واحة الليل، كتيِّب أدبي عبّر فيه صاحبه فيه عن خواطر جالت في باله على مدار سنوات، كتبها على فترات متفرّقةٍ، وظروف متفاوتةٍ... حاول فيها إطلاع القارئ على بعض ما تجري بهِ أيّامه. غالباً ما كان يكتبها في الليل وهو مدار الكتاب وعنوانه، ولم تكن غايته مِن وراء نشر الكتاب إلاّ بعث سعادةٍ في قلب عبدٍ مسكينٍ يجلس وحده في غرفته باحثا عن شيء يجبر به خاطرَه، لا ليتَابعه النّاس ويكثروا سوادَه، كما لم يرجُ من ذلك إلاّ الاستئناس وإذهاب اليأس! كما أنّ صاحب الكتاب - عزيزي القارئ - ليس من الذين يُكرِّسونَ أقلامهم لمواضيعَ محدّدةٍ؛ فقد تأتيه أيام لا يكتب فيها إلا عن الأخلاق مثلاً، أو عن الدين، أو الشّوق أو غير ذلك؛ فكأنّه يحاول أن يكتُب برُوحه لا بقلمه؛ وهذا مُشاهدٌ لمن اطلع على الكتاب. نرجو أن يروقكم ما جمعه صاحب الحتاب من عبرٍ وحكمٍ ونصائح كانت الغاية من ورائها النصيحة والتوجيه، أو التذكير والتنبيه، وأحيانا تكون للتسلية والترفيه، أو على الأقلّ تكونوا قد استأنستم بأبيات أو لطيفة من اللطائف.