❞❝
❞ «الفلسفة» هي حياة اليوناني القديم، الذي ترجم حياته وأولوياته بناءً عليها؛ فقد أرجع كل شيء إليها، كما أنه لم يُبدِع في شيء مثلما أبدع في الفلسفة والأدب. وقد قدمت لنا الفلسفة اليونانية أعظم الفلاسفة على الإطلاق؛ فهم الذين وضعوا بذرة الفلسفة للعصر الحديث، فقد وضع هؤلاء الفلاسفة المبادئ الأولى للفلسفة، ولكنهم أيضًا لم يأتوا من العدم؛ فثَمَّة إرهاصات كانت بمثابة بصيص من النور الذي حوَّلَهُ فلاسفة اليونان إلى شعلة حملوها ليضيئوا بها شمس الحضارة الإنسانيَّة. وهو ما التقفَه الفلاسفة المسلمون والأوروبيون على حدٍّ سواء؛ ليستكملوا مسيرة العلم التي لا تنتهي أبدًا. وقد حدَّد لنا يوسف كرم الأُطُر الأساسية التي قامت عليها الفلسفة اليونانية منذ فجر التاريخ، وحتى انتهاء دور الفلسفة اليونانية، ليبدأ طَوْرٌ جديد من الفلسفة السكندرية والمدرسية . ❝
❞ تجمَّد الأب ˝محمدو˝ كعمود خيمة صحراوية كبيرة وسط هذا الفناء العاري، عيناه تلمس الآفاق كأنه يستجديهما في هذا الموقف الصعب. هل يوفي بعهده بعدم مسامحته لإبنه بسبب إلتحاقه بالمنظمات الإرهابية؟! لقد كان يأمل أن يكون مهندسا كبيرا، يفتخر به بين أهله ووسط قريته. أن يصير بذلك من أعيان القرية، يفسحون له في المجالس، ويتقربون إليه ليحل لهم مشاكلهم بالعاصمة. أن يتوسط بينهم في خصوماتهم العائلية وما بين الجيران، ولم لا قد يلعب معه الحظ ويبايعونه ملكا على القبيلة، بعد المرض الخطير الذي نخر عظام وقوة الملك الحالي!
أم يتجلد ويقدم عاطفة الأبوة على كل شيء، مهما كان الغضب فإن القلب لا يتحمل حضن الإبن بعد الغياب الطويل. خاصة عندما كان لا يعلم هل هو حي أم ميت؟! هل سيراه من بعد أم ذهب ولن يعود أبدا…؟!
إنهار الأب بين يدي إبنه وأجهش بالبكاء المرير، كأنين الحامل عند وضع جنينها. زاد الإبن من تقبيل رأسه ويديه، طالبا منه المسامحة بغصَّة وبحنو يشبه الصمت، حتى لا يوقظ من بالداخل، خاصة زوجة أبيه التي لن يستطيعوا غلق فمها الثرثار، الذي لا يتوقف أبدا إلا عند النوم. وأحيانا تتكلم وهي نائمة أيضا، تسب أبناء الجيران ونسوان الجيران، وكل من احتكت بهم بالنهار أو رمقتهم بعينيها الحادتين ولو من بعيد.
ـ تعال ورائي، بهدوء … . ❝