❞ انا لم أختر يوم ولادتي ، ولا أصلي ولا فصلي ، ولا لون بشرتي أو شكل ملامحي ، ولا القوم الذين أنتمي إليهم ، ولكن .. بإمكاني أن أختار يوم وفاتي وشكل مماتي !”. ❝ ⏤محمد الرطيان
❞ انا لم أختر يوم ولادتي ، ولا أصلي ولا فصلي ، ولا لون بشرتي أو شكل ملامحي ، ولا القوم الذين أنتمي إليهم ، ولكن . بإمكاني أن أختار يوم وفاتي وشكل مماتي !”. ❝
❞ أنا وصية الرسول
أنا بشر قبل أن أكون أنثى وزوجة وحبيبة وأم وابنه.
أنا من خلقت من ضلع آدم -عليه السلام-
فلماذا تعاملونني هكذا بكل كراهية ونفور كأنني قمامة وتصفنني بالعار!
لماذا نكست رأسك يا أبي عند ولادتي؟
لماذا يا أمي بكيتي حزني عندما وضعتني؟
لماذا يا أخي تعاملني كخدامة قبل أخت لك؟
ألستُ أنا من أوصاكم الرسول -عليه الصلاة والسلام- بها؟ ألم تسمع وصيته \"رفقًا بالقوارير\"؟
لماذا تفرقون بين الإناث والذكور، عندما تنجبون الذكور تقيمون الاحتفالات والمجالس السعيدة، وتقولون بكل فخر وعزة \"هذا ولدي\"، ولكن عندما تنجبون الإناث تقيمون سرادق العزاء ومجالس الحزن، لكن عند ولادة ابنتك تنكس رأسك وتتمنى موتها لماذا؟
هل من مجيب على تساؤلاتي يا قوم؟
كم من فتاة تم انتهاك طفولتها وبراءتها تحت مسمى \"سترها\"؟
كم من طفلة أصبحت زوجة وأم وهي تحتاج إلى أمها؟
كم رأينا أمهات يربون أطفالهم وهم في ذات الوقت يُرَبون؟
كم أتمنى من كل قلبي لان لا أرى هؤلاء الفتيات!
أليست الفتاة اليوم طبيبة ومهندسة ومحامية ومعلمة وقاضية ونائبة ووزيرة، وأهم من كل ذلك مربية فاضلة!
أليست هي من تحمل بطفلك الذكر وهي من تتحمل التعب فيه وبعد كل ذلك تربي أنت الرجل ابنك على أن النساء فيه مجرد عار!
أتمنى أن نغير من فكرنا هذا وأن نصبح مجتمع منصف للمرأة، ونعمل بوصية رسولنا الكريم، وتعاملونا كما كان يعامل الصحابة بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم.
بقلم : أشرقت ربيع. ❝ ⏤اشرقت ربيع
❞ أنا وصية الرسول
أنا بشر قبل أن أكون أنثى وزوجة وحبيبة وأم وابنه.
أنا من خلقت من ضلع آدم -عليه السلام-
فلماذا تعاملونني هكذا بكل كراهية ونفور كأنني قمامة وتصفنني بالعار!
لماذا نكست رأسك يا أبي عند ولادتي؟
لماذا يا أمي بكيتي حزني عندما وضعتني؟
لماذا يا أخي تعاملني كخدامة قبل أخت لك؟
ألستُ أنا من أوصاكم الرسول -عليه الصلاة والسلام- بها؟ ألم تسمع وصيته ˝رفقًا بالقوارير˝؟
لماذا تفرقون بين الإناث والذكور، عندما تنجبون الذكور تقيمون الاحتفالات والمجالس السعيدة، وتقولون بكل فخر وعزة ˝هذا ولدي˝، ولكن عندما تنجبون الإناث تقيمون سرادق العزاء ومجالس الحزن، لكن عند ولادة ابنتك تنكس رأسك وتتمنى موتها لماذا؟
هل من مجيب على تساؤلاتي يا قوم؟
كم من فتاة تم انتهاك طفولتها وبراءتها تحت مسمى ˝سترها˝؟
كم من طفلة أصبحت زوجة وأم وهي تحتاج إلى أمها؟
كم رأينا أمهات يربون أطفالهم وهم في ذات الوقت يُرَبون؟
كم أتمنى من كل قلبي لان لا أرى هؤلاء الفتيات!
أليست الفتاة اليوم طبيبة ومهندسة ومحامية ومعلمة وقاضية ونائبة ووزيرة، وأهم من كل ذلك مربية فاضلة!
أليست هي من تحمل بطفلك الذكر وهي من تتحمل التعب فيه وبعد كل ذلك تربي أنت الرجل ابنك على أن النساء فيه مجرد عار!
أتمنى أن نغير من فكرنا هذا وأن نصبح مجتمع منصف للمرأة، ونعمل بوصية رسولنا الكريم، وتعاملونا كما كان يعامل الصحابة بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم.
❞ قصة بعنوان \"ظلم الأقربين
أنا مازن عندي أم وأب واخويا الكبير بس رغم وجودك أهلي دايما حاسس اني وحيد كنت بتمني ادخل الجامعه اللي بحبها لكن ازاي مش من حقي إني أطلب اخويا الصغير اللي من حقه كل حاجه يخرج ويرجع الفجر يسهر مع بنات ما يروحش الجامعه اللي ابويا دخله الجامعه اللي بحبها عشان يقهرني دايما بيقولي انت نحس عشان يوم ولادتي خسر فلوسه في البورصة أما أخويا ف يوم ولادته جيه لي ابويا عقد عمل في الاردن بمرتب في خلال خمسن سنين هيعوض الخساره بتاعته فضلت علي الحال ده لحد ما بقا عندي ٣٠ سنه طلبت اطلبها أكن مفيش حد سمع لدرجه اني في يوم كنت راجع من الشغل متأخر بالمناسبة أنا شغال محاسب الدنيا كانت بتمطر ابويا فضل يزعق معايا ويقولي انت ليه أتأخرت قلت له مفيش عربيات والدنيا بتشتي بره قالي أرجع نام مطرح ما كنت أمي قالتلي أنت اصلا إنسان فاشل فاكر الشغل إللي بتشتغله ده بيجب حاجه شويه فكه آخر كل شهر وياريت بنستفاد منك في حاجه أنت ملكش لازم لكن أبني كامل راجل دكتور ليه قيمه مرتبه بسم الله ماشاء الله يفتح خمس بيوت أما أنت أخرج تشحت كل شهر ده لو مرتبك كفاك أصلا حسيت بايهانه ووجع لمه انا بتهزق كل ده ورجعت متأخر وحبيب أبوه وأمه لسه مرجعش الدكتور العظيم بعد خمس دقايق كان الباب بيخبط الباشا راجع الساعه ٣الفجر سكران ولا حصل ليه حاجه ولا اتهان زيه حسيت أن لازم أحط حد للموضوع قلتلهم أنا عمري ما حسيت أنكم أهلي دايما بتفرقوا بنا لدرجه اني كرهت اخويا حاولت أني اموته أكتر من مره لأنكم بتحبوه وأنا لا دايما لوحدي ولمه بتعب مش بتحسوا بيه لاني لوحدي لكن الباشا حبيب قلب بابا وماما يطلب اللي عايزه انتو لا يمكن تكونوا ابويا وأمي لازم ربنا يخليكم تحسوا بنار الوحده فضلو يسمعوا وقمت مشيت من البيت ابويا قلي مترجعش تاني ولو حد مات فينا ما تجيش تاخد العزه اخدت حاجاتي ورحت لصحبي ابات عنده تاني يوم صحيت علي تلفوني بيرن رقم غريب رديت ألو مين معايا أنا عمك جمال يابني جارك الحق بتكم وقع وابوك وأمك واخوك ماتوا معرفش ليه فرحت وحسيت أن ربنا انتقملي واخد حقي حسيت أن ربنا بيقولي أرتاح يا مظلوم اخدت حقك من الظالم قلتله يا عم جمال ابويا قالي ما تمشيش في عزه حد فينا قالي يا بني مين اللي هيدفنهم دول أهلك اطريت أروح بعد ما دفناهم والناس مشيت فضلت قاعد وبتكلم وبقولهم انتوا الثلاثه ظلمتوني في الدنيا ربنا اخد حقي منكم ومن ظلموكم ليه آخره كل ظالم وحابب اقولكم أني مش هسمحكم دنيا ولا آخره عشان تحسوا بعذاب أكبر وأكبر ربنا علي كل ظالم بيظلم في شخص ملهوش ذنب في اي حاجه حصلت بسببه .
وكده تنتهي قصتي
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم. ❝ ⏤Aya Mohamed
❞ قصة بعنوان ˝ظلم الأقربين
أنا مازن عندي أم وأب واخويا الكبير بس رغم وجودك أهلي دايما حاسس اني وحيد كنت بتمني ادخل الجامعه اللي بحبها لكن ازاي مش من حقي إني أطلب اخويا الصغير اللي من حقه كل حاجه يخرج ويرجع الفجر يسهر مع بنات ما يروحش الجامعه اللي ابويا دخله الجامعه اللي بحبها عشان يقهرني دايما بيقولي انت نحس عشان يوم ولادتي خسر فلوسه في البورصة أما أخويا ف يوم ولادته جيه لي ابويا عقد عمل في الاردن بمرتب في خلال خمسن سنين هيعوض الخساره بتاعته فضلت علي الحال ده لحد ما بقا عندي ٣٠ سنه طلبت اطلبها أكن مفيش حد سمع لدرجه اني في يوم كنت راجع من الشغل متأخر بالمناسبة أنا شغال محاسب الدنيا كانت بتمطر ابويا فضل يزعق معايا ويقولي انت ليه أتأخرت قلت له مفيش عربيات والدنيا بتشتي بره قالي أرجع نام مطرح ما كنت أمي قالتلي أنت اصلا إنسان فاشل فاكر الشغل إللي بتشتغله ده بيجب حاجه شويه فكه آخر كل شهر وياريت بنستفاد منك في حاجه أنت ملكش لازم لكن أبني كامل راجل دكتور ليه قيمه مرتبه بسم الله ماشاء الله يفتح خمس بيوت أما أنت أخرج تشحت كل شهر ده لو مرتبك كفاك أصلا حسيت بايهانه ووجع لمه انا بتهزق كل ده ورجعت متأخر وحبيب أبوه وأمه لسه مرجعش الدكتور العظيم بعد خمس دقايق كان الباب بيخبط الباشا راجع الساعه ٣الفجر سكران ولا حصل ليه حاجه ولا اتهان زيه حسيت أن لازم أحط حد للموضوع قلتلهم أنا عمري ما حسيت أنكم أهلي دايما بتفرقوا بنا لدرجه اني كرهت اخويا حاولت أني اموته أكتر من مره لأنكم بتحبوه وأنا لا دايما لوحدي ولمه بتعب مش بتحسوا بيه لاني لوحدي لكن الباشا حبيب قلب بابا وماما يطلب اللي عايزه انتو لا يمكن تكونوا ابويا وأمي لازم ربنا يخليكم تحسوا بنار الوحده فضلو يسمعوا وقمت مشيت من البيت ابويا قلي مترجعش تاني ولو حد مات فينا ما تجيش تاخد العزه اخدت حاجاتي ورحت لصحبي ابات عنده تاني يوم صحيت علي تلفوني بيرن رقم غريب رديت ألو مين معايا أنا عمك جمال يابني جارك الحق بتكم وقع وابوك وأمك واخوك ماتوا معرفش ليه فرحت وحسيت أن ربنا انتقملي واخد حقي حسيت أن ربنا بيقولي أرتاح يا مظلوم اخدت حقك من الظالم قلتله يا عم جمال ابويا قالي ما تمشيش في عزه حد فينا قالي يا بني مين اللي هيدفنهم دول أهلك اطريت أروح بعد ما دفناهم والناس مشيت فضلت قاعد وبتكلم وبقولهم انتوا الثلاثه ظلمتوني في الدنيا ربنا اخد حقي منكم ومن ظلموكم ليه آخره كل ظالم وحابب اقولكم أني مش هسمحكم دنيا ولا آخره عشان تحسوا بعذاب أكبر وأكبر ربنا علي كل ظالم بيظلم في شخص ملهوش ذنب في اي حاجه حصلت بسببه .
وكده تنتهي قصتي
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم. ❝
❞ لتساؤل عن الحقيقة: أهي وجهٌ آخر أم وجهُ الآخر؟ يضعنا هذا النص الروائي أمام تعقيدٍ لا يمكن للحقيقة ذاتها أن تقبل به؛ فالحقيقة موزعة فينا، وبيننا، وفي الآخر المختلف عنّا، في الأشياء وبينها كذلك، وفي الآخر الذي هو نحن، وفي الواصل الشفاف المتقصّف بين كل هذه الإختلاطات.
الحقيقة القلقة تتمثّل وجه كائنٍ أو جماد، سطح أو صوت، وجه الخوف والهولات والمتعة الغربية في الإنسياق لصوت الأجراس وتمثُّل صور الأشجار مقطوعة الرؤوس أو تلك القائمة، وفي الأسماك المتحايلة الألوان؛ وإذا ما عرفنا أن كل هذه الصور تمتزج داخل الذات لتشكِّل عالماً آخر جديداً هو الحقيقة التي تملك وجهاً آخر مختلفاً: نخاف منه ونخشاه كما حكايا الجن الملفقة تتخايل من خلفها الحقائق.
تقول أناييس نن في تقديمها لهذا الكتاب \"لقد شعرت بأني أبصقُ قلبي\" عندما انتهت من كتابتها فيه، وكذلك كنتُ أنا، لقد شعرت بأنه \"طلع من عيوني\": هذا ما قلته لأصدقائي عندما أنهيت ترجمتي لهذا العمل؛ لم يكن لهذا العمل الحميمية التي صارت له فيما بعد إلاّ للمشقة البالغة التي تكبدتها في ترجمة هذا النص عن لغته الإنجليزية، وذلك فيما يتعلقُ بالتأويلات المتعددة التي يحتملها كنصٍ مركب، والشعرية والتصويرية المختلفة التي حاولت جاهدة أن أحافظ عليها كي يكون النص العربي أقرب ما يكون للأصل معنىً وأسلوباً.
بالإضافة إلى ضياع \"الآخر\" بين الضمائر غير المعلنة، والتي كانت تلوح بشفافيةٍ غريبة وراء كلماتٍ أو أحداث معيّنة، ولا أنسى الغرائبية والحداثة التي امتاز بها هذا النص عن كل النصوص والأعمال الأدبية التي سبق لي وأن أطلعتُ عليها؛ إنه أسلوب أناييس نن المتفرد الذي يمكن لنا أن نطالعه منذ أعمالها الأولى، وخاصة إذا ما تبهنا إلى أن هذا العمل الذي تم نشره للمرة الأولى عام 1958 قد جاء متأخراً نسبياً بالمقارنة مع عملها الأول الذي تم نشره في الثلاثينات من القرن الماضي، أي بفارقٍ زمني يقارب الثلاثين عاماً.
ثمة إنفصالٍ غير متصل، وإتصال غير منفصل يشهدهما هذا النص الروائي في آنٍ معاً: الأجواء الحاضرة المعروفة هي ذاتها المختلفة تماماً، والزمن الحاليّ هو زمنٌ آخر ليس بالحاليّ الحاضر، وتفاصيل هي بالتفاصيل الماثلة أمامنا لكنها - هناك - ليست كذلك، والأحداث التي لم نشهدها هي التي تشهد الحقيقة علينا بها: أنّا شهدناها نحنُ ولو في الخفيّ الكامن منا.
وكنتُ معها هناك: أرقب كل الأشياء: الساكنة التيق تود لو ينفلق عنها السكون، وتلك المتحركة المتحرّقة للسكون بسبب خوفها، وشعرتُ أنني كلّما عايشتُ التفاصيل أكثر دخلتني هي وتخلّدت هناك؛ صرتُ أخشى أن يدخلني السكون، أو أن أتحرّق للخروج منه؛ وبتُّ لا أعرف الحقيقة!!...
الرواية تبدو كهلوسات، خيالات لا تمت للواقع بصلة في حين، وأحياناً تظهر كحقيقة، ابتدأت \"أنانييس نن\" روايتها: \"كانت رويتي الأولى للأرض مغشاة الماء، إنني ذلك العرق من النساء والرجال الذي يرى كل الأشياء عبر هذه الستارة البحرية، عيناي بلون الماء، بعيني حرباء نظرت في وجه العالم المتقلب، وبرؤية مجهولة التسمية نظرت إلى ذاتي التي لم تكتمل؛ أذكر ولادتي الأولى في الماء، شفافية كبريتية تحيطني في كل جانب، عظامي تتحرك كأنها مطاط أترنح وأطفوا. ❝ ⏤أناييس نن
❞ لتساؤل عن الحقيقة: أهي وجهٌ آخر أم وجهُ الآخر؟ يضعنا هذا النص الروائي أمام تعقيدٍ لا يمكن للحقيقة ذاتها أن تقبل به؛ فالحقيقة موزعة فينا، وبيننا، وفي الآخر المختلف عنّا، في الأشياء وبينها كذلك، وفي الآخر الذي هو نحن، وفي الواصل الشفاف المتقصّف بين كل هذه الإختلاطات.
الحقيقة القلقة تتمثّل وجه كائنٍ أو جماد، سطح أو صوت، وجه الخوف والهولات والمتعة الغربية في الإنسياق لصوت الأجراس وتمثُّل صور الأشجار مقطوعة الرؤوس أو تلك القائمة، وفي الأسماك المتحايلة الألوان؛ وإذا ما عرفنا أن كل هذه الصور تمتزج داخل الذات لتشكِّل عالماً آخر جديداً هو الحقيقة التي تملك وجهاً آخر مختلفاً: نخاف منه ونخشاه كما حكايا الجن الملفقة تتخايل من خلفها الحقائق.
تقول أناييس نن في تقديمها لهذا الكتاب ˝لقد شعرت بأني أبصقُ قلبي˝ عندما انتهت من كتابتها فيه، وكذلك كنتُ أنا، لقد شعرت بأنه ˝طلع من عيوني˝: هذا ما قلته لأصدقائي عندما أنهيت ترجمتي لهذا العمل؛ لم يكن لهذا العمل الحميمية التي صارت له فيما بعد إلاّ للمشقة البالغة التي تكبدتها في ترجمة هذا النص عن لغته الإنجليزية، وذلك فيما يتعلقُ بالتأويلات المتعددة التي يحتملها كنصٍ مركب، والشعرية والتصويرية المختلفة التي حاولت جاهدة أن أحافظ عليها كي يكون النص العربي أقرب ما يكون للأصل معنىً وأسلوباً.
بالإضافة إلى ضياع ˝الآخر˝ بين الضمائر غير المعلنة، والتي كانت تلوح بشفافيةٍ غريبة وراء كلماتٍ أو أحداث معيّنة، ولا أنسى الغرائبية والحداثة التي امتاز بها هذا النص عن كل النصوص والأعمال الأدبية التي سبق لي وأن أطلعتُ عليها؛ إنه أسلوب أناييس نن المتفرد الذي يمكن لنا أن نطالعه منذ أعمالها الأولى، وخاصة إذا ما تبهنا إلى أن هذا العمل الذي تم نشره للمرة الأولى عام 1958 قد جاء متأخراً نسبياً بالمقارنة مع عملها الأول الذي تم نشره في الثلاثينات من القرن الماضي، أي بفارقٍ زمني يقارب الثلاثين عاماً.
ثمة إنفصالٍ غير متصل، وإتصال غير منفصل يشهدهما هذا النص الروائي في آنٍ معاً: الأجواء الحاضرة المعروفة هي ذاتها المختلفة تماماً، والزمن الحاليّ هو زمنٌ آخر ليس بالحاليّ الحاضر، وتفاصيل هي بالتفاصيل الماثلة أمامنا لكنها - هناك - ليست كذلك، والأحداث التي لم نشهدها هي التي تشهد الحقيقة علينا بها: أنّا شهدناها نحنُ ولو في الخفيّ الكامن منا.
وكنتُ معها هناك: أرقب كل الأشياء: الساكنة التيق تود لو ينفلق عنها السكون، وتلك المتحركة المتحرّقة للسكون بسبب خوفها، وشعرتُ أنني كلّما عايشتُ التفاصيل أكثر دخلتني هي وتخلّدت هناك؛ صرتُ أخشى أن يدخلني السكون، أو أن أتحرّق للخروج منه؛ وبتُّ لا أعرف الحقيقة!!..
الرواية تبدو كهلوسات، خيالات لا تمت للواقع بصلة في حين، وأحياناً تظهر كحقيقة، ابتدأت ˝أنانييس نن˝ روايتها: ˝كانت رويتي الأولى للأرض مغشاة الماء، إنني ذلك العرق من النساء والرجال الذي يرى كل الأشياء عبر هذه الستارة البحرية، عيناي بلون الماء، بعيني حرباء نظرت في وجه العالم المتقلب، وبرؤية مجهولة التسمية نظرت إلى ذاتي التي لم تكتمل؛ أذكر ولادتي الأولى في الماء، شفافية كبريتية تحيطني في كل جانب، عظامي تتحرك كأنها مطاط أترنح وأطفوا. ❝