❞ إذًا، كيف يمكنك الإقلاع عن التدخين إلى الأبد؟ قد تساعدك هذه الاستراتيجيات الحقيقية والمجربة بالفعل على تحقيق هدفك في الإقلاع عن التدخين.
1. دوِّن أسباب الإقلاع عن التدخين
جهِّز قائمة تتضمن كل الأسباب وراء رغبتك في الإقلاع عن التدخين. وقد تشمل ما يلي:
تحسين صحتك
تقليل خطر الإصابة بالأمراض
عدم تعريض العائلة أو الأصدقاء لأضرار التدخين السلبي
تقديم قدوة صالحة لأطفالك
توفير المال
التخلص من الرائحة العالقة بالفم بسبب دخان التبغ
في كل مرة تُقدِم فيها على التقاط سيجارة أو تشعر برغبة جارفة في التدخين، اقرأ قائمتك وذكِّر نفسك بسبب رغبتك في الإقلاع عن التدخين.
2. وضع خطة
ضع خطة للإقلاع عن التدخين. يحقق معظم الأشخاص نجاحًا باهرًا في الإقلاع عن التدخين من خلال تحديد تاريخ للإقلاع عن التدخين والتوقف فجأة في هذا التاريخ.
تتوافر أدوات إلكترونية يمكن أن تساعدك على وضع خطة للإقلاع عن التدخين وتنفيذها من المعهد الوطني للسرطان (www.smokefree.gov/build-your-quit-plan) ومنظمة Truth Initiative (www.becomeanex.org). وتوفر هذه البرامج خدمات الدردشة أو الرسائل النصية أو تطبيقات الأجهزة المحمولة لتقديم استراتيجيات الدعم والتكيف — وهي الأدوات التي تَبيّن أنها ساعدت الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.
3. التفكير في طرق أخرى للإقلاع
إذا كنت قد فكرت في الإقلاع عن التدخين عدة مرات مفاجئة دون أن تنجح في ذلك، فيمكنك البدء بمحاولة الإقلاع عن طريق التقليل منه بالتدريج. تظهر الدلائل مؤخرًا أن صرف دواء فارينسيلين بوصفة طبية والالتزام بجدول صارم للتقليل يمكنه أن يساعد على الإقلاع.
تتضمن طرق التقليل التدريجي تأخير سيجارتك الأولى في اليوم، وإطالة الوقت بين السجائر، وتدخين النصف من كل سيجارة فقط، وشراء علبة سجائر واحدة فقط في المرة، واستبدال استراحة التدخين اليومية باستراحة لممارسة النشاط البدني. ابنِ على كل نجاح حتى تقلع عن التدخين تمامًا.
4. تحدث مع الطبيب حول علاجات حالتك
تشمل العلاجات التي قد تخفض الرغبة الملحّة العلاج ببدائل النيكوتين مثل اللاصقة الجلدية، أو أقراص الاستحلاب أو العلكة أو أجهزة الاستنشاق أو بخاخات الأنف. وتبدأ هذه العلاجات في يوم الإقلاع عن التدخين. كما يمكن للعلاج بالمركبات غير النيكوتينية المساعدة في تقليل أعراض الامتناع عن النيكوتين عن طريق محاكاة وظائف النيكوتين في جسمك. وينبغي أن يبدأ العلاج بهذه العقاقير مثل بوبروبيون وفارينيكلين من أسبوع إلى أسبوعين قبل يوم الإقلاع عن التدخين.
5. تعرّفْ على الخدمات الاستشارية
يمكن أن تقدم لك الاستشارة الفردية أو الجماعية أو التليفونية الدعم المطلوب، كما يمكن أن تساعدك على تطوير مهارات التكيف. يُعد الجمع بين الاستشارة وتناول الأدوية الطريقة الأكثر فعالية للتمكن من الإقلاع عن التدخين. وقد يُحيلك طبيبك إلى الموارد المحلية أو مجموعات الدعم. للاتصال على الخط الهاتفي للإقلاع عن التدخين التابع للمعهد الوطني للسرطان، اتصل على 877-44U-QUIT (877-448-7848). لمعرفة الخط الهاتفي للإقلاع عن التدخين التابع للولاية، اتصل على 800-QUIT-NOW (800-784-8669).
تتضمن المزايا ما يلي:
الدعم المتبادل بين الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين
مهارات التكيف لمواجهة الضغوطات أو غيرها من مسببات التوتر
استراتيجيات التعامل مع التغييرات في المزاج
نصائح مشتركة عن السلوكيات أو الاستراتيجيات الأكثر فائدة
معرفة فوائد الإقلاع عن التدخين
6. أخبر العائلة والأصدقاء
أخبر عائلتك وأصدقاءك وزملاءك في العمل بأنك ستقلع عن التدخين. دعهم يعرفون كيف يمكنهم دعمك بشكلٍ أفضل. على سبيل المثال، يمكنك أخذ الأفكار الآتية بعين الاعتبار:
أخبرهم باليوم الذي ستقلع فيه عن التدخين.
اطلب منهم متابعتك لمعرفة كيف تسير الأمور معك.
خطط للقيام بأنشطة أو للخروج معهم لصرف ذهنك عن التدخين.
اطلب منهم التحلي بالصبر تجاه التغيّرات التي قد تطرأ على مزاجك.
اطلب منهم عدم الحكم عليك أو انتقادك في حال الانتكاس والعودة للتدخين.
واطلب من الأصدقاء المدخنين عدم التدخين بجوارك أو عرض السجائر عليك.
7. تجنب مثيرات التدخين
تعرف على الأماكن والمواقف التي تجعلك ترغب في التدخين وتجنبها.
اقضِ الوقت مع الأشخاص الذين لا يدخنون أو الذين يرغبون أيضًا في الإقلاع عن التدخين.
تجنب البقاء في المناطق المخصصة للتدخين خارج المباني.
احرص على أن تكون مشغولاً خلال الأوقات التي قد يجعلك الملل فيها ترغب في التدخين.
ضع أنظمة يومية جديدة غير مرتبطة بالتدخين كالسير في طريق جديد وأنت متجه إلى العمل أو مضغ العلكة أثناء القيادة.
انهض من على المائدة فور انتهائك من تناول الطعام.
واشرب الماء أو الشاي بدلاً من القهوة أو الكحول.
وتدرب على رفض السجائر بقولك، "لا، شكرًا، أنا لا أدخن".
8. السيطرة على الإجهاد
قد يزيد الإجهاد والقلق رغبتك في التدخين ويثبط محاولاتك للإقلاع عنه. احرص على اتباع الاستراتيجيات الآتية للسيطرة على الإجهاد:
رتب مهامّك حسب أولويتها.
احصل على فترات راحة عند الحاجة.
مارس تمارين الاسترخاء أو التنفّس العميق أو التأمل.
استمع إلى موسيقاك المفضلة.
مارس التمارين الرياضية بانتظام.
ابحث عن متنفس إبداعي مثل الفن أو الموسيقى أو الأشغال اليدوية أو الرقص.
تدرّب على استبدال فكرة الحاجة إلى التدخين بأفكار جديدة، جرب أن تقول لنفسك "التدخين ليس خيارًا مطروحًا" أو "أنا لستُ مدخنًا".
9. احتفل بنجاحاتك
هل نجحت في قضاء اليوم من دون تدخين سيجارة واحدة؟ اشترِ لنفسك شيئًا مميزًا. هل نجحت في ذلك طوال الأسبوع؟ احسب الأموال التي ادخرتها نتيجة عدم شراء السجائر. استخدم تلك الأموال المدخرة لشراء شيء مميز أو لاستثمار المال للمستقبل.
كافئ نفسك على عدم التدخين بالقيام بأمر تستمتع به كل يوم، مثل قضاء المزيد من الوقت مع أطفالك أو أحفادك أو الذهاب إلى لعب الكرة أو المشي أو الاستحمام في حوض الاستحمام أو مشاهدة فيلم. قد تساعدك كل نجاحاتك الصغيرة على تحقيق هدفك في الإقلاع عن التدخين حفاظًا على صحتك.. ❝ ⏤كاتب غير معروف
❞ إذًا، كيف يمكنك الإقلاع عن التدخين إلى الأبد؟ قد تساعدك هذه الاستراتيجيات الحقيقية والمجربة بالفعل على تحقيق هدفك في الإقلاع عن التدخين.
1. دوِّن أسباب الإقلاع عن التدخين
جهِّز قائمة تتضمن كل الأسباب وراء رغبتك في الإقلاع عن التدخين. وقد تشمل ما يلي:
تحسين صحتك
تقليل خطر الإصابة بالأمراض
عدم تعريض العائلة أو الأصدقاء لأضرار التدخين السلبي
تقديم قدوة صالحة لأطفالك
توفير المال
التخلص من الرائحة العالقة بالفم بسبب دخان التبغ
في كل مرة تُقدِم فيها على التقاط سيجارة أو تشعر برغبة جارفة في التدخين، اقرأ قائمتك وذكِّر نفسك بسبب رغبتك في الإقلاع عن التدخين.
2. وضع خطة
ضع خطة للإقلاع عن التدخين. يحقق معظم الأشخاص نجاحًا باهرًا في الإقلاع عن التدخين من خلال تحديد تاريخ للإقلاع عن التدخين والتوقف فجأة في هذا التاريخ.
تتوافر أدوات إلكترونية يمكن أن تساعدك على وضع خطة للإقلاع عن التدخين وتنفيذها من المعهد الوطني للسرطان (www.smokefree.gov/build-your-quit-plan) ومنظمة Truth Initiative˝ (www.becomeanex.org). وتوفر هذه البرامج خدمات الدردشة أو الرسائل النصية أو تطبيقات الأجهزة المحمولة لتقديم استراتيجيات الدعم والتكيف — وهي الأدوات التي تَبيّن أنها ساعدت الأشخاص على الإقلاع عن التدخين.
3. التفكير في طرق أخرى للإقلاع
إذا كنت قد فكرت في الإقلاع عن التدخين عدة مرات مفاجئة دون أن تنجح في ذلك، فيمكنك البدء بمحاولة الإقلاع عن طريق التقليل منه بالتدريج. تظهر الدلائل مؤخرًا أن صرف دواء فارينسيلين بوصفة طبية والالتزام بجدول صارم للتقليل يمكنه أن يساعد على الإقلاع.
تتضمن طرق التقليل التدريجي تأخير سيجارتك الأولى في اليوم، وإطالة الوقت بين السجائر، وتدخين النصف من كل سيجارة فقط، وشراء علبة سجائر واحدة فقط في المرة، واستبدال استراحة التدخين اليومية باستراحة لممارسة النشاط البدني. ابنِ على كل نجاح حتى تقلع عن التدخين تمامًا.
4. تحدث مع الطبيب حول علاجات حالتك
تشمل العلاجات التي قد تخفض الرغبة الملحّة العلاج ببدائل النيكوتين مثل اللاصقة الجلدية، أو أقراص الاستحلاب أو العلكة أو أجهزة الاستنشاق أو بخاخات الأنف. وتبدأ هذه العلاجات في يوم الإقلاع عن التدخين. كما يمكن للعلاج بالمركبات غير النيكوتينية المساعدة في تقليل أعراض الامتناع عن النيكوتين عن طريق محاكاة وظائف النيكوتين في جسمك. وينبغي أن يبدأ العلاج بهذه العقاقير مثل بوبروبيون وفارينيكلين من أسبوع إلى أسبوعين قبل يوم الإقلاع عن التدخين.
5. تعرّفْ على الخدمات الاستشارية
يمكن أن تقدم لك الاستشارة الفردية أو الجماعية أو التليفونية الدعم المطلوب، كما يمكن أن تساعدك على تطوير مهارات التكيف. يُعد الجمع بين الاستشارة وتناول الأدوية الطريقة الأكثر فعالية للتمكن من الإقلاع عن التدخين. وقد يُحيلك طبيبك إلى الموارد المحلية أو مجموعات الدعم. للاتصال على الخط الهاتفي للإقلاع عن التدخين التابع للمعهد الوطني للسرطان، اتصل على ˝877-44U-QUIT ˝(877-448-7848). لمعرفة الخط الهاتفي للإقلاع عن التدخين التابع للولاية، اتصل على ˝800-QUIT-NOW ˝(800-784-8669).
تتضمن المزايا ما يلي:
الدعم المتبادل بين الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين
مهارات التكيف لمواجهة الضغوطات أو غيرها من مسببات التوتر
استراتيجيات التعامل مع التغييرات في المزاج
نصائح مشتركة عن السلوكيات أو الاستراتيجيات الأكثر فائدة
معرفة فوائد الإقلاع عن التدخين
6. أخبر العائلة والأصدقاء
أخبر عائلتك وأصدقاءك وزملاءك في العمل بأنك ستقلع عن التدخين. دعهم يعرفون كيف يمكنهم دعمك بشكلٍ أفضل. على سبيل المثال، يمكنك أخذ الأفكار الآتية بعين الاعتبار:
أخبرهم باليوم الذي ستقلع فيه عن التدخين.
اطلب منهم متابعتك لمعرفة كيف تسير الأمور معك.
خطط للقيام بأنشطة أو للخروج معهم لصرف ذهنك عن التدخين.
اطلب منهم التحلي بالصبر تجاه التغيّرات التي قد تطرأ على مزاجك.
اطلب منهم عدم الحكم عليك أو انتقادك في حال الانتكاس والعودة للتدخين.
واطلب من الأصدقاء المدخنين عدم التدخين بجوارك أو عرض السجائر عليك.
7. تجنب مثيرات التدخين
تعرف على الأماكن والمواقف التي تجعلك ترغب في التدخين وتجنبها.
اقضِ الوقت مع الأشخاص الذين لا يدخنون أو الذين يرغبون أيضًا في الإقلاع عن التدخين.
تجنب البقاء في المناطق المخصصة للتدخين خارج المباني.
احرص على أن تكون مشغولاً خلال الأوقات التي قد يجعلك الملل فيها ترغب في التدخين.
ضع أنظمة يومية جديدة غير مرتبطة بالتدخين كالسير في طريق جديد وأنت متجه إلى العمل أو مضغ العلكة أثناء القيادة.
انهض من على المائدة فور انتهائك من تناول الطعام.
واشرب الماء أو الشاي بدلاً من القهوة أو الكحول.
وتدرب على رفض السجائر بقولك، ˝لا، شكرًا، أنا لا أدخن˝.
8. السيطرة على الإجهاد
قد يزيد الإجهاد والقلق رغبتك في التدخين ويثبط محاولاتك للإقلاع عنه. احرص على اتباع الاستراتيجيات الآتية للسيطرة على الإجهاد:
رتب مهامّك حسب أولويتها.
احصل على فترات راحة عند الحاجة.
مارس تمارين الاسترخاء أو التنفّس العميق أو التأمل.
استمع إلى موسيقاك المفضلة.
مارس التمارين الرياضية بانتظام.
ابحث عن متنفس إبداعي مثل الفن أو الموسيقى أو الأشغال اليدوية أو الرقص.
تدرّب على استبدال فكرة الحاجة إلى التدخين بأفكار جديدة، جرب أن تقول لنفسك ˝التدخين ليس خيارًا مطروحًا˝ أو ˝أنا لستُ مدخنًا˝.
9. احتفل بنجاحاتك
هل نجحت في قضاء اليوم من دون تدخين سيجارة واحدة؟ اشترِ لنفسك شيئًا مميزًا. هل نجحت في ذلك طوال الأسبوع؟ احسب الأموال التي ادخرتها نتيجة عدم شراء السجائر. استخدم تلك الأموال المدخرة لشراء شيء مميز أو لاستثمار المال للمستقبل.
كافئ نفسك على عدم التدخين بالقيام بأمر تستمتع به كل يوم، مثل قضاء المزيد من الوقت مع أطفالك أو أحفادك أو الذهاب إلى لعب الكرة أو المشي أو الاستحمام في حوض الاستحمام أو مشاهدة فيلم. قد تساعدك كل نجاحاتك الصغيرة على تحقيق هدفك في الإقلاع عن التدخين حفاظًا على صحتك. ❝
❞ ملخص كتاب ❞ قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية❝ المقدمة: بلغت الحضارة الإسلامية بعزّتها وشموخها مشارق الأرض ومغاربها؛ فاستظل الناس بظلها قرونًا عدة آمنين مطمئنين. ولم تكن إنجازات الحضارة الإسلامية مقصورة فقط على أبناء ديانة معينة، أو جنس بعينه، بل شملت كل من عاش في كنفها مسلمًا كان، أو غير مسلم. ولعل من أبرز إنجازات المسلمين الحضارية كانت الحضارة العلمية؛ حيث حفظت للعالم تراث البشرية في هذا المجال، عندما قامت الحضارة الإسلامية بترجمة ما وصل إليهم من كتابات اليونانيين، والفرس في مختلف العلوم، ولكنهم لم يكتفوا بذلك، بل نقدوا وصوبوا، ثم ابتكروا وأبدعوا في مجالات العلوم؛ ليسطّروا بعد ذلك في مسيرة الإنسانية تاريخًا ناصعًا مشرفًا، وحلقة مهمة لا يمكن تجاهلها. ولعل من أجلّ العلوم التي أبدعوا فيها علوم الطب المختلفة؛ حيث كان لهم باع طويل، وإسهامات عديدة خلّفت تراثًا عظيمًا لكل الباحثين في هذا المجال.
1- علم الطب قبل الحضارة الإسلامية: يُعد المصريون القدماء من أقدم الشعوب التي مارست الطب ووصلت فيه إلى مستوى رفيع؛ فالتشخيص، وحصر الأمراض، والتحنيط، والجراحة، من الأشياء التي أبدوا فيها براعتهم. وما تزال متاحف العالم تحتفظ بالبرديات التي تؤكد ذلك، إلا أن هذا الطب تخلله بعض الطلاسم، والتعاويذ، والسحر، ولعب فيه الكهنة دورًا كبيرًا. وكان الطب في الحضارة البابلية مشابهًا لذلك، بل وزادت الحضارة البابلية مبدأ أن المرض عقاب إلهي؛ لذلك لم يكن يُحاسب الكاهن أو الساحر إذا أخطأ في العلاج؛ بينما كان يحاسب الجراح لأنه يعمل بيديه لا بقوة السحر. وأخذت الحضارة الإغريقية من الحضارتين الفرعونية، والبابلية نتاج ما وصلوا له من معارف؛ إلا أن العقلية اليونانية كانت عقلية نشطة ومنطقية؛ لذا صار لهم شأن عظيم في مجال الطب ويكفي أنهم أنجبوا (أبقراط) أبو الطب.
كان الطب عند العرب قبل الإسلام ينقسم إلى شعبتين: شعبة التطيُّب بالكي بالنار، واستئصال الأطراف الفاسدة، والتطيُّب بالعسل، ومنقوع بعض الأعشاب النباتية، واللجوء إلى التعاويذ على يد بعض الكهان والعرافين، وشعبة تتجه في علاجها إلى الحمية، وعلى إسداء النصيحة وليدة الخبرة مثل قولهم "المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء".
انتهج الطب في الإسلام نهجًا جديدًا مغايرًا لما كان عليه قبل ذلك بالقضاء على الخزعبلات، واتخاذ المنهج العلمي التجريبي كأساس لتحصيل العلم الطبي وممارسته. وكان العلماء المسلمون ينظرون إلى العلوم الحياتية كميراث إنساني عام، تستفيد فيه كل أمة من تجارب الأمم السابقة. ولم يكن الطب بمنأى عن هذه النظرة؛ فقد تم ترجمة أعمال الأمم السابقة خاصة في عهد الدولة الأموية والعباسية، ولم يكتفوا بالترجمة والنقل فقط، بل قاموا بتطوير ما نقلوه، واعتمدوا على التجربة والمشاهدة والفروض، وفي ذلك قول (الرازي): "عندما تكون الواقعة التي تواجهنا متعارضة مع النظرية السائدة؛ يجب قبول الواقعة حتى وإن قبل الجميع بالنظرية السائدة تأييدًا لمشاهير العلماء". وانطلاقًا من هذا المنهج؛ لم يقبل الأطباء المسلمون بالأدوات، والأجهزة القديمة التي استخدمها اليونانيون والفارسيون؛ فابتكروا الأدوات الجديدة وجربوها، وأثبتت كفاءتها، ووضعوا بذلك أسس علمية لأدوات الجراحة والولادة وعلاج الأسنان؛ لكن هناك خاصية مهمة امتاز بها الأطباء المسلمون، وهي الالتزام بالقواعد الشرعية؛ على سبيل المثال قول الرسول: "ولا تداووا بحرام"، فلم يكن مقبولًا عندهم أبدًا أن يعالجوا مرضًا بخمر أو نجاسة أو بفعل منكر، فقد أغلق لهم هذا الحديث الشريف أبوابًا كثيرة من الشر؛ لأن الله -سبحانه وتعالي -يعلم ما يصلح عباده، وما يفسدهم. كذلك لم يستخدم المسلمون الكي في العلاج؛ لأن الرسول قد نهاهم عن ذلك، وكان لاهتمامهم بالقرآن والسنة السبيل لإرشادهم إلى الكثير من وسائل العلاج التي أثبت الطب الحديث كفاءتها؛ مثل الاستشفاء بالعسل، وحبة البركة، والحجامة.. ❝ ⏤راغب السرجاني
ملخص كتاب ❞ قصة العلوم الطبية في الحضارة الإسلامية❝
المقدمة: بلغت الحضارة الإسلامية بعزّتها وشموخها مشارق الأرض ومغاربها؛ فاستظل الناس بظلها قرونًا عدة آمنين مطمئنين. ولم تكن إنجازات الحضارة الإسلامية مقصورة فقط على أبناء ديانة معينة، أو جنس بعينه، بل شملت كل من عاش في كنفها مسلمًا كان، أو غير مسلم. ولعل من أبرز إنجازات المسلمين الحضارية كانت الحضارة العلمية؛ حيث حفظت للعالم تراث البشرية في هذا المجال، عندما قامت الحضارة الإسلامية بترجمة ما وصل إليهم من كتابات اليونانيين، والفرس في مختلف العلوم، ولكنهم لم يكتفوا بذلك، بل نقدوا وصوبوا، ثم ابتكروا وأبدعوا في مجالات العلوم؛ ليسطّروا بعد ذلك في مسيرة الإنسانية تاريخًا ناصعًا مشرفًا، وحلقة مهمة لا يمكن تجاهلها. ولعل من أجلّ العلوم التي أبدعوا فيها علوم الطب المختلفة؛ حيث كان لهم باع طويل، وإسهامات عديدة خلّفت تراثًا عظيمًا لكل الباحثين في هذا المجال.
يُعد المصريون القدماء من أقدم الشعوب التي مارست الطب ووصلت فيه إلى مستوى رفيع؛ فالتشخيص، وحصر الأمراض، والتحنيط، والجراحة، من الأشياء التي أبدوا فيها براعتهم. وما تزال متاحف العالم تحتفظ بالبرديات التي تؤكد ذلك، إلا أن هذا الطب تخلله بعض الطلاسم، والتعاويذ، والسحر، ولعب فيه الكهنة دورًا كبيرًا. وكان الطب في الحضارة البابلية مشابهًا لذلك، بل وزادت الحضارة البابلية مبدأ أن المرض عقاب إلهي؛ لذلك لم يكن يُحاسب الكاهن أو الساحر إذا أخطأ في العلاج؛ بينما كان يحاسب الجراح لأنه يعمل بيديه لا بقوة السحر. وأخذت الحضارة الإغريقية من الحضارتين الفرعونية، والبابلية نتاج ما وصلوا له من معارف؛ إلا أن العقلية اليونانية كانت عقلية نشطة ومنطقية؛ لذا صار لهم شأن عظيم في مجال الطب ويكفي أنهم أنجبوا (أبقراط) أبو الطب.
كان الطب عند العرب قبل الإسلام ينقسم إلى شعبتين: شعبة التطيُّب بالكي بالنار، واستئصال الأطراف الفاسدة، والتطيُّب بالعسل، ومنقوع بعض الأعشاب النباتية، واللجوء إلى التعاويذ على يد بعض الكهان والعرافين، وشعبة تتجه في علاجها إلى الحمية، وعلى إسداء ....... [المزيد]
عرّف الأطباء المسلمون المرض بأنه الحالة التي يكون فيها العضو عاجز كليًا أو جزئيًا عن أداء وظيفته، وكانت لهم كتابات متخصصة في الطب ككتاب (عشر مقالات في العين) لـ(لحنين بن إسحاق) ويذكر فيه الأمراض التي تصيب العين، والأدوية التي تعالج هذه الأمراض، وأنواعها. ويوضح (الرازي) في كتابه (الحاوي) نماذج مما ينبغي اتباعه في تشخيص الأمراض مثل: النبض، والحرارة، والرعشة، والاحتقان، والتنفس، والأظافر. كما يعتبر(الرازي) أول من وصف الحصبة، والجدري بوضوح. أما (ابن سينا) فيولي في كتابه (القانون) أهمية مراقبة لون ورائحة البول، كما ميز (ابن سينا) بين الشلل الناجم عن خلل في الدماغ، والآخر الناتج عن سبب خارج الدماغ.
أُسِّس أول مستشفى إسلامي في عهد الخليفة الأموي (الوليد بن عبد الملك)، وكان هذا المستشفى متخصصًا في الجذام، وأُنشئت بعد ذلك العديد من المستشفيات في العالم الإسلامي؛ بينما أُنشئ أول مستشفى أوروبي في (باريس) بعد ذلك بأكثر من تسعة قرون. ولم تكن المستشفيات الإسلامية لمجرد العلاج، بل كانت كليات طب حقيقية، وتحتوي على آلاف الكتب، ومثل ذلك مكتبة مستشفى (ابن طولون) ....... [المزيد]