❞ بدا يومى مثل الايام السابقة ولكن اللى لاحظته ان أحلامي مع عالم الجن تحدث عندما اتوقف تمام عن ذكر أحلامي لأحد ف بدا حلمى بدخول بيت العائلة بيت يتواجد فية اولاد أعمامي واخواتى بيت يتكون من أربع أدوار وبيت اخى فى الدور الثانى وانا بيتى فى الدور الأرضي صعدت السلالم إلى بيت اخى واحس بشعور غريب كان أحد يمسك ارجلى وعندما وصلت طرقت الباب فإذا باخى يفتح الباب ويرحب بى هو وزوجته وتعتبر زوجتة ابنه عمى وعندما دخلت البيت والقيت السلام قال لى اخى أشعر بان البيت خنقة لا اطيق الجلوس بة وامراتى مريضة ودائما تشكو من المرض واذهب بها إلى الدكتور ولكن جميع فحصاتها سليمة فسكت قليلا فقلت لة يوجد سحر فى البيت فاخى قال لى مين يعمل ليا سحر انا دائما حالى ولم يصدقني فوقفت فى وسط الصاله اتلو اية الكرسى فتحولت الصاله من بيت جميل إلى بيت اسود ملئ بالدخان وبدأ ظهر كائنات غريبة لا توصف من بشاعتها اشكال لا وصف يكفيها غير كلمة شياطين تخرج من الحوائط والاركان وتزحف مثل افلام الرعب وألعاب وعرائس تتحرك فى الصاله وتختفي ودولاب أوضة النوم يقفل ويفتح وصوت صراخ وخبط فى الحوائط والبيبان فنظرت إليهم واشرت باصبعي السبابة وتلوت اية الكرسى مرة أخرى فأصبح لسانى ثقيل جدا واقاوم اكثر واقرا قراءن ولكن الثقل بيكون كبير جدا ويحدث التواء فى الفم ولم استطيع الحركة وحسيت ان قولى أضعف منهم ودعوت ربى يساعدني فاختفى كل شىء واستيقظت من النوم حينها علمت بانى داخل عالم من عوالم الجن الخفى الذى يصيب احد اخوتى ولكن لم استطيع المقاومة فى بداية احلامى ولكن مع الايام استطعت ان اتلو القرآن فى احلامى ودائما اية الكرسى فلها من العجب العجاب معهم وعندما استيقظت واخبرت اخى بما حلمت فقال لى انه يشعر بكل ما حكيت لة وزوجتة مريضة بنفس الأعراض اللى عرفتها فى الحلم فذهبت مع اخى إلى شيخ يسكن فى محافظة أخرى وعندما قراء الشيخ اذا بها ينطق على لسانها خدام الاسحار ويستنجدون بزوجها من ايدى الشيخ بالدموع الخداعة فقال الشيخ اصبروا فسوف تبصر بعينها الان فنظرت إلى اخى واخى ينظر إلى كيف تبصر وهى مغلقه اعينها بقطعة من القماش فصرخت وهى تقول انى أرى نفسى فى المقابر فنظرنا إلى الشيخ باستغراب وقال لها احكى ما تراه فقالت انا أقف على المقابر واحد يجرنى من ارجلى ويدخلنى المقبرة وصفت لنا المنظر تقشعر لة الأبدان ايادى طويلة شاحبة اللون تميل إلى البياض المظلم وتجرها داخل المقبرة لا تريدها تخرج منها فقال لها الشيخ لا تخافي انى معك والقرآن رفيقك فوصفت نفسها تغوص فى طين المقبرة ويلتف عليها ثعابين سوداء ويخرج دود من جسدها وشعرها فاكمل الشيخ قراءه القرآن فإذا بها تقول بانها تنظف جسمها من الديدان والطين والثعابين وتخرج من المقبرة ويحملونها على كفن ويذهبون بها إلى بيتها ويفتح الباب فإذا بها تصرخ وتقول زوجة ابى تقف على الباب وعينيها سوداء ولا تريد دخولى البيت فقال لها الشيخ اصبري وسوف ترين العجب واكمل قرآءة القرآن فقالت انى أراها تهرب ولكن أناس يلبسون جلباب ابيض ياخذونها ويكفنوها ويضعوها فى اللحد على الأكتاف ويذهبون بها إلى المقابر واذا بالأيدي التى كانت تمسكها الان تمسك زوجة ابيها ويمتلا جسد زوجة ابيها بالثعابين والدود ويغلق عليها القبر وهنا الشيخ توقف عن القراءه وقال لها الان اصبحتى يابنتى نقية من تلبس الجن والشياطين والسحر ساعات مرت بينا كأنها ايام قصص تروى لنا من لسان زوجة اخى تقشعر لها الأبدان وعندما ازيل القماش من عينها أصبحت منيرة الوجة ففرح اخى وعودنا الى بيتنا سالمين
(كاتب محمود عبدالحميد)
الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى. ❝ ⏤الكاتب محمود عبد الحميد الحداد
❞ بدا يومى مثل الايام السابقة ولكن اللى لاحظته ان أحلامي مع عالم الجن تحدث عندما اتوقف تمام عن ذكر أحلامي لأحد ف بدا حلمى بدخول بيت العائلة بيت يتواجد فية اولاد أعمامي واخواتى بيت يتكون من أربع أدوار وبيت اخى فى الدور الثانى وانا بيتى فى الدور الأرضي صعدت السلالم إلى بيت اخى واحس بشعور غريب كان أحد يمسك ارجلى وعندما وصلت طرقت الباب فإذا باخى يفتح الباب ويرحب بى هو وزوجته وتعتبر زوجتة ابنه عمى وعندما دخلت البيت والقيت السلام قال لى اخى أشعر بان البيت خنقة لا اطيق الجلوس بة وامراتى مريضة ودائما تشكو من المرض واذهب بها إلى الدكتور ولكن جميع فحصاتها سليمة فسكت قليلا فقلت لة يوجد سحر فى البيت فاخى قال لى مين يعمل ليا سحر انا دائما حالى ولم يصدقني فوقفت فى وسط الصاله اتلو اية الكرسى فتحولت الصاله من بيت جميل إلى بيت اسود ملئ بالدخان وبدأ ظهر كائنات غريبة لا توصف من بشاعتها اشكال لا وصف يكفيها غير كلمة شياطين تخرج من الحوائط والاركان وتزحف مثل افلام الرعب وألعاب وعرائس تتحرك فى الصاله وتختفي ودولاب أوضة النوم يقفل ويفتح وصوت صراخ وخبط فى الحوائط والبيبان فنظرت إليهم واشرت باصبعي السبابة وتلوت اية الكرسى مرة أخرى فأصبح لسانى ثقيل جدا واقاوم اكثر واقرا قراءن ولكن الثقل بيكون كبير جدا ويحدث التواء فى الفم ولم استطيع الحركة وحسيت ان قولى أضعف منهم ودعوت ربى يساعدني فاختفى كل شىء واستيقظت من النوم حينها علمت بانى داخل عالم من عوالم الجن الخفى الذى يصيب احد اخوتى ولكن لم استطيع المقاومة فى بداية احلامى ولكن مع الايام استطعت ان اتلو القرآن فى احلامى ودائما اية الكرسى فلها من العجب العجاب معهم وعندما استيقظت واخبرت اخى بما حلمت فقال لى انه يشعر بكل ما حكيت لة وزوجتة مريضة بنفس الأعراض اللى عرفتها فى الحلم فذهبت مع اخى إلى شيخ يسكن فى محافظة أخرى وعندما قراء الشيخ اذا بها ينطق على لسانها خدام الاسحار ويستنجدون بزوجها من ايدى الشيخ بالدموع الخداعة فقال الشيخ اصبروا فسوف تبصر بعينها الان فنظرت إلى اخى واخى ينظر إلى كيف تبصر وهى مغلقه اعينها بقطعة من القماش فصرخت وهى تقول انى أرى نفسى فى المقابر فنظرنا إلى الشيخ باستغراب وقال لها احكى ما تراه فقالت انا أقف على المقابر واحد يجرنى من ارجلى ويدخلنى المقبرة وصفت لنا المنظر تقشعر لة الأبدان ايادى طويلة شاحبة اللون تميل إلى البياض المظلم وتجرها داخل المقبرة لا تريدها تخرج منها فقال لها الشيخ لا تخافي انى معك والقرآن رفيقك فوصفت نفسها تغوص فى طين المقبرة ويلتف عليها ثعابين سوداء ويخرج دود من جسدها وشعرها فاكمل الشيخ قراءه القرآن فإذا بها تقول بانها تنظف جسمها من الديدان والطين والثعابين وتخرج من المقبرة ويحملونها على كفن ويذهبون بها إلى بيتها ويفتح الباب فإذا بها تصرخ وتقول زوجة ابى تقف على الباب وعينيها سوداء ولا تريد دخولى البيت فقال لها الشيخ اصبري وسوف ترين العجب واكمل قرآءة القرآن فقالت انى أراها تهرب ولكن أناس يلبسون جلباب ابيض ياخذونها ويكفنوها ويضعوها فى اللحد على الأكتاف ويذهبون بها إلى المقابر واذا بالأيدي التى كانت تمسكها الان تمسك زوجة ابيها ويمتلا جسد زوجة ابيها بالثعابين والدود ويغلق عليها القبر وهنا الشيخ توقف عن القراءه وقال لها الان اصبحتى يابنتى نقية من تلبس الجن والشياطين والسحر ساعات مرت بينا كأنها ايام قصص تروى لنا من لسان زوجة اخى تقشعر لها الأبدان وعندما ازيل القماش من عينها أصبحت منيرة الوجة ففرح اخى وعودنا الى بيتنا سالمين
(كاتب محمود عبدالحميد)
الرحلة الخامسة ( مدينة الجن وشيطان اختى )
بدا حلمى بدخول قرية كبيرة وضخمة سميت بقرية الجن حيث مبانيها واعمدتها تمتاز بالضخامة ولكن مدينة مظلمة يميل عليها الاحمرار والسواد فى اضائتها وكائنات غير مرئية ترتدى جلباب اسود لا أرى منها غير الجلباب كانى دخلت مدينة الأشباح مثل الأفلام ولكن المدهش فى الموضوع دائما بجد جسدى يسير ويكمل طريقه بدون توقف او خوف وكانى داخل المدينة لكى أشاهد واتفرج على مدينة سياحية فوجدت نفسى ادخل فى نفق مظلم يضيق كلما ادخل فإذا بى أجد مكان واسع جدا حيطانة مبنية من الصخور وشكل الطوب كبير الحجم مربع او مستطيل الشكل حتى مقاعدة من الحجارة ويجلس فى أحد الأركان شخص يرتدي اسود واقتربت منه لكى أراة واتفقد ملامحه فإذا بها امرأة ضخمة تشبة اختى وتقول لى اخيرا جيت انا هعلمك ازاى تمسك لجام الجن بايدك وقعدت تقرأ بأشياء لم افهما فقعدت اصرخ فيها واقول ولية امسك لجام الجن ولو همسك مش هقول زيك قالتى انا قرأ قراءن قولتلها وهو دة قراءن دى آيات قرانية مدسوس بداخلها السم فإذا بى انطق أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم واذا بها تصرخ وتقول اسمع كلامى وقول كلامى انا وانا اكمل بقرائتى فإذا بشى يظهر مثل لجام وكان من نور يظهر فى الظلام الدامس فقولت بسم الله العلى الاعظم واذا بى امسك اللجام بايدى واحاول لفة على ايدى فإذا بى استيقظ من حلمى وزوال الشخص الأسود الذى يراقبى دائما امامى عند استيقاظى ثم يختفى فجأه لأعلم ماذا يريد منى ولا أعلم لما يحاولون مرارا وتكرار ان ادخل عالمهم ولكن لن ادخل عالمهم لانى اخاف الله رب العالمين ثم بعدها بأيام قليلة احلم بنفس اختى وبذات الجلباب الأسود شديد السواد فى بيت على البحر بعيد عن الناس له جنينة قبلة تبدأ من سور البوابة إلى مدخل البيت وتغطة أوراق العنب من كل جانب واناس تدخل وتخرج ويقولون لى انة منزل احد كبار البلد الغريب انى بسافر بلاد وادخل بيوت لا اعلمها ولا اعرفها سابقا فدخلت هذا البيت واجد نفس المرأة التى تشبة اختى ذات الجلباب الأسود شديد السواد تقرأ على الناس المسحورة والملبوسة بكلمات لم اسمع بها من قبل وتقول اجلس بجوارى وتعلم فقولت لا لا والله فلتتعلمى انتى واذا بى امسك الرجل الذى تقرأ علية واذا بى اتلو علية آيات قرآنية ودائما ابدا بأية الكرسى وانطق باسم الله العلى الاعظم والرجل يصرخ تحت يدى ويغيب عن الوعي ولم تجد المراءة التى تشبة اختى الا الفرار واستيقظ من نومى واتعجب لية كل مرة يتشبهون بشكل احد اخوتى هذا السؤال الذى يتكرر بداخلى. ❝
❞ لي صديق كان زميلي أيام الدراسة الثانوية .. ثم افترقنا وألقت بنا الدنيا كل واحد في طريق ثم عدنا بعد سنوات لنلتقي ..
وأصبح من عادته كلما لقيني أن يشكو .. وأصبح من عادتي أن أستمع .. وأنظر إلى وجهه الشاحب وشفتيه المزمومتين دائماً كأنما على ثأر بايت ..
وشكواه دائما هي .. هي .. لا تتغير .. حتى نبراته .. حتى كلماته التي يقولها وهو يطحن أضراسه ..
أريد أن أحيا كما يحيا السعداء الأغنياء .. لا تقل لي إن معظم الأغنياء غير سعداء .. لا تحاول أن تفلسف لي الفقر .. وتشوه لي الغنى .. أنا عارف كلامكم يا أدباء ، أريد أن أكون غنياً .. ولست راضياً بالمرة عن نفسي .. وعن وضعي الحالي .. عايز فلوس .. فلوس .. عايز يكون عندي عربية وشقة فيها بوتوجاز وثلاجة وبيك أب وريكوردر .. عايز أسكن في عمارة فيها أسانسير .. ويكون عندي على الأقل خمس بدل جديدة .. عايز أدخل السينما وأقعد بنوار .. مش صالة ..
عايز أدخل الكباريهات والبارات .. عايز أعرف إيه الموجود داخل هذه العلب التي قرأت عنها حتى امتلأت رأسي كلاماً .. عايز أشوف بعيني وأسمع بودني .. عايز أعيش .. أعيش .
أنا عايش في حرمان .. إوعى تقوللي ربنا عايز كده .. ربنا مش عايز كده .. ربنا عايزني أعيش وخلقني عشان أعيش وأتحرك وأشعر وألمس وأحس بكل حاجة ..
لقد كفرت بالمثل العليا .. كفرت بالأخلاق .. والفضائل والمبادىء .. كلها كلمات جوفاء لا معنى لها عندي .. الحقيقة الوحيدة التي أعرفها أني فقير .. ليس لي فدان تِرك ولا بقرة شِرك . كل أملاكي هي ماهيتي .. ثلاثون جنيهاً فقط ..
موظف صغير حقير . والدي متوفي ويشاركني في هذا المبلغ أم وثلاثة إخوة .. وكلهم سعداء لأنهم لا يشعرون ... أما أنا فأشعر .. أشعر دائما أني ميت .. أشعر أني أتمنى أشياء لا أستطيع أن أحصل عليها .. وأشعر في لحظات أني على وشك أن أكون قاتلاً أو لصاً أو سفاحاً أو محتالاً أو مُهرِب مخدرات ..
في حلقي مرارة لا تطفئها إلا الخيالات المريضة .
لا تقل لي إبحث عن عمل آخر أو اشتغل بالتجارة ..
أين الوقت لكل هذا .. وعملي في المطار .. وسكَنى بشبرا ، وخروجى كل يوم في السابعة صباحاً وعودتي في الخامسة بعد الظهر مرهقاً .. مُتعباً .. لا أصلح لشيئ ..
لاتقل لي هناك ملايين مثلك وأقل منك وسعداء ..
هذا صحيح .. أنا أعلم هذا ولكنهم خُلقوا هكذا .. شعورهم هكذا .. و لكني أنا شيء آخر .. وشعوري شيء آخر .. والمهم هو أنا ..أنا ..
ومن عادته أن يكرر أنا .. أنا .. عدة مرات وهو شارد .. ينظر إليَّ بشفتيه المزمومتين كأنه يحاسبني .. وكأني أنا المسئول عن عذابه .. ثم يمضي إلى حاله وأمضي أنا إلى حالي ..
ولكن شبحه يظل يلاحقني .. شفتاه المزمومتان ..
ونبراته الحادة .. وكلماته التي ينطقها في مرارة ويضغطها بين أسنانه مرة .. بعد مرة .. أنا .. أنا ..
نعم هنا العذاب كله .. في هذه الكلمة .. أنا ..
ليس عذابه في ظروفه وفقره وإيراده الصغير .. وإنما عذابه في نفسه هو ..
هناك ملايين الفقراء يعيشون مثله وأقل منه ولا يحسون بهذه الإحساسات ..
إن عذابه في عناصر شخصيته التي تتأجج إلى جوار بعضها ويشعل كل واحد منها الآخر ..
رغبة حادة بلا عقل .. وشهوة بلا ضابط .. وأحلام بلا وسائل وأمنيات ملحة وإرادة عقيمة .. وإحساسات مرهفة وأفق ضيق .. ولهفة مشبوبة .. وصبر نافد ..
وكلها تصطدم في النهاية وتتحول إلى أسباب للشقاء والحقد .. ولا تتحول إلى عمل وفعالية أبداً .. وهو بعُودِهِ النحيل ووجهه الشاحب الهضيم يبدو دائماً كمشروع جريمة ..
وأنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف وأنه مُسيَّر ولا اختيار له إطلاقاً ..
ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري .. بل هي أحياناً تؤدي إلى النبوغ والخير والعبقرية .. لأن العامل الحاسم هو دائماً الظرف الداخلي .. الظرف النفسي ..
وأخطر ظروف الجريمة ، هو المجرم نفسه .. وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه ..
هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتُفقده الصواب .
هذه العملية الداخلية المستترة في نفوسنا .. النية .. والإحساس .. والإنفعال .. والتصور .. والتردد .. والعزم .. والإندفاع .. هي مفتاح مصيرنا ..
وطالما سألت نفسي .. هل الإنسان يستطيع السيطرة على هذه العملية ..
هل يستطيع صاحبي أن يحكم غضبه .. ويسوس نفسه .. ويقود ثورته .. ويتحكم في انفعالاته .. ويتعقل حقده .. وحسده .
أعتقد أنه يستطيع ..
أعتقد أن حبل الحرية ممدود في نفوسنا وأننا نستطيع أن نلوذ به دائماً ..
يد الله تمد لنا هذا الحبل دائماً ولكنّا لا نراها ..
في أعماقنا طاقة ضوء نستطيع أن نطل منها ونستنجد .
لسنا حجرات مغلقة مظلمة .. تحتوي على الظروف . وتعكس مؤثرات البيئة فقط بدون حرية وبدون تصرف وبدون إرادة .. ولسنا حفراً تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المسدودة ..
هناك الحرية دائماً في قاع المشكلة .. وهناك يد الله ورحمته .
لسنا كعيدان القش تحملنا الأمواج .. ويقذف بنا التيار .. وإنما نحن نستطيع أن نسير ضد الريح .. ونسبح ضد التيار .. وضد الظروف غير المواتية أحياناً .
إن الشجرة وهي نوع منحط من أنواع الحياة .. تنمو إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . والعصارة تجري فيها إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية .. وضد قوانين السوائل والضغط الجوى .. وضد الظروف الفيزيقية ..
وهي تقف صلبة سامقة في وجه الريح . لا تنحني للطبيعة .. وهي شجرة عاجزة عمياء مزروعة في الأرض مقيدة بجذورها .. فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها .. وله ساقان يجري بهما .. وعينان يبصر بهما .. وعقل يفكر به .. وقلب يحس به .
أنا لا أصدق أبداً خرافة المصير المحتوم .. والظروف التي تضرب على الناس الذِلّة والمسكنة .. فلا يُبقي لهم إلا الشكوى والسباب .. والجريمة ..
هناك حل دائماً .. هناك مَخرَج .. طالما أن هناك إيمان .
والمشكلة ليست الظروف ..
الظروف تتشابه في العائلة الواحدة .. ومع هذا يفترق الأخوة على طرق المصير .. واحد يَنبُغ .. والآخر يرتكب جريمة قتل .. والثالث يشحذ .. والرابع يدمن المخدرات .
المشكلة هي الانسان ..
الإنسان هو الظرف الحاسم .. والعامل المهم في الحياة .. وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح في داخله .. هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية ..
وحينما يصرخ من اليأس .. فلأنه أغلق بيده هذا الباب أيضاً .. وأعطى ظهره لربه وخالقه .
وأنا أعتقد أن صاحبي يستطيع أن يفعل شيئاً .. يستطيع أن يكف عن الشروع في جريمة .. ويبدأ في الشروع في عمل آخر ناجح ..
مقال : مشروع جريمة
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ لي صديق كان زميلي أيام الدراسة الثانوية . ثم افترقنا وألقت بنا الدنيا كل واحد في طريق ثم عدنا بعد سنوات لنلتقي .
وأصبح من عادته كلما لقيني أن يشكو . وأصبح من عادتي أن أستمع . وأنظر إلى وجهه الشاحب وشفتيه المزمومتين دائماً كأنما على ثأر بايت .
وشكواه دائما هي . هي . لا تتغير . حتى نبراته . حتى كلماته التي يقولها وهو يطحن أضراسه .
أريد أن أحيا كما يحيا السعداء الأغنياء . لا تقل لي إن معظم الأغنياء غير سعداء . لا تحاول أن تفلسف لي الفقر . وتشوه لي الغنى . أنا عارف كلامكم يا أدباء ، أريد أن أكون غنياً . ولست راضياً بالمرة عن نفسي . وعن وضعي الحالي . عايز فلوس . فلوس . عايز يكون عندي عربية وشقة فيها بوتوجاز وثلاجة وبيك أب وريكوردر . عايز أسكن في عمارة فيها أسانسير . ويكون عندي على الأقل خمس بدل جديدة . عايز أدخل السينما وأقعد بنوار . مش صالة .
عايز أدخل الكباريهات والبارات . عايز أعرف إيه الموجود داخل هذه العلب التي قرأت عنها حتى امتلأت رأسي كلاماً . عايز أشوف بعيني وأسمع بودني . عايز أعيش . أعيش .
أنا عايش في حرمان . إوعى تقوللي ربنا عايز كده . ربنا مش عايز كده . ربنا عايزني أعيش وخلقني عشان أعيش وأتحرك وأشعر وألمس وأحس بكل حاجة .
لقد كفرت بالمثل العليا . كفرت بالأخلاق . والفضائل والمبادىء . كلها كلمات جوفاء لا معنى لها عندي . الحقيقة الوحيدة التي أعرفها أني فقير . ليس لي فدان تِرك ولا بقرة شِرك . كل أملاكي هي ماهيتي . ثلاثون جنيهاً فقط .
موظف صغير حقير . والدي متوفي ويشاركني في هذا المبلغ أم وثلاثة إخوة . وكلهم سعداء لأنهم لا يشعرون .. أما أنا فأشعر . أشعر دائما أني ميت . أشعر أني أتمنى أشياء لا أستطيع أن أحصل عليها . وأشعر في لحظات أني على وشك أن أكون قاتلاً أو لصاً أو سفاحاً أو محتالاً أو مُهرِب مخدرات .
في حلقي مرارة لا تطفئها إلا الخيالات المريضة .
لا تقل لي إبحث عن عمل آخر أو اشتغل بالتجارة .
أين الوقت لكل هذا . وعملي في المطار . وسكَنى بشبرا ، وخروجى كل يوم في السابعة صباحاً وعودتي في الخامسة بعد الظهر مرهقاً . مُتعباً . لا أصلح لشيئ .
لاتقل لي هناك ملايين مثلك وأقل منك وسعداء .
هذا صحيح . أنا أعلم هذا ولكنهم خُلقوا هكذا . شعورهم هكذا . و لكني أنا شيء آخر . وشعوري شيء آخر . والمهم هو أنا .أنا .
ومن عادته أن يكرر أنا . أنا . عدة مرات وهو شارد . ينظر إليَّ بشفتيه المزمومتين كأنه يحاسبني . وكأني أنا المسئول عن عذابه . ثم يمضي إلى حاله وأمضي أنا إلى حالي .
ولكن شبحه يظل يلاحقني . شفتاه المزمومتان .
ونبراته الحادة . وكلماته التي ينطقها في مرارة ويضغطها بين أسنانه مرة . بعد مرة . أنا . أنا .
نعم هنا العذاب كله . في هذه الكلمة . أنا .
ليس عذابه في ظروفه وفقره وإيراده الصغير . وإنما عذابه في نفسه هو .
هناك ملايين الفقراء يعيشون مثله وأقل منه ولا يحسون بهذه الإحساسات .
إن عذابه في عناصر شخصيته التي تتأجج إلى جوار بعضها ويشعل كل واحد منها الآخر .
رغبة حادة بلا عقل . وشهوة بلا ضابط . وأحلام بلا وسائل وأمنيات ملحة وإرادة عقيمة . وإحساسات مرهفة وأفق ضيق . ولهفة مشبوبة . وصبر نافد .
وكلها تصطدم في النهاية وتتحول إلى أسباب للشقاء والحقد . ولا تتحول إلى عمل وفعالية أبداً . وهو بعُودِهِ النحيل ووجهه الشاحب الهضيم يبدو دائماً كمشروع جريمة .
وأنا لا أؤمن بأن الإنسان عبد للظروف وأنه مُسيَّر ولا اختيار له إطلاقاً .
ظروف الفقر والجهل والمرض والتربية السيئة لا تحتم الفشل في نظري . بل هي أحياناً تؤدي إلى النبوغ والخير والعبقرية . لأن العامل الحاسم هو دائماً الظرف الداخلي . الظرف النفسي .
وأخطر ظروف الجريمة ، هو المجرم نفسه . وأخطر دوافع الجريمة هو المجرم نفسه .
هي اللحظة الحاسمة التي تصل فيها شخصيته لدرجة الغليان وتفور عناصرها لتُفقده الصواب .
هذه العملية الداخلية المستترة في نفوسنا . النية . والإحساس . والإنفعال . والتصور . والتردد . والعزم . والإندفاع . هي مفتاح مصيرنا .
وطالما سألت نفسي . هل الإنسان يستطيع السيطرة على هذه العملية .
هل يستطيع صاحبي أن يحكم غضبه . ويسوس نفسه . ويقود ثورته . ويتحكم في انفعالاته . ويتعقل حقده . وحسده .
أعتقد أنه يستطيع .
أعتقد أن حبل الحرية ممدود في نفوسنا وأننا نستطيع أن نلوذ به دائماً .
يد الله تمد لنا هذا الحبل دائماً ولكنّا لا نراها .
في أعماقنا طاقة ضوء نستطيع أن نطل منها ونستنجد .
لسنا حجرات مغلقة مظلمة . تحتوي على الظروف . وتعكس مؤثرات البيئة فقط بدون حرية وبدون تصرف وبدون إرادة . ولسنا حفراً تتجمع فيها الظروف والفقر والجهل والمرض والأبواب المسدودة .
هناك الحرية دائماً في قاع المشكلة . وهناك يد الله ورحمته .
لسنا كعيدان القش تحملنا الأمواج . ويقذف بنا التيار . وإنما نحن نستطيع أن نسير ضد الريح . ونسبح ضد التيار . وضد الظروف غير المواتية أحياناً .
إن الشجرة وهي نوع منحط من أنواع الحياة . تنمو إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . والعصارة تجري فيها إلى فوق ضد الجاذبية الأرضية . وضد قوانين السوائل والضغط الجوى . وضد الظروف الفيزيقية .
وهي تقف صلبة سامقة في وجه الريح . لا تنحني للطبيعة . وهي شجرة عاجزة عمياء مزروعة في الأرض مقيدة بجذورها . فما بال الإنسان سيد الكائنات الحية جميعها . وله ساقان يجري بهما . وعينان يبصر بهما . وعقل يفكر به . وقلب يحس به .
أنا لا أصدق أبداً خرافة المصير المحتوم . والظروف التي تضرب على الناس الذِلّة والمسكنة . فلا يُبقي لهم إلا الشكوى والسباب . والجريمة .
هناك حل دائماً . هناك مَخرَج . طالما أن هناك إيمان .
والمشكلة ليست الظروف .
الظروف تتشابه في العائلة الواحدة . ومع هذا يفترق الأخوة على طرق المصير . واحد يَنبُغ . والآخر يرتكب جريمة قتل . والثالث يشحذ . والرابع يدمن المخدرات .
المشكلة هي الانسان .
الإنسان هو الظرف الحاسم . والعامل المهم في الحياة . وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح في داخله . هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية .
وحينما يصرخ من اليأس . فلأنه أغلق بيده هذا الباب أيضاً . وأعطى ظهره لربه وخالقه .
وأنا أعتقد أن صاحبي يستطيع أن يفعل شيئاً . يستطيع أن يكف عن الشروع في جريمة . ويبدأ في الشروع في عمل آخر ناجح .
مقال : مشروع جريمة
من كتاب / في الحب و الحياة
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ عندما يتحول الدم إلى ماء وتتحول المشاعر إلى هراء ، ويضحك الثعبان على ضحاياه في ،خفة وجفاء يكون الوباء والشقاء من ٍ عندئذ ، رموز ا لدول المريضة والشعوب الفقيرة فتتحول البسمات لعبرات والتفاؤل لتشاؤم والنجاح لسقوط ، وصعود الجبال للركوض في الوحل والتراب فينبعث من ا بن الليل بنات الظلمات ، ولتتبدد أحلام الطفل وتتهشم فوق فوهة البركان فكل ابن أنثى مهما عاث في فلابد من أن يذوق من نفس ً الأرض فسادا السم ولا يجد الترياق الذي سينقذه من سكرات الموت التي ستأتي على أحشائ ه فتقطعها وقلبه وستمطر رحمات الله فلا يجد له ، فتخلعه
جرعة رحمة ولا رشفة مغفرة ، فكما كنت بعنفوانك تطغى
وتتكبر وتظلم ولا ترحم ، هكذا مصيرك وحظك ومآلك.💗🤍. ❝ ⏤سيد أحمد أمين
❞ عندما يتحول الدم إلى ماء وتتحول المشاعر إلى هراء ، ويضحك الثعبان على ضحاياه في ،خفة وجفاء يكون الوباء والشقاء من ٍ عندئذ ، رموز ا لدول المريضة والشعوب الفقيرة فتتحول البسمات لعبرات والتفاؤل لتشاؤم والنجاح لسقوط ، وصعود الجبال للركوض في الوحل والتراب فينبعث من ا بن الليل بنات الظلمات ، ولتتبدد أحلام الطفل وتتهشم فوق فوهة البركان فكل ابن أنثى مهما عاث في فلابد من أن يذوق من نفس ً الأرض فسادا السم ولا يجد الترياق الذي سينقذه من سكرات الموت التي ستأتي على أحشائ ه فتقطعها وقلبه وستمطر رحمات الله فلا يجد له ، فتخلعه
جرعة رحمة ولا رشفة مغفرة ، فكما كنت بعنفوانك تطغى
وتتكبر وتظلم ولا ترحم ، هكذا مصيرك وحظك ومآلك.💗🤍. ❝