العين لا ترى سوى ما يفهمه العقل ، لذلك و برغم إبصارنا المستمر نظل أكثر الكائنات عمى ، العلاقة بين العقل و الإبصار علاقة عكسية فكلما زادتْ خلايا العقل نشاطًا و تَشعّبَ التفكير كلما قَلتْ إمكانية العين من رؤية ما نفكر به ، لأن مع الوصول لمستوى معين من التفكر سنصل الى ما يسمى الغيبيات ، أشياء لا نراها حولنا رغم وجودها و بكثرة في نفس الدائرة التى نقطنها ، بالتدقيق في الأمر سنجد أننا اذا كنا لم نجاهد أنفسنا في التفكر في هذه الأشياء - الغيبيات - لكُنا أكثر الكائنات إبصارًا لأننا ببساطة لن نستطع ادراكها فيصير كل شئ حولنا مادي يرى فيَنصب الكمال البصري في قرنيتنا ، لكننا نملك السم في فطرتنا و هو الفضول و للأسف لا نملك إكسيره لإنه من المستحيل ادراك كل شئ و الا نتحول جميعًا لإله و لن نجد من يعبدنا و يبجلنا.