❞ في لحظاتٍ هادئة تحت ضوء المصباح الدافئ نجلس
ونحكي معآ حيث تمتلئ الغرفة برائحة الزمن الجميل
الجدّ يروي لنا حكاياته عن أيامٍ مضت والجدة تبتسم
برفق وتُعد لنا كوباً من الشاي بينما يتسلل صوت
أم كلثوم من صوت الراديو القديم وصوتها العذب
يملأ الأرجاءكما لو أن الزمن قد توقف لحظة
والكل يتناغم مع الألحان في تلك اللحظات
ينقلب الوقت إلى قصيدة وتصبح الذكريات أكثر وضوحاً كما لو أن أم كلثوم نفسها تُغني لنا عن الماضي عن الحب عن الوطن أجد نفسي أغرق في حديثهما وأستمتع بكل كلمة تقال وكل تفصيل صغير في الحكايات التي تأتي من زمن بعيد زمن لا يزال حياً في قلوبهم تماماً كما يعيش صوت أم كلثوم في ذاكرة الأجيال في تلك اللحظات يصبح العالم أكثر جمالاًحيث الحب والأمان هما أغنيتنا الوحيدة وصوت أم كلثوم هو رفيقنا الذي لا يفارقنا
بقلم رضوي حمدي (وتين). ❝ ⏤الكاتبة رضوي حمدي(وتين)
❞ في لحظاتٍ هادئة تحت ضوء المصباح الدافئ نجلس
ونحكي معآ حيث تمتلئ الغرفة برائحة الزمن الجميل
الجدّ يروي لنا حكاياته عن أيامٍ مضت والجدة تبتسم
برفق وتُعد لنا كوباً من الشاي بينما يتسلل صوت
أم كلثوم من صوت الراديو القديم وصوتها العذب
يملأ الأرجاءكما لو أن الزمن قد توقف لحظة
والكل يتناغم مع الألحان في تلك اللحظات
ينقلب الوقت إلى قصيدة وتصبح الذكريات أكثر وضوحاً كما لو أن أم كلثوم نفسها تُغني لنا عن الماضي عن الحب عن الوطن أجد نفسي أغرق في حديثهما وأستمتع بكل كلمة تقال وكل تفصيل صغير في الحكايات التي تأتي من زمن بعيد زمن لا يزال حياً في قلوبهم تماماً كما يعيش صوت أم كلثوم في ذاكرة الأجيال في تلك اللحظات يصبح العالم أكثر جمالاًحيث الحب والأمان هما أغنيتنا الوحيدة وصوت أم كلثوم هو رفيقنا الذي لا يفارقنا
❞ يذكر أثناء جلسته مع شهاب بعد فرار غرام، لم يكن هناك ما يُقال، فحاصرهما صمت يخترق الأعماق. شهاب الذي كان يوماً ملجأً للدفء، أصبح جليداً يُحدق به بنظرات باردة، ليهمس بكلماتٍ لاذعة:
\"حذّرتُك من قبل، تمنيتُ لك ألا تندم يوماً... لكن يبدو أن الأسف سيصبح رفيقك مدى الحياة لارتباط اسمكِ باسمها. الخائن لا يعرف الندامة، حتى وإن حاول تزييف المعذرة، يلازمه طيف عدم الثقة كظله اللازم. إنه كسرابٍ يغري الظمآن بماءٍ لا يُروي بل يزيد العطش، وكم هو بعيد الماء عن الوصول. لتلك الأسباب اخترت الانفصال عن مسارها، فلا غفران لمن لا يستشعر ثقل المسؤولية. الخيانة تنمو في دواخلها كأورام خبيثة، تنخر في جسد العلاقة\"
نعم، كانت كلمات شهاب قاسية لكنها حملت الحقيقة بين ثناياها. الخائن يبقى عديم الأمان، وفي نظرة استراتيجية، غرام لا تستحق فرصة ثانية. لم تُهان غرام أو تُجرح في كرامتها، فالخيانة ذلك السم الذي يجري في عروقها، ولتكن وحيدة مع حرقتها وغدرها.. ❝ ⏤وداد جلول
❞ يذكر أثناء جلسته مع شهاب بعد فرار غرام، لم يكن هناك ما يُقال، فحاصرهما صمت يخترق الأعماق. شهاب الذي كان يوماً ملجأً للدفء، أصبح جليداً يُحدق به بنظرات باردة، ليهمس بكلماتٍ لاذعة:
˝حذّرتُك من قبل، تمنيتُ لك ألا تندم يوماً.. لكن يبدو أن الأسف سيصبح رفيقك مدى الحياة لارتباط اسمكِ باسمها. الخائن لا يعرف الندامة، حتى وإن حاول تزييف المعذرة، يلازمه طيف عدم الثقة كظله اللازم. إنه كسرابٍ يغري الظمآن بماءٍ لا يُروي بل يزيد العطش، وكم هو بعيد الماء عن الوصول. لتلك الأسباب اخترت الانفصال عن مسارها، فلا غفران لمن لا يستشعر ثقل المسؤولية. الخيانة تنمو في دواخلها كأورام خبيثة، تنخر في جسد العلاقة˝
نعم، كانت كلمات شهاب قاسية لكنها حملت الحقيقة بين ثناياها. الخائن يبقى عديم الأمان، وفي نظرة استراتيجية، غرام لا تستحق فرصة ثانية. لم تُهان غرام أو تُجرح في كرامتها، فالخيانة ذلك السم الذي يجري في عروقها، ولتكن وحيدة مع حرقتها وغدرها. ❝
❞ للقرآن أثر في النفوس عجيب، وقدرته على جذب القلوب أعجب، يقول الشيخ «محمد متولي الشعراوي»في تفسيره: «إنه أي القرآن يخاطب ملكات خفية في النفس، لا نعرفها نحن، ولكن يعرفها الله خالق الإنسان، وهو أعلم به، هذه الملكات تنفعل حين تسمع القرآن الكريم، فتلين القلوب، ويدخل الإيمان إليها، ولقد تنبّه الكفار إلى تأثير القرآن الكريم في النفس البشرية تأثيرًا لا يستطيع أن يفسره أحد، ولكنه يجذب النفس إلى طريق الإيمان، ويدخل الرحمة في القلوب.
لذلك كان أئمة الكفر يخافون أكثر ما يخافون من سماع الكفار للقرآن الكريم، ويحاولون منع ذلك بأي وسيلة، ويعتدون على من يتلو القرآن الكريم، ولو أن هذا القرآن الكريم لم يكن كلام الله الذي وضع فيه من الأسرار ما يخاطب ملكات خفية في النفس البشرية، ما اهتم أئمة الكفر بأن يستمع أحد للقرآن الكريم، أو لا يستمع، ولكن شعورهم بما يفعله كلام الله، جعلهم لا يمنعون سماع القرآن الكريم فقط، بل قالوا كما يروي لنا القرآن الكريم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}. ❝ ⏤محمد أحمد عبيد
❞ للقرآن أثر في النفوس عجيب، وقدرته على جذب القلوب أعجب، يقول الشيخ «محمد متولي الشعراوي»في تفسيره: «إنه أي القرآن يخاطب ملكات خفية في النفس، لا نعرفها نحن، ولكن يعرفها الله خالق الإنسان، وهو أعلم به، هذه الملكات تنفعل حين تسمع القرآن الكريم، فتلين القلوب، ويدخل الإيمان إليها، ولقد تنبّه الكفار إلى تأثير القرآن الكريم في النفس البشرية تأثيرًا لا يستطيع أن يفسره أحد، ولكنه يجذب النفس إلى طريق الإيمان، ويدخل الرحمة في القلوب.
لذلك كان أئمة الكفر يخافون أكثر ما يخافون من سماع الكفار للقرآن الكريم، ويحاولون منع ذلك بأي وسيلة، ويعتدون على من يتلو القرآن الكريم، ولو أن هذا القرآن الكريم لم يكن كلام الله الذي وضع فيه من الأسرار ما يخاطب ملكات خفية في النفس البشرية، ما اهتم أئمة الكفر بأن يستمع أحد للقرآن الكريم، أو لا يستمع، ولكن شعورهم بما يفعله كلام الله، جعلهم لا يمنعون سماع القرآن الكريم فقط، بل قالوا كما يروي لنا القرآن الكريم: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾. ❝
❞ \"لحظة ساحرة\"
لحظة جمعت العشاق، لا ليرقصوا تحت المطر، بل ليشهدوا عاصفة تحمل بين قطراتها قصصًا لم يفهمها أحد. تتساقط أوراق الشجر كأنها تنحني لعاصفة غريبة، والمطر ينهمر ليخلق بين الأرواح لقاءً لا مثيل له.
لم أكن أتخيل يومًا أن يكون لهذا المشهد معنى خاص، لكنه كان يحكي قصة اثنين وُلدا من المطر. رأيته لأول مرة هناك، تحت زخات المطر، ولم أكن أظن أنني سأصبح عاشقة بهذا الشكل، ولا أنني سأقع في أسر تلك العيون من النظرة الأولى.
كأن كل شيء فيه يروي لي قصص الحب. يا من سكنت قلبي منذ النظرة الأولى، أخبرني، ماذا تحمل تلك العيون؟ هل هي عيون عادية، أم أنها تخبئ سحرًا لا يُقاوم؟
⤶ فاطمه صبحي. ❝ ⏤Fatma Sobhi
❞ ˝لحظة ساحرة˝
لحظة جمعت العشاق، لا ليرقصوا تحت المطر، بل ليشهدوا عاصفة تحمل بين قطراتها قصصًا لم يفهمها أحد. تتساقط أوراق الشجر كأنها تنحني لعاصفة غريبة، والمطر ينهمر ليخلق بين الأرواح لقاءً لا مثيل له.
لم أكن أتخيل يومًا أن يكون لهذا المشهد معنى خاص، لكنه كان يحكي قصة اثنين وُلدا من المطر. رأيته لأول مرة هناك، تحت زخات المطر، ولم أكن أظن أنني سأصبح عاشقة بهذا الشكل، ولا أنني سأقع في أسر تلك العيون من النظرة الأولى.
كأن كل شيء فيه يروي لي قصص الحب. يا من سكنت قلبي منذ النظرة الأولى، أخبرني، ماذا تحمل تلك العيون؟ هل هي عيون عادية، أم أنها تخبئ سحرًا لا يُقاوم؟
⤶ فاطمه صبحي. ❝
❞ اللهمَّ لا تجعلني مثله!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
لم ترتوي بعدُ من قصص الأولين،
بكِ عطشٌ إلى أخبارهم يزيدُ مع كل حكاية،
ومن غيرُ المؤيد بالوحي يروي لكِ ما حدث فعلاً؟!
وها أنتِ اليوم مع خبرٍ جديد، وحكايةٍ ماتعةٍ،
وها هو نبيُّكِ وحبيبكِ ﷺ يصحبكِ،
إلى الزمن الغابر على متنٍ قصة!
يقولُ لكِ بصوته العذب:
كانت امرأةٌ تُرضعُ ابناً لها من بني إسرائيل،
فمرَّ بها راكبٌ ذو شارةٍ،
فقالتْ: اللهم اجعلْ ابني مثلها!
فتركَ ثديها وأقبلَ على الراكب وقال: اللهمَّ لا تجعلني مثله!
ثم أقبل على ثديها يمصه،
وجعلَ النبيُّ ﷺ يمصُّ اصبعه ليجعلكِ تعيشين القصة،
وكأنها ترينها أمامكِ الآن!
ثم مُرَّ بأمةٍ تُضربُ،
فقالتْ: اللهم لا تجعل ابني مثلها!
فتركَ ثديها وقال، اللهمَّ اجعلني مثلها!
فقالتْ: ولِمَ ذاكَ؟
فقال: الراكبُ جبارٌ من الجبابرة،
وهذه الأمة يقولون سرقتِ، زنيتِ، ولم تفعل!
يا صحابيَّة،
القصص التي جاء بها الوحيُّ قرآناً أو سُنَّةً،
ليست للمتعة والتسلية وإن كانت ماتعة مسلية،
وإنما هي لتصديق بوقوعها أولاً،
وللعظة، والإعتبار، والعمل بها ثانياً!
فإبراهيم عليه السلام أُلقيَ في النار ولم يحترق حقاً!
وموسى عليه السلام شقَّ البحر بعصاه واقعاً!
ويونس عليه السلام مكث في بطن الحوت يقيناً!
وسليمان عليه السلام حكمَ الجن والإنس والطير فعلاً!
ونوح عليه السلام ركبَ السفينة في موجٍ كالجبال صدقاً!
والسكين لم تذبح إسماعيل عليه السلام أبداً!
والقصص النبوي كالقصص القرآني وحي لا مراء فيه،
فهو ليس مبالغات أبي زيد الهلالي،
ولا مهاترات جلجامش وبحثه عن نبتة الخلود،
ولا تخاريف الإلياذة الإغريقية، أو الشاهنامة الفارسية،
وعندما يُحدُّثكِ نبيُّكِ ﷺ بغرائب الأحاديث،
فكوني على يقين أنَّ هذا وقع فعلاً، والإيمان به واجب!
وإن الطفل الرَّضيع في هذه القصة قد تكلم حقاً في المهد!
تماماً كما تكلم عيسى عليه السلام يوم جاءت به أمه تحمله!
نحن أمة الإيمان بالغيب قبل الصلاة والصيام!
نؤمن بالجنة، والنار،
والصراط، والملائكة، والجن،
ومعجزات الأنبياء
وكل هذا غيب لم نشهده،
وإن لم نؤمن به فلا يصح بعد ذلك لا صلاة ولا صيام!
يا صحابيَّة،
لا تنخدعي بالمظاهر، فهي واللهِ خدَّاعة!
ولا تحكمي على الأشياء بظواهرها فقط فهذا من سوء الفطن!
إنكِ لو سرتِ في طرقات المدينة أيام أبي بكرٍ،
ورأيته بثيابه المتواضعة والأطفال يركضون خلفه ينادونه: يا أبتِ!
لقلتِ يا له من رجل بسيط،
هذا وهو خير الناس بعد الأنبياء!
صاحب رسول الله ﷺ، ورفيقه في الغار،
مؤدب المرتدين، والمدافع عن لا إله إلا الله!
ولو أنكِ مشيتِ في طرقات المدينة أيام خلافة عمر بن الخطاب،
ورأيته يسير بثوبه المرقَّع،
لقلتِ: مسكين لا يجدُ ثوباً أنيقاً،
هذا وهو الذي يهربُ الشيطان منه،
فاروق هذه الأمة، وهازم الإمبراطوريات العظمى،
الرجل الذي أرسى العدل، وأقام الشَّرع!
ولو أنكِ رأيتِ عبد الله بن مسعودٍ يصعدُ شجرةً،
لضحكتِ من دقة ساقيه ونحولها كما ضحك الصحابة،
ولكن النبيَّ ﷺ أخبرهم،
أنَّ هاتين الساقين أثقلُ في الميزان من جبل أُحد!
ولو أنكِ دخلتِ المسجد النبوي،
ورأيتِ حذيفة بن اليمان، وأبا هريرة في أهل الصُّفة،
والصُّفة مكان في المسجد للمساكين الذين لا يجدون طعاماً!
لقلتِ: يا للمساكين!
هذا وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله ﷺ!
وأبو هريرة أكثر الصحابة روايةً للحديث!
يا صحابيَّة،
ليس كل مشهورٍ يُغبطُ على ما هو فيه،
البعض على شهرتهم وثرائهم يستحقون الشفقة!
كان أبو جهل يصول ويجول، ويزبد ويرعدُ،
وقد نال بخزي وسام فرعون هذه الأمة!
ولا كل مجهول يُزدرى على ما هو فيه!
البعض على عدم شهرتهم ليتنا كنا مثلهم،
كان البراء بن مالك أشعث أغبر، ذي طمرين،
مدفوع بالأبواب، لا يأبه به أحد،
ولكنه لو أقسم على الله لأبرَّه!
الشهرة فتنة إلا ما كان منها للهِ،
والمال فتنة إلا ما كان منه في سبيل الله،
والعلم فتنة إلا ما كان هدايةً في ذات الله،
فلا تمدي عينيكِ إلى ما أُعطي غيركِ من الدنيا!
وهو نهاية المطاف متاع زائل، وعذاب مؤجل،
الفارس في هذه القصة كان في الظاهر مُهاباً!
ولكنه في الحقيقة كان ظالماً جباراً،
والأمة كانت في الظاهر متهمة مسكينة،
وهي في الحقيقة بريئة وحبيبة إلى الله،
فكوني ابنة الآخرة!
يا صحابيَّة،
نحن ندعو الله بأشياء فلا يعطينا إياها،
هذا لأنه يعلمُ ونحن لا نعلم!
حين يمنعنا اللهُ عطاءً فهذا لرحمته بنا،
كلنا تمنينا أشياء بشدة، وظننا أن حياتنا ستكون جحيماً بدونها،
ثم دعونا، وسألنا الله، فلم يستجب!
ثم مضت الأيام فاكتشفنا أن الجحيم كان لو أخذناها!
نحن البشر نظرنا محدود، وتفكيرنا قاصر،
ولا نرى من المشهد إلا جزءاً ضئيلاً نحسبه المشهد كله!
وإنكِ لو كنتِ من ركاب السفينة التي ثقبها الخضر،
لربما قلتِ: ألا يكفي أننا مساكين حتى نُصاب بتلف مصدر رزقنا؟
ثم تنكشف حجب الغيب ويتبين لكِ،
أنه لولا هذا الثقب لضاعت السفينة كلها!
ولو أنكِ كنتِ والدة الطفل الذي قتله الخضر،
لربما قلتِ: ما ذنبُ طفلٍ صغير أن يُقتل يا رب؟
ثم تنكشف الحُجب، وتنجلي الحقيقة، ويتبين لكِ،
أنه لو لم يمت لسلبَ منكِ دينكِ!
فسبحان من يُكدر علينا دنيانا أحياناً،
ليحفظ علينا ديننا الذي لو تكدر لن تنفعنا بعد ذلك الدنيا كلها!
يا صحابيَّة،
اُنظري إلى منع الله على أنه عطاء يستريحُ قلبكِ،
إنَّ الله تعالى يحمينا بطرقٍ لا نفهمها،
كان أحد الصالحين يقول:
إذا دعوتُ الله بمسألة فحرمتها،
كان فرحي بالحرمان أكثر من فرحي بالعطاء،
لأن العطاء اختياري لنفسي،
والحرمان اختيار الله لي!
فارفعي أكفكِ بالدعاء وسلي ربكِ ما شئتِ!
فإنه يُحِبُّ أن يسمعَ عبده يدعوه،
وفي الأثر أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام:
يا موسى، سلني علفَ دابتكَ، وشراكَ نعلكَ، وملحَ عجينتكَ!
فإن أخذتِ جواب دعائكِ، فاحمدي الله مرَّةً،
وإن مُنعتِ فاحمدي الله مرتين!
لأن الخير كل الخير كان أن تُمنعي!
وقد كان عمر بن الخطاب يقول:
لو كُشفت حُجب الغيب ما اختار إنسان قدراً،
غير الذي اختاره الله له!
فاحسني الظن بالله!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ اللهمَّ لا تجعلني مثله!
أنتِ أيضاً صحابيَّة!
لم ترتوي بعدُ من قصص الأولين،
بكِ عطشٌ إلى أخبارهم يزيدُ مع كل حكاية،
ومن غيرُ المؤيد بالوحي يروي لكِ ما حدث فعلاً؟!
وها أنتِ اليوم مع خبرٍ جديد، وحكايةٍ ماتعةٍ،
وها هو نبيُّكِ وحبيبكِ ﷺ يصحبكِ،
إلى الزمن الغابر على متنٍ قصة!
يقولُ لكِ بصوته العذب:
كانت امرأةٌ تُرضعُ ابناً لها من بني إسرائيل،
فمرَّ بها راكبٌ ذو شارةٍ،
فقالتْ: اللهم اجعلْ ابني مثلها!
فتركَ ثديها وأقبلَ على الراكب وقال: اللهمَّ لا تجعلني مثله!
ثم أقبل على ثديها يمصه،
وجعلَ النبيُّ ﷺ يمصُّ اصبعه ليجعلكِ تعيشين القصة،
وكأنها ترينها أمامكِ الآن!
ثم مُرَّ بأمةٍ تُضربُ،
فقالتْ: اللهم لا تجعل ابني مثلها!
فتركَ ثديها وقال، اللهمَّ اجعلني مثلها!
فقالتْ: ولِمَ ذاكَ؟
فقال: الراكبُ جبارٌ من الجبابرة،
وهذه الأمة يقولون سرقتِ، زنيتِ، ولم تفعل!
يا صحابيَّة،
القصص التي جاء بها الوحيُّ قرآناً أو سُنَّةً،
ليست للمتعة والتسلية وإن كانت ماتعة مسلية،
وإنما هي لتصديق بوقوعها أولاً،
وللعظة، والإعتبار، والعمل بها ثانياً!
فإبراهيم عليه السلام أُلقيَ في النار ولم يحترق حقاً!
وموسى عليه السلام شقَّ البحر بعصاه واقعاً!
ويونس عليه السلام مكث في بطن الحوت يقيناً!
وسليمان عليه السلام حكمَ الجن والإنس والطير فعلاً!
ونوح عليه السلام ركبَ السفينة في موجٍ كالجبال صدقاً!
والسكين لم تذبح إسماعيل عليه السلام أبداً!
والقصص النبوي كالقصص القرآني وحي لا مراء فيه،
فهو ليس مبالغات أبي زيد الهلالي،
ولا مهاترات جلجامش وبحثه عن نبتة الخلود،
ولا تخاريف الإلياذة الإغريقية، أو الشاهنامة الفارسية،
وعندما يُحدُّثكِ نبيُّكِ ﷺ بغرائب الأحاديث،
فكوني على يقين أنَّ هذا وقع فعلاً، والإيمان به واجب!
وإن الطفل الرَّضيع في هذه القصة قد تكلم حقاً في المهد!
تماماً كما تكلم عيسى عليه السلام يوم جاءت به أمه تحمله!
نحن أمة الإيمان بالغيب قبل الصلاة والصيام!
نؤمن بالجنة، والنار،
والصراط، والملائكة، والجن،
ومعجزات الأنبياء
وكل هذا غيب لم نشهده،
وإن لم نؤمن به فلا يصح بعد ذلك لا صلاة ولا صيام!
يا صحابيَّة،
لا تنخدعي بالمظاهر، فهي واللهِ خدَّاعة!
ولا تحكمي على الأشياء بظواهرها فقط فهذا من سوء الفطن!
إنكِ لو سرتِ في طرقات المدينة أيام أبي بكرٍ،
ورأيته بثيابه المتواضعة والأطفال يركضون خلفه ينادونه: يا أبتِ!
لقلتِ يا له من رجل بسيط،
هذا وهو خير الناس بعد الأنبياء!
صاحب رسول الله ﷺ، ورفيقه في الغار،
مؤدب المرتدين، والمدافع عن لا إله إلا الله!
ولو أنكِ مشيتِ في طرقات المدينة أيام خلافة عمر بن الخطاب،
ورأيته يسير بثوبه المرقَّع،
لقلتِ: مسكين لا يجدُ ثوباً أنيقاً،
هذا وهو الذي يهربُ الشيطان منه،
فاروق هذه الأمة، وهازم الإمبراطوريات العظمى،
الرجل الذي أرسى العدل، وأقام الشَّرع!
ولو أنكِ رأيتِ عبد الله بن مسعودٍ يصعدُ شجرةً،
لضحكتِ من دقة ساقيه ونحولها كما ضحك الصحابة،
ولكن النبيَّ ﷺ أخبرهم،
أنَّ هاتين الساقين أثقلُ في الميزان من جبل أُحد!
ولو أنكِ دخلتِ المسجد النبوي،
ورأيتِ حذيفة بن اليمان، وأبا هريرة في أهل الصُّفة،
والصُّفة مكان في المسجد للمساكين الذين لا يجدون طعاماً!
لقلتِ: يا للمساكين!
هذا وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله ﷺ!
وأبو هريرة أكثر الصحابة روايةً للحديث!
يا صحابيَّة،
ليس كل مشهورٍ يُغبطُ على ما هو فيه،
البعض على شهرتهم وثرائهم يستحقون الشفقة!
كان أبو جهل يصول ويجول، ويزبد ويرعدُ،
وقد نال بخزي وسام فرعون هذه الأمة!
ولا كل مجهول يُزدرى على ما هو فيه!
البعض على عدم شهرتهم ليتنا كنا مثلهم،
كان البراء بن مالك أشعث أغبر، ذي طمرين،
مدفوع بالأبواب، لا يأبه به أحد،
ولكنه لو أقسم على الله لأبرَّه!
الشهرة فتنة إلا ما كان منها للهِ،
والمال فتنة إلا ما كان منه في سبيل الله،
والعلم فتنة إلا ما كان هدايةً في ذات الله،
فلا تمدي عينيكِ إلى ما أُعطي غيركِ من الدنيا!
وهو نهاية المطاف متاع زائل، وعذاب مؤجل،
الفارس في هذه القصة كان في الظاهر مُهاباً!
ولكنه في الحقيقة كان ظالماً جباراً،
والأمة كانت في الظاهر متهمة مسكينة،
وهي في الحقيقة بريئة وحبيبة إلى الله،
فكوني ابنة الآخرة!
يا صحابيَّة،
نحن ندعو الله بأشياء فلا يعطينا إياها،
هذا لأنه يعلمُ ونحن لا نعلم!
حين يمنعنا اللهُ عطاءً فهذا لرحمته بنا،
كلنا تمنينا أشياء بشدة، وظننا أن حياتنا ستكون جحيماً بدونها،
ثم دعونا، وسألنا الله، فلم يستجب!
ثم مضت الأيام فاكتشفنا أن الجحيم كان لو أخذناها!
نحن البشر نظرنا محدود، وتفكيرنا قاصر،
ولا نرى من المشهد إلا جزءاً ضئيلاً نحسبه المشهد كله!
وإنكِ لو كنتِ من ركاب السفينة التي ثقبها الخضر،
لربما قلتِ: ألا يكفي أننا مساكين حتى نُصاب بتلف مصدر رزقنا؟
ثم تنكشف حجب الغيب ويتبين لكِ،
أنه لولا هذا الثقب لضاعت السفينة كلها!
ولو أنكِ كنتِ والدة الطفل الذي قتله الخضر،
لربما قلتِ: ما ذنبُ طفلٍ صغير أن يُقتل يا رب؟
ثم تنكشف الحُجب، وتنجلي الحقيقة، ويتبين لكِ،
أنه لو لم يمت لسلبَ منكِ دينكِ!
فسبحان من يُكدر علينا دنيانا أحياناً،
ليحفظ علينا ديننا الذي لو تكدر لن تنفعنا بعد ذلك الدنيا كلها!
يا صحابيَّة،
اُنظري إلى منع الله على أنه عطاء يستريحُ قلبكِ،
إنَّ الله تعالى يحمينا بطرقٍ لا نفهمها،
كان أحد الصالحين يقول:
إذا دعوتُ الله بمسألة فحرمتها،
كان فرحي بالحرمان أكثر من فرحي بالعطاء،
لأن العطاء اختياري لنفسي،
والحرمان اختيار الله لي!
فارفعي أكفكِ بالدعاء وسلي ربكِ ما شئتِ!
فإنه يُحِبُّ أن يسمعَ عبده يدعوه،
وفي الأثر أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام:
يا موسى، سلني علفَ دابتكَ، وشراكَ نعلكَ، وملحَ عجينتكَ!
فإن أخذتِ جواب دعائكِ، فاحمدي الله مرَّةً،
وإن مُنعتِ فاحمدي الله مرتين!
لأن الخير كل الخير كان أن تُمنعي!
وقد كان عمر بن الخطاب يقول:
لو كُشفت حُجب الغيب ما اختار إنسان قدراً،
غير الذي اختاره الله له!
فاحسني الظن بالله!. ❝