█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ المؤمن لا يذعن للواجب (كفكرة) أو (ككائن عقلي)، و لكنه يذعن له باعتباره متصلا بحقيقة أساسية، و من حيث هو صادر عن الموجود الأسمى الذي زودنا بهذا العقل، و أودع فيه الحقائق الأولى، بما في ذلك الحقيقة الأخلاقية في المقام الأول . ❝
❞ هل خلق الإنسان من أجل القانون أو أن القانون هو الذي خلق من أجل الإنسان
و قد يجاب عن ذلك تارة بالرأي الأول (وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) و تارة بالرأي الثاني (من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه)، (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون)
فلنقرب ما بين هذين القولين، بحقيقتهما النسبية، و لسوف نحصل على الحقيقة المطلقة، فالإنسان وجد من أجل تنفيذ الشرع، و لما كان الشرع قد وجد من أجل الإنسان، إذن فالإنسان وجد من أجل نفسه. و الشرع غاية، و لكنه ليس الغاية الأخيرة، إنه ليس سوى حد وسط بين الإنسان، كما هو، ناشئا يتطلع إلى الحياة الأخلاقية، و مصارعا من أجل كماله، و بين الإنسان كما ينبغي أن يكون، في قبضة الفضيلة الكاملة. و الشرع أشبه بقنطرة بين شاطئين، نحن نقطة بدايته، و نقطة نهايته، أو هو أشبه بسلم درجاته مستقرة على الأرض، و لكن يعد من يريدون تسلقه أن يرفعهم إلى السماء . ❝
❞ على فرض أن الحياة الإنسانية سوف يمتد خلودها إلى ما لانهاية .. وأن ظروفها سوف تتغير إلى ما لانهاية .. فإننا نقرر أنها سوف تجد دائمًا في القرآن قاعدة أخلاقية تنظم نشاطها, ووسيلة تستنهض جهدها، ورحمة تغمر الضعفاء فيها, ومثلًا أعلى للأقوياء منها.
وأقل ما يقال عن الأخلاق القرآنية: أنها تكفي نفسها بنفسها مطلقًا .. إنها أخلاق متكاملة . ❝