يعد علم المناسبة من أهم علوم القرآن التي تعين المفسر على تفسير النص القرآني المعجز الذي له وجوه إعجازية عديدة كجوهرة ذات جوانب ترمي بالشعاع من جهات شتى.

و هذا العلم يعيننا على رد مزاعم المستشرقين بأن القرآن الكريم غير مترابط الأجزاء في معظم سوره.

و قد أولى علماؤنا الكرام هذا العلم عناية فائقة في كتب التفسير و علوم القرآن، حتى أنهم أفردوا له مؤلفات منذ بداية القرن السادس الهجري.

و قد تولى هذا البحث إيضاح قضايا عديدة عن هذا العلم، فعرف علم المناسبة و فائدته في تفسير القرآن الكريم، و نشأة التأليف فيه.

و ينقسم البحث إلى قسمين رئيسين و خاتمة و توصيات و ملحق بأهم الكتب و المقالات التي ألفت في هذا العلم.

أما القسم الأول فيتناول المناسبات في السورة الواحدة و هو أربعة أنواع : النوع الأول : المناسبة بين كلمات الآية نفسها، و النوع الثاني : المناسبة بين آيات في السورة الواحدة، و النوع الثالث : المناسبة بين افتتاحية السورة و خاتمتها، و النوع الرابع : المناسبة بين اسم السورة و محورها.

و أما القسم الثاني : المناسبات بين السور (خاتمة السورة وافتتاحية ما بعدها).

و قد أوصى البحث بضرورة اهتمام الجامعات و الكليات الإسلامية و العربية بهذا العلم عبر تشجيع أساتذتها و تلامذتها بالقيام بأبحاث عن هذا العلم، و بتحقيق التراث الإسلامي الذي له علاقة المناسبة.

و كذلك أوصى البحث بضرورة القيام بمشروع تفسير كامل للقرآن الكريم يجلي أمر المناسبة، و يتولى هذا المشروع علماء متخصصون في التفسير و اللغة العربية و غيرها.