❞ ويذكرني اسم هود الذي قيل إن نزول السورة الموسومة باسمه أشاب رسول الله بقوم عاد الذين بادوا والذين أنكرهم الملحدون. إن قبر صالح الذي قتله قومه مازال بين شبام و وادى سر. والذى أعلمه عن صالح أنه كان مبعوثاً لثمود، وثمود قوم فنوا وبقيت أثار خطوطهم في شمال الجزيرة، وما أظن صالحاً تجاوز حدود نجران في صحبة رجل له كرامات أسموه ( فيميون ) لعله من أتقياء النصارى، بُعث إلى قوم كانوا يعبدون النخلة ( وهم في نظري على جهالتهم أرقى من عباد الأصنام ) ولكن صالحاً كان لفيميون بمثابة موسى للخضر، وأرسله الله إلى ثمود وكان منهم بدليل قوله\" وإلى ثمود أخاهم صالحاً\" فأختلف قومه في أمره فرقتين، فرقه تؤيده وهم المستضعفون، وأخرى تناصبه العداء وهم المتكبرون أى الديموقراطية والأرستوقراطية، وهؤلاء كدأبهم في كل زمان ومكان يقترفون الجرائم فعقروا ( ناقة الله ) فأتتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين، وتركهم نبيهم صالح ناجياً، وكان الرسول لا يمر بمدائن صالح إلا مُسرعاً مُلثماً مُخفياً وجهه ومغمضاً عينه حتى لا يقع نظره على أرض قوم وقعت بهم نقمة الله.. ❝ ⏤محمد لطفي جمعة
❞ ويذكرني اسم هود الذي قيل إن نزول السورة الموسومة باسمه أشاب رسول الله بقوم عاد الذين بادوا والذين أنكرهم الملحدون. إن قبر صالح الذي قتله قومه مازال بين شبام و وادى سر. والذى أعلمه عن صالح أنه كان مبعوثاً لثمود، وثمود قوم فنوا وبقيت أثار خطوطهم في شمال الجزيرة، وما أظن صالحاً تجاوز حدود نجران في صحبة رجل له كرامات أسموه ( فيميون ) لعله من أتقياء النصارى، بُعث إلى قوم كانوا يعبدون النخلة ( وهم في نظري على جهالتهم أرقى من عباد الأصنام ) ولكن صالحاً كان لفيميون بمثابة موسى للخضر، وأرسله الله إلى ثمود وكان منهم بدليل قوله˝ وإلى ثمود أخاهم صالحاً˝ فأختلف قومه في أمره فرقتين، فرقه تؤيده وهم المستضعفون، وأخرى تناصبه العداء وهم المتكبرون أى الديموقراطية والأرستوقراطية، وهؤلاء كدأبهم في كل زمان ومكان يقترفون الجرائم فعقروا ( ناقة الله ) فأتتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين، وتركهم نبيهم صالح ناجياً، وكان الرسول لا يمر بمدائن صالح إلا مُسرعاً مُلثماً مُخفياً وجهه ومغمضاً عينه حتى لا يقع نظره على أرض قوم وقعت بهم نقمة الله. ❝
❞ \"في اللّيل، يأوي الجميع إلى الأبراش، ينامون، إنّهم يبدون كما لو كان النّوم يهبهم عمراً جديداً، وحياةً جديدة، كلّ يوم يمرّ يقرّبهم من لحظة الإفراج، إنّهم يستعجلون اللّيالي أنْ تمرّ ليعدّوا أيّامهم، فتقلّ مدّة محكوميّتهم، فيفرحون، إنّهم يغتبطون بالنّوم لأنّ يوماً قد نقص من هذه الأيّام الّتي يعدّونها وهي تمشي ببطءٍ ثقيل نحو بوّابة الفرج، ولكنّهم لا يعلمون أنّ أعمارهم هي الّتي تنقص، حتّى إذا فُتِحَ لهم الباب ودُعوا إلى الخروج، رأوا أنّ ما قَضوه قرّبهم من الموت لا من الحياة، وأنّ الّذي كانوا يحلمون به كان سراباً، يخرجون فلا يجدون إلّا الصحراء، أنكرهم الجميع، وتجاوزهم الزّمن، وكبر أبناء جيلهم حتّى صاروا شيباً، ولم يعد أحد لديه الرغبة في أنْ يراهم، يتمنّون أنْ يعودوا إلى السّجن فيقتلوا الأمل الكاذب، ويخنقوا أعمارهم بمرّ الأيّام، لكنّ بوّابة السّجن تُغلق خلفهم، حتّى السّجن الّذي كانت جدرانه الأربعة تضغط على صدورهم لم يعد يتقبّلهم، رضوا به على عذاباته ولم يرضَ بهم، فينهبون ما تبقّى لهم من الخُطا في الحياة، يتمنّون لو أنّهم يغيبون عن أنفسهم، أو يغيّبهم الواقع فلا يعودون يعرفون من هُم، أو ينامون فلا يستيقظون إلّا في الآخرة...
هكذا كانت تبدو وجوههم السّاكنة، المستسلمة لسلطان النّوم، الآملة في غدٍ يكون خيراً من أمس.\"
#اسمه_أحمد📖
✍️ #أيمن_العتوم. ❝ ⏤أيمن العتوم
❞ ˝في اللّيل، يأوي الجميع إلى الأبراش، ينامون، إنّهم يبدون كما لو كان النّوم يهبهم عمراً جديداً، وحياةً جديدة، كلّ يوم يمرّ يقرّبهم من لحظة الإفراج، إنّهم يستعجلون اللّيالي أنْ تمرّ ليعدّوا أيّامهم، فتقلّ مدّة محكوميّتهم، فيفرحون، إنّهم يغتبطون بالنّوم لأنّ يوماً قد نقص من هذه الأيّام الّتي يعدّونها وهي تمشي ببطءٍ ثقيل نحو بوّابة الفرج، ولكنّهم لا يعلمون أنّ أعمارهم هي الّتي تنقص، حتّى إذا فُتِحَ لهم الباب ودُعوا إلى الخروج، رأوا أنّ ما قَضوه قرّبهم من الموت لا من الحياة، وأنّ الّذي كانوا يحلمون به كان سراباً، يخرجون فلا يجدون إلّا الصحراء، أنكرهم الجميع، وتجاوزهم الزّمن، وكبر أبناء جيلهم حتّى صاروا شيباً، ولم يعد أحد لديه الرغبة في أنْ يراهم، يتمنّون أنْ يعودوا إلى السّجن فيقتلوا الأمل الكاذب، ويخنقوا أعمارهم بمرّ الأيّام، لكنّ بوّابة السّجن تُغلق خلفهم، حتّى السّجن الّذي كانت جدرانه الأربعة تضغط على صدورهم لم يعد يتقبّلهم، رضوا به على عذاباته ولم يرضَ بهم، فينهبون ما تبقّى لهم من الخُطا في الحياة، يتمنّون لو أنّهم يغيبون عن أنفسهم، أو يغيّبهم الواقع فلا يعودون يعرفون من هُم، أو ينامون فلا يستيقظون إلّا في الآخرة..
هكذا كانت تبدو وجوههم السّاكنة، المستسلمة لسلطان النّوم، الآملة في غدٍ يكون خيراً من أمس.˝
❞ رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)
رب السماوات والأرض وما بينهما على معنى هو رب السموات . النحاس : ويجوز أن يكون رب السماوات والأرض خبرا بعد خبر ، ويجوز أن يكون بدلا من " واحد " .
قلت : وعلى هذين الوجهين لا يوقف على " لواحد " . وحكى الأخفش : " رب السماوات - ورب المشارق " بالنصب على النعت لاسم إن ، بين سبحانه معنى وحدانيته وألوهيته وكمال قدرته بأنه رب السماوات والأرض أي : خالقهما ومالكهما ورب المشارق أي : مالك مطالع الشمس . ابن عباس : للشمس كل يوم مشرق ومغرب ، وذلك أن الله تعالى خلق للشمس ثلاثمائة وخمسة وستين كوة في مطلعها ، ومثلها في مغربها على عدد أيام السنة الشمسية ، تطلع في كل يوم في كوة منها ، وتغيب في كوة ، لا تطلع في تلك الكوة إلا في ذلك اليوم من العام المقبل . ولا تطلع إلا وهي كارهة فتقول : رب لا تطلعني على عبادك ؛ فإني أراهم يعصونك . ذكره أبو عمر في كتاب التمهيد ، وابن الأنباري في كتاب الرد عن عكرمة ، قال : قلت لابن عباس أرأيت ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه ، قال : هو حق ، فما أنكرتم من ذلك ؟ قلت : أنكرنا قوله :
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
ما بال الشمس تجلد ؟ فقال : والذي نفسي بيده ما طلعت شمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك ، فيقولون لها : اطلعي اطلعي ، فتقول : لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله ، فيأتيها ملك فيستقل لضياء بني آدم ، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطل بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها ، فذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما طلعت إلا بين قرني شيطان ، ولا غربت إلا بين قرني شيطان ، وما غربت قط إلا خرت لله ساجدة ، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود ، فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها لفظ ابن الأنباري . وذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال : صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمية بن أبي الصلت في هذا الشعر :
زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
قال عكرمة : فقلت لابن عباس : يا مولاي أتجلد الشمس ؟ فقال : إنما اضطره الروي إلى الجلد لكنها تخاف العقاب . ودل بذكر المطالع على المغارب ، فلهذا لم يذكر المغارب ، وهو كقوله : سرابيل تقيكم الحر وخص المشارق بالذكر ; لأن الشروق قبل الغروب . وقال في سورة [ الرحمن ] : رب المشرقين ورب المغربين أراد بالمشرقين أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال ، وأقصر يوم في الأيام القصار على ما تقدم في [ يس ] والله أعلم .. ❝ ⏤محمد بن صالح العثيمين
❞ رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5)
رب السماوات والأرض وما بينهما على معنى هو رب السموات . النحاس : ويجوز أن يكون رب السماوات والأرض خبرا بعد خبر ، ويجوز أن يكون بدلا من ˝ واحد ˝ .
قلت : وعلى هذين الوجهين لا يوقف على ˝ لواحد ˝ . وحكى الأخفش : ˝ رب السماوات - ورب المشارق ˝ بالنصب على النعت لاسم إن ، بين سبحانه معنى وحدانيته وألوهيته وكمال قدرته بأنه رب السماوات والأرض أي : خالقهما ومالكهما ورب المشارق أي : مالك مطالع الشمس . ابن عباس : للشمس كل يوم مشرق ومغرب ، وذلك أن الله تعالى خلق للشمس ثلاثمائة وخمسة وستين كوة في مطلعها ، ومثلها في مغربها على عدد أيام السنة الشمسية ، تطلع في كل يوم في كوة منها ، وتغيب في كوة ، لا تطلع في تلك الكوة إلا في ذلك اليوم من العام المقبل . ولا تطلع إلا وهي كارهة فتقول : رب لا تطلعني على عبادك ؛ فإني أراهم يعصونك . ذكره أبو عمر في كتاب التمهيد ، وابن الأنباري في كتاب الرد عن عكرمة ، قال : قلت لابن عباس أرأيت ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه ، قال : هو حق ، فما أنكرتم من ذلك ؟ قلت : أنكرنا قوله :
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
ما بال الشمس تجلد ؟ فقال : والذي نفسي بيده ما طلعت شمس قط حتى ينخسها سبعون ألف ملك ، فيقولون لها : اطلعي اطلعي ، فتقول : لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله ، فيأتيها ملك فيستقل لضياء بني آدم ، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن الطلوع فتطل بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها ، فذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما طلعت إلا بين قرني شيطان ، ولا غربت إلا بين قرني شيطان ، وما غربت قط إلا خرت لله ساجدة ، فيأتيها شيطان يريد أن يصدها عن السجود ، فتغرب بين قرنيه فيحرقه الله تعالى تحتها لفظ ابن الأنباري . وذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال : صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمية بن أبي الصلت في هذا الشعر :
زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
قال عكرمة : فقلت لابن عباس : يا مولاي أتجلد الشمس ؟ فقال : إنما اضطره الروي إلى الجلد لكنها تخاف العقاب . ودل بذكر المطالع على المغارب ، فلهذا لم يذكر المغارب ، وهو كقوله : سرابيل تقيكم الحر وخص المشارق بالذكر ; لأن الشروق قبل الغروب . وقال في سورة [ الرحمن ] : رب المشرقين ورب المغربين أراد بالمشرقين أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال ، وأقصر يوم في الأيام القصار على ما تقدم في [ يس ] والله أعلم. ❝