█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ همست للصديق الباليرمي وسألته: ˝لماذا؟˝.
أجاب نحن هنا لسنا في مصر أو في بلد عربي أو مُسلم.. هذه هي بلاد بابا الكنيسة الكاثوليكية ومن هنا خرجت الحملات الصليبية. تتوقع أن يكون مشهد المسجد الكبير والمشيّد مرحباً به! لقد بذل صاحب المنزل مجهوداً مُضنياً مع الحكومة والبلدية في استخلاص حق الاستخدام هذا وكان الشرط ألا تُقام أى ممارسات أو شعائر إسلامية خارج البناء أو بشكل يلاحظها السائرون في الشارع فيتأذّون منها! . ❝
❞ في ذلك اليوم جرّبت إحساس الأقلية لأول مرة، لم أكن قد عرفته من قبل!! عرفت إحساس كيف لا أرى العيد، لأنه ليس أمامي ولكنه داخلي، وأينما سأذهب سأحمله معي . ❝
❞ خرجنا من المركز وتجولنا في شوارع المدينة النائمة، في حين كانت متاجر المسلمين وبائعي الشاورما والأيس كريم والحلويات هي اول من أستيقظ في ذلك اليوم. كان من السهل تمييز جمهور المسجد من المسلمين وهم يتجولون في المدينة، أطفال صغار يحملون عيدية كبيرة يبتاعون أشياء ليست ذات قيمة إلا لديهم، زحام وتهانِ بالعربية أمام بائع الشاورما السوري، وتلك البهجة الغريبة وبالطبع السيدات السوريات بحجاب الرأس المميز والمختلف تماما عن مثيله المصري . ❝
❞ يرجع معبد الخازن بحارة اليهود للطائفة القرائية المصرية التي هي تُعد طائفة أقلية ضمن الطائفة اليهودية الربانية التي تعتقد في التلمود، في حين كان القراءون أقل اقتناعاً بالتلمود واتباعاً لتعاليمه.
يقع كنيس ˝ الخازن˝ بحارة اليهود نهاية عطفة اليهود القرائين كما ستُظهرالدراسة التاريخية، ولكنه اليوم أزيل وتعود إزالته لزمن مبكر من تاريخ الطائفة القرائية ربّما مطلع القرن العشرين، أما تشييده فعلى الغالب يعود لنهاية القرن الثامن عشر في زمن الحكم العثماني لمصر. أمّا فيما يتعلق باعتراف الحكومة المصرية به -وفقاً للكتابات القرائية التي ستتعرض لها الدراسة- فكان في الربع الأول من القرن التاسع عشر، على الأقل بعد عام 1811م بعد مذبحة المماليك . ❝
❞ سار بنا الدليل حتى بلغنا ضاحية سكنية ممتلئة بالمباني العتيقة والقديمة، وقال: ˝تفضلوا.. وصلنا المسجد˝!! ولكن أين المسجد..؟ لم يكن البناء سوى واحدة من العمارات السكنية مُعلق على مدخلها ورقة كرتون صغيرة كُتب عليها بخط عربي ركيك للغاية ˝مسجد˝ ثم ذلك السُلّم الحجري الهابط لأسفل الذي قادنا إل قبو هذا البناء العتيق، حيث الدعامات الحجرية السميكة ترفع العقود الحجرية المتقاطعة، وقد فُرشت أرضيّته بالحُصر الخضراء الفقيرة، واجتمع في الأركان مجموعة من العمال الأفارقة والمغربيين . ❝