❞ كانت واقفة في شرفتها تطبق جفونها لتستقبل النسيم الذي يهب عليها. شعرها الأسود المبلل يتطاير بتمرد على أثر ذلك النسيم، وأيضًا روبها الذي يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل يتطاير أطرافه على أثره. كانت ممسكة بكتاب تقرأه بشغف غير عابئة بنظرات جحيمية تخترق وقفتها تلك.
صدع صوت هاتفها لتزفر بحنق، ثم التقطته لتجيب بلا مبالاة دون النظر لهويته: مين؟
تفوه الآخر بعصبية فارطة: اقفلي الزفتة اللي مفتوحة دي وغوري ادخلي جوا متعمليش فيها مثقفة.
تحدثت بتلعثم وتوجس حينما أغلق، لم يستمع لإجابة: مـ مراد.. ❝ ⏤ماهي عاطف
❞ كانت واقفة في شرفتها تطبق جفونها لتستقبل النسيم الذي يهب عليها. شعرها الأسود المبلل يتطاير بتمرد على أثر ذلك النسيم، وأيضًا روبها الذي يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل يتطاير أطرافه على أثره. كانت ممسكة بكتاب تقرأه بشغف غير عابئة بنظرات جحيمية تخترق وقفتها تلك.
صدع صوت هاتفها لتزفر بحنق، ثم التقطته لتجيب بلا مبالاة دون النظر لهويته: مين؟
تفوه الآخر بعصبية فارطة: اقفلي الزفتة اللي مفتوحة دي وغوري ادخلي جوا متعمليش فيها مثقفة.
تحدثت بتلعثم وتوجس حينما أغلق، لم يستمع لإجابة: مـ مراد. ❝
❞ غرفة الزينة
نفس الجدران بنفس تفاصيلها ، صغيرة المساحة لكنها اتسعت بالحب
لتكون غرفة تزيين الأميرة يوم تتويجها ، هذه الوسادة التي طالما حكتْ لها أسرارها وأمنياتها الكثيرة ،
وتلك المرآة البسيطة التي وقفت أمامها لتستعد للخروج ، ففى هذه الليلة لم تكن الوقفة ككل ليلة. ❝ ⏤إسراء السيد البرعي
❞ غرفة الزينة
نفس الجدران بنفس تفاصيلها ، صغيرة المساحة لكنها اتسعت بالحب
لتكون غرفة تزيين الأميرة يوم تتويجها ، هذه الوسادة التي طالما حكتْ لها أسرارها وأمنياتها الكثيرة ،
وتلك المرآة البسيطة التي وقفت أمامها لتستعد للخروج ، ففى هذه الليلة لم تكن الوقفة ككل ليلة. ❝
❞ روحت معاها المكان اللى بيرموا فيه القمامة شاورت على حاجه في وسط القمامه ولما بصيت اتصدمت من اللى شوفته والدم نشف في عروقى وما كنتش عارف اخد نفسي..
#بقلم_الهام_احمد_عبدالحليم
كنت رجع من شغلى متأخر يعنى الساعه اثنا عشر بليل كده بشتغل صيدلى وأوقات كتير برجع فى الوقت ده أو يمكن كمان متأخر عن كده وأنا ماشى فى الطريق شوفت بنت صغيرة وقفة بتبكى مش صغيرة أوى يعنى ممكن تكون سبعه عشر سنه.وقفت اسألها بتبكى ليه مالك حصل حاجه شاورتلى على مكان وفضلت تبكى يابنتى مالك ردى عليا وفهمينى فى إيه ما بتتكلمش بتشاور بس وراحت مشيت قدامى فى نفس الإتجاه اللى كانت بتشاور عليه كان مكان ظلمه وخوفت عليها مشيت وراها علشان أعرف فى إيه ممكن تكون ولدتها تعبانه فى حد بيضايقها فضلت احط فى احتمالات كتير لبكاءها ومشيت وراءها علشان افهم وصلت لمكان زى اللى بيرموا فى القمامة كده رائحه بشعه وظلمة ما تشوفش حتى أيديك من شدة الظلام الحالك.
وصلنا لوسط الخرابه دى ولقيتها بتشاور على حاجه فى وسط القمامة لما دققت النظر اتصدمت وضربات قلبى زادت وعينى اتسعت من اللى شوفتوا وحسيت الدم نشف فى عروقى من الخضة ايه ده دى هى من شدة الرعب والفزع ما حسيتش بنفسى وأنا بجرى بأقصى سرعة من المكان.وبعد حوالى نص ساعه لقيتني وقف قدام بيتى وأنا مش قادر أخد نفسى فضلت وقف حاطت أيدى على قلبى علشان يهدأ ولسه بقف وأسند على الحيطة اللى ورايا لقيتها وقفة قدامى بتبكى اترعبت وكنت هموت من الخوف دى عفريته عايزة منى إيه قلتلها بكل خوف وفزع عايزه منى إيه أنا ما عملتش حاجه.
ردت عليا وقالت عايزاك تساعدنى.
قلتلها بفزع اساعدك ازى ؟
قالتلى بلغ عن جريمة القتل علشان يمسكوا الجناه واخد حقى.
قلتلها وأنا مالى واشمعنا أنا ؟
قالت أنا عارفة انك شخص كويس وهتساعدنى.
قلتلها انتى إيه اللى وداكى مكان زى ده ؟
قالت كنت رايحه الدرس خطفونى فى التوك توك اللى كنت فيه علشان يوصلنا للدرس.
بصيت لها بخوف وفزع وقلتلها ليه هما كانوا كام واحد ؟
قالت كانوا أربع شباب السوق وكان معاه واحد وقابلوا اثنين تانين.
قلتلها افرضى بلغت اخدونى أنا
قالت لا مش هياخدوك لأن فى أيدى في اشياء تخص الجناه بس لازم البوليس يوصل للجثة.
قلتلها مش فاهم حاجات إيه.
قالت لما خطفونى واخدونى المكان ده حاولوا يكتفونى وأنا كنت بقاوم وأنا بحاول ابعدهم عنى اخدت جزء من قميص واحد وساعة وأحد وقعت جنبى وأنا بخربشوا علشان يبعد عنى.
المهم البوليس يوصل للجثة.
قلتلها بكره هبلغ.وسيبتها وجاى اطلع بيتى لقيتها معايا.قلتلها خلاص هبلغ بكره قالت أنا معاك لحد لما تساعدنى.
دخلت الشقه وهى موجودة وأنا خايف فكرة أن فيه عفريته وأنت عارف أنه عفريت بيتمشى حواليك تخليك طول الوقت مرعوب.حاولت انام وأنا بانب نفسى أنى مشيت من المكان ده جربت أنام معرفتش وفى الآخر غفلت مكانى صحيت لقيتها قاعده قدامى.قمت من النوم مفزوع حاولت اظبطت نفسى للنزول وهى معايا روحت على تليفون عمومى بلغت الشرطة بوجود جثة وجريمة قتل في المكان...........واديتهم العنوان وقلتلها أنى هتابع بس ما ينفعش تفضل قدامى طول الوقت لازم أشتغل وشغلى حساس اتفاقت معاها تمشى وتبقى تيجى بعد الشغل.
ووفقت سابيتنى ومشيت وأنا بقفل الصيدلية لقيتها قدامى بس فرحانه على عكس أول مره شوفتها فيها قلتلها خير مبسوطة مش بتبكى زى اميارح قالتلى.جيت اشكرك قولتلها على إيه.واحنا ماشين مع بعض لقيتها بتشاور لى على نفس المكان كنت هعيط قلتلها فيه إيه تانى.راحت شاورت على نفس المكان لقيت دوشه وسارينة الشرطة وتجمع ناس كتير. وأنا ماشى والناس بتخبط كف على كف.سالت واحد من اللى واقفين بعيد عن المكان.قولى يااخويا هو فيه ايه ؟
قالى الزبالين وهما بيرموا الزبالة لقيوا جثتين فى الخرابة جثة بنت وشاب اتصدمت لأنى عارف أنها جثة بنت بس جات منين جثة الشاب.
شكرت الراجل مشيت وأنا ماشى لقيتها ماشية جنبى بتضحك وتقولى مش هزعجك تانى أنا اخدت حقى من وأحد والشرطة هتجيب الباقين.
اترعبت وبصيت لها وقلتلها خدتى حقك من واحد ازى ؟
قالت لما سيبتك علشان تشتغل روحت اقعد جنب جثتى لقيت الشاب اللى ساعته كانت جنبى جاى يدور على الساعه وكان فى لوح زجازج متعلق بماسورة حديد هزيتها وقعت عليه مات هو يستاهل اتحيلت عليهم كتير يبعدوا عنى وعيطت كتير وما صعبتش عليهم.
بصيت لها بخوف وقلتلها.ربنا هيجيبلك حقك.والشرطة هتعمل تحقيقاتها وكل واحد هياخد حقه.
ودعتها على أمل ما اشوفهاش تانى ولكن للأسف شوفتها تانى بعد ست شهور جات وهى بتبكى.
قلتلها فى إيه تانى مش المجرمين اتقبض عليهم.
قالت وواحد منهم خرج بنفوذه وفلوسه.
قلتلها يعنى إيه ؟
قالت لبس الجريمة للثلاثة التانيين.وخرج هو.
ما كنتش عارف أعمل لها إيه فسكت ولكنى لقيتها بصيت ناحية باب الصيدلية بخوف وفزع.سالتها فى إيه قالت اهوا هو ده المجرم الرابع اللى خرج منها.وشاورت على شخص داخل من باب الصيدله.واختفت .
استقبلت الزبون وأنا ببص له ازى يعمل جريمة شنيعه زى دى بس ماليش دعوه اديتلوا الحاجات اللى طالبها وحسبيتوا عليها اخدهم وخرج من الصيدلية وهو خارج وقعت عليه حائط بلكون من عماره قديمه.ببص ناحية المكان اللى وقعت منه الحيطه لقيتها وقفة مبسوطة من اللى عملتوا ببص لقيت الشاب مش باين منه غير دمه اللى غرق الشارع كان منظر بشع يوجع القلب.بصيت عليها تانى لقيتها اختفت ومن يومها ما شوفتهش تانى واضح أن روحها ارتاحت وقرينها ارتاح أنه انتقم لها لما اخدت حقها.
فخلف من بعدهم خلف
أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
تمت ...
لو عجبتك القصة ادعمنا بلايك وكومنت برأيك لأن رأيك يهمنا وميشن لصديق .
#بقلم_الهام_احمد_عبدالحليم. ❝ ⏤إلهام احمد عبد الحليم (نيروزونيارنيار)
❞ روحت معاها المكان اللى بيرموا فيه القمامة شاورت على حاجه في وسط القمامه ولما بصيت اتصدمت من اللى شوفته والدم نشف في عروقى وما كنتش عارف اخد نفسي.
#بقلم_الهام_احمد_عبدالحليم كنت رجع من شغلى متأخر يعنى الساعه اثنا عشر بليل كده بشتغل صيدلى وأوقات كتير برجع فى الوقت ده أو يمكن كمان متأخر عن كده وأنا ماشى فى الطريق شوفت بنت صغيرة وقفة بتبكى مش صغيرة أوى يعنى ممكن تكون سبعه عشر سنه.وقفت اسألها بتبكى ليه مالك حصل حاجه شاورتلى على مكان وفضلت تبكى يابنتى مالك ردى عليا وفهمينى فى إيه ما بتتكلمش بتشاور بس وراحت مشيت قدامى فى نفس الإتجاه اللى كانت بتشاور عليه كان مكان ظلمه وخوفت عليها مشيت وراها علشان أعرف فى إيه ممكن تكون ولدتها تعبانه فى حد بيضايقها فضلت احط فى احتمالات كتير لبكاءها ومشيت وراءها علشان افهم وصلت لمكان زى اللى بيرموا فى القمامة كده رائحه بشعه وظلمة ما تشوفش حتى أيديك من شدة الظلام الحالك.
وصلنا لوسط الخرابه دى ولقيتها بتشاور على حاجه فى وسط القمامة لما دققت النظر اتصدمت وضربات قلبى زادت وعينى اتسعت من اللى شوفتوا وحسيت الدم نشف فى عروقى من الخضة ايه ده دى هى من شدة الرعب والفزع ما حسيتش بنفسى وأنا بجرى بأقصى سرعة من المكان.وبعد حوالى نص ساعه لقيتني وقف قدام بيتى وأنا مش قادر أخد نفسى فضلت وقف حاطت أيدى على قلبى علشان يهدأ ولسه بقف وأسند على الحيطة اللى ورايا لقيتها وقفة قدامى بتبكى اترعبت وكنت هموت من الخوف دى عفريته عايزة منى إيه قلتلها بكل خوف وفزع عايزه منى إيه أنا ما عملتش حاجه.
ردت عليا وقالت عايزاك تساعدنى.
قلتلها بفزع اساعدك ازى ؟
قالتلى بلغ عن جريمة القتل علشان يمسكوا الجناه واخد حقى.
قلتلها وأنا مالى واشمعنا أنا ؟
قالت أنا عارفة انك شخص كويس وهتساعدنى.
قلتلها انتى إيه اللى وداكى مكان زى ده ؟
قالت كنت رايحه الدرس خطفونى فى التوك توك اللى كنت فيه علشان يوصلنا للدرس.
بصيت لها بخوف وفزع وقلتلها ليه هما كانوا كام واحد ؟
قالت كانوا أربع شباب السوق وكان معاه واحد وقابلوا اثنين تانين.
قلتلها افرضى بلغت اخدونى أنا
قالت لا مش هياخدوك لأن فى أيدى في اشياء تخص الجناه بس لازم البوليس يوصل للجثة.
قلتلها مش فاهم حاجات إيه.
قالت لما خطفونى واخدونى المكان ده حاولوا يكتفونى وأنا كنت بقاوم وأنا بحاول ابعدهم عنى اخدت جزء من قميص واحد وساعة وأحد وقعت جنبى وأنا بخربشوا علشان يبعد عنى.
المهم البوليس يوصل للجثة.
قلتلها بكره هبلغ.وسيبتها وجاى اطلع بيتى لقيتها معايا.قلتلها خلاص هبلغ بكره قالت أنا معاك لحد لما تساعدنى.
دخلت الشقه وهى موجودة وأنا خايف فكرة أن فيه عفريته وأنت عارف أنه عفريت بيتمشى حواليك تخليك طول الوقت مرعوب.حاولت انام وأنا بانب نفسى أنى مشيت من المكان ده جربت أنام معرفتش وفى الآخر غفلت مكانى صحيت لقيتها قاعده قدامى.قمت من النوم مفزوع حاولت اظبطت نفسى للنزول وهى معايا روحت على تليفون عمومى بلغت الشرطة بوجود جثة وجريمة قتل في المكان......واديتهم العنوان وقلتلها أنى هتابع بس ما ينفعش تفضل قدامى طول الوقت لازم أشتغل وشغلى حساس اتفاقت معاها تمشى وتبقى تيجى بعد الشغل.
ووفقت سابيتنى ومشيت وأنا بقفل الصيدلية لقيتها قدامى بس فرحانه على عكس أول مره شوفتها فيها قلتلها خير مبسوطة مش بتبكى زى اميارح قالتلى.جيت اشكرك قولتلها على إيه.واحنا ماشين مع بعض لقيتها بتشاور لى على نفس المكان كنت هعيط قلتلها فيه إيه تانى.راحت شاورت على نفس المكان لقيت دوشه وسارينة الشرطة وتجمع ناس كتير. وأنا ماشى والناس بتخبط كف على كف.سالت واحد من اللى واقفين بعيد عن المكان.قولى يااخويا هو فيه ايه ؟
قالى الزبالين وهما بيرموا الزبالة لقيوا جثتين فى الخرابة جثة بنت وشاب اتصدمت لأنى عارف أنها جثة بنت بس جات منين جثة الشاب.
شكرت الراجل مشيت وأنا ماشى لقيتها ماشية جنبى بتضحك وتقولى مش هزعجك تانى أنا اخدت حقى من وأحد والشرطة هتجيب الباقين.
اترعبت وبصيت لها وقلتلها خدتى حقك من واحد ازى ؟
قالت لما سيبتك علشان تشتغل روحت اقعد جنب جثتى لقيت الشاب اللى ساعته كانت جنبى جاى يدور على الساعه وكان فى لوح زجازج متعلق بماسورة حديد هزيتها وقعت عليه مات هو يستاهل اتحيلت عليهم كتير يبعدوا عنى وعيطت كتير وما صعبتش عليهم.
بصيت لها بخوف وقلتلها.ربنا هيجيبلك حقك.والشرطة هتعمل تحقيقاتها وكل واحد هياخد حقه.
ودعتها على أمل ما اشوفهاش تانى ولكن للأسف شوفتها تانى بعد ست شهور جات وهى بتبكى.
قلتلها فى إيه تانى مش المجرمين اتقبض عليهم.
قالت وواحد منهم خرج بنفوذه وفلوسه.
قلتلها يعنى إيه ؟
قالت لبس الجريمة للثلاثة التانيين.وخرج هو.
ما كنتش عارف أعمل لها إيه فسكت ولكنى لقيتها بصيت ناحية باب الصيدلية بخوف وفزع.سالتها فى إيه قالت اهوا هو ده المجرم الرابع اللى خرج منها.وشاورت على شخص داخل من باب الصيدله.واختفت .
استقبلت الزبون وأنا ببص له ازى يعمل جريمة شنيعه زى دى بس ماليش دعوه اديتلوا الحاجات اللى طالبها وحسبيتوا عليها اخدهم وخرج من الصيدلية وهو خارج وقعت عليه حائط بلكون من عماره قديمه.ببص ناحية المكان اللى وقعت منه الحيطه لقيتها وقفة مبسوطة من اللى عملتوا ببص لقيت الشاب مش باين منه غير دمه اللى غرق الشارع كان منظر بشع يوجع القلب.بصيت عليها تانى لقيتها اختفت ومن يومها ما شوفتهش تانى واضح أن روحها ارتاحت وقرينها ارتاح أنه انتقم لها لما اخدت حقها.
فخلف من بعدهم خلف
أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا
تمت ..
لو عجبتك القصة ادعمنا بلايك وكومنت برأيك لأن رأيك يهمنا وميشن لصديق .
#بقلم_الهام_احمد_عبدالحليم. ❝
❞ الحلقة الثانية من الرواية
وعند عودة تامر إلى المنزل تصادف مع مريم أمام المبنى ، فقال لها متذمرًا :
أنا بقيت مسخرة قدام صحابي ، عجبك كده ؟!!
اه ، ردي ، بدل ما أديكي في وشك ، وأريح الناس من شرك .
فأجابته وهي تسخر ، وتلوح بيدها :
صحابي ، صحابي ، يبني هما دول صحاب ، ياريتك مصاحب حد عدل ، كنا قلنا ماشي ، لكن إنت وهما عايزين إبادة ، ملكمش أي فايدة إطلاقًا .
فانزعج وقال :
اتكلمي عدل يا مريم ، عشان لغاية دولوقتي عامل اعتبار إنك أختي الصغيرة وبقول عيلة وبكرة تعقل ، لكن إنك تقلي مني ومن صحابي
ولوح بيده وقال :
لا ، أنا بقولك أهو ، احترمي أخوكي الكبير ، انتي فاهمه ولا ولا .
فقالت :
هما حيالله تلات سنين ، مش غاغا هي .
وتركته وصعدت للبيت .
فصاح فيها وقال:
بت ، لما بكون بكلمك ، مش تمشي إلا لما أخلص كلامي ، انت يا بت ، انتي با بتاعت الكونغ فو .
فدخلت الشقة وأغلقت الباب فى وجهه ، فصاح غاضبًا:
انا هعرفك إزاي تحترميني ، استني عندك .
فجأة لمح إحدى صديقات والدته وتدعى \" نرمين \" جالسة مع والدته في غرفة المعيشة ، فارتبك وكانت تنظر إليه ، فقال :
أهلاً يا طنط ، أهلا ، إزي حضرتك عاملة ايه ؟!
فأجابته :
أهلا يا حبيبي ، أخبارك كويس ؟!.. سامعاك بتزعق ، في مشكلة .
-لا ، خالص ، دنا أنا ومريم كنا بنتناقش في شوية حاجات كده ، بس احنا عيلة كده صوتها عالى وهي بتتناقش ، فتحسي ان احنا بنتخانق ، لكن ، لا احنا بس بنتناقش .
- طيب يا حبيبي ، انا همشي بقا يا نادية ، وابقي فكري في إلي قولتلك عليه .
- سلام عليكو
- سلام. يا تامر ، وابقى سلملي على مريم ، عشان دخلت ومسلمتش عليا ، مش مشكلة ، يمكن ما أخدتش بالها .
فأشار بيده وقال :
سلام يا طنط
وأوصلتها الأم إلى الباب وقالت :
مع السلامه يا حبيبتي. ما تنسيش بقا .
-ربنا يقدم إلي فيه الخير .
وبعد أن غادرت ، فذهب تامر لأمه وأمسك يدها ، وقال:
تعالي بقا ، اقعديلي هنا ، قوليلي الست الحشرية دي عايزة ايه ، اوعي تكوني لسه مصرين تجوزوني بنتها .
- على أساس انها هتبور بنتها جمبك ، يا تك نيلة ، بنتها اتجوزت وقربت تولد. ، اومال انا كنت في فرح مين السنة الي فاتت .
فوضع يده على صدره وقال :
الحمد لله ، أومال موضوع ايه إلي مش عايزاكي تنسيه ؟!
- جايبة عريس لأختك مريم .
- وده ايه ظروفه ؟!
- راجل ، شغال برة مصر ، وظروفه المادية كويسة ، وأهله ناس محترمين ، يعني بتقولي مناسب ، وهيعيش مريم مبسوطة ومش محتاجة حاجة .
- أومال مش مبسوطة ليه ، مادام مناسب .
- قلقانة بس مش أكتر، بتقولي عنده ٤٢ سنه ، بس مش باين عليه شكله لسه شباب ،
- ايه ده ٤٢ ولسه متجوزش لغاية دولوقتي ، مع انو ظروفه كويسة يعني .
- ومستغرب ليه ، منتا قريب هتقفل 40 ولسه بتتسرمح ، على الأقل ده اتجوز وطلق ومعاه عيلين .
- نعم ، انتي بتقولي ايه ؟!
- اهدى شوية ، أنا غلطانة إن بفضفض معاك ، وبستشيرك قبل ما أقول لأختك .
- لو هي وافقت ، انا مش هوافق .
- وليه يبني ، أختك كبرت مبقتش صغيرة ، وبعدين الراجل مفيش حاجه تعيبه ، وولاده مع أمهم.
- كبرت ايه ، بنتك لسه قدامها إن هي تنقي وتختار إلي يناسبها ، وبعدين ، على عيني وراسي وراجل محترم وكويس وتمام ، بس افرضي حب يرجع لمراته عشان خاطر عياله ، عايزة بنتك تبقى زوجة تانية يا حاجة نادية .
- لا طبعًا ، طليقته أصلاً اتجوزت ، وهو مطلقها من ست سنين .
- اه قولي كده ، هو بقا ايه . لقى طليقته اتجوزت ، قال ايه هروح اشوف بنت عزبا وحلوة واتجوزها عشان اغيظ طليقتي .
- انت بتقول ايه ، يا بني ؟!
- بقول على جثتي الجوازة دي .
- طيب يا تامر افرض العكس ، لو اختك هي الى مطلقة دولوقتى ومعاها عيلين ، وجه ليها واحد أعزب وابن ناس وطلب يتجوزها ، هيكون ايه رد فعل اهله ، هل هيعترضوا ؟! لا ، لأنو بيحبها ، ورضي بيها بكل الظروف إلي فيها .
- هو إنتي مقتنعة بلي بتقوليه ده ، ماما ، إنتي أصلاً مش مقتنعة ، فيه فرق بين حب ، وفرق بين جواز على السيرة والصور .
- بقولك ايه ، الموضوع ده ميتفتحش تاني ، وانسي ، ولا مريم تعرف بالموضوع ، خلصنا .
وتركها ودخل غرفته وهو منزعج ، فجلست تبكي وتقول :
- طب اعمل ايه ؟!.. أنا أم ونفسي أفرح ببنتي ، قبل ما أموت ، طب انت راجل ومش يتخاف عليك ، هتعيش في الدنيا بالطول والعرض وتتجوز بدل الواحدة اربعة ، لكن البنت دي ، هتعيش ازاى لوحدها ، لا قريب ولا غريب بقو بيسألوا عن حد .
ثم مسحت دمعتها وقالت :
هقوم أصلي المغرب ، وإن شاء الله ، المولى يحلها من عنده . اللهم لا اعتراض يارب
أما تامر قضى ليلته يفكر فيما قالته أمه وفيما قاله هيثم ، وقال :
طب وايه الحل ؟!.. يعني أختي دولوقتي ، مش هيجيلها غير المطلق والأرمل ، أدي فرصة لهيثم ولا اعمل ايه ؟!
وأمسك هاتفه ثم قال :
هو أنا ليه حسيت مرة واحده بالمسئولية كده ، والله ، شكل وقت السرمحة قد ولى ، بقا فيه مسئولية على كتافك يا واد يا تامر .
ورن الهاتف ، وإذ ، بصديقته \" مي \" تُهاتفه ، فتبدل وجهه القلق ، بابتسامة عريضة ، وأجابها ، قائلاً:
روحي ، وحبيبة قلبي ، كنت لسه بفكر فيكى يا ميس .
وأجابته الأخرى بصياح :
ميس ؟!.. ميس مين يا تامر ؟!!... نهارك مش معدي النهاردة .
فنظر في هاتفه ، فوجد مي. وليس ميس ، وضرب رأسه وقال :
يا بنتي مش تفهميني غلط ، بقول مي ، تلاقي عندك السماعة بايظة ، صلحيها يا حبيبتي ، أو أنا أجبلك غيره جديد ، مكان إلي هيوديني في داهية ده
-بجد ، ولا بتضحك عليا ، أصل أنا عارقاك ،مش هفضل ألملم من وراك ، وصحابي دايما بيحظروني منك .
- وصحابك مين دول ، تلاقيهم غيرانين ، منك يا روحي وده كلام ، إنتي إلي في القلب ، وفي أرض الملعب ، والباقي إحتياط على الدكة .
- انت بتقول ايه ، يا تامر؟!
- بقولك ، انت إلي في القلب ، غيري السماعة بعد اذنك .
فكانت خلفه مريم ، وتتسمع عليه وضحكت ضحكة عالية ، وقالت :
يا تيمو ، انت فين يا حبيبي ؟
ففتح فمه من هول ما يحدث وبدأ يتلعثم ، والأخرى تصرخ وتقول :
مين دي يا تامر ، انت فين بالظبط ؟!.. قولي بقا دي كمان عيب سماعه ، أكيد بتتسرمح مع صحابك الصيع .
- والله العظيم ، أنا في البيت ، بس أمي شغلت التلفزيون و وهي بتحب تعليه شويه ، ده فيلم .
وبدأ. يضع يده على رقبته وينظر إلى مريم ويشير إليها ، بأنها سوف يقتلها ، وهي تهز برأسها وتخرج لسانها له لإستفزازه ، فرمى بها وسادة فخرجت وهي تضحك وتقول :
نجحت المهمة !!! نيااااااااه .
وأما مي فقد أغلقت الهاتف ، وحاول أن يعاود الاتصال بها ، لها دون جدوى ، فقد غضبت وتجاهلت ،كل مكالماته .
فلما يأس من محاولاته ، قال :
أهي اتقمصت ، يارب تكوني مبسوطة يا أخت مريم .
فعادت إليه ، وقالت :
اه مبسوطة ، مادام هساعد بنت إنها تبعد عنك ، فأنا هبقى مبسوطة ، لأن أنا بنت ومبحبش أبدًا بنت تنخدع ، وتتعشم على الفاضي ، وتضيع مستقبلها جمب واحد زيك ، بيلعب ببنات الناس ، افتكر كل ما تكلم بنت ، إن ممكن تكون البنت دي أختك ، وزي ما بتخاف وبتغير على أختك ،خاف على بنات الناس ، لأن كله بيترد صدقني ، حتى لو كنت شيخة البنات وملتزمة ، ممكن ابتلي ، بواحد زيك .
فصمت بعض الشيء ، وكأنه تأثر بكلامها ، وقال :
ماشي يا مريم ، على العموم ، أنا جد المرة دي بس عايز أموري تستقر مهنيًا وكده .
-طب الحمد لله ، ربنا يهديك .
- هصالحها ازاى دولوقتي ، بعد العملة الهباب ، إلي عملتيها .
-لو بتحبك هتعدي ، عشان إلي عايزك جمبه ، مش هيفرق معاه أي حاجه ، بس هقولك خاف ، من إلي بيعدي كتير من غير ما ياخد موقف منك ، عشان ده غدار ، في لحظه هيقلب وهيسيبك ، وهتفضل تدور عليه ، مش هتلاقيه ،لأنه ادالك فرص وكان نفسه تستغلها وتغير من نفسك .
عمر ما كان الساكت ، قلبه اسود ، أو بوشين ، كل إلي فيها مش عايز حياته كلها صراعات ، وتبريرات كدابه ، فبيريح راسه بالسكوت ، وبيعقد يتفرج حتى لو عارف إنك كداب ، بس بيجي يوم ويمل ، فبيمشي وهو ساكت بردو، وبتفضل تستغرب هو ليه مشي ، أنا معملتلوش حاجه ، أنا بتعامل بنفس الاسلوب إلي بتعامل بيه على طول معاه ،عارف الواحد ليه بيستغرب وقتها ، لأن في ناس ، لما بتفضل تعديلها ، و تمشي الدنيا ، تفتكر نفسها مثالية ، وإن انتَ متقدرش تعيش من غيرها ، َ محور حياتها ، لو جت صراحتك وقالتلك ،انت عملت كذا وكذا ، تفتكر هيكون ايه ردك ؟!.....لما تتفاجئ انها أخده بالها من تصرفاتك ، وانت عامل نفسك ، الذكي ، إلي بيلعب بالسمكة وديلها ، وفاهمها وهي طايرة.
فصمت وقال :
يعني ، هقولها ، طب مش جيتي ليه صرحتيني ؟!.. يمكن لو جت وقالتلي على في قلبها مني .... مش هنخسر بعض ..! صح مش كده ، ليه دايمًا بتفضلوا ساكتين . تفضلوا تتفرجوا وتعيشوا الدور كمان ، وفي الأخر تزعلوا ، مهو طبيعي ، انت لو مجتش وقولتلي على في قلبك ، طب أنا هعرف إزاى ؟!.. إلي بيزعلك مني ... طول ما أنت ساكت ومستحمل ... طبيعي إن أنا أتمادى ... منا مش عارف إذا كان إلي بعمله بيزعلك .. ولا ولا .
-ما تضحكش على نفسك ، انت مدرك إن إلي بتعمله غلط ، ولو قلبت عليك وعاملتك بنفس المعاملة ، هتتقمص وتزعل ، وهيكون رد فعلك هو هو نفسه
فليه ، زي ما انت بتتحب. وبتتقدر ، وحد بيعاملك بما يرضي ، الله ، عامله زي ما بيعاملك ، ليه الكدب والكيد إلي ملوش لازمة ، ليه تجرح وتقول ، دنا ما أقصدش ، انتَ فهمت غلط ، وانتَ عارف انك قاصد .
بص ، يا تامر ، مشكلة الناس إلي زي كده ، إن الكلام معاها ملوش لازمة ، عشان كده كتير بيفضلو السكوت عن أي كلام ، تصبح على خير يا تامر.
فذهبت لغرفتها ، وهو عاد ليراسل حبيبته ، وترك لها رسالة ، معتذراً عن سوء الفهم ، وأخلد إلى النوم .
وفي اليوم التالي .
ذهبت مريم إلى النادي ، لممارسة الرياضة اليومية الخاصة بها ، فتصادفت مع هيثم ، فأوقفها ليتحدث معها ، فقال :
مريم !
فقالت محدثة نفسها :
عايز ايه ده كمان ؟!
قال :
آسف ، إني وقفتك بالطريقة دي ، بس عايز اتكلم معاكي، على انفراد ممكن ؟!
قالت :
لا ، مش ممكن ، بعد اذنك .
- استني ، أنا والله بحبك جدًا ، ومش زي ما انتي فاكرة ، معرفش ليه أخده عني الفكرة دي ، رغم إن ، انا وتامر صحاب من سنين بس عمرك ما اتعاملتي معايا ، عشان تعرفيني ، اديني فرصة أثبتلك ، إن أنا مش أصفر زي ما بتقولي عني .
- ايه ده هو قلك ، طب كويس ، وفر عليا ، بص بقا ، لو انتَ آخر واحد في الدنيا ، مش هوافق عليك ، أبدًا أبدًا.
- وليه بقا ، أنا لا بتاع بنات زي أخوكي ، وماشي سكتي دغري ، ومليش في اللف والدوران .
- مش مرتحالك ، قلبي بيقولي إنك مش كويس ، أنا نفسي تبعد عن أخويا بجد ، لأنك حقود ومش سالك ، انتَ بتمثل المثالية ، وانتَ غير كده تمامًا .
فتركته وذهبت ، وغضب لحديثها معه بهذه الطريقة ، وقال :
مهما عملت مش نافع ، بس أنا هعرفك ، إزاي ترفضي هيثم البكري .
وذهب إلى الحانة التي يتعاطى بها المخدرات ، وبدأ يتعاطى جرعة كبيرة من غضبه ويقول :
ماشي ، يا مريم .
ماشي !!
وجاء من خلفة ، رجل جاحظ الوجه يدعى \" مرتضى السكري \" رجل عصابات، و تاجر للمخدرات ، فضرب كتفه وقال :
ايه يا عم هيثم بقالك يومين .. غايب يعني ؟!..
-أكيد مش بتسأل ، لسواد عيوني ، خير ؟
- ايه يا عم ، في حد مزعلك النهاردة ولا ايه ؟!
- يعني ، مضايق شوية .
- طب والي يفك الضيقة دي ، يا عم .
- مش فاهم .. انت عايز ايه ؟!
- ليك سبوبة حلوة ، انما ايه هتكسبك ملايين ، وأنا قولت ، انتَ أولى من أي حد .
- بجد ، إلي انتَ بتقوله ، ولا أنا تقلت العيار .
-عيب عليك ، اسمع ، الريس بتاعنا \"سمير البارودي \" شاري أرض في الصحرا وعايز يبني ڤيلا صغيرة كده ، ومخزن كبير ، وقلي أشوف مهندس ثقة ، ينفذله إلي هو عايزه ، فجيت في بالي على طول ، الشغلانة فيها قرشين حلوين ، بس الغلطة بعمرك ، انت فاهم طبعًا .
فشرد قليلاً ، ثم حدث نفسه وقال :
جتلك لحد عندك .
فضحك بخبث وقال :
ينفع أشغل معايا في المشروع صديق ثقة بردو ، وأشطر مني كمان .
-ماشي ، المهم الشغل يخلص من غير مشاكل ويكون على أكمل وجه ، وأنا هخدلك معاد مع الريس ، عشان تقابله ، ويتفق معاك ، انتَ وزميلك .
- ماشي ، وأنا مستني تليفونك .
وبعد أن غادر الرجل ، هاتف تامر ، وقال:
لسه زعلان مني ؟!
-لا ، من حقك تعبر عن مشاعرك ، وأنا من حقي احترم مشاعر اختي ، وأيدها في كل اختياراتها الخاصة ، فانت إلي مش تزعل .
فقبض على الهاتف بيديه من شدة الغضب ، فقال بنبرة من الهدوء :
وأنا مش هيأس ، هحاول ، المهم ، عندي ليك مشروع هيكسبنا ملايين مع رجل أعمال كبير .
- بجد ، يا هيثم .
- طبعاً أنا قولت ، مفيش غير صحبي وصديق عمري تامر ، هو إلي يستحق يشاركني في المشروع ده ونكبر سوا .
- تسلملي يا صحبي .
- بص بكرة هيكلمونا ، عشان نروح نتفق مع الراجل الكبير ، استنى اتصال مني .
- شكرًا يا هيثم ، أنا مش هنسالك ده طول عمري .
- متقولش كده ، احنا اخوات ، يا ما كان بنا عيش وملح .
وبعد أن أغلق معه الهاتف ، قال :
والله ، ووقعت في ايدي يا بن المنصوري ، وأنا مش هنسى لأختك إلي قالتهولي ، واكسر قلبها عليك ، زي ما كسرتني .
تم بحمد الله
انتهاء الحلقة
نراكم في الحلقات القادمة
الكاتبة / ندا محمود نجم. ❝ ⏤ندا محمود عبد اللطيف
❞ الحلقة الثانية من الرواية
وعند عودة تامر إلى المنزل تصادف مع مريم أمام المبنى ، فقال لها متذمرًا :
أنا بقيت مسخرة قدام صحابي ، عجبك كده ؟!!
اه ، ردي ، بدل ما أديكي في وشك ، وأريح الناس من شرك .
فأجابته وهي تسخر ، وتلوح بيدها :
صحابي ، صحابي ، يبني هما دول صحاب ، ياريتك مصاحب حد عدل ، كنا قلنا ماشي ، لكن إنت وهما عايزين إبادة ، ملكمش أي فايدة إطلاقًا .
فانزعج وقال :
اتكلمي عدل يا مريم ، عشان لغاية دولوقتي عامل اعتبار إنك أختي الصغيرة وبقول عيلة وبكرة تعقل ، لكن إنك تقلي مني ومن صحابي
ولوح بيده وقال :
لا ، أنا بقولك أهو ، احترمي أخوكي الكبير ، انتي فاهمه ولا ولا .
فقالت :
هما حيالله تلات سنين ، مش غاغا هي .
وتركته وصعدت للبيت .
فصاح فيها وقال:
بت ، لما بكون بكلمك ، مش تمشي إلا لما أخلص كلامي ، انت يا بت ، انتي با بتاعت الكونغ فو .
فدخلت الشقة وأغلقت الباب فى وجهه ، فصاح غاضبًا:
انا هعرفك إزاي تحترميني ، استني عندك .
فجأة لمح إحدى صديقات والدته وتدعى ˝ نرمين ˝ جالسة مع والدته في غرفة المعيشة ، فارتبك وكانت تنظر إليه ، فقال :
أهلاً يا طنط ، أهلا ، إزي حضرتك عاملة ايه ؟!
فأجابته :
أهلا يا حبيبي ، أخبارك كويس ؟!. سامعاك بتزعق ، في مشكلة .
- لا ، خالص ، دنا أنا ومريم كنا بنتناقش في شوية حاجات كده ، بس احنا عيلة كده صوتها عالى وهي بتتناقش ، فتحسي ان احنا بنتخانق ، لكن ، لا احنا بس بنتناقش .
- طيب يا حبيبي ، انا همشي بقا يا نادية ، وابقي فكري في إلي قولتلك عليه .
- سلام عليكو
- سلام. يا تامر ، وابقى سلملي على مريم ، عشان دخلت ومسلمتش عليا ، مش مشكلة ، يمكن ما أخدتش بالها .
فأشار بيده وقال :
سلام يا طنط
وأوصلتها الأم إلى الباب وقالت :
مع السلامه يا حبيبتي. ما تنسيش بقا .
- ربنا يقدم إلي فيه الخير .
وبعد أن غادرت ، فذهب تامر لأمه وأمسك يدها ، وقال:
تعالي بقا ، اقعديلي هنا ، قوليلي الست الحشرية دي عايزة ايه ، اوعي تكوني لسه مصرين تجوزوني بنتها .
- على أساس انها هتبور بنتها جمبك ، يا تك نيلة ، بنتها اتجوزت وقربت تولد. ، اومال انا كنت في فرح مين السنة الي فاتت .
فوضع يده على صدره وقال :
الحمد لله ، أومال موضوع ايه إلي مش عايزاكي تنسيه ؟!
- جايبة عريس لأختك مريم .
- وده ايه ظروفه ؟!
- راجل ، شغال برة مصر ، وظروفه المادية كويسة ، وأهله ناس محترمين ، يعني بتقولي مناسب ، وهيعيش مريم مبسوطة ومش محتاجة حاجة .
- أومال مش مبسوطة ليه ، مادام مناسب .
- قلقانة بس مش أكتر، بتقولي عنده ٤٢ سنه ، بس مش باين عليه شكله لسه شباب ،
- ايه ده ٤٢ ولسه متجوزش لغاية دولوقتي ، مع انو ظروفه كويسة يعني .
- ومستغرب ليه ، منتا قريب هتقفل 40 ولسه بتتسرمح ، على الأقل ده اتجوز وطلق ومعاه عيلين .
- نعم ، انتي بتقولي ايه ؟!
- اهدى شوية ، أنا غلطانة إن بفضفض معاك ، وبستشيرك قبل ما أقول لأختك .
- لو هي وافقت ، انا مش هوافق .
- وليه يبني ، أختك كبرت مبقتش صغيرة ، وبعدين الراجل مفيش حاجه تعيبه ، وولاده مع أمهم.
- كبرت ايه ، بنتك لسه قدامها إن هي تنقي وتختار إلي يناسبها ، وبعدين ، على عيني وراسي وراجل محترم وكويس وتمام ، بس افرضي حب يرجع لمراته عشان خاطر عياله ، عايزة بنتك تبقى زوجة تانية يا حاجة نادية .
- لا طبعًا ، طليقته أصلاً اتجوزت ، وهو مطلقها من ست سنين .
- اه قولي كده ، هو بقا ايه . لقى طليقته اتجوزت ، قال ايه هروح اشوف بنت عزبا وحلوة واتجوزها عشان اغيظ طليقتي .
- انت بتقول ايه ، يا بني ؟!
- بقول على جثتي الجوازة دي .
- طيب يا تامر افرض العكس ، لو اختك هي الى مطلقة دولوقتى ومعاها عيلين ، وجه ليها واحد أعزب وابن ناس وطلب يتجوزها ، هيكون ايه رد فعل اهله ، هل هيعترضوا ؟! لا ، لأنو بيحبها ، ورضي بيها بكل الظروف إلي فيها .
- هو إنتي مقتنعة بلي بتقوليه ده ، ماما ، إنتي أصلاً مش مقتنعة ، فيه فرق بين حب ، وفرق بين جواز على السيرة والصور .
- بقولك ايه ، الموضوع ده ميتفتحش تاني ، وانسي ، ولا مريم تعرف بالموضوع ، خلصنا .
وتركها ودخل غرفته وهو منزعج ، فجلست تبكي وتقول :
- طب اعمل ايه ؟!. أنا أم ونفسي أفرح ببنتي ، قبل ما أموت ، طب انت راجل ومش يتخاف عليك ، هتعيش في الدنيا بالطول والعرض وتتجوز بدل الواحدة اربعة ، لكن البنت دي ، هتعيش ازاى لوحدها ، لا قريب ولا غريب بقو بيسألوا عن حد .
ثم مسحت دمعتها وقالت :
هقوم أصلي المغرب ، وإن شاء الله ، المولى يحلها من عنده . اللهم لا اعتراض يارب
أما تامر قضى ليلته يفكر فيما قالته أمه وفيما قاله هيثم ، وقال :
طب وايه الحل ؟!. يعني أختي دولوقتي ، مش هيجيلها غير المطلق والأرمل ، أدي فرصة لهيثم ولا اعمل ايه ؟!
وأمسك هاتفه ثم قال :
هو أنا ليه حسيت مرة واحده بالمسئولية كده ، والله ، شكل وقت السرمحة قد ولى ، بقا فيه مسئولية على كتافك يا واد يا تامر .
ورن الهاتف ، وإذ ، بصديقته ˝ مي ˝ تُهاتفه ، فتبدل وجهه القلق ، بابتسامة عريضة ، وأجابها ، قائلاً:
روحي ، وحبيبة قلبي ، كنت لسه بفكر فيكى يا ميس .
وأجابته الأخرى بصياح :
ميس ؟!. ميس مين يا تامر ؟!!.. نهارك مش معدي النهاردة .
فنظر في هاتفه ، فوجد مي. وليس ميس ، وضرب رأسه وقال :
يا بنتي مش تفهميني غلط ، بقول مي ، تلاقي عندك السماعة بايظة ، صلحيها يا حبيبتي ، أو أنا أجبلك غيره جديد ، مكان إلي هيوديني في داهية ده
- بجد ، ولا بتضحك عليا ، أصل أنا عارقاك ،مش هفضل ألملم من وراك ، وصحابي دايما بيحظروني منك .
- وصحابك مين دول ، تلاقيهم غيرانين ، منك يا روحي وده كلام ، إنتي إلي في القلب ، وفي أرض الملعب ، والباقي إحتياط على الدكة .
- انت بتقول ايه ، يا تامر؟!
- بقولك ، انت إلي في القلب ، غيري السماعة بعد اذنك .
فكانت خلفه مريم ، وتتسمع عليه وضحكت ضحكة عالية ، وقالت :
يا تيمو ، انت فين يا حبيبي ؟
ففتح فمه من هول ما يحدث وبدأ يتلعثم ، والأخرى تصرخ وتقول :
مين دي يا تامر ، انت فين بالظبط ؟!. قولي بقا دي كمان عيب سماعه ، أكيد بتتسرمح مع صحابك الصيع .
- والله العظيم ، أنا في البيت ، بس أمي شغلت التلفزيون و وهي بتحب تعليه شويه ، ده فيلم .
وبدأ. يضع يده على رقبته وينظر إلى مريم ويشير إليها ، بأنها سوف يقتلها ، وهي تهز برأسها وتخرج لسانها له لإستفزازه ، فرمى بها وسادة فخرجت وهي تضحك وتقول :
نجحت المهمة !!! نيااااااااه .
وأما مي فقد أغلقت الهاتف ، وحاول أن يعاود الاتصال بها ، لها دون جدوى ، فقد غضبت وتجاهلت ،كل مكالماته .
فلما يأس من محاولاته ، قال :
أهي اتقمصت ، يارب تكوني مبسوطة يا أخت مريم .
فعادت إليه ، وقالت :
اه مبسوطة ، مادام هساعد بنت إنها تبعد عنك ، فأنا هبقى مبسوطة ، لأن أنا بنت ومبحبش أبدًا بنت تنخدع ، وتتعشم على الفاضي ، وتضيع مستقبلها جمب واحد زيك ، بيلعب ببنات الناس ، افتكر كل ما تكلم بنت ، إن ممكن تكون البنت دي أختك ، وزي ما بتخاف وبتغير على أختك ،خاف على بنات الناس ، لأن كله بيترد صدقني ، حتى لو كنت شيخة البنات وملتزمة ، ممكن ابتلي ، بواحد زيك .
فصمت بعض الشيء ، وكأنه تأثر بكلامها ، وقال :
ماشي يا مريم ، على العموم ، أنا جد المرة دي بس عايز أموري تستقر مهنيًا وكده .
- طب الحمد لله ، ربنا يهديك .
- هصالحها ازاى دولوقتي ، بعد العملة الهباب ، إلي عملتيها .
- لو بتحبك هتعدي ، عشان إلي عايزك جمبه ، مش هيفرق معاه أي حاجه ، بس هقولك خاف ، من إلي بيعدي كتير من غير ما ياخد موقف منك ، عشان ده غدار ، في لحظه هيقلب وهيسيبك ، وهتفضل تدور عليه ، مش هتلاقيه ،لأنه ادالك فرص وكان نفسه تستغلها وتغير من نفسك .
عمر ما كان الساكت ، قلبه اسود ، أو بوشين ، كل إلي فيها مش عايز حياته كلها صراعات ، وتبريرات كدابه ، فبيريح راسه بالسكوت ، وبيعقد يتفرج حتى لو عارف إنك كداب ، بس بيجي يوم ويمل ، فبيمشي وهو ساكت بردو، وبتفضل تستغرب هو ليه مشي ، أنا معملتلوش حاجه ، أنا بتعامل بنفس الاسلوب إلي بتعامل بيه على طول معاه ،عارف الواحد ليه بيستغرب وقتها ، لأن في ناس ، لما بتفضل تعديلها ، و تمشي الدنيا ، تفتكر نفسها مثالية ، وإن انتَ متقدرش تعيش من غيرها ، َ محور حياتها ، لو جت صراحتك وقالتلك ،انت عملت كذا وكذا ، تفتكر هيكون ايه ردك ؟!...لما تتفاجئ انها أخده بالها من تصرفاتك ، وانت عامل نفسك ، الذكي ، إلي بيلعب بالسمكة وديلها ، وفاهمها وهي طايرة.
فصمت وقال :
يعني ، هقولها ، طب مش جيتي ليه صرحتيني ؟!. يمكن لو جت وقالتلي على في قلبها مني .. مش هنخسر بعض .! صح مش كده ، ليه دايمًا بتفضلوا ساكتين . تفضلوا تتفرجوا وتعيشوا الدور كمان ، وفي الأخر تزعلوا ، مهو طبيعي ، انت لو مجتش وقولتلي على في قلبك ، طب أنا هعرف إزاى ؟!. إلي بيزعلك مني .. طول ما أنت ساكت ومستحمل .. طبيعي إن أنا أتمادى .. منا مش عارف إذا كان إلي بعمله بيزعلك . ولا ولا .
- ما تضحكش على نفسك ، انت مدرك إن إلي بتعمله غلط ، ولو قلبت عليك وعاملتك بنفس المعاملة ، هتتقمص وتزعل ، وهيكون رد فعلك هو هو نفسه
فليه ، زي ما انت بتتحب. وبتتقدر ، وحد بيعاملك بما يرضي ، الله ، عامله زي ما بيعاملك ، ليه الكدب والكيد إلي ملوش لازمة ، ليه تجرح وتقول ، دنا ما أقصدش ، انتَ فهمت غلط ، وانتَ عارف انك قاصد .
بص ، يا تامر ، مشكلة الناس إلي زي كده ، إن الكلام معاها ملوش لازمة ، عشان كده كتير بيفضلو السكوت عن أي كلام ، تصبح على خير يا تامر.
فذهبت لغرفتها ، وهو عاد ليراسل حبيبته ، وترك لها رسالة ، معتذراً عن سوء الفهم ، وأخلد إلى النوم .
وفي اليوم التالي .
ذهبت مريم إلى النادي ، لممارسة الرياضة اليومية الخاصة بها ، فتصادفت مع هيثم ، فأوقفها ليتحدث معها ، فقال :
مريم !
فقالت محدثة نفسها :
عايز ايه ده كمان ؟!
قال :
آسف ، إني وقفتك بالطريقة دي ، بس عايز اتكلم معاكي، على انفراد ممكن ؟!
قالت :
لا ، مش ممكن ، بعد اذنك .
- استني ، أنا والله بحبك جدًا ، ومش زي ما انتي فاكرة ، معرفش ليه أخده عني الفكرة دي ، رغم إن ، انا وتامر صحاب من سنين بس عمرك ما اتعاملتي معايا ، عشان تعرفيني ، اديني فرصة أثبتلك ، إن أنا مش أصفر زي ما بتقولي عني .
- ايه ده هو قلك ، طب كويس ، وفر عليا ، بص بقا ، لو انتَ آخر واحد في الدنيا ، مش هوافق عليك ، أبدًا أبدًا.
- وليه بقا ، أنا لا بتاع بنات زي أخوكي ، وماشي سكتي دغري ، ومليش في اللف والدوران .
- مش مرتحالك ، قلبي بيقولي إنك مش كويس ، أنا نفسي تبعد عن أخويا بجد ، لأنك حقود ومش سالك ، انتَ بتمثل المثالية ، وانتَ غير كده تمامًا .
فتركته وذهبت ، وغضب لحديثها معه بهذه الطريقة ، وقال :
مهما عملت مش نافع ، بس أنا هعرفك ، إزاي ترفضي هيثم البكري .
وذهب إلى الحانة التي يتعاطى بها المخدرات ، وبدأ يتعاطى جرعة كبيرة من غضبه ويقول :
ماشي ، يا مريم .
ماشي !!
وجاء من خلفة ، رجل جاحظ الوجه يدعى ˝ مرتضى السكري ˝ رجل عصابات، و تاجر للمخدرات ، فضرب كتفه وقال :
ايه يا عم هيثم بقالك يومين . غايب يعني ؟!.
- أكيد مش بتسأل ، لسواد عيوني ، خير ؟
- ايه يا عم ، في حد مزعلك النهاردة ولا ايه ؟!
- يعني ، مضايق شوية .
- طب والي يفك الضيقة دي ، يا عم .
- مش فاهم . انت عايز ايه ؟!
- ليك سبوبة حلوة ، انما ايه هتكسبك ملايين ، وأنا قولت ، انتَ أولى من أي حد .
- بجد ، إلي انتَ بتقوله ، ولا أنا تقلت العيار .
- عيب عليك ، اسمع ، الريس بتاعنا ˝سمير البارودي ˝ شاري أرض في الصحرا وعايز يبني ڤيلا صغيرة كده ، ومخزن كبير ، وقلي أشوف مهندس ثقة ، ينفذله إلي هو عايزه ، فجيت في بالي على طول ، الشغلانة فيها قرشين حلوين ، بس الغلطة بعمرك ، انت فاهم طبعًا .
فشرد قليلاً ، ثم حدث نفسه وقال :
جتلك لحد عندك .
فضحك بخبث وقال :
ينفع أشغل معايا في المشروع صديق ثقة بردو ، وأشطر مني كمان .
- ماشي ، المهم الشغل يخلص من غير مشاكل ويكون على أكمل وجه ، وأنا هخدلك معاد مع الريس ، عشان تقابله ، ويتفق معاك ، انتَ وزميلك .
- ماشي ، وأنا مستني تليفونك .
وبعد أن غادر الرجل ، هاتف تامر ، وقال:
لسه زعلان مني ؟!
- لا ، من حقك تعبر عن مشاعرك ، وأنا من حقي احترم مشاعر اختي ، وأيدها في كل اختياراتها الخاصة ، فانت إلي مش تزعل .
فقبض على الهاتف بيديه من شدة الغضب ، فقال بنبرة من الهدوء :
وأنا مش هيأس ، هحاول ، المهم ، عندي ليك مشروع هيكسبنا ملايين مع رجل أعمال كبير .
- بجد ، يا هيثم .
- طبعاً أنا قولت ، مفيش غير صحبي وصديق عمري تامر ، هو إلي يستحق يشاركني في المشروع ده ونكبر سوا .
- تسلملي يا صحبي .
- بص بكرة هيكلمونا ، عشان نروح نتفق مع الراجل الكبير ، استنى اتصال مني .
- شكرًا يا هيثم ، أنا مش هنسالك ده طول عمري .
- متقولش كده ، احنا اخوات ، يا ما كان بنا عيش وملح .
وبعد أن أغلق معه الهاتف ، قال :
والله ، ووقعت في ايدي يا بن المنصوري ، وأنا مش هنسى لأختك إلي قالتهولي ، واكسر قلبها عليك ، زي ما كسرتني .
تم بحمد الله
انتهاء الحلقة
نراكم في الحلقات القادمة