❞ أون سِفر الشمس
للكاتبه : هاله المهدي
عدد الصفحات: ٢٢٠
الإصدار لدار ديوان العرب
الغلاف :جاءَ متوشح بالسواد يحمل صوره لأميرتين متوجين، استمدت ألوانهم من شعاع الشمس ،
وقطعه أثريه عتيقه توحي لمحتوي الرواية
السرد منمق سلفاً تنقلنا بين الأحداث بسلاسة ويسر
الحبكة : متقنه فقد تنقلت بنا الكاتبه بين جنبات التاريخ بسفينة مُبحرة لتغوص بنا لنصل لأعماق أصولنا العريقة في رحله من الخيال العلمي التاريخي بغموض مُثير للشغف.
وقد ترجمت الروايه للغة الفرنسية.
الإهداء: بأجمل أبيات شعرية خاطبت الكاتبه كل من رحل عن موطنه ˝ ها هنا موطنكم فلتؤمنوا به
أبي و جدي ها هنا...
تاريخكم الذي أسقيتموه لي
كقطرات من عذب فرات..
ها هنا أقطف لأحفادكم بعض ثمراته
ها هنا موطني
تحت شمس واحدة ..
ومن اول وهله أستطاعت الكاتبه أن تخطف انتباهنا ببراعه لنتطلع لباقي الأحداث بعدما تملك منا الفضول لمعرفة ما حدث وكيف بدأ ؟!!!!
كانت البداية في حي من أحياء القاهرة˝حي المطريه˝ حيث تجمع أعداد غفيرة من رجال الشرطة والصحافة والإعلام ،حول منزل بسيط وقد تجهزت وكالات الأنباء لنشر خبر صادم وتصدرت الصحف الخبر في مانشيتات
˝اختفاء غامض لأربعة من الشباب في ظرف غامضه˝
الجميع في حيرة من أمرهم ،
هل انشقت الأرض وابتلعتهم ؟!!!!
شادي:السن: ٢٥ مدرساً للعلوم والفيزياء.
محمد:السن: ٢٥ مدرس تاريخ.
(هدير) خطيبه شادي مدرسه لغه انجليزيه وتجيد اللغه الألمانيه والكتابه بالهيروغليفية.
(عبير) مدرسه تربية فنيه تجيد الكتابه الهيروغليفية وفن الرسم برغم تخصصها في الجامعة.
وقد شاهدهم اهل المنطقة بصحبه شادي وصعدوا حيث يقيم في شقته بالدور الثالث.
وبدأ إجراء تحقيقات مكثفه لسرعه كشف غموض الحادث.
وبخفه وبراعة عادت بنا الكاتبه قبل الحادث بأسبوع لأول خيط في حل اللغز .
أنفق شادي نصف ميراثه علي ذلك الإختراع ،ولم يكن يثق بأحد سوي ثلاثتهما ليساعدوه في إتمام مشروعه والحصول على الماچستير ،اختراع سوف يغير البشريه.
هل سمعت عن السفر عبر الأزمنة ؟!!
أجتهد شادي بالعمل حتي تم ما كان يحلم به بعد اختفاء كيس القمامة عندما قام بتشغيل الجهاز وسلطه عليه فأخذ يصرخ ويقفز من هول ما رأي ،واعاد تشغيل الجهاز فعاد كيس القمامة مرة أخرى لمكانه ،فكان عليه أن يعيد التجربه مره أخري ،
حيث أرسل ˝روني˝ قط عبير المدلل لعصر الفراعنة ،ووسط زهول الجميع عاد روني بشموخ رافعاً رأسه وعقد من العقيق حول رقبته ويجلس علي حجر جرانيتي منقوش عليه باللغه الهيروغليفيه.
˝أنا القط الذي حاربت بالقرب من الشجرة المقدسة في هليوبليس .
كان عليهم معرفه ما حدث مع روني،مما جعل (محمد)يتشبث بأن يكون هو التجربة التالية ويصر علي ذلك.
وبدؤوا في إجراء التجربه بظبط الإحداثات علي رقم زمني ل 7000 عام قبل الميلاد.
وما أن بدأت التجربة حتي اختل اتزان الآلة وتعالت الأصوات مع تحريك الآله وتوجية أشعتها في كل مكان وجذبتهم دوامات شديدة ويصدرُ منها أزيرُ عالٍ وتصاعد حولهم ليختفي كل شيء الي المجهول ،
وهدأ كل شئ فجأة كما بدأ فجأة ،
وأختفا الأربعة ومعهم كل محتويات الشقه!!
شمس حارقه وصحراء جرداء وأربعة أفراد ملقون علي الرمال فاقدي الوعي وما أن استردو وعيهم أدرك الجميع أنٌ عطلاً ما في الآلة ألقى بهم في حقبة زمانيه مجهوله.
تجهزوا أربعتهم لبدء رحله الي ذلك الحصن الغامض ربما يكتشفون دليلاً لرحله عودتهم.
فكلاً منهم يكمل الآخر تقاربت التخصصات بينهم وجمعهم الحُب ليصمدوا معاً بيقين وإيمان لنجاح تجربتهم الفريده..
ولكن المفاجأة أنهم ما زالوا علي نفسي الأرض في حي المطريه ،
مع اختلاف الزمن، واصابتهم دهشة عندما رأوا عبير في ثوب فرعوني والجميع ينحني ليحيي الأميرة (تتي) واستمتعوا بالتجول في القصور الفرعونيه في أبهي صور البناء.
وقاموا بتشغيل الآله مره أخري وانتقلوا الي عصر ميلاد المسيح عيسى بن مريم وتجولوا وتعرفوا عليهم من قرب ،وعادوا بتشغيل الآله مره أخري وانتقلوا الي عصر الخديوي والبشوات وانتقلوا الي حيث عصر أمير الشعراء أحمد شوقي بِك ونحن نتنقل معهم من زمن لزمن ببراعه وتشويق مُنبهرين وأصبحت رحله للتعلم ومعرفه الكثير عن تاريخنا العريق وجميعها محصوره في أماكن متقاربه ،وانضممنا معهم للمنتدي الثقافي الذي يضم لفيف من فناني وشعراء مصر ،حيث يلقي أمير الشعراء أحمد شوقي بِك قصيده في حب المطريه العريقة،
واراد البرنس المساومة ليسافر معهم عبر الأزمان ولكنه فرق شاسع لا يقبل المساومه شتان بين هذا وهذا فلا وجه للمقارنه بين العصرين.
وعندما حانت اللحظه الأخيرة لحظه فراق الزمن الجميل والعودة إلى ما كانوا عليه سابقاً ،ترك كلاً منهم رساله ليقرأها ويبكي كما لم يبكِ من قبل،وترك رسالة له .
˝أي بني اخترتك أنت لتحقق لي أمنيتي في الأنتقال لعالمك ، نعم اعلم لم يكن حلماً أن أنتقل لعالمك بجسدي ولكن بفكري .˝وها قد عادوا جميعاً تحت شمس واحدة.
˝ولتسمح لي الكاتبه ..
بالرغم من أننا تنقلنا مع الشخصيات بين العصور المختلفة واستمتعنا معهم بكل عصراً علي حدا واستفدنا من كم معلومات مهوله كنا نجهلها تماماً ، الا أنه يبقي سؤال !!
لماذا لم يتقدم شادي برساله الماچستير وهي المحور الأساسي لكل الأحداث السابقه ؟!!!
واين ذهبت الآله ؟!!
ولماذا أصابه الاكتئاب رغم كونه عاد منتصراً بأختراعة وقد وصل لمبتغاه وهو التنقل عبر الأزمان ؟!!.
و لي ملحوظه لا تقلل ابدا من شأن الرواية و موضوعها
و هي لماذا في كل عصر من العصور تتقمص إحدى الشخصيات دور الشخصيه الرئيسيه الموجودة في كل عصر بدون مبرر لحدوث ذلك...
كان من الممكن عرض الشخصيات التاريخية دون المساس بالشخصيات الرئسيه
# اقتباس في حُب المطريه لأمير الشعراء أحمد شوقي
يَـا نَـاشِـرَ الْـعِـلْـمِ بِـهَـذِي الْـبِـلَادْ وُفِّـقْـتَ، نَـشْرُ الْعِلْمِ مِثْلُ الْجِهَادْ
بَـانِـي صُـرُوحِ الْـمَجْدِ أَنْتَ الَّذِي تَـبْـنِـي بُـيُـوتَ الْعِلْمِ فِي كُلِّ نَادْ
بِـالْـعِلْمِ سَادَ النَّاسُ فِي عَصْرِهِمْ وَاخْتَرَقُوا السَّبْعَ الطِّبَاقَ الشِّدَادْ
أَيَـطْـلُـبُ الْـمَـجْـدَ وَيَـبْـغِي الْعُلَا قَـوْمٌ لِـسُـوقِ الْعِلْمِ فِيهِمْ كَسَادْ؟
نَــقَّــادُ أَعْــمَــالِــكَ مُــغْــلٍ لَــهَــا إِذَا غَــلَا الــدُّرُّ غَــلَا الِانْــتِــقَــادْ
مَـا أَصْـعَـبَ الْـفِـعْـلَ لِـمَـنْ رَامَـهُ وَأَسْـهَـلَ الْـقَـوْلَ عَـلَـى مَـنْ أَرَادْ
سَـمْـعًـا لِـشَـكْـوَايَ فَإِنْ لَـمْ تَـجِدْ مِـنْـكَ قَـبُـولًا فَـالـشَّـكَـاوَى تُـعَادْ
عَـدْلًا عَـلَـى مَـا كَانَ مِنْ فَضْلِكُمْ فَـالْـفَـضْـلُ إِنْ وُزِّعَ بِـالْـعَدْلِ زَادْ
أَسْــمَــعُ أَحْــيَــانًــا وَحِـيـنًـا أَرَى مَــدْرَسَــةً فِــي كُـلِّ حَـيٍّ تُـشَـادْ
قَــدَّمْــتَ قَـبْـلِـي مُـدُنًـا أَوْ قُـرًى كُـنْـتُ أَنَـا الـسَّـيْـفَ وَكُنَّ النِّجَادْ
أَنَــا الَّــتِــي كُـنْـتُ سَـرِيـرًا لِـمَـنْ سَــادَ كَـ «إِدْوَرْدَ» زَمَــانًــا وَشَـادْ
قَـدْ وَحَّـدَ الْـخَـالِـقَ فِـي هَـيْـكَلٍ مِـنْ قَـبْلِ سُقْرَاطَ وَمِنْ قَبْلِ عَادْ
وَهَــذَّبَ الْــهِــنْــدُ دِيَــانَــاتِــهِــمْ بِــكُــلِّ خَـافٍ مِـنْ رُمُـوزِي وَبَـادْ
وَمِــنْ تَـلَامِـيـذِيَ مُـوسَـى الَّـذِي أُوحِــيَ مِــنْ بَــعْــدُ إِلَـيْـهِ فَـهَـادْ
وَأُرْضِـعَ الْـحِـكْـمَةَ عِيسَى الْهُدَى أَيَّــامَ تُــرْبِــي مَــهْـدُهُ وَالْـوِسَـادْ
مَـدْرَسَـتِـي كَـانَتْ حِيَاضَ النُّهَى قَــرَارَةَ الْــعِــرْفَــانِ دَارَ الـرَّشَـادْ
مَــشَــايِــخُ الْــيُــونَـانِ يَأْتُـونَـهَـا يُـلْـقُـونَ فِـي الْـعِـلْـمِ إِلَيْهَا الْقِيَادْ
كُــنَّــا نُــسَــمِّــيـهِـمْ بِـصِـبْـيَـانِـهِ وَصِـبْـيَـتِي بِالشِّيبِ أَهْلِ السَّدَادْ
•••
ذَلِـــكَ أَمْــسِــي مَــا بِــهِ رِيــبَــةٌ وَيَـوْمِـيَ «الْـقُـبَّـةُ» ذَاتُ الْـعِـمَادْ
أَصْـبَـحْـتُ كَالْفِرْدَوْسِ فِي ظِلِّهَا مِـنْ مِـصْـرَ لِلْخَنْكَا لِظِلِّي امْتِدَادْ
لَـوْلَا حُـلَـى زَيْـتُـونِـيَ الـنَّـضْرِ مَا أَقْـسَـمَ بِـالـزَّيْـتُـونِ رَبُّ الْـعِـبَـادْ
الْــوَاحَـةُ الـزَّهْـرَاءُ ذَاتُ الْـغِـنَـى تُـرْبِـي الَّـتِـي مَا مِثْلُهَا فِي الْبِلَادْ
تُـرِيـكَ بِـالـصُّـبْـحِ وَجُنْحِ الدُّجَى بُــدُورَ حُـسْـنٍ وَشُـمُـوسَ اتِّـقَـادْ
•••
بَــنِـيَّ يَـا سَـعْـدُ كَـزُغْـبِ الْـقَـطَـا لَا نَــقَّــصَ الـلـهُ لَـهُـمْ مِـنْ عِـدَادْ
إِنْ فَــاتَـكَ الـنَّـسْـلُ فَأَكْـرِمْ بِـهِـمْ وَرُبَّ نَــسْـلٍ بِـالـنَّـدَى يُـسْـتَـفَـادْ
أَخْـشَـى عَـلَـيْـهِـمْ مِـنْ أَذًى رَائِحٍ يَجْمَعُهُمْ فِي الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ غَادْ
صَــفِــيــرُهُ يَـسْـلُـبُـنِـي رَاحَـتِـي وَيَـمْـنَـعُ الْـجَـفْـنَ لَـذِيـذَ الـرُّقَـادْ
يَـعْـقُـوبُ مِـنْ ذِئْـبٍ بَكَى مُشْفِقًا فَـكَـيْـفَ أَنْـيَـابُ الْحَدِيدِ الْحِدَادْ
فَـانْـظُـرْ رَعَـاكَ الـلهُ فِي حَاجِهِمْ فَــنَــظْــرَةٌ مِـنْـكَ تُـنِـيـلُ الْـمُـرَادْ
قَـدْ بَـسَـطُـوا الْـكَـفَّ عَـلَـى أَنَّهُمْ فِـي كَـرَمِ الـرَّاحِ كَـصَـوْبِ الْعِهَادْ
إِنْ طُـلِـبَ «الْـقِـسْـطُ» فَمَا مِنْهُمُ إِلَّا جَــوَادٌ عَــنْ أَبِــيــهِ الْــجَـوَادْ
بقلم مدام وفاء. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ أون سِفر الشمس
للكاتبه : هاله المهدي
عدد الصفحات: ٢٢٠
الإصدار لدار ديوان العرب
الغلاف :جاءَ متوشح بالسواد يحمل صوره لأميرتين متوجين، استمدت ألوانهم من شعاع الشمس ،
وقطعه أثريه عتيقه توحي لمحتوي الرواية
السرد منمق سلفاً تنقلنا بين الأحداث بسلاسة ويسر
الحبكة : متقنه فقد تنقلت بنا الكاتبه بين جنبات التاريخ بسفينة مُبحرة لتغوص بنا لنصل لأعماق أصولنا العريقة في رحله من الخيال العلمي التاريخي بغموض مُثير للشغف.
وقد ترجمت الروايه للغة الفرنسية.
الإهداء: بأجمل أبيات شعرية خاطبت الكاتبه كل من رحل عن موطنه ˝ ها هنا موطنكم فلتؤمنوا به
أبي و جدي ها هنا...
تاريخكم الذي أسقيتموه لي
كقطرات من عذب فرات..
ها هنا أقطف لأحفادكم بعض ثمراته
ها هنا موطني
تحت شمس واحدة ..
ومن اول وهله أستطاعت الكاتبه أن تخطف انتباهنا ببراعه لنتطلع لباقي الأحداث بعدما تملك منا الفضول لمعرفة ما حدث وكيف بدأ ؟!!!!
كانت البداية في حي من أحياء القاهرة˝حي المطريه˝ حيث تجمع أعداد غفيرة من رجال الشرطة والصحافة والإعلام ،حول منزل بسيط وقد تجهزت وكالات الأنباء لنشر خبر صادم وتصدرت الصحف الخبر في مانشيتات
˝اختفاء غامض لأربعة من الشباب في ظرف غامضه˝
الجميع في حيرة من أمرهم ،
هل انشقت الأرض وابتلعتهم ؟!!!!
شادي:السن: ٢٥ مدرساً للعلوم والفيزياء.
محمد:السن: ٢٥ مدرس تاريخ.
(هدير) خطيبه شادي مدرسه لغه انجليزيه وتجيد اللغه الألمانيه والكتابه بالهيروغليفية.
(عبير) مدرسه تربية فنيه تجيد الكتابه الهيروغليفية وفن الرسم برغم تخصصها في الجامعة.
وقد شاهدهم اهل المنطقة بصحبه شادي وصعدوا حيث يقيم في شقته بالدور الثالث.
وبدأ إجراء تحقيقات مكثفه لسرعه كشف غموض الحادث.
وبخفه وبراعة عادت بنا الكاتبه قبل الحادث بأسبوع لأول خيط في حل اللغز .
أنفق شادي نصف ميراثه علي ذلك الإختراع ،ولم يكن يثق بأحد سوي ثلاثتهما ليساعدوه في إتمام مشروعه والحصول على الماچستير ،اختراع سوف يغير البشريه.
هل سمعت عن السفر عبر الأزمنة ؟!!
أجتهد شادي بالعمل حتي تم ما كان يحلم به بعد اختفاء كيس القمامة عندما قام بتشغيل الجهاز وسلطه عليه فأخذ يصرخ ويقفز من هول ما رأي ،واعاد تشغيل الجهاز فعاد كيس القمامة مرة أخرى لمكانه ،فكان عليه أن يعيد التجربه مره أخري ،
حيث أرسل ˝روني˝ قط عبير المدلل لعصر الفراعنة ،ووسط زهول الجميع عاد روني بشموخ رافعاً رأسه وعقد من العقيق حول رقبته ويجلس علي حجر جرانيتي منقوش عليه باللغه الهيروغليفيه.
˝أنا القط الذي حاربت بالقرب من الشجرة المقدسة في هليوبليس .
كان عليهم معرفه ما حدث مع روني،مما جعل (محمد)يتشبث بأن يكون هو التجربة التالية ويصر علي ذلك.
وبدؤوا في إجراء التجربه بظبط الإحداثات علي رقم زمني ل 7000 عام قبل الميلاد.
وما أن بدأت التجربة حتي اختل اتزان الآلة وتعالت الأصوات مع تحريك الآله وتوجية أشعتها في كل مكان وجذبتهم دوامات شديدة ويصدرُ منها أزيرُ عالٍ وتصاعد حولهم ليختفي كل شيء الي المجهول ،
وهدأ كل شئ فجأة كما بدأ فجأة ،
وأختفا الأربعة ومعهم كل محتويات الشقه!!
شمس حارقه وصحراء جرداء وأربعة أفراد ملقون علي الرمال فاقدي الوعي وما أن استردو وعيهم أدرك الجميع أنٌ عطلاً ما في الآلة ألقى بهم في حقبة زمانيه مجهوله.
تجهزوا أربعتهم لبدء رحله الي ذلك الحصن الغامض ربما يكتشفون دليلاً لرحله عودتهم.
فكلاً منهم يكمل الآخر تقاربت التخصصات بينهم وجمعهم الحُب ليصمدوا معاً بيقين وإيمان لنجاح تجربتهم الفريده..
ولكن المفاجأة أنهم ما زالوا علي نفسي الأرض في حي المطريه ،
مع اختلاف الزمن، واصابتهم دهشة عندما رأوا عبير في ثوب فرعوني والجميع ينحني ليحيي الأميرة (تتي) واستمتعوا بالتجول في القصور الفرعونيه في أبهي صور البناء.
وقاموا بتشغيل الآله مره أخري وانتقلوا الي عصر ميلاد المسيح عيسى بن مريم وتجولوا وتعرفوا عليهم من قرب ،وعادوا بتشغيل الآله مره أخري وانتقلوا الي عصر الخديوي والبشوات وانتقلوا الي حيث عصر أمير الشعراء أحمد شوقي بِك ونحن نتنقل معهم من زمن لزمن ببراعه وتشويق مُنبهرين وأصبحت رحله للتعلم ومعرفه الكثير عن تاريخنا العريق وجميعها محصوره في أماكن متقاربه ،وانضممنا معهم للمنتدي الثقافي الذي يضم لفيف من فناني وشعراء مصر ،حيث يلقي أمير الشعراء أحمد شوقي بِك قصيده في حب المطريه العريقة،
واراد البرنس المساومة ليسافر معهم عبر الأزمان ولكنه فرق شاسع لا يقبل المساومه شتان بين هذا وهذا فلا وجه للمقارنه بين العصرين.
وعندما حانت اللحظه الأخيرة لحظه فراق الزمن الجميل والعودة إلى ما كانوا عليه سابقاً ،ترك كلاً منهم رساله ليقرأها ويبكي كما لم يبكِ من قبل،وترك رسالة له .
˝أي بني اخترتك أنت لتحقق لي أمنيتي في الأنتقال لعالمك ، نعم اعلم لم يكن حلماً أن أنتقل لعالمك بجسدي ولكن بفكري .˝وها قد عادوا جميعاً تحت شمس واحدة.
˝ولتسمح لي الكاتبه ..
بالرغم من أننا تنقلنا مع الشخصيات بين العصور المختلفة واستمتعنا معهم بكل عصراً علي حدا واستفدنا من كم معلومات مهوله كنا نجهلها تماماً ، الا أنه يبقي سؤال !!
لماذا لم يتقدم شادي برساله الماچستير وهي المحور الأساسي لكل الأحداث السابقه ؟!!!
واين ذهبت الآله ؟!!
ولماذا أصابه الاكتئاب رغم كونه عاد منتصراً بأختراعة وقد وصل لمبتغاه وهو التنقل عبر الأزمان ؟!!.
و لي ملحوظه لا تقلل ابدا من شأن الرواية و موضوعها
و هي لماذا في كل عصر من العصور تتقمص إحدى الشخصيات دور الشخصيه الرئيسيه الموجودة في كل عصر بدون مبرر لحدوث ذلك...
كان من الممكن عرض الشخصيات التاريخية دون المساس بالشخصيات الرئسيه
اقتباس في حُب المطريه لأمير الشعراء أحمد شوقي
يَـا نَـاشِـرَ الْـعِـلْـمِ بِـهَـذِي الْـبِـلَادْ وُفِّـقْـتَ، نَـشْرُ الْعِلْمِ مِثْلُ الْجِهَادْ
بَـانِـي صُـرُوحِ الْـمَجْدِ أَنْتَ الَّذِي تَـبْـنِـي بُـيُـوتَ الْعِلْمِ فِي كُلِّ نَادْ
بِـالْـعِلْمِ سَادَ النَّاسُ فِي عَصْرِهِمْ وَاخْتَرَقُوا السَّبْعَ الطِّبَاقَ الشِّدَادْ
أَيَـطْـلُـبُ الْـمَـجْـدَ وَيَـبْـغِي الْعُلَا قَـوْمٌ لِـسُـوقِ الْعِلْمِ فِيهِمْ كَسَادْ؟
نَــقَّــادُ أَعْــمَــالِــكَ مُــغْــلٍ لَــهَــا إِذَا غَــلَا الــدُّرُّ غَــلَا الِانْــتِــقَــادْ
مَـا أَصْـعَـبَ الْـفِـعْـلَ لِـمَـنْ رَامَـهُ وَأَسْـهَـلَ الْـقَـوْلَ عَـلَـى مَـنْ أَرَادْ
سَـمْـعًـا لِـشَـكْـوَايَ فَإِنْ لَـمْ تَـجِدْ مِـنْـكَ قَـبُـولًا فَـالـشَّـكَـاوَى تُـعَادْ
عَـدْلًا عَـلَـى مَـا كَانَ مِنْ فَضْلِكُمْ فَـالْـفَـضْـلُ إِنْ وُزِّعَ بِـالْـعَدْلِ زَادْ
أَسْــمَــعُ أَحْــيَــانًــا وَحِـيـنًـا أَرَى مَــدْرَسَــةً فِــي كُـلِّ حَـيٍّ تُـشَـادْ
قَــدَّمْــتَ قَـبْـلِـي مُـدُنًـا أَوْ قُـرًى كُـنْـتُ أَنَـا الـسَّـيْـفَ وَكُنَّ النِّجَادْ
أَنَــا الَّــتِــي كُـنْـتُ سَـرِيـرًا لِـمَـنْ سَــادَ كَـ «إِدْوَرْدَ» زَمَــانًــا وَشَـادْ
قَـدْ وَحَّـدَ الْـخَـالِـقَ فِـي هَـيْـكَلٍ مِـنْ قَـبْلِ سُقْرَاطَ وَمِنْ قَبْلِ عَادْ
وَهَــذَّبَ الْــهِــنْــدُ دِيَــانَــاتِــهِــمْ بِــكُــلِّ خَـافٍ مِـنْ رُمُـوزِي وَبَـادْ
وَمِــنْ تَـلَامِـيـذِيَ مُـوسَـى الَّـذِي أُوحِــيَ مِــنْ بَــعْــدُ إِلَـيْـهِ فَـهَـادْ
وَأُرْضِـعَ الْـحِـكْـمَةَ عِيسَى الْهُدَى أَيَّــامَ تُــرْبِــي مَــهْـدُهُ وَالْـوِسَـادْ
مَـدْرَسَـتِـي كَـانَتْ حِيَاضَ النُّهَى قَــرَارَةَ الْــعِــرْفَــانِ دَارَ الـرَّشَـادْ
مَــشَــايِــخُ الْــيُــونَـانِ يَأْتُـونَـهَـا يُـلْـقُـونَ فِـي الْـعِـلْـمِ إِلَيْهَا الْقِيَادْ
كُــنَّــا نُــسَــمِّــيـهِـمْ بِـصِـبْـيَـانِـهِ وَصِـبْـيَـتِي بِالشِّيبِ أَهْلِ السَّدَادْ
•••
ذَلِـــكَ أَمْــسِــي مَــا بِــهِ رِيــبَــةٌ وَيَـوْمِـيَ «الْـقُـبَّـةُ» ذَاتُ الْـعِـمَادْ
أَصْـبَـحْـتُ كَالْفِرْدَوْسِ فِي ظِلِّهَا مِـنْ مِـصْـرَ لِلْخَنْكَا لِظِلِّي امْتِدَادْ
لَـوْلَا حُـلَـى زَيْـتُـونِـيَ الـنَّـضْرِ مَا أَقْـسَـمَ بِـالـزَّيْـتُـونِ رَبُّ الْـعِـبَـادْ
الْــوَاحَـةُ الـزَّهْـرَاءُ ذَاتُ الْـغِـنَـى تُـرْبِـي الَّـتِـي مَا مِثْلُهَا فِي الْبِلَادْ
تُـرِيـكَ بِـالـصُّـبْـحِ وَجُنْحِ الدُّجَى بُــدُورَ حُـسْـنٍ وَشُـمُـوسَ اتِّـقَـادْ
•••
بَــنِـيَّ يَـا سَـعْـدُ كَـزُغْـبِ الْـقَـطَـا لَا نَــقَّــصَ الـلـهُ لَـهُـمْ مِـنْ عِـدَادْ
إِنْ فَــاتَـكَ الـنَّـسْـلُ فَأَكْـرِمْ بِـهِـمْ وَرُبَّ نَــسْـلٍ بِـالـنَّـدَى يُـسْـتَـفَـادْ
أَخْـشَـى عَـلَـيْـهِـمْ مِـنْ أَذًى رَائِحٍ يَجْمَعُهُمْ فِي الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ غَادْ
صَــفِــيــرُهُ يَـسْـلُـبُـنِـي رَاحَـتِـي وَيَـمْـنَـعُ الْـجَـفْـنَ لَـذِيـذَ الـرُّقَـادْ
يَـعْـقُـوبُ مِـنْ ذِئْـبٍ بَكَى مُشْفِقًا فَـكَـيْـفَ أَنْـيَـابُ الْحَدِيدِ الْحِدَادْ
فَـانْـظُـرْ رَعَـاكَ الـلهُ فِي حَاجِهِمْ فَــنَــظْــرَةٌ مِـنْـكَ تُـنِـيـلُ الْـمُـرَادْ
قَـدْ بَـسَـطُـوا الْـكَـفَّ عَـلَـى أَنَّهُمْ فِـي كَـرَمِ الـرَّاحِ كَـصَـوْبِ الْعِهَادْ
إِنْ طُـلِـبَ «الْـقِـسْـطُ» فَمَا مِنْهُمُ إِلَّا جَــوَادٌ عَــنْ أَبِــيــهِ الْــجَـوَادْ
❞ اللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم ! ...
مدير السجن الحربي الذي كان يعذب المسجونين وينزع أظافرهم ، ويعلقهم من أرجلهم ، ويطلق عليهم الكلاب الوحشية ، ويطفئ سجائره في المواطن الحساسة من اجسامهم .. مات في حادث سيارة على طريق مصر إسكندرية الزراعي اصطدم بعربة نقل تحمل أسياخا حديدية .. دخلت الأسياخ في قلبه وخرجت من ظهره انتقل الى الآخره مرشوقا في هذه الأسياخ ..
والرجل الذي كان يحمل نعش أبيه في الطريق إلى المدافن ويتشاجر على الميراث سقط في الحفرة التي وضع فيها أبوه فاقد النطق ومات الى جواره بسكته قلبية .
والمرأة التي اعتادت على تعاطي الحشيش لتطيل الذة ماتت تحت رجل آخر غير زوجها .. طالت بها الغيبوبة وخرجت من الدنيا إلى اللّه دون توبة .
والذين قفزوا من السفينة الغارقة ماتوا وأكلتهم قروش البحر والعجوز ذو المائة سنة المريض بالسكر والضغط والذبحة الذي لم تسعفه قدماه فى اللحاق بهم والقفز معهم بقى ملقي في قاع السفينة حتى جاءه النجدة وأنقذواه .
وجراح السرطان الموهوب قتل ابنه خطأ في علمية تافهة أتفه من خراج .
والإسكندر الأكبر قتلته بعوضه في بابل .
وفي سنه ١٩ قتل فيروس متناه في الصغار لا يرى بالعين ولا بالمجهر .. عشرين مليونا بالانفلونزا ..
إنه صاحب الجلالة الموت .
أقرب إلى كل منا من ظله .. بل أقرب إلى الواحد من نطقه .. و أقرب اليه من نفسه التي بين جنبيه .
يجري في الدم واللعاب والنبض ويسكن النخاع .
كل منا يحمل نعشه على كتفيه ، ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط ولكنه لابد ان يسقط لأن كل الذين سبقوه قد سقطوا .
ياسادتي الارض مغطاة برفات الموت .
وتحت القاهره ثلاث مدن وثلاثة عصور نمشي ونرقص على رفاتها وجماجمها .
وغدا يمشي الاحفاد على ترابنا ، في لا مبالاة تامة وكل منهم مشغول بحاله ملفوف في همومه .
نعم إنها تلك اللامبالاة التامة يا سادتي هي التي تثير الدهشة .
تلك الحالة الذاتية التي تلف الواحد منا و تغلفه وتطمس سمعه و بصره وبصيرته ، فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يبكي من الحب او يخطط لسرقة ، أو يتآمر على قتل في هدوء عجيب وثقة وكانه يعيش وحده ، وكأن العالم غرفته الخاصه يتصرف فيها على هواه ، وكانه خالد مخلد لا يموت ؛ بل انه يخطط لموت الآخرين ولا يخطر موته هو على باله لحظة واحدة .
نعم يا سادة تلك الغفلة واللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم .
وحينما تعرفون كيف أصبح مليونيراً سوف توافقون معي على انه أذكي رجل في العالم بالفعل .
ولندعه ويحكي بنفسه بداية القصة .
كان ذلك في الصيف ١٩٥٠ حينما رست في ميناء الإسكندرية سفينة محملة بمخلفات الجيش .
وصعد السماسرة وتجار المخلفات على سطحها ، ليفاجأوا بأن كل حمولتها أحذية .. نصف مليون حذاء .. كلها فرد يمين .. أي أنها لا تنفع بشـيء ولن يشتريها احد بمليم .
ورفض تاجر واحد ان يمد يده ليشتريها .
وابتدأ المزاد من الصفر وظل واقفاً عند الصفر .
وحيئذ تقدمت انا واشتريت الحموله كلها بجنيهات قليلة ، وأنا أتصور أني ألقى بهذه الجنيهات في البحر .. وأقول لنفسي .. ربما تظهر لها منفعة في المستقبل .. وأضحك وانا أتذكر مقالا قرأته بان هناك نوع من البيرة يصنع من من منقوع الصرم القديمة .
والقيت بها في المخزن .
ومر أسبوعان بالضبط .
وفي يوم ثلاثاء كنت أقف على رصيف الميناء .. وكانت هناك سفينة مخلفات ترسو ..
وصعدنا على سطحها لنفاجأ بأن الحامولة كلها أحذية .. نصف مليون حذاء كلها .. فردة شمال .. الجزء المفقود من الصفقة الماضية ولم يتقدم احد للشراء .. فمَنْ يشترى نصف مليون حذاء كلها فردة واحدة .. ولم يعقد مزاد .
وكنت انا الشاري الوحيد الذي التي رست عليه البيعة بجنيهات قليلة .
وهكذا اصبحت مليونيراً في لحظة وبدون جهد ولا عمل وانما بخبطة حظ قلما يجود بمثلها الزمان .
وهكذا يا ساده بدأ أذكى رجل في العالم حياته .
ولأن الثروة جاءته بلا جهد وبلا عرق .. ولأنها جاءته على شباب وصحة وفراغ .. فإنه كان طبيعيا أن يلهو و يلعب و يرخي الحبل لهواه .
وعرف النوعيات الهابطة من النساء .
وعرف السهرات المبتذلة .
ولكنه كان دائما الرجل الذكي القوي الذي يعرف كيف ومتى ينخفض عن نفسه تلك النوعيات الطفيلية ، ومتى ينبذ اللهو ويفيق ليعاود العمل في همة ونشاط .
ولكن الاقوياء لا يظلون اقوياء دائماً .
وفي كل إنسان ثغرة ! .
حتى اذكى الأذكياء لا يسلم من ضعف ، يمكن ان يتسلل منه الإغراء وتدخل الفتنه .
ودعوه يحكي بنفسه بقية القصة :
كنت أعيش في خفة لا أحمل همـًا لغـد ولا ألقي بالا لشيء .. كل ما أتمناه أجده .. وكل ما احلم به أحققه بالحيلة أو الذكاء ، أو بالمكر أو بالمال .
وكان كل شيء حولي قابلا للشراء ، وقابلا للمساومة وكانت الدنيا كلها رخيصة في متناول اليد .
حتى التقيت بها في حفل السفارة .
امرأة دقيقة التكوين ، نحيلة كشـبح ، ناعمة ، حريرية ، مشعة ، صوتها هامس يتسلل إلى ما تحت الجلد ، ويسكن العظم .
وعقلها حاد متألق .
وشخصيتها مزيج عجيب من الثقافات والمواهب .
وروحها مغناطيسية .
وكأنما حولها مجال غير منظور إذا وقعت في نطاق جاذبيته لا تستطيع أن تبرحه ، وإنما تظل تدور وتدور فيه كما تدور الأقمار حول النجوم .
وقد رأيت نفسي ادور حولها فلا أستطيع الإفلات .
و رايت نفسي سائراً إلى إحدى نهايتين : أن أقترن بها أو أحترق فيها .
ولكنها متزوجة .. وزوجها يعبدها ولن يطلقها بحال .
وهي لا تحبه و لكنها لا تملك ان تطلق نفسها منه .
وضاقت دنياي الواسعة حتى أصبحت زنزانة .
و فارقتني قوتي .
و هجرنى ذكائي .
و بكيت كطفل .
و عشت لحظات كالمجنون .
كانت تقول لي : نهـرب .
ثم مع الوقت والعادة أصبحت هذه الكلمات المجنونة هي العقل والمعقول بالنسبه لنا .
أصبحنا نرى بقية العالم مجانين ، لأنه لا يرى ما نراه .
و اصبحنا نرى الدنيا مسكناً للبلادة والخمول والغباء والسخف ، ولم نعد نجد لانفسنا مكاناً في هذه الدنيا .
وبدات تختمر في ذهني فكرة الهجرة والهرب بها .
وكانت لي أعمال في السودان و كينيا و أوغندا .
و رأيت نفسي ذات ليلة و دون أن أدري أخرج بها بجواز سفر مزور طائراً إلى السودان .. و من السودان إلى كينيا .
وقضينا شهر العسل في نيروبي بين مغاني الغابه العذراء وتحت استوائيه وتغرد فيها العصافير الملونه وترقص الفراشات .
كان هذا يا سادة هو الفصل الثاني من قصة اذكى رجل في العالم .
ودعوني احكي لكم الفصل الثالث والختامي وكانت رحلة شاعرية ، خرج فيها العشيقان لقضاء الويك اند على شاطئ بحيرة " ليك مانيارا " في فندق البامبو الجميل .. وفي احد المفاتن الذي يقصده اصحاب الملايين واهل الفن والذوق للاستمتاع بالموسيقى والحب والرقص والطعام الشهي ، و الخمر الجيدة في بيئة طبيعية ساحرة تمرح فيها الوحوش والغزلان .
والطريق إلي " ليك مانيارا " تصعد في السيارة جبالا شاهقة .. وقممـًا معممة بالضباب .
وكان صاحبنا يقود السيارة وهو يصفر بفمه لحنـًا شعبيـًا ويحتضن محبوبته ، ويشير الى الخور السحيق الذي يهوى إليه البصر في جانب الطريق .. في أقصى القاع يفترش الأرض دغل طبيعي من نباتات وحشيه ذات تلافيف متعانقة متشابكة ، في معترك من الأغصان والأوراق والازهار تتوه في العين فلا تبين أرضـًا .. وإنما خضرة متكاتفة علي خضرة .
منظر خلاب آخاذ يصيب الرأس بالدوار .
وقد دارت رأس الاثنين بخمرة النظر وذابا حبا .
والتقت الشفاه على ارتفاع تسعة آلاف قدم ، وسقطت العربة في حفرة وفي لحظة خاطفة كانت تتدحرج في الخور كالقذيفة .
وبعد دقيقة كانت تستقر في القاع محطمة .
أما هو فكان راقداً في وعيه ولكـن بلا حراك بسبب كسور في عظام الحوض .
أما هي فكانت تهمس وتتلوي ثم تفقد الوعي بسبب النزيف .
ثم تعود في فتفيق فتعود إلى الهمس المخنوق والتأوه وكان سقوطهمـا وسط مسـتعمره للنمـل الأحمـر .
وزحفـت عليهمـا جيـوش النمـل .
نعم يا سادة اكلهمـا النمـل وهم أحياء فاقدا الحراك ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى على الصراخ .. ولا يقوى على الدفاع عن نفسه .
وانتهت قصة أذكى رجل في العالم واجمل امرأه .
ولم يبقى اثر للقصة سوي ذلك الإعلان المتكرر في جميع الجرائد والذي ظل ينشر بالقاهرة ، على مدى اسابيع عن السيدة التي خرجت من بيتها ولم تعد ومعه نشرة كاملة بأوصافها .. بيضاء ، نحيلة ، سوداء الشعر ، زرقاء العينين في جاكيت وبنطلون من القطيفه السوداء وكرافات تركواز ، وعلى من يتعرف عليها الاتصال بالتليفون كذا .
وكان القراء يقرؤون الإعلان كل يوم .. ولم يكون أحد منهم يعلم أنها أصبحت هي وصاحبها فتاتـًا في بطن ستمائة الف نملـة من النمـل الأحمـر ، في وسط افريقيا الاستوائية .
إنه صاحب الجلالة الموت .
و الكـل فـی غفلـة .
د/ مصطفى محمود رحمهُ اللَّه
من كتاب / المسيـخ الدجـال. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ اللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم ! ...
مدير السجن الحربي الذي كان يعذب المسجونين وينزع أظافرهم ، ويعلقهم من أرجلهم ، ويطلق عليهم الكلاب الوحشية ، ويطفئ سجائره في المواطن الحساسة من اجسامهم .. مات في حادث سيارة على طريق مصر إسكندرية الزراعي اصطدم بعربة نقل تحمل أسياخا حديدية .. دخلت الأسياخ في قلبه وخرجت من ظهره انتقل الى الآخره مرشوقا في هذه الأسياخ ..
والرجل الذي كان يحمل نعش أبيه في الطريق إلى المدافن ويتشاجر على الميراث سقط في الحفرة التي وضع فيها أبوه فاقد النطق ومات الى جواره بسكته قلبية .
والمرأة التي اعتادت على تعاطي الحشيش لتطيل الذة ماتت تحت رجل آخر غير زوجها .. طالت بها الغيبوبة وخرجت من الدنيا إلى اللّه دون توبة .
والذين قفزوا من السفينة الغارقة ماتوا وأكلتهم قروش البحر والعجوز ذو المائة سنة المريض بالسكر والضغط والذبحة الذي لم تسعفه قدماه فى اللحاق بهم والقفز معهم بقى ملقي في قاع السفينة حتى جاءه النجدة وأنقذواه .
وجراح السرطان الموهوب قتل ابنه خطأ في علمية تافهة أتفه من خراج .
والإسكندر الأكبر قتلته بعوضه في بابل .
وفي سنه ١٩ قتل فيروس متناه في الصغار لا يرى بالعين ولا بالمجهر .. عشرين مليونا بالانفلونزا ..
إنه صاحب الجلالة الموت .
أقرب إلى كل منا من ظله .. بل أقرب إلى الواحد من نطقه .. و أقرب اليه من نفسه التي بين جنبيه .
يجري في الدم واللعاب والنبض ويسكن النخاع .
كل منا يحمل نعشه على كتفيه ، ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط ولكنه لابد ان يسقط لأن كل الذين سبقوه قد سقطوا .
ياسادتي الارض مغطاة برفات الموت .
وتحت القاهره ثلاث مدن وثلاثة عصور نمشي ونرقص على رفاتها وجماجمها .
وغدا يمشي الاحفاد على ترابنا ، في لا مبالاة تامة وكل منهم مشغول بحاله ملفوف في همومه .
نعم إنها تلك اللامبالاة التامة يا سادتي هي التي تثير الدهشة .
تلك الحالة الذاتية التي تلف الواحد منا و تغلفه وتطمس سمعه و بصره وبصيرته ، فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يبكي من الحب او يخطط لسرقة ، أو يتآمر على قتل في هدوء عجيب وثقة وكانه يعيش وحده ، وكأن العالم غرفته الخاصه يتصرف فيها على هواه ، وكانه خالد مخلد لا يموت ؛ بل انه يخطط لموت الآخرين ولا يخطر موته هو على باله لحظة واحدة .
نعم يا سادة تلك الغفلة واللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم .
وحينما تعرفون كيف أصبح مليونيراً سوف توافقون معي على انه أذكي رجل في العالم بالفعل .
ولندعه ويحكي بنفسه بداية القصة .
كان ذلك في الصيف ١٩٥٠ حينما رست في ميناء الإسكندرية سفينة محملة بمخلفات الجيش .
وصعد السماسرة وتجار المخلفات على سطحها ، ليفاجأوا بأن كل حمولتها أحذية .. نصف مليون حذاء .. كلها فرد يمين .. أي أنها لا تنفع بشـيء ولن يشتريها احد بمليم .
ورفض تاجر واحد ان يمد يده ليشتريها .
وابتدأ المزاد من الصفر وظل واقفاً عند الصفر .
وحيئذ تقدمت انا واشتريت الحموله كلها بجنيهات قليلة ، وأنا أتصور أني ألقى بهذه الجنيهات في البحر .. وأقول لنفسي .. ربما تظهر لها منفعة في المستقبل .. وأضحك وانا أتذكر مقالا قرأته بان هناك نوع من البيرة يصنع من من منقوع الصرم القديمة .
والقيت بها في المخزن .
ومر أسبوعان بالضبط .
وفي يوم ثلاثاء كنت أقف على رصيف الميناء .. وكانت هناك سفينة مخلفات ترسو ..
وصعدنا على سطحها لنفاجأ بأن الحامولة كلها أحذية .. نصف مليون حذاء كلها .. فردة شمال .. الجزء المفقود من الصفقة الماضية ولم يتقدم احد للشراء .. فمَنْ يشترى نصف مليون حذاء كلها فردة واحدة .. ولم يعقد مزاد .
وكنت انا الشاري الوحيد الذي التي رست عليه البيعة بجنيهات قليلة .
وهكذا اصبحت مليونيراً في لحظة وبدون جهد ولا عمل وانما بخبطة حظ قلما يجود بمثلها الزمان .
وهكذا يا ساده بدأ أذكى رجل في العالم حياته .
ولأن الثروة جاءته بلا جهد وبلا عرق .. ولأنها جاءته على شباب وصحة وفراغ .. فإنه كان طبيعيا أن يلهو و يلعب و يرخي الحبل لهواه .
وعرف النوعيات الهابطة من النساء .
وعرف السهرات المبتذلة .
ولكنه كان دائما الرجل الذكي القوي الذي يعرف كيف ومتى ينخفض عن نفسه تلك النوعيات الطفيلية ، ومتى ينبذ اللهو ويفيق ليعاود العمل في همة ونشاط .
ولكن الاقوياء لا يظلون اقوياء دائماً .
وفي كل إنسان ثغرة ! .
حتى اذكى الأذكياء لا يسلم من ضعف ، يمكن ان يتسلل منه الإغراء وتدخل الفتنه .
ودعوه يحكي بنفسه بقية القصة :
كنت أعيش في خفة لا أحمل همـًا لغـد ولا ألقي بالا لشيء .. كل ما أتمناه أجده .. وكل ما احلم به أحققه بالحيلة أو الذكاء ، أو بالمكر أو بالمال .
وكان كل شيء حولي قابلا للشراء ، وقابلا للمساومة وكانت الدنيا كلها رخيصة في متناول اليد .
حتى التقيت بها في حفل السفارة .
امرأة دقيقة التكوين ، نحيلة كشـبح ، ناعمة ، حريرية ، مشعة ، صوتها هامس يتسلل إلى ما تحت الجلد ، ويسكن العظم .
وعقلها حاد متألق .
وشخصيتها مزيج عجيب من الثقافات والمواهب .
وروحها مغناطيسية .
وكأنما حولها مجال غير منظور إذا وقعت في نطاق جاذبيته لا تستطيع أن تبرحه ، وإنما تظل تدور وتدور فيه كما تدور الأقمار حول النجوم .
وقد رأيت نفسي ادور حولها فلا أستطيع الإفلات .
و رايت نفسي سائراً إلى إحدى نهايتين : أن أقترن بها أو أحترق فيها .
ولكنها متزوجة .. وزوجها يعبدها ولن يطلقها بحال .
وهي لا تحبه و لكنها لا تملك ان تطلق نفسها منه .
وضاقت دنياي الواسعة حتى أصبحت زنزانة .
و فارقتني قوتي .
و هجرنى ذكائي .
و بكيت كطفل .
و عشت لحظات كالمجنون .
كانت تقول لي : نهـرب .
ثم مع الوقت والعادة أصبحت هذه الكلمات المجنونة هي العقل والمعقول بالنسبه لنا .
أصبحنا نرى بقية العالم مجانين ، لأنه لا يرى ما نراه .
و اصبحنا نرى الدنيا مسكناً للبلادة والخمول والغباء والسخف ، ولم نعد نجد لانفسنا مكاناً في هذه الدنيا .
وبدات تختمر في ذهني فكرة الهجرة والهرب بها .
وكانت لي أعمال في السودان و كينيا و أوغندا .
و رأيت نفسي ذات ليلة و دون أن أدري أخرج بها بجواز سفر مزور طائراً إلى السودان .. و من السودان إلى كينيا .
وقضينا شهر العسل في نيروبي بين مغاني الغابه العذراء وتحت استوائيه وتغرد فيها العصافير الملونه وترقص الفراشات .
كان هذا يا سادة هو الفصل الثاني من قصة اذكى رجل في العالم .
ودعوني احكي لكم الفصل الثالث والختامي وكانت رحلة شاعرية ، خرج فيها العشيقان لقضاء الويك اند على شاطئ بحيرة " ليك مانيارا " في فندق البامبو الجميل .. وفي احد المفاتن الذي يقصده اصحاب الملايين واهل الفن والذوق للاستمتاع بالموسيقى والحب والرقص والطعام الشهي ، و الخمر الجيدة في بيئة طبيعية ساحرة تمرح فيها الوحوش والغزلان .
والطريق إلي " ليك مانيارا " تصعد في السيارة جبالا شاهقة .. وقممـًا معممة بالضباب .
وكان صاحبنا يقود السيارة وهو يصفر بفمه لحنـًا شعبيـًا ويحتضن محبوبته ، ويشير الى الخور السحيق الذي يهوى إليه البصر في جانب الطريق .. في أقصى القاع يفترش الأرض دغل طبيعي من نباتات وحشيه ذات تلافيف متعانقة متشابكة ، في معترك من الأغصان والأوراق والازهار تتوه في العين فلا تبين أرضـًا .. وإنما خضرة متكاتفة علي خضرة .
منظر خلاب آخاذ يصيب الرأس بالدوار .
وقد دارت رأس الاثنين بخمرة النظر وذابا حبا .
والتقت الشفاه على ارتفاع تسعة آلاف قدم ، وسقطت العربة في حفرة وفي لحظة خاطفة كانت تتدحرج في الخور كالقذيفة .
وبعد دقيقة كانت تستقر في القاع محطمة .
أما هو فكان راقداً في وعيه ولكـن بلا حراك بسبب كسور في عظام الحوض .
أما هي فكانت تهمس وتتلوي ثم تفقد الوعي بسبب النزيف .
ثم تعود في فتفيق فتعود إلى الهمس المخنوق والتأوه وكان سقوطهمـا وسط مسـتعمره للنمـل الأحمـر .
وزحفـت عليهمـا جيـوش النمـل .
نعم يا سادة اكلهمـا النمـل وهم أحياء فاقدا الحراك ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى على الصراخ .. ولا يقوى على الدفاع عن نفسه .
وانتهت قصة أذكى رجل في العالم واجمل امرأه .
ولم يبقى اثر للقصة سوي ذلك الإعلان المتكرر في جميع الجرائد والذي ظل ينشر بالقاهرة ، على مدى اسابيع عن السيدة التي خرجت من بيتها ولم تعد ومعه نشرة كاملة بأوصافها .. بيضاء ، نحيلة ، سوداء الشعر ، زرقاء العينين في جاكيت وبنطلون من القطيفه السوداء وكرافات تركواز ، وعلى من يتعرف عليها الاتصال بالتليفون كذا .
وكان القراء يقرؤون الإعلان كل يوم .. ولم يكون أحد منهم يعلم أنها أصبحت هي وصاحبها فتاتـًا في بطن ستمائة الف نملـة من النمـل الأحمـر ، في وسط افريقيا الاستوائية .
❞ الصبح مشهد مألوف مكرور , و لكنه في تعبير القرآن حيّ لم تشهده من قبل عينان . إنه (( الصبح إذا تنفّس )) .
و الليل آنٌ من زمانٍ معهود و لكنه في تعبير القرآن حيّ جديد (( و الليل إذا يَسْرِ )) . و هو يطلب النهار في سباقٍ جبّار (( يُغشي الليل النهار . يطلبُهُ حثيثاً )) .
و الظلّ ظاهرة تُشهد و تُعرَف , و لكنه في التعبير القرآني نفس تحسّ و تتصرف (( و ظلّ من يحموم . لا بارد و لا كريم )) .
و الجدار بنية جامدة كالجلمود , و لكنه في تعبير القرآن يحسّ و يريد (( فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقضّ فأقامه ))
و الأرض و السماء , و الشمس و القمر , و الجبال و الوديان , و الدور العامرة , و الآثار الدائرة , و النبات و الحيوان , و الأشجار و الأفنان ... كل أولئك أحياء . أو مشاهد تخاطب الأحياء . فليس هناك جامد و لا ميّت بين الجوامد و الأشياء .
تلك طريقة القرآن . و إنّها لفنّ قائم وحده ازاء المعاني و الأغراض , و هو في أفقه الرفيع , كفاء لتلك المعاني , و صنو هذه الأغراض. ❝ ⏤سيد قطب
❞ الصبح مشهد مألوف مكرور , و لكنه في تعبير القرآن حيّ لم تشهده من قبل عينان . إنه (( الصبح إذا تنفّس )) .
و الليل آنٌ من زمانٍ معهود و لكنه في تعبير القرآن حيّ جديد (( و الليل إذا يَسْرِ )) . و هو يطلب النهار في سباقٍ جبّار (( يُغشي الليل النهار . يطلبُهُ حثيثاً )) .
و الظلّ ظاهرة تُشهد و تُعرَف , و لكنه في التعبير القرآني نفس تحسّ و تتصرف (( و ظلّ من يحموم . لا بارد و لا كريم )) .
و الجدار بنية جامدة كالجلمود , و لكنه في تعبير القرآن يحسّ و يريد (( فوجدا فيها جداراً يريد أن ينقضّ فأقامه ))
و الأرض و السماء , و الشمس و القمر , و الجبال و الوديان , و الدور العامرة , و الآثار الدائرة , و النبات و الحيوان , و الأشجار و الأفنان ... كل أولئك أحياء . أو مشاهد تخاطب الأحياء . فليس هناك جامد و لا ميّت بين الجوامد و الأشياء .
تلك طريقة القرآن . و إنّها لفنّ قائم وحده ازاء المعاني و الأغراض , و هو في أفقه الرفيع , كفاء لتلك المعاني , و صنو هذه الأغراض . ❝