❞ مارڤيليا … \"واقع الخيال\" الفصل الثاني عشر … بوابة الخذلان هذه المرة لم يكن هناك جسر ولا ضباب فقط … بل وجدت سيليا نفسها في قاعة واسعة، سقفها عالٍ تزينه نوافذ زجاجية ملوّنة، لكنها مكسورة في أماكن كثيرة. كانت القاعة تشبه كنيسة قديمة أو قصرًا مهجورًا … وصوت الريح يتسلل عبر الشقوق كأنه نواح مستمر. في منتصف القاعة، رأت مائدة طويلة … يجلس حولها أشخاص كُثر. أقرب الناس إليها: صديقاتها، أقاربها، وحتى وجهٌ يشبه أبيها. ابتسم قلبها للحظة … لكن ابتسامتها لم تدم. واحدًا تلو الآخر … بدأ كل شخص منهم يدير ظهره عنها، ويغادر من الباب الكبير دون أن يلتفت. صرخت فيهم: – انتظروا! … لا تتركوني وحدي! لكن لا أحد توقف. حتى حين مدت يدها لتستجدي عناقًا أو كلمة، سحبوا أياديهم بقسوة. بقيت وحيدة على المائدة، وأمامها أطباق فارغة، كأنها شاهدت وليمة لم تُدعَ إليها أبدًا. ثم ظهر كيان مظلم عند الطرف الآخر من المائدة … عيناه كالجمر، وصوته عميق يتردد في الجدران: – ألم أقل لكِ؟ … الناس لا يحبونكِ حقًا. أنتِ لهم مجرد عابرة طريق … حين احتاجوا لكِ كانوا يبتسمون، وحين امتلأت قلوبهم اكتفوا وأداروا ظهورهم. ألم تذوقي هذا من قبل؟ … من خانكِ، من وعد ثم ترك، من باعكِ عند أول فرصة. جلست سيليا على الأرض، وارتجف قلبها … نعم، تذكرت. تذكرت صديقة أقسمت أن تبقى بجانبها، ثم تخلّت عنها وقت مرضها. تذكرت قريبًا استغلها، ثم اتهمها بالجحود. تذكرت كيف بكت في ليلتها وهي تردد: “لماذا يخذلني من أحب؟” كيان الظلام اقترب أكثر … مد يده كأنه يريد أن يطوّق عنقها: – ها أنتِ وحيدة … سيتركونكِ دائمًا … صدّقي الحقيقة: لا أحد يبقى. لكن في تلك اللحظة … تذكرت سيليا شيئًا. تذكرت أمها حين أمسكت بيدها في أشد لحظة انكسار وقالت: \"إن ترككِ الناس، فلن يترككِ الله.\" رفعت رأسها، والدموع ما زالت تلمع على خدّيها، لكنها صاحت بصوت قوي: – نعم … البشر يخذلون … البشر يتركون … لكن ربي لا يخذلني. قد يرحل الناس كلهم، لكن الله أقرب من وريدي … هو الباقي، وهو الذي يعوضني. اهتزت القاعة فجأة، وبدأت النوافذ المكسورة تلمع من جديد حتى التأمت قطعها وتحوّلت لزجاج صافٍ يضيء بالنور. اختفى الكيان المظلم وهو يصرخ: – لا زلتِ تصدّقين وعودًا غير مرئية … سيكسرونكِ ثانية. لكن صوته تلاشى تمامًا … وبقي في يد سيليا الكتاب، وقد فتح على صفحة جديدة، كُتب عليها: \"البشر قد يرحلون … لكن الله لا يخذل من لجأ إليه.\" جلست سيليا على ركبتيها وسط القاعة، قلبها مثقل لكنه أقوى من قبل … عرفت أن الألم لن يزول تمامًا، لكن أصبح له معنى: أن تلتجئ إلى من لا يخون أبدًا. وقبل أن تعود الضبابية لتبتلعها، سمعت صوت الشيخ محمد من بعيد: – اقتربنا يا ابنتي … وما بقي إلا سرّ مارڤيليا الأعظم. #فريده_نصر_فرج #مارڤيليا. ❝ ⏤

❞ مدينة النسيان – الجزء الثاني عشر الأصوات لم تتوقف، بل ازدادت حِدّة، وكأن المدينة تعرف بالضبط أي جُرح يجب أن تضغط عليه. كل ظل يقترب كان يأخذ شكل شخص خذل أحدهما: مُعلّم صرخ في وجه يزيد حين فشل. صديقة ليان التي أفشت سرّها. أب غائب. حُب ضائع. لكن الغريب… أن كل ظل كان يلتفت إلى الآخر، ويلقي عليه اللوم. المدينة لا تريد قتلهما… بل تريد فكّ الرابط. يزيد: \"دي مش ذاكرتي لوحدي… دي ذاكرتك إنتِ كمان.\" ليان: \"يعني إحنا شايفين جروح بعض… ومجبرين نحس بيها.\" كانت هذه أخطر لحظة. لأن الشعور بجُرح الآخر مؤلم… لكنه أيضًا يُثير الغضب: \"ليه هو ما كانش أقوى؟\" \"ليه هي ما كانتش أصدق؟\" وبدأ الانقسام. خط أسود شقّ الأرض بينهما، وبدأ كل منهما يبتعد خطوة عن الآخر… وكلما ابتعدا، خفّ الألم. لكن مع الألم… بدأ الحنين يخفّ أيضًا. فهم يزيد الفخ. هذه المدينة لا تقتل بالعنف… بل بالانفصال. ركض نحوها، لكن الظلال اشتدّت، والتفّت حوله، وأمسكت قدميه. مدّ يده: يزيد: \"لو سبتي إيدي دلوقتي… إحنا هنختفي من حياة بعض للأبد.\" ليان (بعينين دامعتين): \"بس لو مسكتها… ممكن نموت سوا.\" لم يُجب. مدّ يده أكثر… حتى أمسكت بها أخيرًا. في اللحظة التي التقت فيها أصابعهما، احترقت الظلال بنور أبيض، والهمس تحوّل إلى صمت خانق. ثم، من وسط الفراغ، ظهرت بوابة أخيرة… صغيرة، مُظلمة، لا تكفي إلا لشخص واحد. عاد الصوت: \"هذه هي الحقيقة الأخيرة: النجاة… لفرد واحد فقط.\" التفت كل منهما إلى الآخر. هذه المرة… لم يكن الخوف هو المسيطر، بل اليقين بأن أحدهما سيُضحّي. انتظروا الجزء الثالث عشر. ✒️ بقلم: هويدا صبري #أسيرة_الليل. ❝ ⏤Howayda Sabry

❞ أقف وسط هديرِ شاطئٍ تعتذّبه، وحمل في يدي حبات الرمال الذهبية لكم وصفة! ولكن يا لها من إذ تزحف من خلال أناملي إلى البحر، وأنا أبكي – وأنا أبكي! يا الله! ألا يجب أن أمسك بقبضة جديدة؟ يا الله! ألا تسمح بأن أنقذ حبّةً واحدة من جواز السفر؟ أم أن كل ما والآن أو يتراءى لنا ما هو إلا حلم داخل حلم؟. ❝ ⏤إدجار آلن بو

❞ \"ولا عمره عدّى عليّا. واضح إنه تسلل. عندنا خدم كتير، وبوابة مفتوحة عشان الحفلة، مش كل الضيوف كانوا مدعوين شخصيًا.\". ❝ ⏤اينور جلال المصري