هو من أفضل المؤلفات التي تربط بين الواقع وبين الماضي، انطلاقًا من مبدإ أن التاريخ يعيد نفسه، وهو ما يثبته هذا الكتاب.فالمستوطنات اليهودية التي أقامها اليهود في فلسطين والتي تدور بشأنها المفاوضات الآن بين العرب واليهود، ليست بالمشكلة الجديدة، فقد سبق لليهود أن أقاموا مثلها في الجزيرة العربية قبل الإسلام وفعلوا بأهلها الأصليين من العرب ما يفعلونه الآن بالفلسطينيين وعندما ظهر الإسلام وهاجر الرسول إلى المدينة وأقام بها الدولة الإسلامية تصدى له اليهود من مستوطناتهم في بني قريظة والنضير وخيبر ووادي القرى وأخذوا يؤلبون القبائل العربية عليه ويحضرون المنافقين ويطعنون في الإسلام ويكيدون للمسلمين فماذا فعل الرسول معهم، وهل صدق تتهديداتهم وخافهم ام حاربهم إلى أن أجلاهم وطهر البلاد منهم ؟ هذا هو موضوع الكتاب ويشتمل على ثلاثة فصول، تناول الأول تاريخ المستوطنات اليهودية في الحجاز، وعلاقة العرب باليهود، وظهورهم في الجزيرة العربية لأول مرة، والفصل الثاني يتناول كيف قضى المسلمون على المستوطنات اليهودية، وما دار من أحداث مثل غزوة بني فريظة، وغزوة تبوك، وغزوة النضير، والفصل الثالث والأخير يتناول عزوة خيبر والروايات التي قيلت في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بصفية