❞ نحو شاطئ الغرام
تحقق الحلم، وأمسكتُ يدك، وخطفتك إلى مكانٍ لا يحوي سوانا، فقط أنا وإياك يا قمري، على شاطئ الغرام، نسير على نغمات العشق، ونُشيِّد منزل الأحلام الذي تخفق جدرانه شتى أمانينا، نصغي لموسيقى الطيور، ونسير في فضاء السماء، نحيا الهدوء الذي لطالما تمنيناه سويًا، أستمع لهمساتك، وأشعر أناملك وهي ترسم حديث السماء، معًا يا قمري نروي حديقة العشق، ونُزهِر زهور الشوق التي تحوِّل رسائلنا إلى شذى نحياه، الآن فتحت لي الحياة ذراعيها، وقالت لي: \"هيا قد آن أوان السعادة، مع من عشقتِ الحياة معه،\" أغلقنا طريق الدجى، واحتضنَّا ضياء الفجر، وسرنا نحو الأفق، ورقصنا على شاطئ عشقنا، حتى ملأت ضحكاتنا مياه الشاطئ، فأنتجت نغمة موسيقية تروي رواية عشقنا، ومع خطونا الأوَّل نحو دارنا الجديدة، نثرنا على حد الأرض رقًّا نُقِش فيه: \"نعتذرُ، فالزيارة ممنوعة؛ إذ قد هرمنا لنصل أول أنفاس الحُلم، حُلمُ نجمةٍ عشقتْ قمرَ سمائها، فاختطفته من الأفق وجعلته لها وحدها،\" ومن ههنا نشرع مطالعة أولى سُطور عشقٍ خطَّته السماء لنا مداد الضياء.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ نحو شاطئ الغرام
تحقق الحلم، وأمسكتُ يدك، وخطفتك إلى مكانٍ لا يحوي سوانا، فقط أنا وإياك يا قمري، على شاطئ الغرام، نسير على نغمات العشق، ونُشيِّد منزل الأحلام الذي تخفق جدرانه شتى أمانينا، نصغي لموسيقى الطيور، ونسير في فضاء السماء، نحيا الهدوء الذي لطالما تمنيناه سويًا، أستمع لهمساتك، وأشعر أناملك وهي ترسم حديث السماء، معًا يا قمري نروي حديقة العشق، ونُزهِر زهور الشوق التي تحوِّل رسائلنا إلى شذى نحياه، الآن فتحت لي الحياة ذراعيها، وقالت لي: ˝هيا قد آن أوان السعادة، مع من عشقتِ الحياة معه،˝ أغلقنا طريق الدجى، واحتضنَّا ضياء الفجر، وسرنا نحو الأفق، ورقصنا على شاطئ عشقنا، حتى ملأت ضحكاتنا مياه الشاطئ، فأنتجت نغمة موسيقية تروي رواية عشقنا، ومع خطونا الأوَّل نحو دارنا الجديدة، نثرنا على حد الأرض رقًّا نُقِش فيه: ˝نعتذرُ، فالزيارة ممنوعة؛ إذ قد هرمنا لنصل أول أنفاس الحُلم، حُلمُ نجمةٍ عشقتْ قمرَ سمائها، فاختطفته من الأفق وجعلته لها وحدها،˝ ومن ههنا نشرع مطالعة أولى سُطور عشقٍ خطَّته السماء لنا مداد الضياء.
00 : 03 : 04
Ya Nabi Salam Alaika - Hafiz Habib Qadri | Arabic Nasheed Medley | يا نبي سلام عليك جديد - Hafiz Habib Qadri
❞ عنوان: حافظ حبيب قادري: فنان مصري موهوب وأغنية "يا نبي سلام عليك"
مقدمة:
في عالم الموسيقى المصرية، لا يمكن تجاهل المساهمات الهامة التي قدمها حافظ حبيب قادري، فنان موهوب ومحترم. لقد أسر أداءه للنشيد الخالد "يا نبي سلام عليك" قلوب الجماهير في جميع أنحاء العالم، وأرست تفانيه في حرفته مكانه مرموقة في ساحة الموسيقى المصرية. يستكشف هذا المقال حياة حافظ حبيب قادري وفنه، وتأثيره العميق والمؤثر لأدائه لأغنية "يا نبي سلام عليك".
الحياة البدائية والرحلة الموسيقية:
ولد حافظ حبيب قادري ونشأ في مصر، وقد أظهر شغفًا عميقًا بالموسيقى منذ صغره. بدأ تطوير مهاراته الصوتية من خلال التدريب الكلاسيكي وانجذب إلى التراث الموسيقي الغني لبلاده. بفضل موهبته الفطرية ورغبته في لمس قلوب الناس من خلال صوته، انطلق في رحلة موسيقية مليئة بالإنجازات.
أداء أغنية "يا نبي سلام عليك":
من بين أشهر أداءات حافظ حبيب قادري يأتي أداءه لأغنية "يا نبي سلام عليك". هذا النشيد الجميل، الذي يعبّر عن الحب والتبجيل للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أثار استحسان الجماهير في جميع أنحاء العالم. يتميز أداء قادري لهذه الأغنية الروحية بصوته العذب والمرن، والذي يتحلى بسيطرة صوتية مدهشة وشعور رفيع باللحن. من خلال تقديمه العاطفي، ينجح في إيقاظ شعور بالسلام والحب والتفاني في نفوس السامعين.
التأثير العاطفي:
لا يمكن إغفال التأثير العاطفي لأداء حافظ حبيب قادري لأغنية "يا نبي سلام عليك". الطابع المريح والملحن لصوته، بالإضافة إلى الكلمات العميقة، لمست قلوب الكثيرين من مختلف الخلفيات والثقافات. أصبح أداءه مصدرًا للراحة والتواصل الروحي لكثيرين، معززًا التقدير لتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والقيم التي يجسدها.
الأهمية الثقافية:
فوق وجهها الفني، تحمل أداء حافظ حبيب قادري لأغنية "يا نبي سلام عليك" أهمية ثقافية ودينية كبيرة. يعمل كتذكير بالروحانية العميقة والتفاني السائد في المجتمع المصري. فقد تجاوزت شعبية هذا النشيد الحدود، لتصبح قوة جامعة تجمع الناس سواءً كانوا يتحدثون لغات مختلفة أو ينتمون لثقافات وديانات متنوعة.
الإرث والتأثير:
تتجاوز أثار حافظ حبيب قادري ليستقيم في مجال أداءاته فحسب، بل تتعداها. لقد ألهم تفانيه في الحفاظ على الموسيقى الإسلامية، ولا سيما النشيد، جيلًا جديدًا من الفنانين. لقد ترك بصمة لا تنسى في صناعة الموسيقى المصرية، ويستمر عمله في إلهام الموسيقيين الطموحين الذين يسعون إلى خلق فن يرفع النفوس وينشر رسائل الحب والسلام والروحانية.
الختام:
فن وأداء حافظ حبيب قادري لأغنية "يا نبي سلام عليك" قد خلفا أثرًا دائمًا في عالم الموسيقى المصرية. أداءه الصادق ألهم قلوب الكثير من السامعين وأصبح رمزًا للتواصل الروحي والتفاني. من خلال موهبته وتفانيه، لم يثري فقط ساحة الموسيقى، بل أصبح مصدر إلهام للفنانين الطموحين الذين يسعون لنقل العواطف القوية من خلال فنهم. مع استمرار حافظ حبيب قادري في إبداعه وسحر الجماهير، تظل رحلته الموسيقية جزءًا لا يتجزأ من نسيج الفن والثقافة المصرية الغنية.. ❝ ⏤
❞ عنوان: حافظ حبيب قادري: فنان مصري موهوب وأغنية ˝يا نبي سلام عليك˝
مقدمة:
في عالم الموسيقى المصرية، لا يمكن تجاهل المساهمات الهامة التي قدمها حافظ حبيب قادري، فنان موهوب ومحترم. لقد أسر أداءه للنشيد الخالد ˝يا نبي سلام عليك˝ قلوب الجماهير في جميع أنحاء العالم، وأرست تفانيه في حرفته مكانه مرموقة في ساحة الموسيقى المصرية. يستكشف هذا المقال حياة حافظ حبيب قادري وفنه، وتأثيره العميق والمؤثر لأدائه لأغنية ˝يا نبي سلام عليك˝.
الحياة البدائية والرحلة الموسيقية:
ولد حافظ حبيب قادري ونشأ في مصر، وقد أظهر شغفًا عميقًا بالموسيقى منذ صغره. بدأ تطوير مهاراته الصوتية من خلال التدريب الكلاسيكي وانجذب إلى التراث الموسيقي الغني لبلاده. بفضل موهبته الفطرية ورغبته في لمس قلوب الناس من خلال صوته، انطلق في رحلة موسيقية مليئة بالإنجازات.
أداء أغنية ˝يا نبي سلام عليك˝:
من بين أشهر أداءات حافظ حبيب قادري يأتي أداءه لأغنية ˝يا نبي سلام عليك˝. هذا النشيد الجميل، الذي يعبّر عن الحب والتبجيل للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أثار استحسان الجماهير في جميع أنحاء العالم. يتميز أداء قادري لهذه الأغنية الروحية بصوته العذب والمرن، والذي يتحلى بسيطرة صوتية مدهشة وشعور رفيع باللحن. من خلال تقديمه العاطفي، ينجح في إيقاظ شعور بالسلام والحب والتفاني في نفوس السامعين.
التأثير العاطفي:
لا يمكن إغفال التأثير العاطفي لأداء حافظ حبيب قادري لأغنية ˝يا نبي سلام عليك˝. الطابع المريح والملحن لصوته، بالإضافة إلى الكلمات العميقة، لمست قلوب الكثيرين من مختلف الخلفيات والثقافات. أصبح أداءه مصدرًا للراحة والتواصل الروحي لكثيرين، معززًا التقدير لتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والقيم التي يجسدها.
الأهمية الثقافية:
فوق وجهها الفني، تحمل أداء حافظ حبيب قادري لأغنية ˝يا نبي سلام عليك˝ أهمية ثقافية ودينية كبيرة. يعمل كتذكير بالروحانية العميقة والتفاني السائد في المجتمع المصري. فقد تجاوزت شعبية هذا النشيد الحدود، لتصبح قوة جامعة تجمع الناس سواءً كانوا يتحدثون لغات مختلفة أو ينتمون لثقافات وديانات متنوعة.
الإرث والتأثير:
تتجاوز أثار حافظ حبيب قادري ليستقيم في مجال أداءاته فحسب، بل تتعداها. لقد ألهم تفانيه في الحفاظ على الموسيقى الإسلامية، ولا سيما النشيد، جيلًا جديدًا من الفنانين. لقد ترك بصمة لا تنسى في صناعة الموسيقى المصرية، ويستمر عمله في إلهام الموسيقيين الطموحين الذين يسعون إلى خلق فن يرفع النفوس وينشر رسائل الحب والسلام والروحانية.
الختام:
فن وأداء حافظ حبيب قادري لأغنية ˝يا نبي سلام عليك˝ قد خلفا أثرًا دائمًا في عالم الموسيقى المصرية. أداءه الصادق ألهم قلوب الكثير من السامعين وأصبح رمزًا للتواصل الروحي والتفاني. من خلال موهبته وتفانيه، لم يثري فقط ساحة الموسيقى، بل أصبح مصدر إلهام للفنانين الطموحين الذين يسعون لنقل العواطف القوية من خلال فنهم. مع استمرار حافظ حبيب قادري في إبداعه وسحر الجماهير، تظل رحلته الموسيقية جزءًا لا يتجزأ من نسيج الفن والثقافة المصرية الغنية. ❝
00 : 21 : 46
الناس مع النفس صنفان .. احذر الصنف الثاني ! حلقة 29 من برنامج النداء لفضيلة الشيخ الدكتور محمد حسان - القناة الرسمية للشيخ الدكتور محمد حسان
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق ..
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت .. و أنام متى شئت .. و أخلع ثيابي .. و أغني .. و أُطرقع مفاصلي .. و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ...
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي ... لا مسئوليات .. لا هموم .. لا مطالب .. لا واجبات .. فأنا أعزب .. كلمة جميلة حلوة .. هذه الكلمة .. أعزب ..
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني .. و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها .. و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها .. و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني ..
سوف أنام الليلة ملء أجفاني .. تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج .. و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن .. و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران .. و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم ..
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة .. و وِحدة و فراغ .. و فشل .. و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها .. حكاية البيت الدافئ .. و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض .. و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم ..
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات .. فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة .. و الإبن قد لا يمد أجل أبيه .. و ربما أخذ أجله .. و الزوجة قد تكون نكداً .. و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط ..
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي .. و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين ..
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة .. و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة .. و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي .. و أقول أنا حر .. أنا أعزب ..
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما ..
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي .. فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق .. و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي .. و أعود للبيت لأنام ..
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت .. أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز ..
إن بيتك ليس بيتاً .. إنه مجرد سرير سفاري .. جراج .. خيمة كشافة .. تتزود بالتموين من كل رصيف ..
أنت متشرد ..
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب .. فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة .. و إنما أساهم بها في كل البنوك .. أيكون هذا تضييعاً لي .. !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب .. أليس كذلك .. إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى .. و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة .. إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة .. و أنت نفسك لا تثق بنفسك ..
و دمعت عيناها .. و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً .. ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص .. ألست رجلاً مغفلاً ..
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق .. أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه ..
ــ إن الغلب عندك طبيعة .. أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ .. ربما لأني غلبان فعلاً .. و لكني لم أجب بكلمة .. و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف .. ماذا تريد من وراء هذا كله .. في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي ..
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك .. مجرد إحتفاظ .. لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها .. و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج .. و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق .. و خصوصاً إذا كان كلامها في محله ..
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح .. و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي .. ثم عدت فأغلقتهما .. و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي ..
و ماذا أفعل بحريتي ..
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني .. و أفضل البقاء في مفترق الطرق .. أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية .. أم جبن .. أم تغفيل ..إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً ..
الواقعية لا تعلق إمكانياتها .. و إنما تثب و تعمل ..
و أنا أعلق كل شئ على مشجب ..
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي ..فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها .. و تمنت لي أياما طيبة ..
و وضعت السماعة في سكون .. و تلفَتَّ حولي .. و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير .. و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها ..
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة .. و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً .. فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً ..
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم ..
_ إستنى عندك .. خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان ..
و أغلقت الباب .. و عدت أتمشى في الصالة .. ثم بدأت أدير البيك آب .. و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة .. و لكن البيك آب ظل يخشخش ..
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه ..
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة .. و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج .. و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً .. و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة .. و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه .. و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس .. يلوح بذراعيه الرفيعتين ..
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها .. ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون .. تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك ..
_ عفاريت الولاد دول .. عفاريت ..
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة .. و كيف إحتمله فرج عشر سنوات .. و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده .. يجعل كل شئ محتملاً ..
سر لا يفهمه الأعزب ..
ربما .. أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء .. جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال .. أعضائي تهدمت .. عظامي مثل أعمدة معبد .. إنهارت .. و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي .. أهذه هي اللذة .. أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين ..
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء .. لا شأن لي بها .. الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني .. فأسعى إليها كما يسعى النمل .. و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ .. و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة ..
خمس دقائق فقط ..
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق ..
السبت :
سألت نفسي .. ما هو الحب .. و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق .. هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة .. رغبة شخصية لكل منهما في الآخر .. ليس لكونه ذكراً .. و لا لكونها أنثى .. و لكن لكونه فلان .. و لكونها فلانة .. و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب .. كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر .. حتى و لو لم يكن يتكلم .. يصغى إلى صوت وجوده ..
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت .. يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب .. متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج .. أقتله تفكيراً كل يوم .. و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً .. ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي .. ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات .. و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا .. لا يفتأ يسأل .. و يسأل .. يسأل لماذا .. و كيف .. و متى .. و أين
.. و إلى أين ..
. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ حيــاة الأعـزب . . .
الجمعة :
أنا حاكم لا شريك له على بيت أنيق .
ليس لي ثانٍ في دولتي الصغيرة الجميلة . أستطيع أن أصحى متى شئت . و أنام متى شئت . و أخلع ثيابي . و أغني . و أُطرقع مفاصلي . و أشرب الماء أو العرقسوس أو الويسكي كما يحلو لي ..
ليس على أكتافي شئ سوى رأسي .. لا مسئوليات . لا هموم . لا مطالب . لا واجبات . فأنا أعزب . كلمة جميلة حلوة . هذه الكلمة . أعزب .
لقد تذكرتها و أنا أحلق ذقني . و أنظر إلى وجهي في المرآة .
فصفرت بفمي نشيد المارسيليز إحتفالا بالحرية المطلقة التي أعيش فيها . و الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها . و التي تتألف من ثلاث غرف و صالة و حمام أنيق بالقيشاني .
سوف أنام الليلة ملء أجفاني . تحلم بي كل عانس و يحسدني كل زوج . و تجعل مني بنات السادسة عشرة محوراً لمغامراتهن . و يحمل همي الخادم و البواب و الجيران . و لا أحمل أنا سوى إبتسامة و اسعة ساخرة معها آخر نكتة من نكت الموسم .
يقولون إن حياة الأعزب تعاسة . و وِحدة و فراغ . و فشل . و هذه خرافة خلقها الأزواج لأنهم فشلوا في أن يكونوا عُزاباً ناجحين .
و مثلها . حكاية البيت الدافئ . و الأولاد الذين يمدون بقاء الزوج على الأرض . و الزوجة التي تضئ ظلام الوحدة مثل القنديل . و حديث آخر الليل الذي يتقاسم فيه الزوجان المسرات و الهموم .
كل هذه إعلانات مثل الإعلانات التي تروج بيع الصابون و ملح كروشن و الأسبرو .
أما الواقع فهو شئ آخر غير هذه الإعلانات . فالبيت قد لا يدخله الدفء بالمرة . و الإبن قد لا يمد أجل أبيه . و ربما أخذ أجله . و الزوجة قد تكون نكداً . و حديث آخر الليل غالبا ما تحول إلى مراجعة للحسابات تنتهي بخناقة و بأن يعطي كل واحد ظهره لصاحبه و وجهه للحائط .
خذوا الحكمة من أفواه المتزوجين .
إن من عادتي أن أترك ملعب الزوجية ينزل فيه أصدقائي . و أكتفي بالتهليل على كل هدف يصيبه أي واحد من الاثنين .
و مازلت أشكر الله على هذه النصاحة . و أشعر بالتلذذ و أنا أتأمل وجهي في المرآة . و أجر عليه الموس و أحلقه بعناية قطعة قطعة . و أبحث عن ينابيع النصاحة في عيني . و أصفر بصوت مرح يخرج من نافوخي . و أقول أنا حر . أنا أعزب .
السبت :
دفتر يومياتي يقول إني محجوز على الغذاء و العشاء لمدة أسبوع مقدما .
إني على حق في إلغاء المطبخ من شقتي . فما الداعي للمطبخ ما دمت أتغذى في أقرب مطعم و أتعشى عند أقرب صديق . و أغسل ثيابي عند أقرب مكوجي . و أعود للبيت لأنام .
لقد قالت لي صديقتي اليوم :
ــ أنت رجل مضيع للوقت . أنت موزع على طول الشارع الذي تسكن فيه بين البقالين و الحلاقين و المكوجية و المطاعم و المخابز .
إن بيتك ليس بيتاً . إنه مجرد سرير سفاري . جراج . خيمة كشافة . تتزود بالتموين من كل رصيف .
أنت متشرد .
و فهمت من كلامها أن تُلمِح لي بالزواج بأسلوب ماكر مهذب . فقلت لها بهدوء :
_ أنا رجل عصري . لا أضع ثروتي في البيت تحت البلاطة . و إنما أساهم بها في كل البنوك . أيكون هذا تضييعاً لي . !
فقالت في غيظ :
ــ و تساهم بحبك في كل القلوب . أليس كذلك . إنك تحاول أن تضمن الواحدة بعقد علاقة مع أخرى . و لكنك تخسر الإثنين ، لإنك تخسر الثقة . إن كل شئ في حياتك لا يبعث على الثقة . و أنت نفسك لا تثق بنفسك .
و دمعت عيناها . و أردفت في يأس :
ــ إنك تجعل الإخلاص مستحيلاً . ثم تبكي لأنك لا تجد الإخلاص . ألست رجلاً مغفلاً .
فقلت في ضيق :
_ إن الإخلاص يولد من نفسه و لا يولد بالحقن و المواثيق . أنا رجل واقعي لا أطلب من الطبيعة البشرية أكثر مما تستطيع أن تعطيه .
ــ إن الغلب عندك طبيعة . أنت غلبان .
و شعرت بالغيظ . ربما لأني غلبان فعلاً . و لكني لم أجب بكلمة . و قالت هي بعد فترة :
_ أريد أن أعرف . ماذا تريد من وراء هذا كله . في مقابل أي شئ تعيش هذه الحياة ؟
و أجبت في يقين :
_ أريد أن أحتفظ بحريتي .
_ بالضبط تريد أن تحتفظ بحريتك . مجرد إحتفاظ . لأنك لا تفعل بها شيئــاً .
و رفعت صوت الراديو ليغطي على صوتها . و فاض بي الضيق .
إن المرأة تفقد نصف جمالها حين تلمح بالزواج . و تفقد النصف الآخر حينما تتحدث عن الفلسفة و المنطق . و خصوصاً إذا كان كلامها في محله .
الأحد :
تيقظت متأخراً هذا الصباح . و فتحت نصف عين على شعاع الشمس الذي يداعب وسادتي . ثم عدت فأغلقتهما . و بدأت أفكر من حيث انتهينا في الليلة الماضية .
ماذا أريد من هذا كله ؟
حريتي .
و ماذا أفعل بحريتي .
إني أرفض إختيار طريق لأنه يقيدني . و أفضل البقاء في مفترق الطرق . أعاني الحرية و لا أمارسها .
أهو احساس بالمسئولية . أم جبن . أم تغفيل .إني دائماً أكتشف أني مثالي من حيث أظن أني واقعي .
إن الواقعية لا تقف في مفترق الطرق أبداً .
الواقعية لا تعلق إمكانياتها . و إنما تثب و تعمل .
و أنا أعلق كل شئ على مشجب .
و رفعت السماعة لأطلب صديقتي .فقالت لي إنها خطبت إلى إبن عمها . و تمنت لي أياما طيبة .
و وضعت السماعة في سكون . و تلفَتَّ حولي . و لأول مرة إكتشفت أن في شقتي صراصير . و أن العنكبوت يتدلى من جدرانها .
و تذكرت أن المكوجي قد أخذ كل القمصان للغسيل و لم يحضرها و أن كل الصحون قذرة . و أحسست أني أكسل من أن أنظف صحناً . فأرسلت البواب ليشتري لي صحناً جديداً .
ثم زعقت عليه بعد قفز بضع درجات على السلم .
_ إستنى عندك . خد اشتري لي قميص كمان علشان ما عنديش قمصان .
و أغلقت الباب . و عدت أتمشى في الصالة . ثم بدأت أدير البيك آب . و وضعت أسطوانتي المحببة .
و وقفت في النافذة . و لكن البيك آب ظل يخشخش .
و اكتشفت بعد مدة أن طبقات من التراب واقفة في حلقه .
و لا أدري لماذا تذكرت حكاية الإمبراطورية الواسعة التي أحكمها في تلك اللحظة . و أحسست أني إمبراطور فعلاً . و لكن إمبراطور على خرابة .
الإثنين :
ذهبت في زيارة فرج . و هو صديق قديم أعرفه من عشرين عاماً . و وجدته يدخن الجوزة وسط أولاده الخمسة . و كان أكبر أولاده يمص عوداً من القصب و يضع المصاصة في طربوشه . و أصغرهم يقف وسط الغرفة بالفانلة و اللباس . يلوح بذراعيه الرفيعتين .
و كانت نونا الصغيرة تخرج لسانها . ثم تقفز على الكراسي و تؤذن .
و كان فرج وسط هذه الهوسة يضحك و يكركر بقلب طليق و بين حين و آخر يفرغ الطربوش من مصاصة القصب في صينية على الأرض قائلاً في حنان :
_ بقه كده يا ولد يا تنتون . تحط الزبالة في طربوش أبوك ثم يضحك .
_ عفاريت الولاد دول . عفاريت .
و طول الزيارة كنت أفكر في سؤال واحد .
كيف أضيق بهذا الصراخ و لا أكاد أحتمله دقيقة واحدة . و كيف إحتمله فرج عشر سنوات . و هو يضحك .
أهناك سر بين الأب و أولاده . يجعل كل شئ محتملاً .
سر لا يفهمه الأعزب .
ربما . أنا لم أجرب على كل حال .
الخميس :
بعد ليلة حمراء . جسمي مثل مدينة اكتسحها زلزال . أعضائي تهدمت . عظامي مثل أعمدة معبد . إنهارت . و انهار فوقها السقف .
إني أسأل نفسي . أهذه هي اللذة . أهذه هي السعادة التي يتزوج من أجلها الناس ؟
مجانين .
إني لا أجد فيها سبباً أتزوج من أجله .
إنها مجرد رغبة حمقاء . لا شأن لي بها . الطبيعة تدفعني إليها و تشوقني و ترغمني . فأسعى إليها كما يسعى النمل . و أمارسها في غباء ثم أفيق على لا شئ . و لا تبقي من النار الموقدة إلا مجاملات فاترة .
خمس دقائق فقط .
كيف أتزوج من أجل خمس دقائق .
السبت :
سألت نفسي . ما هو الحب . و بعد تفكير طويل اكتشفت أن الحب هو أن يبقى شئ بعد الخمس دقائق . هو أن تبقى في النفس حاجات تدفع الإثنين على البقاء معا .
الحب هو رغبة بين الإثنين لا تستنفذها الطبيعة . رغبة شخصية لكل منهما في الآخر . ليس لكونه ذكراً . و لا لكونها أنثى . و لكن لكونه فلان . و لكونها فلانة . و لكونهما مشدودان بخيط من الفضول و الدهشة و الإعجاب . كل منهما يحب أن يصغى إلى صوت الآخر . حتى و لو لم يكن يتكلم . يصغى إلى صوت وجوده .
فكرت في هذه العبارات ثم ضحكت . يالي من شاعر و تذكرت أخي و هو يقول لي كل يوم :
_ إلى متى تظل أعزب . متى تفكر في الزواج .
و هو لا يدري أني أعزب لأني أفكر في الزواج . أقتله تفكيراً كل يوم . و أفكر في الحب و أقتله تفكيراً . ثم أقتل نفسي من كثرة التفكير في نفسي . ثم لا يبقى بعد هذا إلا أشباح و رغبات . و شبح آخر أحمق ثرثار هو أنا . لا يفتأ يسأل . و يسأل . يسأل لماذا . و كيف . و متى . و أين
. و إلى أين. ❝