدت ثماني عشر ألف جلدة متفرقة
وقد احتملتُ كل هذا في سبيل الشيطان
فاصبر أنتَ في سبيل الله يا أحمد!
ولما أوثقوني وبدأ الجلد كنتُ كلما نزل السوط على ظهري تذكرتُ كلام أبي الهيثم وقلتُ في نفسي : اصبر في سبيل الله يا أحمد !
(2)إن لم تكن ابن حنبل فكن أبا الهيثم !
أحب الحق ولو كنتَ غارقاً في الباطل
أحب أهل الطاعة ولو كنت غارقاً في المعصية
كن لله مهما نال الشيطان منك
إذا سرقتَ فلا تقل إن الذين لا يسرقون جبناء فالطاعة تحتاج إلى شجاعة أكثر من المعصية
إذا زنيتَ فلا تقل إن الذين لا يزنون ليس لديهم شهوات فالبعض يتركون ما يشتهون مع قدرتهم عليه لله فقط
إذا هجرت المساجد فلا تقل أن المصلين يصلون رياءً كل رواد صلاة الفجر يحبون النوم ولكن أيقظهم حبهم لله
إذا أفطرتَ في رمضان فلا تقل إن الصائمين لا يجدون ما يُفطرون عليه من الصائمين من يستطيع شراء قوت مدينة
إذا شربتَ الخمر فلا تقل إن الذين لا يشربونها ليس لديهم مزاج ولا كيف في هذا الكوكب أناس طوعوا أمزجتهم كما يحب الله
إذا أكلتَ لحوم الناس بالغيبة فلا تقل إن الناس ليس لديهم ما يتحدثون عنه . الكثيرون يرون أن لا أحد يستحق أن يهبوه حسناتهم مهما كانت أخبارهم جديرة بالتداول
إذا مشيتَ بالنميمة بين الناس فلا تقل أن الآخرين لا يعرفون من أين تؤكل الكتف . من الناس من لو أراد أن يوقع الخصام بين أهل بلد لأوقعه ولكن شغله أمره عن أمر الناس
(3)من قال لك أن المحجبة جاهلة بالموضة
من قال لك أن الملتحي لا يملك ثمن شفرات حلاقة
من قال لك أن الذي يدفع الزكاة لا يُقدّر قيمة المال
من قال لك أن الذي يحسن إلى زوجته خروف
من قال لك أن التي تصبر على زوجها جبانة
من قال لك أن التي لا تتبرج ليس عندها مكياج
من قال لك أن الأم التي تودع ابنها للجهاد ليس لها قلب
❞ ذهبت لابتاع بعض الخضر ، فقالت لي البائعة المحجبة :
- "سوف أقضي معك الليلة .. بالتأكيد .. "
كنت اعتقد أنني وسيم .. أمي يرحمها الله قالت لي هذا ، لكن سحري لا يعمل بهذه السرعة وهذه القوة .. غريب جدا .. قالت البائعة وهي تزن لي الخضر :
- " أنت حلو كقطعة من الحلوي "
ابتسمت في خجل بطريقة من يعرف أن هذا صحيح لكنه يخجل من الاعتراف به فعادت تقول :
- " هات قبلة .. "
بدا لي هذا غريبا جدا ولحسن الحظ لم أطعها .. ثم سمعتها تقول :
- " أنت حبيب ماما .. "
نظرت مدققا فرأيت أنها تدس الهاتف الجوال تحت طرحة الحجاب وهكذا تتكلم ويداها حرتان .. تكلم ابنها في البيت طبعا بينما هي تتعامل معي بنصف انتباه. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ ذهبت لابتاع بعض الخضر ، فقالت لي البائعة المحجبة :
- ˝سوف أقضي معك الليلة . بالتأكيد . ˝
كنت اعتقد أنني وسيم . أمي يرحمها الله قالت لي هذا ، لكن سحري لا يعمل بهذه السرعة وهذه القوة . غريب جدا . قالت البائعة وهي تزن لي الخضر :
- ˝ أنت حلو كقطعة من الحلوي ˝
ابتسمت في خجل بطريقة من يعرف أن هذا صحيح لكنه يخجل من الاعتراف به فعادت تقول :
- ˝ هات قبلة . ˝
بدا لي هذا غريبا جدا ولحسن الحظ لم أطعها . ثم سمعتها تقول :
- ˝ أنت حبيب ماما . ˝
نظرت مدققا فرأيت أنها تدس الهاتف الجوال تحت طرحة الحجاب وهكذا تتكلم ويداها حرتان . تكلم ابنها في البيت طبعا بينما هي تتعامل معي بنصف انتباه. ❝
❞ روى البخاريُّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :
قال رجلٌ لأتصدّقنَّ بصدقةٍ، فخرج بصدقتِه
فوضعها في يدِ سارقٍ
فأصبحُوا يتحدَّثون، تُصدِّقَ على سارق !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانيةٍ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ الليلة على زانية !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدَّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقتِه فوضعها في يدي غنِيٍّ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ على غنيٍّ !
فقال: اللهم لك الحمد، على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيٍّ !
فأُتيَ، فقيل له :
أمّا صدقتكَ على سارقٍ فلعله أن يستعفَّ عن سرقته
وأما الزَّانيةُ فلعلها أن تستعفَّ عن زناها
وأما الغنيُّ فلعله يعتبرُ فينفقُ مما أعطاه الله !
الدَّرسُ الأوَّل :
هذا هو شأنُ النَّاسِ دوماً
إذا ترفعتَ عن ردِّ الإساءة، قالوا : جبان
وإذا تصدَّقتَ، قالوا : يُرائي
إذا صاحبتَ عالماً، قالوا : يتزلَّف
وإذا صافحتَ عاصياً، قالوا : هو مثله
إذا أحسنتَ إلى زوجتك، قالوا : خروف
إن لم تُجارِهم في المعصية، قالوا : مُتزمِّت
وإن لم تجارِهم في قبول الرَّشوة، قالوا : غشيم
إن تحجبتِ، قالوا : جاهلةٌ بالموضة
وإن غطيتِ وجهكِ، قالوا : تسترُ قبحها
إن أطعتِ زوجك، قالوا : ضعيفةُ الشَّخصيةِ
فكُنْ أنتَ ولا تسمح لهم أن يُغيِّروك
ولا تتنازلْ عن مبادئك لإرضائهم
لو تأملتَ حال الناس، لوجدتَ أكثرهم ليسوا راضين عن الله
فكيفَ يرضى النَّاسُ عن الناس ؟!
الدَّرسُ الثَّاني :
خُذْ بأيدي النَّاسِ إلى الله
وتذكَّرْ أنَّ الله سبحانه لم يُرسل الرُّسلَ إلا للعُصاة من خلقه !
فلو كانوا أهل طاعةٍ ما احتاجُوا إلى الرُّسل
حتى الشَّواذ منهم أرسلَ الله لهم نبياً
والذي قال: " أنا ربكم الأعلى" ، أرسل الله له رسولاً ليقول له " قولاً ليناً "
والذين قالوا : أنَّ الأصنامَ بنات الله
أرسل لهم صفوة خلقِه عليه الصَّلاة والسَّلام
فلا تنظرْ في ذنوبِ النَّاسِ كأنكَ ربّ
وانظرْ إليهم كأنكَ عبد
وإنَّ زكاة الهداية التي حباكَ الله إياها
أن تأخذ بأيديهم إلى الله
فما كان لك أن تهتدي بقوَّتك
ولكنه سبحانه منَّ عليك
فانظرْ في أهلِ المعصيةِ كما تنظرُ في أهل البلاء
وإنَّ المرضَ أهونَ من الضَّلال
فقد يكون رفعةً في الأجر، أمَّا الضَّلالُ فعاقبته وخيمة !
الدَّرسُ الثَّالث :
صحيح أننا أُمرنا أن نحكم على الأمور بظاهرها
ولكن كُنْ أذكى من أن تخدعكَ المظاهر
هناك عصاةٌ يحبون الله ورسوله
أكثر من كثيرين من تُجّار الدِّين الذين تعرفونهم
ولكن غلبتهم شهواتُهم، وتسلَّطتْ عليهم شياطينُهم
وقد روى البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان اسمه عبد الله وكان يُلقب حماراً
وكان خفيف الظل، يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يشرب الخمر، فجلده النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرَّةً وأخرى
وفي الثَّالثة قال رجل من القوم : اللهم العنه، ما أكثر ما يُؤتى به
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه، فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله !
إنَّ القلوب أسرار لا يعلمها إلا خالقها
التي لا تتحجبُ ليستْ عاهرة
والذي يسمعُ الموسيقى لا يكره القرآن
وأنا لا أدافعُ عن العصاة ولا أبررُ لهم
إني أقول فقط : خذُوا بأيديهم إلى الله !
الدَّرسُ الرَّابع :
إنْ لم نعامل النَّاسَ بأخلاقٍ ولينٍ
فنحنُ نُقدِّمُ لهم نماذج سيئة عن المُتديِّنين
عندها لن يتركُوا معاصيهم ليكونوا متديِّنين قساة
إن لم نكن نماذج يُحتذى بها
فلا نلُمْ الناس لأنهم لا يريدون أن يكونوا مثلنا
فلا تُبغّضوا الله إلى خلقه !
مصافحةٌ ممن يرتادُ المساجد لتاركِ صلاةٍ
قد تحضره إلى المسجد !
وابتسامةٌ وكلمةٌ حلوة من محجبةٍ
قد تقودُ سافرةً إلى الحجاب !
كلمةٌ حُلوةٌ من طائعٍ قد تأتي بعاصٍ إلى الله !
وإن لم يُحدث هذا صدى في النَّاسِ يكفيكَ أجرُ الدَّعوة
تصدَّقَ صاحبنا على زانيةٍ، وعلى سارقٍ، وعلى غنيٍّ
فلم يقلْ له ربُّه
لو تصدَّقتَ على عفيفةٍ كان أولى
ولو تصدَّقتَ على أمينٍ كان أجدى
ولو تصدَّقتَ على فقيرٍ كان أنفع
ولكنه أرسل له رؤيا صالحة يخبرُه فيها أنه قَبِلَ صدقته
فالزَّانيةُ علَّها تترك زناها !
والسَّارقُ علَّه يترك سرقته !
والغنيُّ علَّه يقتدي بكَ !
من كتاب : مع النبيّ
للكاتب / أدهم شرقاوي. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ روى البخاريُّ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال :
قال رجلٌ لأتصدّقنَّ بصدقةٍ، فخرج بصدقتِه
فوضعها في يدِ سارقٍ
فأصبحُوا يتحدَّثون، تُصدِّقَ على سارق !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانيةٍ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ الليلة على زانية !
فقال: اللهم لكَ الحمد، لأتصدَّقنَّ بصدقةٍ
فخرج بصدقتِه فوضعها في يدي غنِيٍّ
فأصبحوا يتحدَّثون: تُصدِّقَ على غنيٍّ !
فقال: اللهم لك الحمد، على سارقٍ، وعلى زانيةٍ، وعلى غنيٍّ !
فأُتيَ، فقيل له :
أمّا صدقتكَ على سارقٍ فلعله أن يستعفَّ عن سرقته
وأما الزَّانيةُ فلعلها أن تستعفَّ عن زناها
وأما الغنيُّ فلعله يعتبرُ فينفقُ مما أعطاه الله !
الدَّرسُ الأوَّل :
هذا هو شأنُ النَّاسِ دوماً
إذا ترفعتَ عن ردِّ الإساءة، قالوا : جبان
وإذا تصدَّقتَ، قالوا : يُرائي
إذا صاحبتَ عالماً، قالوا : يتزلَّف
وإذا صافحتَ عاصياً، قالوا : هو مثله
إذا أحسنتَ إلى زوجتك، قالوا : خروف
إن لم تُجارِهم في المعصية، قالوا : مُتزمِّت
وإن لم تجارِهم في قبول الرَّشوة، قالوا : غشيم
إن تحجبتِ، قالوا : جاهلةٌ بالموضة
وإن غطيتِ وجهكِ، قالوا : تسترُ قبحها
إن أطعتِ زوجك، قالوا : ضعيفةُ الشَّخصيةِ
فكُنْ أنتَ ولا تسمح لهم أن يُغيِّروك
ولا تتنازلْ عن مبادئك لإرضائهم
لو تأملتَ حال الناس، لوجدتَ أكثرهم ليسوا راضين عن الله
فكيفَ يرضى النَّاسُ عن الناس ؟!
الدَّرسُ الثَّاني :
خُذْ بأيدي النَّاسِ إلى الله
وتذكَّرْ أنَّ الله سبحانه لم يُرسل الرُّسلَ إلا للعُصاة من خلقه !
فلو كانوا أهل طاعةٍ ما احتاجُوا إلى الرُّسل
حتى الشَّواذ منهم أرسلَ الله لهم نبياً
والذي قال: " أنا ربكم الأعلى" ، أرسل الله له رسولاً ليقول له " قولاً ليناً "
والذين قالوا : أنَّ الأصنامَ بنات الله
أرسل لهم صفوة خلقِه عليه الصَّلاة والسَّلام
فلا تنظرْ في ذنوبِ النَّاسِ كأنكَ ربّ
وانظرْ إليهم كأنكَ عبد
وإنَّ زكاة الهداية التي حباكَ الله إياها
أن تأخذ بأيديهم إلى الله
فما كان لك أن تهتدي بقوَّتك
ولكنه سبحانه منَّ عليك
فانظرْ في أهلِ المعصيةِ كما تنظرُ في أهل البلاء
وإنَّ المرضَ أهونَ من الضَّلال
فقد يكون رفعةً في الأجر، أمَّا الضَّلالُ فعاقبته وخيمة !
الدَّرسُ الثَّالث :
صحيح أننا أُمرنا أن نحكم على الأمور بظاهرها
ولكن كُنْ أذكى من أن تخدعكَ المظاهر
هناك عصاةٌ يحبون الله ورسوله
أكثر من كثيرين من تُجّار الدِّين الذين تعرفونهم
ولكن غلبتهم شهواتُهم، وتسلَّطتْ عليهم شياطينُهم
وقد روى البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أن رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان اسمه عبد الله وكان يُلقب حماراً
وكان خفيف الظل، يُضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يشرب الخمر، فجلده النبيُّ صلى الله عليه وسلم مرَّةً وأخرى
وفي الثَّالثة قال رجل من القوم : اللهم العنه، ما أكثر ما يُؤتى به
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنوه، فوالله ما علمتُ إلا أنه يحب الله ورسوله !
إنَّ القلوب أسرار لا يعلمها إلا خالقها
التي لا تتحجبُ ليستْ عاهرة
والذي يسمعُ الموسيقى لا يكره القرآن
وأنا لا أدافعُ عن العصاة ولا أبررُ لهم
إني أقول فقط : خذُوا بأيديهم إلى الله !
الدَّرسُ الرَّابع :
إنْ لم نعامل النَّاسَ بأخلاقٍ ولينٍ
فنحنُ نُقدِّمُ لهم نماذج سيئة عن المُتديِّنين
عندها لن يتركُوا معاصيهم ليكونوا متديِّنين قساة
إن لم نكن نماذج يُحتذى بها
فلا نلُمْ الناس لأنهم لا يريدون أن يكونوا مثلنا
فلا تُبغّضوا الله إلى خلقه !
مصافحةٌ ممن يرتادُ المساجد لتاركِ صلاةٍ
قد تحضره إلى المسجد !
وابتسامةٌ وكلمةٌ حلوة من محجبةٍ
قد تقودُ سافرةً إلى الحجاب !
كلمةٌ حُلوةٌ من طائعٍ قد تأتي بعاصٍ إلى الله !
وإن لم يُحدث هذا صدى في النَّاسِ يكفيكَ أجرُ الدَّعوة
تصدَّقَ صاحبنا على زانيةٍ، وعلى سارقٍ، وعلى غنيٍّ
فلم يقلْ له ربُّه
لو تصدَّقتَ على عفيفةٍ كان أولى
ولو تصدَّقتَ على أمينٍ كان أجدى
ولو تصدَّقتَ على فقيرٍ كان أنفع
ولكنه أرسل له رؤيا صالحة يخبرُه فيها أنه قَبِلَ صدقته
فالزَّانيةُ علَّها تترك زناها !
والسَّارقُ علَّه يترك سرقته !
والغنيُّ علَّه يقتدي بكَ !