❞ والنتيجة هي مفاجأة أكثر إدهاشًا من كل المفاجآت السابقة ..
الكتلة مرادفة للوزن في لغة الكلام العادي .. والذين يذكرون بعض المعلومات التي أخذوها في كتب الطبيعة يعلمون أن للكتلة تعريفًا مختلفًا ..
فهي : خاصية مقاومة الحركة .. هكذا يسميها الفقهاء .
وقد تعلمنا من هؤلاء الفقهاء أن الكتلة كمٌ ثابت .. وأنها لا تتأثر بحركة الجسم أو بسكونه .. فهي صفة جوهرية فيه .
ولكن أينشتين الذي قلب وجه الفقه الطبيعي أثبت أن الكتلة نسبية مثل الزمان والمكان .. وأنها مقدار متغير، وأنها تتغير بحركة الجسم .
كلما ازدادت سرعة الجسم كلما ازدادت كتلته ..
ولا تبدو هذه الفروق في السرع الصغيرة المألوفة حولنا ولهذا تفوتنا فلا نلاحظها .. ولكنها في السرَع العالية التي تقترب من سرعة الضوء تصبح فروقاً هائلة .. حتى إذا بلغت سرعة الجسم مثل سرعة الضوء فإن كتلته تصبح لا نهائية .. وبالتالي تصبح مقاومته للحركة لا نهائية وبالتالي يتوقف .
وهذه فرضية مستحيلة طبعًا .. لأنه لا يوجد جسم يمكنه أن يتحرك بسرعة الضوء ..
واستطاع أينشتين أن يقدم المعادلة الدقيقة التي تبين العلاقة بين كتلة الجسم وسرعته ..
لينك المعادلة :
http://im35.gulfup.com/MlRL9.jpg
حيث أن ك1 هي كتلة الجسم وهو متحرك ، ك كتلته وهو ساكن ، ع سرعته ، ص سرعة الضوء .
والذين يذكرون أوليات علم الجبر يعلمون أن ع حينما تكون مقاديرها صغيرة لا تؤثر بكثير في المعادلة .. ولكن حينما تقترب ع من سرعة الضوء فإن النتيجة تتضخم بشكل هائل وتصبح قيمة الجذر التربيعي أقرب إلى الصفر .. وتصبح الكتلة الجديدة هي ك مقسومة على صفر .. أي لا نهاية ..
ولم تلبث المعامل أن قدمت لنا التجربة الملموسة التي تثبت صدق هذه المعادلة .. وبهذا خرجت بها من حيز الافتراضات الجبرية إلى حيز الحقائق العلمية المعترف بها ..
أثبتت التجارب أن القذائف المشعة التي تطلقها مادة الراديوم واليورانيوم ( وهي دقائق مادية متناهية في الصِغَر تنطلق بسرعة قريبة من سرعة الضوء ) تزداد كتلتها بما يتفق مع حسابات أينشتين ..
وخطا أينشتين خطوة أخرى في تفكيره النظري قائلًا :
إنه مادام الجسم يكتسب مزيدًا من الكتلة حينما يكتسب مزيدًا من الحركة .. وبما أن الحركة شكل من أشكال الطاقة .. فإن معنى هذا أن الجسم حينما يكتسب طاقة يكتسب في نفس الوقت كتلة ..
أي أن الطاقة يمكن أن تتحول إلى كتلة، والكتلة يمكن أن تتحول إلى طاقة .
وما لبث أن قدم المعادلة التاريخية لهذه العلاقة بين الطاقة والكتلة .. وهي المعادلة التي صُنِعت القنبلة الذرية على أساسها :
طـ = ك X ص2 .
أو أن الطاقة المتحصلة من كتلة معينة تساوي حاصل ضرب هذه الكتلة بالجرام في مربع سرعة الضوء بالسنتيمتر/ ثانية ..
ويلاحَظ هنا أن الطاقة الناتجة من تفجير جرام واحد كمية هائلة جدًا .. وأنها يمكن أن تحرق مدينة .. أو تزوِّد مديرية كاملة بالوقود لمدة سنة .
فإذا أردنا أن نحسب كمية الكتلة المتحصلة من تركيز كمية الطاقة، فإن المعادلة تكون أن .. الكتلة تساوي الطاقة مقسومة على سرعة الضوء بالسنتيمتر ثانية .. أي مقدار ضئيل جدًا ..
والمعادلة تفسر لنا السر في أزلية هذا الكون وقِدَمه ..
السر أن هذا العدد الهائل من النجوم مضت عليه آماد طويلة من بلايين السنين وهو يشع نورًا وطاقة وحرارة .. ولم تبد عليه مخايل الفناء بعد ..
والسر هو أن النجوم تحترق بطريقة أخرى غير احتراق السجاير .. والكبريت .. فالكبريت يشتعل بطريقة كيميائية .. والنار التي تخرج منه هي حرارة اتحاد عناصر بعضها ببعض .. هي حرارة إتحاد الكبريت بالأوكسجين لينتج ثاني أكسيد الكربون ..
الكبريت لا يفنَى وإنما يتحول إلى مركبات أخرى .. هي الدخان .
أما احتراق الشمس والنجوم فإنه احتراق فَناء ..
ذرات الشمس والنجوم تتحطم وتتدفق شعاعًا في كل أقطار الكون، وهذا النوع من الاحتراق النووي بطيء جدًا .. لأن قليلًا جدً جدًا من المادة يملأ الفضاء بالكثير جدًا جدًا من الطاقة ..
فالنجوم تخسر قليلًا جدًا من مادتها كل يوم .. وهذا سر عمرها الطويل الأزلي، ولو كانت الشمس تحترق بالطريقة التي تحترق بها السجائر وعيدان الكبريت لانطفأت في لحظة ولتحولت الأرض إلى صقيع وانقرض ما عليها من صنوف الحياة .
ولقد كان انفجار قنبلة هيروشيما ، واختراع القنبلة الهيدروجينية بعد ذلك ، ثم قنبلة النيوترون بداية فتح رهيب في عالَم الطاقة .
لقد سلَّم أينشتين مفاتيح جهنم للعلماء .. وللساسة المخبولين .. وللمجانين من هواة الحروب .. بهذه المعادلة البسيطة ..
وأصبح ممكنًا بالحساب والأرقام معرفة كمية المادة اللازمة لنسف دولة وإفناء شعب .. وهي في العادة قليل من جرامات اليورانيوم والماء الثقيل والكوبالت .. أقل مما يملأ قبضة اليد ..
وانفتح في نفس الوقت باب لبحوث الفضاء .. وأصبح السفر في صواريخ هائلة تنطلق بسرعة خارقة وتخرج من جاذبية الأرض ممكنًا .. نتيجة اختراع صنوف جديدة من الوقود الذرّي .
لكن أهم من هذه التطبيقات العملية .. كانت هناك نتيجة نظرية خطيرة ترتبت على هذه الخطوة ..
أن الحاجز بين المادة والطاقة قد سقط نهائيًا .. وأصبحت المادة هي الطاقة ، والطاقة هي المادة .
لا فرق بين الصوت والضوء والحرارة والحركة والمغنطيسية والكهرباء .. وبين المادة الخاملة التي لا يخرج منها صوت ولا تندّ عنها حركة .
فالمادة هي كل هذه الظواهر مختزنة مركَّزة .
المادة هي الحركة مضغوطة محبوسة .
هي قمقم سليمان فيه عفريت .
وأينشتين هو الذي أطلق تعزيمة الرموز والطلاسم الجبرية فانفتح القمقم وخرج العفريت .
المادة ليست مادة ..
إنها حركة ..
ما الفرق بين أن نقول ذلك ، وبين أن نقول إنها روح .. ؟!
الروح تعبير صوفي نقصد به الفعالية الخالصة التي بلا جسد ..
والمادة اتضح أنها فعالية خالصة ( حركة ) وأن جسمها الملموس وَهم من أوهام الحواس ..
الألفاظ تختلط ببعضها .. وكل شيء جائز .
ومنذ اللحظة التي حطم فيها أينشتين السدّ الوهميّ بين المادة والطاقة ، انهار كل يقين حسي ملموس .. وتحولت الدنيا إلى خواء مشحون بطاقة غير مرئية .. مثل الجن والعفاريت ..
مرة يسميها العِلم موجات مغناطيسية كهربائية .. ومرة يسميها أشعة كونية .. ومرة يسميها أشعة إكس .. ومرة يسميها جزيئات بيتا .. ومرة يسميها أشعة جاما ..
وأغلبها أشياء تقتل في الظلام دون أن تدركها الحواس .. وهذه الأشياء هي نفسها المادة الساذجة الخاملة التي نتداولها بين أيدينا كل يوم ..
وسط هذا التشويش والغموض وَجَدت بعض المعضلات العلمية تفسيرها .. المشكلة التي أثارها ماكس بلانك : هل طبيعة الضوء ذرية .. أو موجية .. ؟!
مثل هذا الازدواج أصبح طبيعيًا .. فالضوء مادة وفي نفس الوقت طاقة .. ولابد أن يحمل أثر هذه الطبيعة المزدوجة .. وهي ازدواج وليس تناقضًا ..
لأن الذرة ليست شكلًا ثابتًا وحيدًا للمادة .. وإنما هي في ذات الوقت يمكن أن تتبعثر أمواجًا ..
مقال / الكتلة
من كتاب / اينشتين والنسبيه
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ والنتيجة هي مفاجأة أكثر إدهاشًا من كل المفاجآت السابقة ..
الكتلة مرادفة للوزن في لغة الكلام العادي .. والذين يذكرون بعض المعلومات التي أخذوها في كتب الطبيعة يعلمون أن للكتلة تعريفًا مختلفًا ..
فهي : خاصية مقاومة الحركة .. هكذا يسميها الفقهاء .
وقد تعلمنا من هؤلاء الفقهاء أن الكتلة كمٌ ثابت .. وأنها لا تتأثر بحركة الجسم أو بسكونه .. فهي صفة جوهرية فيه .
ولكن أينشتين الذي قلب وجه الفقه الطبيعي أثبت أن الكتلة نسبية مثل الزمان والمكان .. وأنها مقدار متغير، وأنها تتغير بحركة الجسم .
كلما ازدادت سرعة الجسم كلما ازدادت كتلته ..
ولا تبدو هذه الفروق في السرع الصغيرة المألوفة حولنا ولهذا تفوتنا فلا نلاحظها .. ولكنها في السرَع العالية التي تقترب من سرعة الضوء تصبح فروقاً هائلة .. حتى إذا بلغت سرعة الجسم مثل سرعة الضوء فإن كتلته تصبح لا نهائية .. وبالتالي تصبح مقاومته للحركة لا نهائية وبالتالي يتوقف .
وهذه فرضية مستحيلة طبعًا .. لأنه لا يوجد جسم يمكنه أن يتحرك بسرعة الضوء ..
واستطاع أينشتين أن يقدم المعادلة الدقيقة التي تبين العلاقة بين كتلة الجسم وسرعته ..
لينك المعادلة :
http://im35.gulfup.com/MlRL9.jpg
حيث أن ك1 هي كتلة الجسم وهو متحرك ، ك كتلته وهو ساكن ، ع سرعته ، ص سرعة الضوء .
والذين يذكرون أوليات علم الجبر يعلمون أن ع حينما تكون مقاديرها صغيرة لا تؤثر بكثير في المعادلة .. ولكن حينما تقترب ع من سرعة الضوء فإن النتيجة تتضخم بشكل هائل وتصبح قيمة الجذر التربيعي أقرب إلى الصفر .. وتصبح الكتلة الجديدة هي ك مقسومة على صفر .. أي لا نهاية ..
ولم تلبث المعامل أن قدمت لنا التجربة الملموسة التي تثبت صدق هذه المعادلة .. وبهذا خرجت بها من حيز الافتراضات الجبرية إلى حيز الحقائق العلمية المعترف بها ..
أثبتت التجارب أن القذائف المشعة التي تطلقها مادة الراديوم واليورانيوم ( وهي دقائق مادية متناهية في الصِغَر تنطلق بسرعة قريبة من سرعة الضوء ) تزداد كتلتها بما يتفق مع حسابات أينشتين ..
وخطا أينشتين خطوة أخرى في تفكيره النظري قائلًا :
إنه مادام الجسم يكتسب مزيدًا من الكتلة حينما يكتسب مزيدًا من الحركة .. وبما أن الحركة شكل من أشكال الطاقة .. فإن معنى هذا أن الجسم حينما يكتسب طاقة يكتسب في نفس الوقت كتلة ..
أي أن الطاقة يمكن أن تتحول إلى كتلة، والكتلة يمكن أن تتحول إلى طاقة .
وما لبث أن قدم المعادلة التاريخية لهذه العلاقة بين الطاقة والكتلة .. وهي المعادلة التي صُنِعت القنبلة الذرية على أساسها :
طـ = ك X ص2 .
أو أن الطاقة المتحصلة من كتلة معينة تساوي حاصل ضرب هذه الكتلة بالجرام في مربع سرعة الضوء بالسنتيمتر/ ثانية ..
ويلاحَظ هنا أن الطاقة الناتجة من تفجير جرام واحد كمية هائلة جدًا .. وأنها يمكن أن تحرق مدينة .. أو تزوِّد مديرية كاملة بالوقود لمدة سنة .
فإذا أردنا أن نحسب كمية الكتلة المتحصلة من تركيز كمية الطاقة، فإن المعادلة تكون أن .. الكتلة تساوي الطاقة مقسومة على سرعة الضوء بالسنتيمتر ثانية .. أي مقدار ضئيل جدًا ..
والمعادلة تفسر لنا السر في أزلية هذا الكون وقِدَمه ..
السر أن هذا العدد الهائل من النجوم مضت عليه آماد طويلة من بلايين السنين وهو يشع نورًا وطاقة وحرارة .. ولم تبد عليه مخايل الفناء بعد ..
والسر هو أن النجوم تحترق بطريقة أخرى غير احتراق السجاير .. والكبريت .. فالكبريت يشتعل بطريقة كيميائية .. والنار التي تخرج منه هي حرارة اتحاد عناصر بعضها ببعض .. هي حرارة إتحاد الكبريت بالأوكسجين لينتج ثاني أكسيد الكربون ..
الكبريت لا يفنَى وإنما يتحول إلى مركبات أخرى .. هي الدخان .
أما احتراق الشمس والنجوم فإنه احتراق فَناء ..
ذرات الشمس والنجوم تتحطم وتتدفق شعاعًا في كل أقطار الكون، وهذا النوع من الاحتراق النووي بطيء جدًا .. لأن قليلًا جدً جدًا من المادة يملأ الفضاء بالكثير جدًا جدًا من الطاقة ..
فالنجوم تخسر قليلًا جدًا من مادتها كل يوم .. وهذا سر عمرها الطويل الأزلي، ولو كانت الشمس تحترق بالطريقة التي تحترق بها السجائر وعيدان الكبريت لانطفأت في لحظة ولتحولت الأرض إلى صقيع وانقرض ما عليها من صنوف الحياة .
ولقد كان انفجار قنبلة هيروشيما ، واختراع القنبلة الهيدروجينية بعد ذلك ، ثم قنبلة النيوترون بداية فتح رهيب في عالَم الطاقة .
لقد سلَّم أينشتين مفاتيح جهنم للعلماء .. وللساسة المخبولين .. وللمجانين من هواة الحروب .. بهذه المعادلة البسيطة ..
وأصبح ممكنًا بالحساب والأرقام معرفة كمية المادة اللازمة لنسف دولة وإفناء شعب .. وهي في العادة قليل من جرامات اليورانيوم والماء الثقيل والكوبالت .. أقل مما يملأ قبضة اليد ..
وانفتح في نفس الوقت باب لبحوث الفضاء .. وأصبح السفر في صواريخ هائلة تنطلق بسرعة خارقة وتخرج من جاذبية الأرض ممكنًا .. نتيجة اختراع صنوف جديدة من الوقود الذرّي .
لكن أهم من هذه التطبيقات العملية .. كانت هناك نتيجة نظرية خطيرة ترتبت على هذه الخطوة ..
أن الحاجز بين المادة والطاقة قد سقط نهائيًا .. وأصبحت المادة هي الطاقة ، والطاقة هي المادة .
لا فرق بين الصوت والضوء والحرارة والحركة والمغنطيسية والكهرباء .. وبين المادة الخاملة التي لا يخرج منها صوت ولا تندّ عنها حركة .
فالمادة هي كل هذه الظواهر مختزنة مركَّزة .
المادة هي الحركة مضغوطة محبوسة .
هي قمقم سليمان فيه عفريت .
وأينشتين هو الذي أطلق تعزيمة الرموز والطلاسم الجبرية فانفتح القمقم وخرج العفريت .
المادة ليست مادة ..
إنها حركة ..
ما الفرق بين أن نقول ذلك ، وبين أن نقول إنها روح .. ؟!
الروح تعبير صوفي نقصد به الفعالية الخالصة التي بلا جسد ..
والمادة اتضح أنها فعالية خالصة ( حركة ) وأن جسمها الملموس وَهم من أوهام الحواس ..
الألفاظ تختلط ببعضها .. وكل شيء جائز .
ومنذ اللحظة التي حطم فيها أينشتين السدّ الوهميّ بين المادة والطاقة ، انهار كل يقين حسي ملموس .. وتحولت الدنيا إلى خواء مشحون بطاقة غير مرئية .. مثل الجن والعفاريت ..
مرة يسميها العِلم موجات مغناطيسية كهربائية .. ومرة يسميها أشعة كونية .. ومرة يسميها أشعة إكس .. ومرة يسميها جزيئات بيتا .. ومرة يسميها أشعة جاما ..
وأغلبها أشياء تقتل في الظلام دون أن تدركها الحواس .. وهذه الأشياء هي نفسها المادة الساذجة الخاملة التي نتداولها بين أيدينا كل يوم ..
وسط هذا التشويش والغموض وَجَدت بعض المعضلات العلمية تفسيرها .. المشكلة التي أثارها ماكس بلانك : هل طبيعة الضوء ذرية .. أو موجية .. ؟!
مثل هذا الازدواج أصبح طبيعيًا .. فالضوء مادة وفي نفس الوقت طاقة .. ولابد أن يحمل أثر هذه الطبيعة المزدوجة .. وهي ازدواج وليس تناقضًا ..
لأن الذرة ليست شكلًا ثابتًا وحيدًا للمادة .. وإنما هي في ذات الوقت يمكن أن تتبعثر أمواجًا ..
مقال / الكتلة
من كتاب / اينشتين والنسبيه
للدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله) . ❝
❞ ˝تدور أحداث رواية مالك الحزين بصورة أساسية في منطقة يُطلق عليها ˝كيت كات˝ تقع في حي إمبابة أحد الأحياء الشعبية في مدينة القاهرة، يتحرك فيه عدد كبير من الشخصيات التي تؤدي كل واحدة منها دورًا مهمًا ومؤثرًا في سير الأحداث، ومن تلك الشخصيات: يوسف النجار، وعبد الله القهوجي، والشيخ حسني، وفاطمة، وقدري الإنجليزي، وغيرها الكثير من الشخصيات التي تنوعت ما بين شخصيات ذات تأثير مباشر وحضور أكبر وأخرى اقتصر دورها في مواضع محددة من هذا العمل الأدبي˝. ❝ ⏤إبراهيم أصلان
❞ ˝تدور أحداث رواية مالك الحزين بصورة أساسية في منطقة يُطلق عليها ˝كيت كات˝ تقع في حي إمبابة أحد الأحياء الشعبية في مدينة القاهرة، يتحرك فيه عدد كبير من الشخصيات التي تؤدي كل واحدة منها دورًا مهمًا ومؤثرًا في سير الأحداث، ومن تلك الشخصيات: يوسف النجار، وعبد الله القهوجي، والشيخ حسني، وفاطمة، وقدري الإنجليزي، وغيرها الكثير من الشخصيات التي تنوعت ما بين شخصيات ذات تأثير مباشر وحضور أكبر وأخرى اقتصر دورها في مواضع محددة من هذا العمل الأدبي˝ . ❝
❞ ˝تبدو اللعبة وكأنها مجموعة من العمليات ، ولكن بعد المكافأة ، أصبح من الواضح أن هذه العمليات كانت مناورات حقًا ؛ ليس طلبات صادقة ولكن يتحرك في اللعبة. ˝. ❝ ⏤إيريك بيرن
❞ ˝تبدو اللعبة وكأنها مجموعة من العمليات ، ولكن بعد المكافأة ، أصبح من الواضح أن هذه العمليات كانت مناورات حقًا ؛ ليس طلبات صادقة ولكن يتحرك في اللعبة. ˝ . ❝
❞ خَطا الجد نحو حفيده خطوات .. وإن الناظر إليه لا يدري بأي التجليات كان يتحرك؟ أبِأحوال الجمال أم بأحوال الجلال؟ فليس من السهل أن تعرف ما يسبح في بحره العميق من حيتان ومرجان! ولا يبوح البحر بأسراره حتى تتدفق أمواجه على الشطآن! ثم اقترب حتي كان قاب قوسين أو أدنى! ولم تزل العينان من الجهتين تتواصلان بأشعة الرهبة والرغبة! حتي إذا ضاق الجبل بمائه الفوار تفجرت الحجارة بالأنهار! ثم تدفقت التجليات تترى فجعلت حصون الجد دكًّا؛ وخر علي جسد حفيده صعِقًا!
ثم .. ثم احتضن الغلام بكلتا يديه وأجهش بالبكاء ..! وانجرفت الحجارة بقوة السيل شهيقًا عميقًا، ترتجف له من حوله فرائصُ الأشجار والأطيار! ولبكاء الشيوخ رهبة ولا كأي رهبة! بكاء يجرف معه كل أحزان التاريخ ويهيج كل مآتم العمر، وكل مآسي الأيام الخوالي! فمن يستطيع سد السيل إذا هاجت وديانه من كل شعابها ..!؟
وتُطلق الريح شهيقها الرهيب بين شماريخ الجبال! لكن الطفل بقي بين يدي جده حائرًا! وتساءل خاطره الجريح متعجبًا: "جدي شامل هو أيضًا يبكي؟" .. كانت المفاجأة بالنسبة إليه أشبه ما تكون بعصفة الروح، أو بكشف نوراني مباغت! فلا يدري القلب في غمرة النور كيف يتصرف! لكن الحيرة لم تطل كثيرًا فما كان لقلب الصغير أن تحجم عصافيره عن رصد صدى النشيج! ولم يدر كيف دس وجهه في صدر جده، وانخرط يغرف من مواجع النحيب! ثم اتحدت دماء التاريخ بدموع الزمان الجديد! فاخرسي يا حمائم الرثاء وأنصتي! فهذا الشيخ الحكيم ينقش الآن رثاءه لنفسه شعرًا يتضور ألمًا ثم يلقيه علي عصره الراحل من التاريخ الحزين إلى زمن الحفيد، محملًا بآلاف المواجع والجراح! ولم يزل شهيقه الكليم يتفجر من أرضروم، ويسرب مع الريح حتى تتكسر أصداؤه الولهى على مآذن إسطنبول، هنالك في الغرب الشماليّ للبلاد!
وجعل الجد شامل يردد كلمات من الشعر التركيّ الحزين، شعر رسخت أبياته في ذاكرة فتح الله ألمًا لذيذًا لم ينسه قط
"قد غادرت الوردة المكان ..... ورحل العندليب!
فكيف يطربنا ضحك؟ ..... وما يجدينا النحيب. ❝ ⏤فريد الأنصاري
❞ خَطا الجد نحو حفيده خطوات .. وإن الناظر إليه لا يدري بأي التجليات كان يتحرك؟ أبِأحوال الجمال أم بأحوال الجلال؟ فليس من السهل أن تعرف ما يسبح في بحره العميق من حيتان ومرجان! ولا يبوح البحر بأسراره حتى تتدفق أمواجه على الشطآن! ثم اقترب حتي كان قاب قوسين أو أدنى! ولم تزل العينان من الجهتين تتواصلان بأشعة الرهبة والرغبة! حتي إذا ضاق الجبل بمائه الفوار تفجرت الحجارة بالأنهار! ثم تدفقت التجليات تترى فجعلت حصون الجد دكًّا؛ وخر علي جسد حفيده صعِقًا!
ثم .. ثم احتضن الغلام بكلتا يديه وأجهش بالبكاء ..! وانجرفت الحجارة بقوة السيل شهيقًا عميقًا، ترتجف له من حوله فرائصُ الأشجار والأطيار! ولبكاء الشيوخ رهبة ولا كأي رهبة! بكاء يجرف معه كل أحزان التاريخ ويهيج كل مآتم العمر، وكل مآسي الأيام الخوالي! فمن يستطيع سد السيل إذا هاجت وديانه من كل شعابها ..!؟
وتُطلق الريح شهيقها الرهيب بين شماريخ الجبال! لكن الطفل بقي بين يدي جده حائرًا! وتساءل خاطره الجريح متعجبًا: "جدي شامل هو أيضًا يبكي؟" .. كانت المفاجأة بالنسبة إليه أشبه ما تكون بعصفة الروح، أو بكشف نوراني مباغت! فلا يدري القلب في غمرة النور كيف يتصرف! لكن الحيرة لم تطل كثيرًا فما كان لقلب الصغير أن تحجم عصافيره عن رصد صدى النشيج! ولم يدر كيف دس وجهه في صدر جده، وانخرط يغرف من مواجع النحيب! ثم اتحدت دماء التاريخ بدموع الزمان الجديد! فاخرسي يا حمائم الرثاء وأنصتي! فهذا الشيخ الحكيم ينقش الآن رثاءه لنفسه شعرًا يتضور ألمًا ثم يلقيه علي عصره الراحل من التاريخ الحزين إلى زمن الحفيد، محملًا بآلاف المواجع والجراح! ولم يزل شهيقه الكليم يتفجر من أرضروم، ويسرب مع الريح حتى تتكسر أصداؤه الولهى على مآذن إسطنبول، هنالك في الغرب الشماليّ للبلاد!
وجعل الجد شامل يردد كلمات من الشعر التركيّ الحزين، شعر رسخت أبياته في ذاكرة فتح الله ألمًا لذيذًا لم ينسه قط
"قد غادرت الوردة المكان ..... ورحل العندليب!
فكيف يطربنا ضحك؟ ..... وما يجدينا النحيب . ❝
❞ تولد الحضارة من رحم فكرة يقينية كلية جامعة هي روحها وخزّان طاقتها وتؤول الى الانحدار اذا انقطعت ثلتها بتلك الفكرة او ضعفت. وبما أن التاريه يتحرك في دورات تتقلب فيها الحضارات ما بين طفولة وشباب وكهولة، فإن في الامكان تأخير الكهولة واعادة بعث الحضارة عن طريق تجديد الفكرة الحضارية وتخصيبها، واستغلال التحديات المحفّزة للتطهر من امراض الترف والانحطاط وصف الكتاب الموجود على ظهره
˝
تولد الحضارة من رحم فكرة يقينية كلية جامعة هي روحها وخزّان طاقتها وتؤول الى الانحدار اذا انقطعت ثلتها بتلك الفكرة او ضعفت. وبما أن التاريه يتحرك في دورات تتقلب فيها الحضارات ما بين طفولة وشباب وكهولة، فإن في الامكان تأخير الكهولة واعادة بعث الحضارة عن طريق تجديد الفكرة الحضارية وتخصيبها، واستغلال التحديات المحفّزة للتطهر من امراض الترف والانحطاط، اما ما يزيد على ذلك فهو عوامل داعمة، وجودها يعين والافتقاد اليها يعيق.
وتأتي أهمية هذه النتيجة من استجابتها لمتطلبات المرحلة الحضارية التي تعيشها هذه الأمة المتحرّقة إلى ما ينتشلها من وهدة الانحطاط التي علقت فيها، وأضاعت السبيل إلى ذلك، فتواكلت على الأسباب المفقودة، وغفلت عن خزان طاقتها الولودة، وأقعدتها آلامها والمحن، ناسية أن لا شيء يجعلنا أقوياء مثل الألم. ❝ ⏤بتول أحمد جندية
❞ تولد الحضارة من رحم فكرة يقينية كلية جامعة هي روحها وخزّان طاقتها وتؤول الى الانحدار اذا انقطعت ثلتها بتلك الفكرة او ضعفت. وبما أن التاريه يتحرك في دورات تتقلب فيها الحضارات ما بين طفولة وشباب وكهولة، فإن في الامكان تأخير الكهولة واعادة بعث الحضارة عن طريق تجديد الفكرة الحضارية وتخصيبها، واستغلال التحديات المحفّزة للتطهر من امراض الترف والانحطاط وصف الكتاب الموجود على ظهره
˝
تولد الحضارة من رحم فكرة يقينية كلية جامعة هي روحها وخزّان طاقتها وتؤول الى الانحدار اذا انقطعت ثلتها بتلك الفكرة او ضعفت. وبما أن التاريه يتحرك في دورات تتقلب فيها الحضارات ما بين طفولة وشباب وكهولة، فإن في الامكان تأخير الكهولة واعادة بعث الحضارة عن طريق تجديد الفكرة الحضارية وتخصيبها، واستغلال التحديات المحفّزة للتطهر من امراض الترف والانحطاط، اما ما يزيد على ذلك فهو عوامل داعمة، وجودها يعين والافتقاد اليها يعيق.
وتأتي أهمية هذه النتيجة من استجابتها لمتطلبات المرحلة الحضارية التي تعيشها هذه الأمة المتحرّقة إلى ما ينتشلها من وهدة الانحطاط التي علقت فيها، وأضاعت السبيل إلى ذلك، فتواكلت على الأسباب المفقودة، وغفلت عن خزان طاقتها الولودة، وأقعدتها آلامها والمحن، ناسية أن لا شيء يجعلنا أقوياء مثل الألم . ❝