دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصيّة وصور من الكتب ، وملخصات للكتب فيديو ومراجعات وتقييمات 2024
❞ العجوز و الشاة
يحكى أن امرأة أعرابية كانت ترعى شاةً، تقتات على لبنها، وقد وجدت ذئباً حديث الولادة فعطفت عليه، وأخذته معها إلى بيتها، وجعلته يتغذى على لبن تلك الشاة.
ومع عدة شهور كَبُر الذئب، وأصبح حيوانا شرسا، وفي أحد الأيام عادت الأعرابية إلى بيتها، فوجدتْ الذئبَ في غيابها قد هاجمَ الشاة وأكلها قبل عودتها، فحزنت وبحرقة ولوعة عصفت بفؤادها أنشدت قائلة:
بَقرتَ شُويْهَتي وفَجعتَ قلبي * وأنتَ لِشاتِنا ولدٌ رَبيـــــــــبُ
غُذيت بدُرها وربيت فـينــــا * فَـمنْ أنباكَ أنّ أبـاكَ ذيـــــبُ
إذا كان الطباعُ طباعَ ســـوءٍ * فلا أدبٌ يـفـيـدُ ولا أديــــــبُ . ❝
❞ البائع و المشتري
يروي الخطيب التبريزي أنّ أبا علي القالي الأديب المعروف ، كان يملك نسخة لكتاب الجمهرة في غاية الجودة ؛ إذ كانت بخط مؤلفها ، فدعته الحاجة إلى بيعها ، واشتراها الشريف المرتضى بستين دينارًا و لما تصفحها وجد فيها أبياتًا بخط بائعها وهي الابيات التالية :
أنِسْتْ بها عشرين حولاً وبعِتُها لقد طالَ وَجْدِي بعدَها وحَنيني
وما كان ظَني أنني سأبيِعُها ولو خَلَّدَتْني في السجونِ دُيوني
ولِكنْ لِضَعْفٍ وافتِقَارٍ وصِبْيَةٍ صِغَارٍ عليهم تَسْتَهِلُ شُؤُوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرة مقالة مكوي الفؤاد حزين
وقد تُخرِجُ الحاجَاتُ يا أُمَّ مالك كرائِمَ من رَبَّ بِهنَّ ضَنيني . ❝
❞ لا تنه عن فعل وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم
كان بيت احد الوعاظ قرب المسجد وكانت زوجته تستمع لمواعظه .
و في احد الايام كانت الموعظة عن الصدقة وفضلها وما يجني الانسان من حسنات وما يدفع عنه من بلاء .
استمعت ورق قلبها وغلبها دمعها وبينما هي تستمع مر بها عابر سبيل فطلب ما تجود به النفس .
فرق قلبها للموعظة وما قاله زوجها عن فضل الصدقه .
فأعطته القرص الذي تعود الشيخ ان يأكله بعد الصلاة .
و عندما عاد زوجها وصاح هات القهوة والقرص ردت عليه لقد تصدقت به لعابر سبيل فأن موعظتك اثرت في وجعلته صدقة لك .
هاج زوجها وماج وصاح ونطح رأسه وقال لها هذا الحديث ليس لك انما هو للناس.
ومن ذلك الحين قام بقفل الطاقة التي تطل من بيته على المسجد ومنعها من سماع مواعظه .
قال الشاعر :
يا أيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي * الضنى كيما يصح به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها * فاذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك ينفع ما تقول ويشتفى * بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن فعل وتأتي مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم . ❝
❞ انما نعطي الذي اعطينا
كان هناك اعرابي يسمى بأبي الذلفاء، ولدت له امرأته بنت فصبر،
ثم ولدت له بنت اخرى فصبر، ثم ولدت له بنت ثالثة فهجرها وتحوَّلَ عنها إلى بيت قريب منها، فلما رأت ذلك حزنت لحالها و أنشأت تقول:
ما لأبي الذلفاء لا يأتينا * وهو في البيت الذي يلينا
يغضب إن لم نلد البنينا * وإنما نعطي الذي أعطينا
فلمّا سمع ذلك، طابت نفسه ورجع إليها معتذراً . ❝
❞ ارتبطت الأبيات الشعرية منذ القدم بمجتمعنا العربي ، فالعرب هم قوم الفصاحة والبلاغة ، وفيهم أنزل القرآن بلهجة عربية خالصة ، وقد كان للشعر مكانٍة كبيرة على مر الزمن ، وكان الشعراء ، كثيرًا ما يعبرون بأشعارهم عن تجاربهم الحياتية و ما يمرون به من مواقف و مصاعب حيث يحكي كتاب قصة بيت عن تلك التجارب و الحوادث و ما احتوته من ابيات شعرية و ما تضمنته من مواعظ وعبر وطرائف فريدة
و مواقف مؤثرة .
فهو نزهة للقارئ يمر من خلالها على مختلف العصور و الازمنة و يطلع على العديد من التجارب و الاحداث , فيأخذ منها الفائدة و العبرة
وقد قال الامام علي ˝ عليه السلام ˝
(السعيد من اتعظ بغيره و الشقي من اتعظ بنفسـه ) . ❝
❞ وَلَوْ فَكَّروا فِي عَظِيمِ الْقُدْرَةِ، وَجَسِيمِ النِّعْمَةِ، لَرَجَعُوا إِلَى الطَّرِيقِ، وَخَافُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ، وَلكِنَّ الْقُلُوبَ عَلِيلَةٌ . ❝
❞ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لاَ تُدْرِكُهُ الشَّوَاهِدُ، وَلاَ تَحْوِيهِ الْمَشَاهِدُ، وَلاَ تَرَاهُ النَّوَاظِرُ، وَلاَ تَحْجُبُهُ السَّوَاتِرُ، الدَّالِّ عَلَى قِدَمِهِ بِحُدُوثِ خَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلَى وجُودِهِ . ❝