❞ ليس هناك أغرب من عادة شرب الدخان ..
أن يصرف رجل عاقل نقوده في إحراق بعض المخلفات و استنشاق دخانها اللاسع الخانق الكريه .
يدخن و يسعل و يبصق .. ثم يعود فيبتلع الدخان و يسعل و يبصق .. و يقول بصوت أجش مشروخ إنه يشكو من برد مزمن ، و إنه لهذا السبب استبدل الدخان الإنجليزي بالدخان التركي !
ثم ينفث حلقات الدخان و هو يحملق في الفراغ و فمه مفتوح ، و قد وضع ساقاً على ساق ، و سبح بخياله في حالة انعدام وزن لا يفكر في شيء .. مشهد كاريكاتوري من مسرح لا معقول .
قصة بلهاء من خمس دقائق تبدأ بشطة عود كبريت ، ثم حركات استعراضية من رجل عجيب يأخذ أوضاعاً بهلوانية في كرسيه و يسترخي و يسرح و يشفط و ينفخ و يسعل و يبصق .
و نفهم من القصة أنه يدفع من قوته و قوت عياله في سبيل هذا الدخان ..
ثم يعود فيدفع مرة أخرى ليعالج نفسه من هذا السعال و الدخان ..
ثم يعود فيدفع مرة ثالثة لينظف أسنانه من أوساخ هذا الدخان ..
ثم يروي لنا أنه قرأ في المجلة عن تسبب التدخين في السرطان و في نفس الصفحة قرأ إعلانات عن فوائد التدخين .
فإذا سألته و ماذا ستفعل ؟
قال لك سأستبدل لفافة التبغ بالسيجار ، أو السيجار بالشيشة ، أو الشيشة بالجوزة !
و تراه يصوم عن الطعام و لا يستطيع أن يصوم عن السيجارة ..
و تراه يستمر في هذا الإنتحار الصغير كل يوم فيلقي بنقوده و صحته في البحر ، و يقف يتفرج على الإثنين يغرقان و هو يسعل و يبصق و يلهث ..
رجل مخبول تماماً ..
و لكن هذا المخبول هو كل الناس ..
كل الناس ينتحرون لسبب غير مفهوم ..
العملة الصعبة التي تنفق في استيراد التبغ و السيجار و المعسل في العالم كافية لحل مشاكل المجاعة و الفقر و الجهل و المرض ..
و الإنسان المجنون ابتكر وسائل انتحار أخرى .. غير التبغ ، مثل الأفيون ، و الحشيش ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و عقار الهلوسة و الخمور بأنواعها .. و لم يكتف بهذا فاخترع أسلحة القتل السريع الأكيد مثل الرصاصة ، و القنبلة ، و الغاز السام .
ثم عاد فابتكر الأعذار و المبررات الجاهزة للقتل .. مثل الصراع الطبقي و تغيير التاريخ ، و إنقاذ الحرية !
و الحرية ذاتها كانت دائماً هي المخدر الأكبر ..
المدخن يقول لك : أنا أدخن لأني حر .
و مدمن المخدرات يقول لك : أنا حر .
و الذي يطلق أول رصاصة يطلقها ليكون حراً
و دائماً الحرية هي أول ما تجهز عليه هذه الأسلحة ..
و دائماً الحرية هي الضحية ..
و الإنسان القاتل و المقتول هما الضحية ..
و الجنون العام هو الحقيقة ..
و هو طابع هذا الإنسان العاقل اللامعقول اللغز ...
مقال / الجنون العام
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ ليس هناك أغرب من عادة شرب الدخان .
أن يصرف رجل عاقل نقوده في إحراق بعض المخلفات و استنشاق دخانها اللاسع الخانق الكريه .
يدخن و يسعل و يبصق . ثم يعود فيبتلع الدخان و يسعل و يبصق . و يقول بصوت أجش مشروخ إنه يشكو من برد مزمن ، و إنه لهذا السبب استبدل الدخان الإنجليزي بالدخان التركي !
ثم ينفث حلقات الدخان و هو يحملق في الفراغ و فمه مفتوح ، و قد وضع ساقاً على ساق ، و سبح بخياله في حالة انعدام وزن لا يفكر في شيء . مشهد كاريكاتوري من مسرح لا معقول .
قصة بلهاء من خمس دقائق تبدأ بشطة عود كبريت ، ثم حركات استعراضية من رجل عجيب يأخذ أوضاعاً بهلوانية في كرسيه و يسترخي و يسرح و يشفط و ينفخ و يسعل و يبصق .
و نفهم من القصة أنه يدفع من قوته و قوت عياله في سبيل هذا الدخان .
ثم يعود فيدفع مرة أخرى ليعالج نفسه من هذا السعال و الدخان .
ثم يعود فيدفع مرة ثالثة لينظف أسنانه من أوساخ هذا الدخان .
ثم يروي لنا أنه قرأ في المجلة عن تسبب التدخين في السرطان و في نفس الصفحة قرأ إعلانات عن فوائد التدخين .
فإذا سألته و ماذا ستفعل ؟
قال لك سأستبدل لفافة التبغ بالسيجار ، أو السيجار بالشيشة ، أو الشيشة بالجوزة !
و تراه يصوم عن الطعام و لا يستطيع أن يصوم عن السيجارة .
و تراه يستمر في هذا الإنتحار الصغير كل يوم فيلقي بنقوده و صحته في البحر ، و يقف يتفرج على الإثنين يغرقان و هو يسعل و يبصق و يلهث .
رجل مخبول تماماً .
و لكن هذا المخبول هو كل الناس .
كل الناس ينتحرون لسبب غير مفهوم .
العملة الصعبة التي تنفق في استيراد التبغ و السيجار و المعسل في العالم كافية لحل مشاكل المجاعة و الفقر و الجهل و المرض .
و الإنسان المجنون ابتكر وسائل انتحار أخرى . غير التبغ ، مثل الأفيون ، و الحشيش ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و عقار الهلوسة و الخمور بأنواعها . و لم يكتف بهذا فاخترع أسلحة القتل السريع الأكيد مثل الرصاصة ، و القنبلة ، و الغاز السام .
ثم عاد فابتكر الأعذار و المبررات الجاهزة للقتل . مثل الصراع الطبقي و تغيير التاريخ ، و إنقاذ الحرية !
و الحرية ذاتها كانت دائماً هي المخدر الأكبر .
المدخن يقول لك : أنا أدخن لأني حر .
و مدمن المخدرات يقول لك : أنا حر .
و الذي يطلق أول رصاصة يطلقها ليكون حراً
و دائماً الحرية هي أول ما تجهز عليه هذه الأسلحة .
و دائماً الحرية هي الضحية .
و الإنسان القاتل و المقتول هما الضحية .
و الجنون العام هو الحقيقة .
و هو طابع هذا الإنسان العاقل اللامعقول اللغز ..
مقال / الجنون العام
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله ). ❝
❞ كم من الأشياء في الكون يمكن أن تتغير خلال دقائق وأنا شارد! مخلوقات جديدة تُخلق، براعم تتكون، شهب تسقط، وأخرى تولد في الفضاء، أقدارٌ تنزل، رياح، جرائد، ملايين يعبرون الشارع، حشراتٌ تبيض، أسماكٌ تغير أماكنها في البحار، وفنانون ينتحرون، ومطارات تلتهب بالحركة، وبيوتٌ يعاد طلاؤها. من هذا الذي يجد وقتاً ليشرد، دقائق، دقائق كاملة! ولو أنها امتدت لنصف ساعة أحياناً، فهذه جريمة فعلاً، جريمة بلادة بحق الكون!. ❝ ⏤محمد حسن علوان
❞ كم من الأشياء في الكون يمكن أن تتغير خلال دقائق وأنا شارد! مخلوقات جديدة تُخلق، براعم تتكون، شهب تسقط، وأخرى تولد في الفضاء، أقدارٌ تنزل، رياح، جرائد، ملايين يعبرون الشارع، حشراتٌ تبيض، أسماكٌ تغير أماكنها في البحار، وفنانون ينتحرون، ومطارات تلتهب بالحركة، وبيوتٌ يعاد طلاؤها. من هذا الذي يجد وقتاً ليشرد، دقائق، دقائق كاملة! ولو أنها امتدت لنصف ساعة أحياناً، فهذه جريمة فعلاً، جريمة بلادة بحق الكون!. ❝
❞ الأدباء ينتحرون دائما في النهاية. رجال التحريات يعرفون هذا. لكنهم كذلك يعرفون أن الأدباء لا يبذلون جهدا في إخفاء جثثهم بعد الإنتحار. إنهم مهملون ويتركون جثثهم بأمخاخهاالمتفجرة وشرايينها المقطوعة في أي مكان، كأن باقي البشر خدمٌ لهم. إنهم مغرورون كذلك. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ الأدباء ينتحرون دائما في النهاية. رجال التحريات يعرفون هذا. لكنهم كذلك يعرفون أن الأدباء لا يبذلون جهدا في إخفاء جثثهم بعد الإنتحار. إنهم مهملون ويتركون جثثهم بأمخاخهاالمتفجرة وشرايينها المقطوعة في أي مكان، كأن باقي البشر خدمٌ لهم. إنهم مغرورون كذلك. ❝
❞ إنه يدفع من قوته وقوت عياله في سبيل هذا الدخان .
ثم يعود فيدفع مرة أخرى ليعالج نفسه من هذا السعال والدخان.
ثم يعود فيدفع مرة ثالثة لينظف أسنانه من أوساخ هذا الدخان.
ثم يروی لنا أنه قرأ في المجلة عن تسبب التدخين في السرطان وفي نفس الصفحة قرأ إعلانات عن فوائد التدخين . فإذا سألته وماذا ستفعل ؟ قال لك سأستبدل لفافة التبغ بالسيجار، أو السيجار بالشيشة ، أوالشيشة بالجوزة .
وتراه يصوم عن الأكل ولا يستطيع أن يصوم عن السيجارة .
وتراه يستمر في هذا الانتحار الصغير كل يوم فيلقي بنقوده وصحته في البحر. ويقف يتفرج على الاثنين يغرقان وهو يسعل ويبصق ويلهث.
رجل مخبول تماما.
ولكن هذا المخبول هو كل الناس.
كل الناس ينتحرون لسبب غير مفهوم
العملة الصعبة التي تنفق في استيراد التبغ والسيجار والمعسل في العالم
كافية لحل مشاكل المجاعة والفقر والجهل والمرض .
والإنسان المجنون ابتكر وسائل انتحار أخرى غير التبغ . مثل الأفيون .والحشيش ، والكوكابين ، والهيروبين ، وعقار الهلوسة والخمور بأنواعها .
ولم يكتف بهذا فاخترع أسلحة القتل السريع الأكيد مثل الرصاصة ،والقنبلة ، والغاز المسام.
ثم عاد فابتكر الأعذار والمبررات الجاهزة للقتل مثل الصراع الطبقى وتغيير التاريخ ، وإنقاذ الحرية.
والحرية ذاتها كانت دائماً المخدر الأكبر.
المدخن يقول لك: أنا أدخن لأنى حر.
و مدمن المخدرات يقول لك: أنا حر.
والذى يطلق أول رصاصة يطلقها ليكون حر.
ودائما الحرية هي أول ما تجهر عليه هذه الأسلحة.
ودائما الحرية هي الضحية.
والجنون العام هو الحقيقة.. ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ إنه يدفع من قوته وقوت عياله في سبيل هذا الدخان .
ثم يعود فيدفع مرة أخرى ليعالج نفسه من هذا السعال والدخان.
ثم يعود فيدفع مرة ثالثة لينظف أسنانه من أوساخ هذا الدخان.
ثم يروی لنا أنه قرأ في المجلة عن تسبب التدخين في السرطان وفي نفس الصفحة قرأ إعلانات عن فوائد التدخين . فإذا سألته وماذا ستفعل ؟ قال لك سأستبدل لفافة التبغ بالسيجار، أو السيجار بالشيشة ، أوالشيشة بالجوزة .
وتراه يصوم عن الأكل ولا يستطيع أن يصوم عن السيجارة .
وتراه يستمر في هذا الانتحار الصغير كل يوم فيلقي بنقوده وصحته في البحر. ويقف يتفرج على الاثنين يغرقان وهو يسعل ويبصق ويلهث.
رجل مخبول تماما.
ولكن هذا المخبول هو كل الناس.
كل الناس ينتحرون لسبب غير مفهوم
العملة الصعبة التي تنفق في استيراد التبغ والسيجار والمعسل في العالم
كافية لحل مشاكل المجاعة والفقر والجهل والمرض .
والإنسان المجنون ابتكر وسائل انتحار أخرى غير التبغ . مثل الأفيون .والحشيش ، والكوكابين ، والهيروبين ، وعقار الهلوسة والخمور بأنواعها .
ولم يكتف بهذا فاخترع أسلحة القتل السريع الأكيد مثل الرصاصة ،والقنبلة ، والغاز المسام.
ثم عاد فابتكر الأعذار والمبررات الجاهزة للقتل مثل الصراع الطبقى وتغيير التاريخ ، وإنقاذ الحرية.
والحرية ذاتها كانت دائماً المخدر الأكبر.
المدخن يقول لك: أنا أدخن لأنى حر.
و مدمن المخدرات يقول لك: أنا حر.
والذى يطلق أول رصاصة يطلقها ليكون حر.
ودائما الحرية هي أول ما تجهر عليه هذه الأسلحة.
ودائما الحرية هي الضحية.
والجنون العام هو الحقيقة. ❝