❞ في صباح أول يوم من شهر أغسطس ، شعاع شمس يتسلل إليها ويلمس وجهها فتفتح عينيها البنيتين فتسقط أشعة الشمس عليها فتتلون بلون العسل فتبتسم مريم ذات التاسعة والعشرون من العمر وتنهض وتتثاوب وتقول :
واضح إن الشمس لقتني اتأخرت في النوم ، فجت تصحيني ، قومي يا مريم بقا بطلي كسل.
فخرجت من غرفتها متوجهه نحو المرحاض لتغتسل فصادفتها والدتها و قالت :
أخيرًا صحيتي يا مريم !؟ عبال التاني كمان ، انتو مش عندكو شغل
يا بنتي ، في حد عندو أشغال ينام لغاية دولوقتي .
فبدأت تتمطع وتقول :
ليه الساعة كام يعني يا ماما ؟؟! لسه بدري .
- بدري من عمرك ، الساعة تسعة .
ااااه طيب ، ع العموم شغلي المهم الساعة 11 ،
يعني أنا بالنسبة ليا لسه بدري ، شوفي بقا التاني إلي مبيعمرش في وظيفة .
وتركتها وذهبت فبدأت تتمتم الأم وتقول :
ولا هقدر عليهم
اااااااااه يا ربي نفسي أفرح بواحد فيهم ، إلى قدهم معاه عيل واتنين ، اعمل ايه بس يا ربي .
ما أشوف التاني هيصحى امتى ؟ اسمه بس المهندس راح ...المهندس جه .
وأنهت مريم وخرجت من المرحاض . فوجت كيساً تفوح منه رائحة الملابس الجديدة فالتقطته وقالت :
اهممممم ، نادتني وأنا مش هكسفك والله ، أووووووه تيشرت أوڤرسايز وبراند كمان أوبااااا وكاب بلون الأبيض المفضل ، يلا بينا نشوف نطقم الأوت فيت إزاي.
والأم في غرفة ابنها تحاول إيقاظه لكن دون جدوى كان يتقلب يمين ويسار ويقول :
يا ماما ، لو سمحت سبيني أنام شوية .
تنام ؟ تنام ايه يا بني ؛ الساعة داخلة على عشرة وشغلك يا حبيبي ؟!
اااااااه ! ما أنا نسيت أقولك يا حبيبتي ، أنا سبت الشغل.
ووضع الوسادة على رأسه وأكمل نومه ، فغضبت الأم وصرخت به وقالت :
بقالي ساعة بصحي فيك وشايلة هم شغلك ووظيفتك ، وفي الأخر تقولي سبت الشغل ؟! قوم واتعدل ، وقولي ليه سبت الشغل يبني انت مكملتش فيه شهرين .
فرفع الوسادة ونهض واعدل جسده وبدأ يمرن عضلاته بحركات خفيفة يمين ويسار ، فاستفزت حركاته الأم وقالت : ما ده إلي أنت فالح فيه .
فنهض تامر ، ويكبر مريم بثلاثة أعوام ، شاب ثلاثيني طائش ، كان حلمه منذ صغره أن يدخل كلية الهندسة ومجموعه الثانوي لم يعادل تقدير الكلية ، فأدخلته والدته كلية خاصة وتخصص في عمارة ، على أمل أن يحقق ما يريد وينجح ، لكن دون جدى أيضاً ، عشر سنوات على تخرجه ولا يستمر في وظيفة واحدة سنة كاملة وكل مرة يبرر لأمه ويقول :
بصي يا حبيبتي ، أنا حسيتها مش من مستوى طموحاتي ، أنا سقف طموحاتي عالي ودماغي أفكارها جهنمية ومفيش حد مقدر ذكائى ، فعشان كده بسيب الشغل بس أوعدك الفترة الجاية هتسمعي خبر هيسعدك جدا في مسيرتي المهنية .
اضحك عليا زي كل مرة ، ومبتكملش كام شهر على بعض وتقضي باقي السنة نوم.
طب اعمل ايه يا ماما ؟! انتي رفضتى إن أنا أسافر وأشوف مستقبلي وحياتي ، ومفيش شغل هنا مناسب ليا.
ليه ؟ قولي ليه أنا رفضت ؟
عايز تسافر وتسبني أنا وأختك لوحدنا ، بعد ما أبوك اتوفى ، عاش عمره في البلد دى وعمل الفلوس إلي عمال تسرف فيها يمين وشمال دي من شغله هنا ، وكان إيه تاجر ، لا معاه تعليم عالي ولا دخل كليه خاص بأد كده ، ومع ذلك نجح وأمن عياله حتى بعد ما مات .
ودي فلوس ، انت مبتشوفيش الناس بتوع الملايين إلي بجد عاملين إزاي وعايشين إزاي .
أنا مش ربيتك على كده يا تامر ، ربيتك نحمد ربنا على كل حاجه ، وإن احنا أحسن من غيرنا بكتير ، احمد ربنا يبني وشوف هترجع شغلك إزاي .
وتركته وبدأ يفكر وقال :
أنا أشوف أي مكان اقعد فيه دولوقتى بعيد عن البيت ، عشان مش هخلص من التقطيم طول النهار .
فلما خرج لكي يدخل المرحاض انتبه أن الكيس الذي أحضره أمس غير موجود فنادى أمه وقال :
مااااااااااماااااااااا ! يا أمي !
فخرجت وقالت :
في ايه يا بني ؟! بتنادي بصوت عالي ليه كده ؟!
ماما ، أنا كنت جايب كيس امبارح وحطيته هنا ، ودولوقتي مش لاقيه .
مهمل وهتفضل مهمل ، بس أنا كنت لمحته قبل ما ادخل أصحيك ، تلاقيه هنا ولا هنا .
هنا ولا هنا ، أنا عرفت مين أخده ؟
فركض نحو غرفة مريم وظل يصرخ وينادي عليها ويضرب الباب ويقول :
افتحي يا مريم بدل ما أكسر الباب ، افتحي ، أنا عارف إنك انتي إلي أخدتي الكيس ، يا لصة التيشرت بألف وميتين جنية .
-ولد ! عيب يا ولد
تقول على أختك كده
-عيب ايه ؟ التيشرت لسه حتى مش قسته ولا لمس جسمي حتى يحلل فلوسه .
افتحي يا مريم ، أحسن لك .
فخرجت مريم وكانت مرتديه التيشرت فنظر تامر لوالدته فقالت له :
ايه ؟! في ايه ؟! ايه الزعيق والخبط ده كله .
فنظر إلى والدته وقال :
شفتي !
ما ظلمتهاش ، أهي طلعت هي إلي أخدته ، أعمل فيها ايه دولوقتى
-انتو حرين مع بعض ، أنا تعبت لخناقتكم كل يوم
وذهبت وتركتهم وبعدها دخلت مريم لغرفتها لتكمل ارتداء حجابها .
فغضب تامر ودخل خلفها وقال :
انتي إزاي تاخدي حاجتي من غير ما تستأذنيني ؟!
هو ناداني وقلي البسيني ، وبعدين لقيتك رميه بره وقلت أكيد المهمل ما دام رميه كده ،اكيد جابه ومش عجبه فأخدته ، قولت حرام فلوس تترمي في الأرض .
حاطه على الكرسي يبقى راميه ، كنت جاي متأخر ومش شايف قدامي فرميته على الكرسي عبال ما أصحى .
أديك قولت رميته .
وضرب يده على خزانة الملابس وقال :
يا مريم أنا حتى لسه مش قسته ، حرام عليكي .
فقالت باستفزاز :
طب منا عارفة ؛ أومال هلبس مكانك يعني .
- بت اقلعي التيشرت ده يلا واغسليه ورجعهولي ، بدل ما ارتكب جناية النهاردة ، وبعدين صحابي كانوا معايا وانا بشتريه هيقولوا عليكوا ايه ، مش خايفة على شكلك يعني لو صادفك حد فيهم .
فقالت بسخرية :
صحابك مين دول إلي يتكلموا عليا ، ما في واحد منهم نطل ، هيثم الاصفر من كتر السلكان بتاعه هيوزع الصفار على كركم مصر كلها ، عايز ماية نار عشان يسلك ويصفى ، ولا مروان توأمك بتاع البنات إلي تحسه مقلب دولاب لميس اخته من المشجرات والفواقع إلي بيلبسها ، يعني إلي ها إلي نقول عليه جاي شلتكوا غلط هو معتز ، بلا نيله قال صحابي قال .
- يعني سبيكي من صحابي ، انتي واحده محجبة هتلبسي رجالي ليه ، لا يليق بكِ يا أختاه .
- المهم واسع ولا يشف ولابسه تحته مكملات الحجاب .
ولعبت بحاجبها واستفزته فقال :
بت انت كلك 160سم ، يعني مش هتاخدي في ايدي غلوة ، فهاتي التيشرت بالزوق .
فرفعت إصبع السبابة وقالت بتعصب :
١٦٢ وأنا بحذرك ، إلي قدامك بطلة مصر خمس مرات فى الكارتية وأفضل مدربة فنون قتالية ، متستهونش بيا ، عشان انت الى مش هتاخد في ايدي غلوة ، انت فاهم .
وقبل أن يتحدث ، لمح في يديها الإسورة الخاصة به فشهق وأحمر وجهه وقال :
انتي نهارك مش فايت النهاردة ، حتى الإسورة بتاعتي قلبتيها ؟!!
كادت أن تضحك بصوت عالي فأدارت وجهها وابتسمت بصمت ثم التفتت له وقالت :
انت مهمل وبترمي حاجتك في كل حته ، وبعدين الأساور لرجالة حرام ، غلطانة إن ببعد عنك الشبهات والحرام .
وتركته وأخذت ترتدي القبعة الخاصة به فصرخ وقال :
ده الكاب بتاعي !!!!!
-أيوة انت مستغرب ليه ، يعني قلبت التيشرت مش هقلب الكاب ههههههههههههه والجو حر أوي النهاردة ، بس ايه رأيك في الأوت فيت بتاعي
-تعالي هنا مش هسيبك تمشي .
وبحركة ذكية أوقعته أرضاً فأصيب إصابة خفيفة في أنفه وبدا يصرخ :
اااااااااااااه يا مناخيري ، والله ما هسيبك .
فخرجت مسرعة وخرجت الأم على صراخ تامر وقال :
ايه يا بني ، هي ضربتك ؟!!
-مين دي الي تتضربني ؟ .. أنا بس إتكعبلت في السجاده .
ااااااه
- طيب هجبلك تلجه تحطها عليها تهديلك الاحمرار ده شوية ولا هتخرج كده ؟!
- لا اخرج كده ، إزاي هصبر لما تهدى شوية .
قادت مريم سيارتها وذهبت إلى النادي حتى تلتقبدي بصديقاتها قبل أن تذهب إلى عملها ودروسها ، أما تامر بعد أن هدأ احمرار انفه أتى إلى النادى أيضا بناء على رغبة أصدقائه وجلس معهم وبالصدفة شاهدها هيثم فقال لتامر :
تامر ! انت يا بني .
هههههههههههه
التيشرت ده ، أنا بشبه عليه مش ده إلى انت اشتريته امبارح بص كده !!!
فنظر تامر وأحس بالإحراج بعض الشئ فقال له بنوع من عدم الاهتمام:
اه اشتريته بس بعد ما روحت البيت مش حسيته اد كده كده ، انا مليش في أوفر سايز ، أنا بحب الحاجه المظبوطة انت عارفني وعجب مريم فادتلها .
-طب والكاب ؟!
- الجو حر النهاردة. فقولتلها خديه لايق عليكي ، بس كده .
ونظر بنظرة التوعد وقال محدث نفسه :
والله لأوريكي يا مريم ، اصبري بس
ووضع يده على انفه
ااااه هوريكي اليوم لسه منتهاش .
- ااااوووووو ايه يا بني انت رحت فين ؟!
- أنا موجود .
- بس تصدق عليها أحلى ، وهي بصراحة بتحلي أي حاجه .
- ايه يا حبيبي ، عينك من على أختي عشان مش اقلعهالك .
- وعيني وقلبي بيحب بقاله سنين وانت عارف وعامل نفسك مش واخد بالك ، وبعدين انت مستخصر فيا أختك ، أنا غرضي الحلال وأنا صاحبك وأولى من الغريب .
- أه عشان انت صاحبي وعارفك ، فبقولك ابعد عن أختي وخلينا من غير مشاكل .
- اللاه ، في ايه يا تامر أنا لا بتاع بنات زيك ولا بتاع حوارات وماشي سليم ، انت ليه معترض .
- أنا شخصياً معترض وغير إن أختي طول الوقت بتحذرني منك ومن معرفتك وبتقول عليك واحد مش سالك وعايز ماية نار عشان يسلك إلي جواه ، وعايزني بقا أروح أقولك تعالي أجوزك هيثم الاصفر .
- هي بتقول كده عشان متعرفنيش ومتعاملتش معايا ، لكن لما تعرفني وتقرب مني هتحبني وأنا شاب ووسيم وكل البنات تتمناني .
- أه كل البنات إلا أختي ، انتهى الكلام سلام يا صاحبي .
- سلام .
وبعد مغادرة تامر همس في نفسه محدثاً وقال :
ماشي يا ولاد بكر المنصورى ، أنا هعرف إزاي أخد حقي وهتشوفي يا مريم الاصفر ده هيعمل فيكي ايه وأخوكي .
انتظروا الحلقة المقبلة
أراكم على خير
ندا محمود. ❝ ⏤ندا محمود عبد اللطيف
❞ في صباح أول يوم من شهر أغسطس ، شعاع شمس يتسلل إليها ويلمس وجهها فتفتح عينيها البنيتين فتسقط أشعة الشمس عليها فتتلون بلون العسل فتبتسم مريم ذات التاسعة والعشرون من العمر وتنهض وتتثاوب وتقول :
واضح إن الشمس لقتني اتأخرت في النوم ، فجت تصحيني ، قومي يا مريم بقا بطلي كسل.
فخرجت من غرفتها متوجهه نحو المرحاض لتغتسل فصادفتها والدتها و قالت :
أخيرًا صحيتي يا مريم !؟ عبال التاني كمان ، انتو مش عندكو شغل
يا بنتي ، في حد عندو أشغال ينام لغاية دولوقتي .
فبدأت تتمطع وتقول :
ليه الساعة كام يعني يا ماما ؟؟! لسه بدري .
- بدري من عمرك ، الساعة تسعة .
ااااه طيب ، ع العموم شغلي المهم الساعة 11 ،
يعني أنا بالنسبة ليا لسه بدري ، شوفي بقا التاني إلي مبيعمرش في وظيفة .
وتركتها وذهبت فبدأت تتمتم الأم وتقول :
ولا هقدر عليهم
اااااااااه يا ربي نفسي أفرح بواحد فيهم ، إلى قدهم معاه عيل واتنين ، اعمل ايه بس يا ربي .
ما أشوف التاني هيصحى امتى ؟ اسمه بس المهندس راح ..المهندس جه .
وأنهت مريم وخرجت من المرحاض . فوجت كيساً تفوح منه رائحة الملابس الجديدة فالتقطته وقالت :
اهممممم ، نادتني وأنا مش هكسفك والله ، أووووووه تيشرت أوڤرسايز وبراند كمان أوبااااا وكاب بلون الأبيض المفضل ، يلا بينا نشوف نطقم الأوت فيت إزاي.
والأم في غرفة ابنها تحاول إيقاظه لكن دون جدوى كان يتقلب يمين ويسار ويقول :
يا ماما ، لو سمحت سبيني أنام شوية .
تنام ؟ تنام ايه يا بني ؛ الساعة داخلة على عشرة وشغلك يا حبيبي ؟!
اااااااه ! ما أنا نسيت أقولك يا حبيبتي ، أنا سبت الشغل.
ووضع الوسادة على رأسه وأكمل نومه ، فغضبت الأم وصرخت به وقالت :
بقالي ساعة بصحي فيك وشايلة هم شغلك ووظيفتك ، وفي الأخر تقولي سبت الشغل ؟! قوم واتعدل ، وقولي ليه سبت الشغل يبني انت مكملتش فيه شهرين .
فرفع الوسادة ونهض واعدل جسده وبدأ يمرن عضلاته بحركات خفيفة يمين ويسار ، فاستفزت حركاته الأم وقالت : ما ده إلي أنت فالح فيه .
فنهض تامر ، ويكبر مريم بثلاثة أعوام ، شاب ثلاثيني طائش ، كان حلمه منذ صغره أن يدخل كلية الهندسة ومجموعه الثانوي لم يعادل تقدير الكلية ، فأدخلته والدته كلية خاصة وتخصص في عمارة ، على أمل أن يحقق ما يريد وينجح ، لكن دون جدى أيضاً ، عشر سنوات على تخرجه ولا يستمر في وظيفة واحدة سنة كاملة وكل مرة يبرر لأمه ويقول :
بصي يا حبيبتي ، أنا حسيتها مش من مستوى طموحاتي ، أنا سقف طموحاتي عالي ودماغي أفكارها جهنمية ومفيش حد مقدر ذكائى ، فعشان كده بسيب الشغل بس أوعدك الفترة الجاية هتسمعي خبر هيسعدك جدا في مسيرتي المهنية .
اضحك عليا زي كل مرة ، ومبتكملش كام شهر على بعض وتقضي باقي السنة نوم.
طب اعمل ايه يا ماما ؟! انتي رفضتى إن أنا أسافر وأشوف مستقبلي وحياتي ، ومفيش شغل هنا مناسب ليا.
ليه ؟ قولي ليه أنا رفضت ؟
عايز تسافر وتسبني أنا وأختك لوحدنا ، بعد ما أبوك اتوفى ، عاش عمره في البلد دى وعمل الفلوس إلي عمال تسرف فيها يمين وشمال دي من شغله هنا ، وكان إيه تاجر ، لا معاه تعليم عالي ولا دخل كليه خاص بأد كده ، ومع ذلك نجح وأمن عياله حتى بعد ما مات .
ودي فلوس ، انت مبتشوفيش الناس بتوع الملايين إلي بجد عاملين إزاي وعايشين إزاي .
أنا مش ربيتك على كده يا تامر ، ربيتك نحمد ربنا على كل حاجه ، وإن احنا أحسن من غيرنا بكتير ، احمد ربنا يبني وشوف هترجع شغلك إزاي .
وتركته وبدأ يفكر وقال :
أنا أشوف أي مكان اقعد فيه دولوقتى بعيد عن البيت ، عشان مش هخلص من التقطيم طول النهار .
فلما خرج لكي يدخل المرحاض انتبه أن الكيس الذي أحضره أمس غير موجود فنادى أمه وقال :
مااااااااااماااااااااا ! يا أمي !
فخرجت وقالت :
في ايه يا بني ؟! بتنادي بصوت عالي ليه كده ؟!
ماما ، أنا كنت جايب كيس امبارح وحطيته هنا ، ودولوقتي مش لاقيه .
مهمل وهتفضل مهمل ، بس أنا كنت لمحته قبل ما ادخل أصحيك ، تلاقيه هنا ولا هنا .
هنا ولا هنا ، أنا عرفت مين أخده ؟
فركض نحو غرفة مريم وظل يصرخ وينادي عليها ويضرب الباب ويقول :
افتحي يا مريم بدل ما أكسر الباب ، افتحي ، أنا عارف إنك انتي إلي أخدتي الكيس ، يا لصة التيشرت بألف وميتين جنية .
- ولد ! عيب يا ولد
تقول على أختك كده
- عيب ايه ؟ التيشرت لسه حتى مش قسته ولا لمس جسمي حتى يحلل فلوسه .
افتحي يا مريم ، أحسن لك .
فخرجت مريم وكانت مرتديه التيشرت فنظر تامر لوالدته فقالت له :
ايه ؟! في ايه ؟! ايه الزعيق والخبط ده كله .
فنظر إلى والدته وقال :
شفتي !
ما ظلمتهاش ، أهي طلعت هي إلي أخدته ، أعمل فيها ايه دولوقتى
- انتو حرين مع بعض ، أنا تعبت لخناقتكم كل يوم
وذهبت وتركتهم وبعدها دخلت مريم لغرفتها لتكمل ارتداء حجابها .
فغضب تامر ودخل خلفها وقال :
انتي إزاي تاخدي حاجتي من غير ما تستأذنيني ؟!
هو ناداني وقلي البسيني ، وبعدين لقيتك رميه بره وقلت أكيد المهمل ما دام رميه كده ،اكيد جابه ومش عجبه فأخدته ، قولت حرام فلوس تترمي في الأرض .
حاطه على الكرسي يبقى راميه ، كنت جاي متأخر ومش شايف قدامي فرميته على الكرسي عبال ما أصحى .
أديك قولت رميته .
وضرب يده على خزانة الملابس وقال :
يا مريم أنا حتى لسه مش قسته ، حرام عليكي .
فقالت باستفزاز :
طب منا عارفة ؛ أومال هلبس مكانك يعني .
- بت اقلعي التيشرت ده يلا واغسليه ورجعهولي ، بدل ما ارتكب جناية النهاردة ، وبعدين صحابي كانوا معايا وانا بشتريه هيقولوا عليكوا ايه ، مش خايفة على شكلك يعني لو صادفك حد فيهم .
فقالت بسخرية :
صحابك مين دول إلي يتكلموا عليا ، ما في واحد منهم نطل ، هيثم الاصفر من كتر السلكان بتاعه هيوزع الصفار على كركم مصر كلها ، عايز ماية نار عشان يسلك ويصفى ، ولا مروان توأمك بتاع البنات إلي تحسه مقلب دولاب لميس اخته من المشجرات والفواقع إلي بيلبسها ، يعني إلي ها إلي نقول عليه جاي شلتكوا غلط هو معتز ، بلا نيله قال صحابي قال .
- يعني سبيكي من صحابي ، انتي واحده محجبة هتلبسي رجالي ليه ، لا يليق بكِ يا أختاه .
- المهم واسع ولا يشف ولابسه تحته مكملات الحجاب .
ولعبت بحاجبها واستفزته فقال :
بت انت كلك 160سم ، يعني مش هتاخدي في ايدي غلوة ، فهاتي التيشرت بالزوق .
فرفعت إصبع السبابة وقالت بتعصب :
١٦٢ وأنا بحذرك ، إلي قدامك بطلة مصر خمس مرات فى الكارتية وأفضل مدربة فنون قتالية ، متستهونش بيا ، عشان انت الى مش هتاخد في ايدي غلوة ، انت فاهم .
وقبل أن يتحدث ، لمح في يديها الإسورة الخاصة به فشهق وأحمر وجهه وقال :
انتي نهارك مش فايت النهاردة ، حتى الإسورة بتاعتي قلبتيها ؟!!
كادت أن تضحك بصوت عالي فأدارت وجهها وابتسمت بصمت ثم التفتت له وقالت :
انت مهمل وبترمي حاجتك في كل حته ، وبعدين الأساور لرجالة حرام ، غلطانة إن ببعد عنك الشبهات والحرام .
وتركته وأخذت ترتدي القبعة الخاصة به فصرخ وقال :
ده الكاب بتاعي !!!!!
وبحركة ذكية أوقعته أرضاً فأصيب إصابة خفيفة في أنفه وبدا يصرخ :
اااااااااااااه يا مناخيري ، والله ما هسيبك .
فخرجت مسرعة وخرجت الأم على صراخ تامر وقال :
ايه يا بني ، هي ضربتك ؟!!
- مين دي الي تتضربني ؟ . أنا بس إتكعبلت في السجاده .
ااااااه
- طيب هجبلك تلجه تحطها عليها تهديلك الاحمرار ده شوية ولا هتخرج كده ؟!
- لا اخرج كده ، إزاي هصبر لما تهدى شوية .
قادت مريم سيارتها وذهبت إلى النادي حتى تلتقبدي بصديقاتها قبل أن تذهب إلى عملها ودروسها ، أما تامر بعد أن هدأ احمرار انفه أتى إلى النادى أيضا بناء على رغبة أصدقائه وجلس معهم وبالصدفة شاهدها هيثم فقال لتامر :
تامر ! انت يا بني .
هههههههههههه
التيشرت ده ، أنا بشبه عليه مش ده إلى انت اشتريته امبارح بص كده !!!
فنظر تامر وأحس بالإحراج بعض الشئ فقال له بنوع من عدم الاهتمام:
اه اشتريته بس بعد ما روحت البيت مش حسيته اد كده كده ، انا مليش في أوفر سايز ، أنا بحب الحاجه المظبوطة انت عارفني وعجب مريم فادتلها .
- أه عشان انت صاحبي وعارفك ، فبقولك ابعد عن أختي وخلينا من غير مشاكل .
- اللاه ، في ايه يا تامر أنا لا بتاع بنات زيك ولا بتاع حوارات وماشي سليم ، انت ليه معترض .
- أنا شخصياً معترض وغير إن أختي طول الوقت بتحذرني منك ومن معرفتك وبتقول عليك واحد مش سالك وعايز ماية نار عشان يسلك إلي جواه ، وعايزني بقا أروح أقولك تعالي أجوزك هيثم الاصفر .
- هي بتقول كده عشان متعرفنيش ومتعاملتش معايا ، لكن لما تعرفني وتقرب مني هتحبني وأنا شاب ووسيم وكل البنات تتمناني .
- أه كل البنات إلا أختي ، انتهى الكلام سلام يا صاحبي .
- سلام .
وبعد مغادرة تامر همس في نفسه محدثاً وقال :
ماشي يا ولاد بكر المنصورى ، أنا هعرف إزاي أخد حقي وهتشوفي يا مريم الاصفر ده هيعمل فيكي ايه وأخوكي .
❞ أعرفك بنفسي
أيها الغريب، أعرّفك بنفسي. أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري، أدرس بالصف الثالث في كلية الخدمة الاجتماعية، وهي الكلية التي التحقت بها بسبب مجموع الثانوية العامة. الحمد لله على كل حال، فقد رضيت بكل ما كتبه الله لي.
لست اجتماعية تمامًا ولا انطوائية بالكامل؛ أحيانًا أرغب في التعرف على الجميع، وأحيانًا أخرى أهرب من الجميع لأجلس مع نفسي. ومع ذلك، لم أوفّق في العثور على صديقة ألجأ إليها وقت الشدة، فالكل مشغول بحياته، وأنا لا أحب أن أكون مصدرًا للشفقة.
أنا فتاة محجبة أرتدي ملابس واسعة، وأتطلع إلى ارتداء النقاب قريبًا بإذن الله. قصيرة القامة، لكنني محبوبة، أتميز أيضًا بحس فكاهي، وأسعى دائمًا للتقرب من الله من خلال الصلاة وحفظ القرآن في المقرأة.
لا أحب الاختلاط بالشباب، وأؤمن أن قلبي ملك لمن سيصبح زوجي، وله كل الحق أن أصونه لأجله.
بقلم: إيمان عنتر. ❝ ⏤𝙴𝙼𝙰𝙽 𝙰𝙽𝚃𝙴𝚁 (الطيف الهادئ)
❞ أعرفك بنفسي
أيها الغريب، أعرّفك بنفسي. أنا فتاة في الحادية والعشرين من عمري، أدرس بالصف الثالث في كلية الخدمة الاجتماعية، وهي الكلية التي التحقت بها بسبب مجموع الثانوية العامة. الحمد لله على كل حال، فقد رضيت بكل ما كتبه الله لي.
لست اجتماعية تمامًا ولا انطوائية بالكامل؛ أحيانًا أرغب في التعرف على الجميع، وأحيانًا أخرى أهرب من الجميع لأجلس مع نفسي. ومع ذلك، لم أوفّق في العثور على صديقة ألجأ إليها وقت الشدة، فالكل مشغول بحياته، وأنا لا أحب أن أكون مصدرًا للشفقة.
أنا فتاة محجبة أرتدي ملابس واسعة، وأتطلع إلى ارتداء النقاب قريبًا بإذن الله. قصيرة القامة، لكنني محبوبة، أتميز أيضًا بحس فكاهي، وأسعى دائمًا للتقرب من الله من خلال الصلاة وحفظ القرآن في المقرأة.
لا أحب الاختلاط بالشباب، وأؤمن أن قلبي ملك لمن سيصبح زوجي، وله كل الحق أن أصونه لأجله.
❞ الحجاب (الجمع: أَحْجِبَة أو حُجُب) في الإسلام هو اللباس الساتر لجميع بدن المرأة وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، فإن كانت المرأة في بيتها فيكون الحجاب من وراء الـجُدران، وإن كانت في مواجهة رجل أجنبي عنها داخل البيت أو خارجه فيكون باللباس الشرعي، والحجاب هو أحد الفروض الواجبة على المرأة في الشريعة الإسلامية متى ما بلغت الفتاة سن التكليف أي السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض، وتبلغ فيه مبلغ النساء. أما لغويا فيدور معنى الحجاب على السَّتر والحيلولة والمنع، وحجب الشئ أي ستره، وامرأة مُحَجَّبَة أي امرأة قد سُترت بستر. وجاء في سورة مريم في الآية 17: ﴿فاتخذت من دونهم حجابًا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا﴾ أي: \"فاتخذت من دون أهلها سترًا يسترها عنهم وعن الناس\".
دل على وجوب الحجاب الأدلة المتعددة من القرآن والسنة، والإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي محمد مرورًا بعصر الخلافة الراشدة وما بعدها، واستمر العمل به حتى بعد انحلال الدولة الإسلامية إلى دويلات في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقد انعقد عليه إجماع الأمة ولم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفاً ولا خلفاً، وبذلك تواتر عمل المسلمين كافة على مر العصور وأجمعوا على أن المرأة إذا كشفت ما وجب عليها ستره، فقد ارتكبت محرماً يجب عليها التوبة إلى الله تعالى منه.
وهناك بعض الدول تمنع أو تقيد ارتداء غطاء الرأس أو ما يعرف بالحجاب في المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس أو المؤسسات الحكومية؛ مثل فرنسا وسابقا تركيا - في عهد أتاتورك - وتونس - في عهد بورقيبة وبن علي-. بينما توجد دول ومنظمات أخرى تفرضه على مواطناتها وحتى الأجنبيات منهن مثل إيران ، وحالياً حركة طالبان في أفغانستان بعد السيطرة مجدداً عليها .
فرض الإسلام الحجاب لعدة أسباب، إذ تذكر الآية ال 59 من سورة الأحزاب الغرض من الحجاب وهو : ﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ وذلك لحماية المؤمنات وصيانتهن وإظهار عفافهن ومنع الفساق من التعرض لهن. وفي قول الله ﴿ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ فيه إشارة إلى وجود صلة بين ما تراه العين وما يتعلق به القلب ، فالعين طريق الهوى والنظر بريد الشهوة، فإذا لم تر العين لا يشتهي القلب، كما فُرض الحجاب على المرأة لأنها محل لنظر الرجال الذين أمروا أيضا في الإسلام بغض أبصارهم، ولكي لا يكون تعامل الرجل الأجنبي مع المرأة بحسب شكلها وجمالها، وإنما يكون بحسب إنسانيتها وأخلاقها وهو ما يترتب عليه حصولها على حقوقها بلا تمييز.
تتعرض العديد من النساء في بعض دول العالم إلى التمييز بسبب ارتدائهن للحجاب، مُنعت العديد منهن من ارتداء الحجاب وتعرض بعضهن للمضايقات وصلت حتى الطرد من العمل والمنع من دخول بعض الأماكن العامة والإعتداء عليهن في الشوارع، ففي حين أنه من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة حول هذا النوع من الحوادث، إلا أن حالات التمييز المبلغ عنها موجودة وفي ارتفاع دائم.
وقد تم اعتبار يوم 1 فبراير من كل عام \" اليوم العالمي للحجاب\" حيث قامت بإطلاق هذه المبادرة الناشطة الأمريكية \" ناظمة خان\" والتي بررت سبب قيامها بهذه المبادرة بقولها: «من أجل القضاء على الكراهية في العالم، يجب أن نتعلم أن نتقبل الآخرين وكل اختلافاتهم. لذا يا اخواتي عندما تخترن ارتداء الحجاب في هذا اليوم تضامنا مع النساء المسلمات فأنتن تساعدن في التصدي للتمييز الذي تتعرض له النساء المحجبات، ولكن أهم من ذلك ستعرفن أن تحت الحجاب هناك إنسان وقلب وروح مثل أي شخص آخر».
يرى الفقهاء استنادا على الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية أن هناك شروطا يجب توافرها في الحجاب، وبحسب دار الإفتاء المصرية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فإن شروط الحجاب هي:
أن يكون ساترًا لعورة المرأة عدا الوجه والكفين حسب قول البعض :
أجمع أئمة وفقهاء المسلمين كلهم ـ لم يشذ عنهم أحد ـ على أن ما عدا الوجه والكفين من المرأة داخل في وجوب الستر أمام الأجانب. قال الجزيري:«عورة المرأة عند الشافعية والحنابلة جميع بدنها، ولا يصح لها أن تكشف أي جزء من جسدها أمام الرجال الأجانب، إلا إذا دعت لذلك ضرورة كالطبيب المعالج، والخاطب للزواج، والشهادة أمام القضاء، والمعاملة في حالة البيع والشراء، فيجوز أن تكشف وجهها و كفيها. وعورة المرأة عند الحنفية والمالكية جميع بدن المرأة إلا الوجه والكفين، فيباح للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في الطرقات، وأمام الرجال الأجانب. ولكنهم قيدوا هذه الإباحة بشرط أمن الفتنة. أما إذا كان كشف الوجه واليدين يثير الفتنة لجمالها الطبيعي، أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما».
أن يكون سميكًا غير شفاف فلا يصف ما تحته من الجسم:
لأن الغرض من الحجاب الستر، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأنه لا يمنع الرؤية، ولا يحجب النظر، لقوله ﷺ فيما رواه مسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا ..» وفي رواية مسيرة خمسمائة سنة. ومعنى قوله ﷺ : ( كاسيات عاريات ) أي :كاسيات في الصورة عاريات في الحقيقة لأنهن يلبس ملابس لا تستر جسدا، ولا تخفي عورة. والغرض من اللباس الستر، فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عاريا. ومعنى (مميلات مائلات) : مميلات لقلوب الرجال مائلات مشيتهن يتبخترن بقصد الفتنة والإغراء. ومعنى (كأسنمة البخت) أي : يصففن شعورهن فوق رؤوسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل.
أن يكون فضفاضًا غير ضيق ولا يصف الجسم:
وذلك للحديث السابق عن (الكاسيات العاريات) وما تفعله بعض المتحجبات من ارتداء ملابس محددة للخصر والصدر كالبلوزة والتنورة، ولو كانت طويلة، لا يفي بشروط الحجاب الصحيح.
ألا يكون الثوب فيه تشبه بملابس الرجال:
للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه : «لعن النبي الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل»، وقالعليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري والترمذي واللفظ له : ( لعن الله المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء ) أي المتشبهات بالرجال في أزيائهن وأشكالهن.
ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار:
لقوله تعالى: \"ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها\" ومعنى {ما ظهر منها} أي بدون قصد ولا تعمد، فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز إبداؤه، ولا يسمى حجابا، لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب.. ❝ ⏤صفي الرحمن المباركفوري
❞ الحجاب (الجمع: أَحْجِبَة أو حُجُب) في الإسلام هو اللباس الساتر لجميع بدن المرأة وزينتها، بما يمنع الأجانب عنها من رؤية شيء من بدنها أو زينتها التي تتزين بها، فإن كانت المرأة في بيتها فيكون الحجاب من وراء الـجُدران، وإن كانت في مواجهة رجل أجنبي عنها داخل البيت أو خارجه فيكون باللباس الشرعي، والحجاب هو أحد الفروض الواجبة على المرأة في الشريعة الإسلامية متى ما بلغت الفتاة سن التكليف أي السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض، وتبلغ فيه مبلغ النساء. أما لغويا فيدور معنى الحجاب على السَّتر والحيلولة والمنع، وحجب الشئ أي ستره، وامرأة مُحَجَّبَة أي امرأة قد سُترت بستر. وجاء في سورة مريم في الآية 17: ﴿فاتخذت من دونهم حجابًا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا﴾ أي: ˝فاتخذت من دون أهلها سترًا يسترها عنهم وعن الناس˝.
دل على وجوب الحجاب الأدلة المتعددة من القرآن والسنة، والإجماع العملي من نساء المؤمنين من عصر النبي محمد مرورًا بعصر الخلافة الراشدة وما بعدها، واستمر العمل به حتى بعد انحلال الدولة الإسلامية إلى دويلات في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقد انعقد عليه إجماع الأمة ولم يخالف فيه أحد من المسلمين عبر القرون سلفاً ولا خلفاً، وبذلك تواتر عمل المسلمين كافة على مر العصور وأجمعوا على أن المرأة إذا كشفت ما وجب عليها ستره، فقد ارتكبت محرماً يجب عليها التوبة إلى الله تعالى منه.
وهناك بعض الدول تمنع أو تقيد ارتداء غطاء الرأس أو ما يعرف بالحجاب في المؤسسات العامة كالجامعات والمدارس أو المؤسسات الحكومية؛ مثل فرنسا وسابقا تركيا - في عهد أتاتورك - وتونس - في عهد بورقيبة وبن علي-. بينما توجد دول ومنظمات أخرى تفرضه على مواطناتها وحتى الأجنبيات منهن مثل إيران ، وحالياً حركة طالبان في أفغانستان بعد السيطرة مجدداً عليها .
فرض الإسلام الحجاب لعدة أسباب، إذ تذكر الآية ال 59 من سورة الأحزاب الغرض من الحجاب وهو : ﴿ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ وذلك لحماية المؤمنات وصيانتهن وإظهار عفافهن ومنع الفساق من التعرض لهن. وفي قول الله ﴿ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ فيه إشارة إلى وجود صلة بين ما تراه العين وما يتعلق به القلب ، فالعين طريق الهوى والنظر بريد الشهوة، فإذا لم تر العين لا يشتهي القلب، كما فُرض الحجاب على المرأة لأنها محل لنظر الرجال الذين أمروا أيضا في الإسلام بغض أبصارهم، ولكي لا يكون تعامل الرجل الأجنبي مع المرأة بحسب شكلها وجمالها، وإنما يكون بحسب إنسانيتها وأخلاقها وهو ما يترتب عليه حصولها على حقوقها بلا تمييز.
تتعرض العديد من النساء في بعض دول العالم إلى التمييز بسبب ارتدائهن للحجاب، مُنعت العديد منهن من ارتداء الحجاب وتعرض بعضهن للمضايقات وصلت حتى الطرد من العمل والمنع من دخول بعض الأماكن العامة والإعتداء عليهن في الشوارع، ففي حين أنه من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة حول هذا النوع من الحوادث، إلا أن حالات التمييز المبلغ عنها موجودة وفي ارتفاع دائم.
وقد تم اعتبار يوم 1 فبراير من كل عام ˝ اليوم العالمي للحجاب˝ حيث قامت بإطلاق هذه المبادرة الناشطة الأمريكية ˝ ناظمة خان˝ والتي بررت سبب قيامها بهذه المبادرة بقولها: «من أجل القضاء على الكراهية في العالم، يجب أن نتعلم أن نتقبل الآخرين وكل اختلافاتهم. لذا يا اخواتي عندما تخترن ارتداء الحجاب في هذا اليوم تضامنا مع النساء المسلمات فأنتن تساعدن في التصدي للتمييز الذي تتعرض له النساء المحجبات، ولكن أهم من ذلك ستعرفن أن تحت الحجاب هناك إنسان وقلب وروح مثل أي شخص آخر».
يرى الفقهاء استنادا على الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية أن هناك شروطا يجب توافرها في الحجاب، وبحسب دار الإفتاء المصرية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فإن شروط الحجاب هي:
أن يكون ساترًا لعورة المرأة عدا الوجه والكفين حسب قول البعض :
أجمع أئمة وفقهاء المسلمين كلهم ـ لم يشذ عنهم أحد ـ على أن ما عدا الوجه والكفين من المرأة داخل في وجوب الستر أمام الأجانب. قال الجزيري:«عورة المرأة عند الشافعية والحنابلة جميع بدنها، ولا يصح لها أن تكشف أي جزء من جسدها أمام الرجال الأجانب، إلا إذا دعت لذلك ضرورة كالطبيب المعالج، والخاطب للزواج، والشهادة أمام القضاء، والمعاملة في حالة البيع والشراء، فيجوز أن تكشف وجهها و كفيها. وعورة المرأة عند الحنفية والمالكية جميع بدن المرأة إلا الوجه والكفين، فيباح للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها في الطرقات، وأمام الرجال الأجانب. ولكنهم قيدوا هذه الإباحة بشرط أمن الفتنة. أما إذا كان كشف الوجه واليدين يثير الفتنة لجمالها الطبيعي، أو لما فيهما من الزينة كالأصباغ و المساحيق التي توضع عادة للتجمل أنواع الحلي فإنه يجب سترهما».
أن يكون سميكًا غير شفاف فلا يصف ما تحته من الجسم:
لأن الغرض من الحجاب الستر، فإن لم يكن ساترا لا يسمى حجابا لأنه لا يمنع الرؤية، ولا يحجب النظر، لقوله ﷺ فيما رواه مسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا .» وفي رواية مسيرة خمسمائة سنة. ومعنى قوله ﷺ : ( كاسيات عاريات ) أي :كاسيات في الصورة عاريات في الحقيقة لأنهن يلبس ملابس لا تستر جسدا، ولا تخفي عورة. والغرض من اللباس الستر، فإذا لم يستر اللباس كان صاحبه عاريا. ومعنى (مميلات مائلات) : مميلات لقلوب الرجال مائلات مشيتهن يتبخترن بقصد الفتنة والإغراء. ومعنى (كأسنمة البخت) أي : يصففن شعورهن فوق رؤوسهن حتى تصبح مثل سنام الجمل.
أن يكون فضفاضًا غير ضيق ولا يصف الجسم:
وذلك للحديث السابق عن (الكاسيات العاريات) وما تفعله بعض المتحجبات من ارتداء ملابس محددة للخصر والصدر كالبلوزة والتنورة، ولو كانت طويلة، لا يفي بشروط الحجاب الصحيح.
ألا يكون الثوب فيه تشبه بملابس الرجال:
للحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه : «لعن النبي الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل»، وقالعليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري والترمذي واللفظ له : ( لعن الله المخنثين من الرجال، والمترجلات من النساء ) أي المتشبهات بالرجال في أزيائهن وأشكالهن.
ألا يكون زينة في نفسه، أو مبهرجا ذا ألوان جذابة تلفت الأنظار:
لقوله تعالى: ˝ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها˝ ومعنى ﴿ما ظهر منها﴾ أي بدون قصد ولا تعمد، فإذا كان في ذاته زينة فلا يجوز إبداؤه، ولا يسمى حجابا، لأن الحجاب هو الذي يمنع ظهور الزينة للأجانب. ❝
❞ *حَياةً بلا مَعصيةً*
رهف وهي تَركض خلف لمار بِسرعة: أنتظري يا لمار لم أقصد والله هذا
لمار بغضب: ماذا تَقصدين إذن؟ هل تتمنين لي الموت أو ماذا؟
رهف: يا حببتي كيف لي أن أتمنى ذلك وأنتِ مثل أختي؟ كُل ما كُنت اقصده أن هذا يكفي يا لمار الحياة قصيرة ويَجب أن نخاف من سوء الخاتمة
لمار:أخبرتك أكثر مِن مرة أن العمر مازال طويل أمامي وسيأتي يوم وأتوب به أن شاءالله لا تخافي أنتِ
رهف بحزن:كيف لا أخاف وأنتِ أقرب شخص لِقلبي! لا أحد يعلم متى وأين يقبض الله رَوحنا، ولا تقولي هكذا مرة أخرى لا أحد يَعلم الغيب، ولا تَعرفين أن الموت لم يَكُن قانون وفُرض على الكُبار فقط
لمار:سَنبدأ من جديد حقًا، أنا أُريد أن استمتع بالحياة، أُريد أن أرتدي ثياب عصرية على المُوضة، لا أُريد أن تَمر الحياة هكذا ولم استمتع بِشبابي!
رهف: ولكن أعتقد أنكِ لا تُردين أن تخسري الأخرة مقابل هذا
لتنظر لها لمار بحيرة بعض شىء، وكأن قلبها يخبرها شىء ونَفسها تخبرها شىء أخر
لتردف: تمام، ولكن ماذا عن موضوع العُطلة الصيفية هل سَتخبريني ألا أرتدي ثياب السباحة...
لتكمل بِتهديد كاذب: أو سأقتلك مَكانك يا رهف
لِتضحك رهف على صديقتها وهي تعرفها جيدًا وفي ماذا تفكر: أنا أعلم جيدًا ماذا تَقصدين، ثياب السباحة التي تَلتصق على الجسد وأنتِ تخرجين من الماء هذه لا تُناسب المُحجبة أبدًا، أنا لا أخبرك ألا تَستمتعي في العُطلة، ولكن يجب ألا يكون سعادتك على حساب ديِنك، مثلًا أنتِ تستطيعي أن تستمتعي مع إلتزامك بِحجابك الكامل بدون أن تعصي الله، ولكن نحن دائمًا نربط أشياء ليس لها علاقة بِبعض، يعني ماذا سَيُفيدك إذا تَخليتي عن حِجابك هذه الفترة أو ارتديتي هذه الملابس، هل سَتكونين سعيدة هكذا، والله لا أعلم كيف سيكون لكي القدرة أن تَستمتعي بٍثياب تَصف كامل جسدك وحجاب يكشف أكثر مما يُغطي، كيف سوف تستمتعي وأنتِ تَعصين الله بلا خوف؟!
لمار: ماذا سوف أرتدي إذن؟ وهذه بضعة أيام قليلة
رهف: أيام قليلة نَعم ولكن أنتِ سوف تعصين هكذا الله مالك المُلك، الذي أمورك كُلها بيده، وبِنسبة للمَلابس هُناك مَلابس لا تَلتصق على جسد أبدًا وتَكون ضد الماء ساترة ومُحتشمة، وفي نَفس الوقت سَتستمتعي بِوقتك دون أن تَعصي الله، أليس أفضل بِكثير يا أستاذة لمار؟!
لِتنظر لها لمار بِبعض الأقتناع وهي تَشعر أنها مُحقة حقًا، لتردف: نعم قد يَكون أفضل، لكن الأخرين سَيرتدون هذه الملابس وسَيضعون مُستحضرات تَجميل، يعني سأشعر بِالغربة بِينهم
رهف:هذا لن يُقبل كَسبب يوم القيمة لِمعصية أوامر الله، \"وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)\" (مريم)، وأنتِ ستكونين مُميزة مِن بين الجميع عِند الله حتى لو أخبرك الجميع عكس هذا، الجنة تَحتاج عمل شاق تَحتاج سعي مُستمر
لمار:كالعادة لديك حق أن شاءالله سأستمتع بوقتي دون أن اعصي الله
رهف: الحمدالله وأخيرًا أخر طلب لا تَنسي أن تَجلبي لي هدية تِذكرية مِن هُناك
لمار بضحك:بِتأكيد لن أنسى لستُ مستغنية عن حياتي.
ك/ملك مصطفى. ❝ ⏤𝓜𝓛𝓚 𝓜𝓢𝓣𝓕𝓐
❞*حَياةً بلا مَعصيةً* رهف وهي تَركض خلف لمار بِسرعة: أنتظري يا لمار لم أقصد والله هذا
لمار بغضب: ماذا تَقصدين إذن؟ هل تتمنين لي الموت أو ماذا؟
رهف: يا حببتي كيف لي أن أتمنى ذلك وأنتِ مثل أختي؟ كُل ما كُنت اقصده أن هذا يكفي يا لمار الحياة قصيرة ويَجب أن نخاف من سوء الخاتمة
لمار:أخبرتك أكثر مِن مرة أن العمر مازال طويل أمامي وسيأتي يوم وأتوب به أن شاءالله لا تخافي أنتِ
رهف بحزن:كيف لا أخاف وأنتِ أقرب شخص لِقلبي! لا أحد يعلم متى وأين يقبض الله رَوحنا، ولا تقولي هكذا مرة أخرى لا أحد يَعلم الغيب، ولا تَعرفين أن الموت لم يَكُن قانون وفُرض على الكُبار فقط
لمار:سَنبدأ من جديد حقًا، أنا أُريد أن استمتع بالحياة، أُريد أن أرتدي ثياب عصرية على المُوضة، لا أُريد أن تَمر الحياة هكذا ولم استمتع بِشبابي!
رهف: ولكن أعتقد أنكِ لا تُردين أن تخسري الأخرة مقابل هذا
لتنظر لها لمار بحيرة بعض شىء، وكأن قلبها يخبرها شىء ونَفسها تخبرها شىء أخر
لتردف: تمام، ولكن ماذا عن موضوع العُطلة الصيفية هل سَتخبريني ألا أرتدي ثياب السباحة..
لتكمل بِتهديد كاذب: أو سأقتلك مَكانك يا رهف
لِتضحك رهف على صديقتها وهي تعرفها جيدًا وفي ماذا تفكر: أنا أعلم جيدًا ماذا تَقصدين، ثياب السباحة التي تَلتصق على الجسد وأنتِ تخرجين من الماء هذه لا تُناسب المُحجبة أبدًا، أنا لا أخبرك ألا تَستمتعي في العُطلة، ولكن يجب ألا يكون سعادتك على حساب ديِنك، مثلًا أنتِ تستطيعي أن تستمتعي مع إلتزامك بِحجابك الكامل بدون أن تعصي الله، ولكن نحن دائمًا نربط أشياء ليس لها علاقة بِبعض، يعني ماذا سَيُفيدك إذا تَخليتي عن حِجابك هذه الفترة أو ارتديتي هذه الملابس، هل سَتكونين سعيدة هكذا، والله لا أعلم كيف سيكون لكي القدرة أن تَستمتعي بٍثياب تَصف كامل جسدك وحجاب يكشف أكثر مما يُغطي، كيف سوف تستمتعي وأنتِ تَعصين الله بلا خوف؟!
لمار: ماذا سوف أرتدي إذن؟ وهذه بضعة أيام قليلة
رهف: أيام قليلة نَعم ولكن أنتِ سوف تعصين هكذا الله مالك المُلك، الذي أمورك كُلها بيده، وبِنسبة للمَلابس هُناك مَلابس لا تَلتصق على جسد أبدًا وتَكون ضد الماء ساترة ومُحتشمة، وفي نَفس الوقت سَتستمتعي بِوقتك دون أن تَعصي الله، أليس أفضل بِكثير يا أستاذة لمار؟!
لِتنظر لها لمار بِبعض الأقتناع وهي تَشعر أنها مُحقة حقًا، لتردف: نعم قد يَكون أفضل، لكن الأخرين سَيرتدون هذه الملابس وسَيضعون مُستحضرات تَجميل، يعني سأشعر بِالغربة بِينهم
رهف:هذا لن يُقبل كَسبب يوم القيمة لِمعصية أوامر الله، ˝وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)˝ (مريم)، وأنتِ ستكونين مُميزة مِن بين الجميع عِند الله حتى لو أخبرك الجميع عكس هذا، الجنة تَحتاج عمل شاق تَحتاج سعي مُستمر
لمار:كالعادة لديك حق أن شاءالله سأستمتع بوقتي دون أن اعصي الله
رهف: الحمدالله وأخيرًا أخر طلب لا تَنسي أن تَجلبي لي هدية تِذكرية مِن هُناك
لمار بضحك:بِتأكيد لن أنسى لستُ مستغنية عن حياتي.