دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصوص وصور من الكتب ، وملخصات فيديو للكتب ومراجعات وتقييمات 2025
تنبيه: متصفحك لا يدعم التثبيت على الشاشة الرئيسية.
×
❞ بغداد
١٠ فبراير ١٢٥٨ م
٦ صفر ٦٥٦ ه
رائحة الموت في كل مكان تفوح الناس تحاول الهرب من كل مكان، فبغداد بلا جيش أو خليفة أو وزراء الناس تحاول الهرب ولكن إلى أين؟
يتم اقتحام المغول لبغداد فيقول لهم هولاكو:
- لا أريد أن أرى رجلًا يمشي أو طفلًا يحبي، لا أريد أن أرى حجرًا على حجر.
نعم يا ولدي قد نفذ أمر الله، فجنود ذلك الملعون هولاكو قد نفَّذوا الأمر بالدقة وبمنتهي الدقة.
انظر هناك يا ولدي، ستجد مجموعة من الشياطين تحرق ذلك الجامع العظيم الذي يوم صلى فيه أحفادي، بداية من المكتفي بالله وحتى ذلك المسجون المستعصم بالله.
يا ويح بغداد!
انظر هناك ستجد مجموعة أخرى تقتحم دار الحكمة، مكتبة هارون الرشيد والمأمون، لا هذا ليس معقولًا، ماذا يفعلون بها؟ لا يحرقون ما يحرقون، والبقية أسمع بعضهم يقول ألقوا بها في النهر تعبر عليه حوافر خيولنا، نعم قد أحرقوا مكتبة دار الحكمة وألقوا من نجا، من نجا من تلك الكتب في نهر دجلة حتى أسود لونه من حبر الكتب.
نعم يا ولدي أكثر من ربعمائة ألف مجلد قد تم حرقهم أو إلقائهم في نهر دجلة، حضارتي وحضارة أحفادي تحرق وتفرق.
يا ويح بغداد!
أما البشر يا ولدي فلم يسلموا، باستثناء المسيحيين بتوصية من زوجة ذلك الملعون هولاكو؛ لأنها كانت مسيحية.
فها هم يقتلون كل من وجدوه أمامهم من رجال وشيوخ ونساء وحتى الأطفال، حتى من أغلق عليه داره قد اقتحموا الديار كلها وقتلوا الرجال واغتصبوا وسبوا النساء وأسروا الأطفال أو قتلوهم.
ترى الناس في بغداد وكأنه يوم القيامة، الكل يهرب، البعض اختبئ في مياه الصرف، والبعض اختبأ عند المسيحيين، والبعض ذهب إلى الأسواق وأغلق عليه دكانه وحانته، ولكن هؤلاء الملاعين قد أشعلوا النار فيها، وامتزجت بها لحم البشر بلحم الحيوان في الشواء ورائحة الشواء فاحت ممزوجة بالدم.
بغداد البداية والنهاية. ❝ ⏤عبد الفتاح صابر عبد الفتاح
❞ بغداد
١٠ فبراير ١٢٥٨ م
٦ صفر ٦٥٦ ه
رائحة الموت في كل مكان تفوح الناس تحاول الهرب من كل مكان، فبغداد بلا جيش أو خليفة أو وزراء الناس تحاول الهرب ولكن إلى أين؟
يتم اقتحام المغول لبغداد فيقول لهم هولاكو:
- لا أريد أن أرى رجلًا يمشي أو طفلًا يحبي، لا أريد أن أرى حجرًا على حجر.
نعم يا ولدي قد نفذ أمر الله، فجنود ذلك الملعون هولاكو قد نفَّذوا الأمر بالدقة وبمنتهي الدقة.
انظر هناك يا ولدي، ستجد مجموعة من الشياطين تحرق ذلك الجامع العظيم الذي يوم صلى فيه أحفادي، بداية من المكتفي بالله وحتى ذلك المسجون المستعصم بالله.
يا ويح بغداد!
انظر هناك ستجد مجموعة أخرى تقتحم دار الحكمة، مكتبة هارون الرشيد والمأمون، لا هذا ليس معقولًا، ماذا يفعلون بها؟ لا يحرقون ما يحرقون، والبقية أسمع بعضهم يقول ألقوا بها في النهر تعبر عليه حوافر خيولنا، نعم قد أحرقوا مكتبة دار الحكمة وألقوا من نجا، من نجا من تلك الكتب في نهر دجلة حتى أسود لونه من حبر الكتب.
نعم يا ولدي أكثر من ربعمائة ألف مجلد قد تم حرقهم أو إلقائهم في نهر دجلة، حضارتي وحضارة أحفادي تحرق وتفرق.
يا ويح بغداد!
أما البشر يا ولدي فلم يسلموا، باستثناء المسيحيين بتوصية من زوجة ذلك الملعون هولاكو؛ لأنها كانت مسيحية.
فها هم يقتلون كل من وجدوه أمامهم من رجال وشيوخ ونساء وحتى الأطفال، حتى من أغلق عليه داره قد اقتحموا الديار كلها وقتلوا الرجال واغتصبوا وسبوا النساء وأسروا الأطفال أو قتلوهم.
ترى الناس في بغداد وكأنه يوم القيامة، الكل يهرب، البعض اختبئ في مياه الصرف، والبعض اختبأ عند المسيحيين، والبعض ذهب إلى الأسواق وأغلق عليه دكانه وحانته، ولكن هؤلاء الملاعين قد أشعلوا النار فيها، وامتزجت بها لحم البشر بلحم الحيوان في الشواء ورائحة الشواء فاحت ممزوجة بالدم.
❞ القاهرة
قلعة الجبل
١٠ أكتوبر ١٢٩٠
كل الأمراء مجتمعون حول ذلك الراقد علىٰ السرير، إنه سلطان المسلمين سلطان مصر وبلاد الشام السلطان\" \"المنصور قلاون\"، قد بدا واضحًا أنه قد حان وقت الرحيل، الكل يتهامس أن السلطان لم يعهد بعد بولاية العهد بعد وفاة ولده الأكبر\" علاء الدين\" لم يعهد لابنه الآخر \"الأشرف خليل\" بعد وإن كان قد كتب له عهدًا بالولاية، إلا إنه لم يختمه بعد. الجميع يقول: (لا، لابد أن يترك لنا سلطانًا، فالجيش يتجهز لقتال صليبي الشام، ويتجهز لفتح عكا؛ وتطهير بلاد الشام مِنْ دنس هؤلاء، ولابد أن يولي السلطان رجلًا يتحمل المسؤولية في تلك الظروف.)
يدخل في تلك الأثناء القاضي صاحب ديوان الإنشاء \"فتح الدين بن عبد الظاهر\" حاملًا معه كتاب العهد وختم السلطان واتجه للسلطان الراقد قائلًا: مولاي شفاك الله وعفاك، ألم يحن الوقت أن تضع ختمك علىٰ كتاب العهد لمولاي الأمير خليل؟
يفتح السلطان عينيه بصعوبة مِنْ شدة الإعياء، فيبعد بيد مرتعشة الكتاب الممدود له مِنْ القاضي \"فتح الدين\" قائلًا : \"لا والله لا أولي خليل المسلمين أبدًا\"
ثم ينظر إلىٰ نائبه \"حسام الدين طرنطاي\" وكأنه يريد أن يقول شيئًا، ولكن تتراخىٰ يده فجاءة ثم تسقط يده وتجحظ عيناه؛ لتعلن الروح خروجها مِنْ ذلك السلطان.
مات السلطان \"المنصور قلاون\" في قلعة الجبل وعلىٰ سرير الملك، لكن قد يظن الجميع خطئًا أنه طالما قد مر علىٰ القلعة ثلاث سلاطين بداية مِنْ ابنيَّ \"بيبرس\"، وحتىٰ قلاون لم يُقتَلوا أن القلعة قد تطهرت مِنْ تلك الدماء، ولكن بتولي ذلك الشاب أمور السلطنة سترجع حلقات الدم أكثر وأكثر مما كانت.
كان\" الأشرف خليل بن قلاون\" أهوج، حاد الطباع، مُتقلب المزاج، كان يهين الأمراء في عهد أبيه وحتىٰ في أول يوم لتوليه السلطنة قد أيقن الجميع أنه لن تكون نهاية هذا السلطان عادية أبدًا.
البداية
قلعة الجبل
أكتوبر ١٢٩٠
قاعة الحكم الواسعة ومقاعد متراصة جنبًا بجنب، وفي صدرها كرسي كبير تشتم منه رائحة الموت (كرسي السلطنة) يدخل الشاب الذي لم يتعدَّ عمره بعد الربع قرن مِنْ الزمان، يتمشىٰ في كِبر وزهو والأمراء عن يمينه ويساره يقفون ينحنون له، ثم يجلس علىٰ عرش السلطنة ثم ينادي : أين قاضينا \"فتح الباب\" صاحب ديوان الإنشاء ؟
يتقدم نحوه أحد الحاضرين قائلًا : مولاي إنه أنا في طاعتكم
السلطان: أين كتاب العهد لكي يبايع الأمراء؟
_ إنه ها هنا يا مولاي، كما أعلنها والدكم رحمه الله السلطان \"قلاون \"
_ أعطني إياه أرىٰ ما فيه.
فناوله الكتاب فأخذه منه \"خليل\" ثم صاح : أين التقليد يا بن عبد الظاهر ؟
_ لعل أباكم رحمه الله قد آخرها ل...
_ لا داعي للارتباك يا \"بن عبد الظاهر\" أن أبي قد منع عني حقي، وإن الله قد أعطاني إياه، سلبني أبي ملكًا، وجائني مِنْ الله.
قالها مقاطعًا القاضي، وقد ألقىٰ بكتاب العهد أرضًا،
ثم نظر إلىٰ وجوه الحاضرين وبالتحديد في وجه الأمير \"حسام الدين طرنطاي\" نائب السلطنة في عهد أبيه وقال له : أو ليس الله قد أعطاني الحكم يا نائبنا ؟
انتزعت تلك الكلمات الأمير \"طرنطاي\" مِنْ مكانه فهو يعرف أن السلطان لن يغفر له استخفافه به حين كان وليًا للعهد فقال مرتبكًا : نعم يا مولاي قد صدقت، وقُلت حقًا.
ثم حلف له الأمراء كلهم بالسمع والطاعة، وبدأت حلقات الدم في عهد \"خليل\" تظهر جلية، فبعد توليه السلطة بثلاث أيام أرسل الأمير \"سنجر الشجاعي\" الذي عينه في منصب الوزارة للقبض علىٰ الأمير \"حسام الدين طرنطاي\" نائب السلطنة بتهمة الاختلاس؛ ثم ألقىٰ به في السجن، وأرسل إلىٰ قائد السجون قائلًا : أريد أن يرتاح نائبنا هذا لكن دون دماء.
وبالفعل ما هيّٰ إلا أيام قليلة حتىٰ خرج الخبر المُنتظر أن الأمير \"حسام طرنطاي\" نائب السلطنة المُعتقل قد توفىٰ في محبسه فجأة، ومع مصادرة أملاكه وتوزيعها علىٰ الأمراء.
كان هكذا بدأ خليل حلقات القتل التي ستطوله في نهاية المطاف لا محال، ولكن أكاد أجزم أنك لن ترَ سلطانًا أكثر تناقضًا منه .... !
قلعه الدم. ❝ ⏤عبد الفتاح صابر عبد الفتاح
❞ القاهرة
قلعة الجبل
١٠ أكتوبر ١٢٩٠
كل الأمراء مجتمعون حول ذلك الراقد علىٰ السرير، إنه سلطان المسلمين سلطان مصر وبلاد الشام السلطان˝ ˝المنصور قلاون˝، قد بدا واضحًا أنه قد حان وقت الرحيل، الكل يتهامس أن السلطان لم يعهد بعد بولاية العهد بعد وفاة ولده الأكبر˝ علاء الدين˝ لم يعهد لابنه الآخر ˝الأشرف خليل˝ بعد وإن كان قد كتب له عهدًا بالولاية، إلا إنه لم يختمه بعد. الجميع يقول: (لا، لابد أن يترك لنا سلطانًا، فالجيش يتجهز لقتال صليبي الشام، ويتجهز لفتح عكا؛ وتطهير بلاد الشام مِنْ دنس هؤلاء، ولابد أن يولي السلطان رجلًا يتحمل المسؤولية في تلك الظروف.)
يدخل في تلك الأثناء القاضي صاحب ديوان الإنشاء ˝فتح الدين بن عبد الظاهر˝ حاملًا معه كتاب العهد وختم السلطان واتجه للسلطان الراقد قائلًا: مولاي شفاك الله وعفاك، ألم يحن الوقت أن تضع ختمك علىٰ كتاب العهد لمولاي الأمير خليل؟
يفتح السلطان عينيه بصعوبة مِنْ شدة الإعياء، فيبعد بيد مرتعشة الكتاب الممدود له مِنْ القاضي ˝فتح الدين˝ قائلًا : ˝لا والله لا أولي خليل المسلمين أبدًا˝
ثم ينظر إلىٰ نائبه ˝حسام الدين طرنطاي˝ وكأنه يريد أن يقول شيئًا، ولكن تتراخىٰ يده فجاءة ثم تسقط يده وتجحظ عيناه؛ لتعلن الروح خروجها مِنْ ذلك السلطان.
مات السلطان ˝المنصور قلاون˝ في قلعة الجبل وعلىٰ سرير الملك، لكن قد يظن الجميع خطئًا أنه طالما قد مر علىٰ القلعة ثلاث سلاطين بداية مِنْ ابنيَّ ˝بيبرس˝، وحتىٰ قلاون لم يُقتَلوا أن القلعة قد تطهرت مِنْ تلك الدماء، ولكن بتولي ذلك الشاب أمور السلطنة سترجع حلقات الدم أكثر وأكثر مما كانت.
كان˝ الأشرف خليل بن قلاون˝ أهوج، حاد الطباع، مُتقلب المزاج، كان يهين الأمراء في عهد أبيه وحتىٰ في أول يوم لتوليه السلطنة قد أيقن الجميع أنه لن تكون نهاية هذا السلطان عادية أبدًا.
البداية
قلعة الجبل
أكتوبر ١٢٩٠
قاعة الحكم الواسعة ومقاعد متراصة جنبًا بجنب، وفي صدرها كرسي كبير تشتم منه رائحة الموت (كرسي السلطنة) يدخل الشاب الذي لم يتعدَّ عمره بعد الربع قرن مِنْ الزمان، يتمشىٰ في كِبر وزهو والأمراء عن يمينه ويساره يقفون ينحنون له، ثم يجلس علىٰ عرش السلطنة ثم ينادي : أين قاضينا ˝فتح الباب˝ صاحب ديوان الإنشاء ؟
يتقدم نحوه أحد الحاضرين قائلًا : مولاي إنه أنا في طاعتكم
السلطان: أين كتاب العهد لكي يبايع الأمراء؟
_ إنه ها هنا يا مولاي، كما أعلنها والدكم رحمه الله السلطان ˝قلاون ˝
_ أعطني إياه أرىٰ ما فيه.
فناوله الكتاب فأخذه منه ˝خليل˝ ثم صاح : أين التقليد يا بن عبد الظاهر ؟
_ لعل أباكم رحمه الله قد آخرها ل..
_ لا داعي للارتباك يا ˝بن عبد الظاهر˝ أن أبي قد منع عني حقي، وإن الله قد أعطاني إياه، سلبني أبي ملكًا، وجائني مِنْ الله.
قالها مقاطعًا القاضي، وقد ألقىٰ بكتاب العهد أرضًا،
ثم نظر إلىٰ وجوه الحاضرين وبالتحديد في وجه الأمير ˝حسام الدين طرنطاي˝ نائب السلطنة في عهد أبيه وقال له : أو ليس الله قد أعطاني الحكم يا نائبنا ؟
انتزعت تلك الكلمات الأمير ˝طرنطاي˝ مِنْ مكانه فهو يعرف أن السلطان لن يغفر له استخفافه به حين كان وليًا للعهد فقال مرتبكًا : نعم يا مولاي قد صدقت، وقُلت حقًا.
ثم حلف له الأمراء كلهم بالسمع والطاعة، وبدأت حلقات الدم في عهد ˝خليل˝ تظهر جلية، فبعد توليه السلطة بثلاث أيام أرسل الأمير ˝سنجر الشجاعي˝ الذي عينه في منصب الوزارة للقبض علىٰ الأمير ˝حسام الدين طرنطاي˝ نائب السلطنة بتهمة الاختلاس؛ ثم ألقىٰ به في السجن، وأرسل إلىٰ قائد السجون قائلًا : أريد أن يرتاح نائبنا هذا لكن دون دماء.
وبالفعل ما هيّٰ إلا أيام قليلة حتىٰ خرج الخبر المُنتظر أن الأمير ˝حسام طرنطاي˝ نائب السلطنة المُعتقل قد توفىٰ في محبسه فجأة، ومع مصادرة أملاكه وتوزيعها علىٰ الأمراء.
كان هكذا بدأ خليل حلقات القتل التي ستطوله في نهاية المطاف لا محال، ولكن أكاد أجزم أنك لن ترَ سلطانًا أكثر تناقضًا منه .. !
❞ تحرك الجيش المملوكي إلى داخل إمارة ذي الغادر، ولكن المفاجأة أن المدن فارغة، وأنه ليس هناك جيش أو مقاومة. قد كان جيش (شاه سوار) ينسحب مرة تلو الأخرى من معسكراته، تاركًا إياها فارغة، حتى دخل الجيش المملوكي منطقة أحراش وحشائش، وهنا تغير كل شيء.
في تلك اللحظة، ترى الأرض قد زلزلت تحت حوافر خيول المماليك وفرسانهم؛ فقد خرج جيش (شاه سوار) من كل ناحية. ترى جنود المماليك: منهم من يحاول أن يثبت في الأرض من هول المفاجأة، ومنهم من يتم اصطياده من رماة جيش (شاه سوار)، ومنهم من يجري يهرول، تاركًا خلفه كل شيء. وفجأة، التفتت مجموعة من فرسان ذي الغادر حول مركز الجيش المملوكي، وبالتحديد حول قيادته، ليلتفوا بخيولهم حول (جاني بك) أتابك الجند ومن معه من الأمراء، الذين أيقنوا عدم جدوى القتال، إلا واحدًا فقط الذي قال:
والله لن يتم أسري ولن أموت إلا عزيزًا.
وأخرج سيفه فقاتل ممن حوله الكثير وجُرح، ولكنه نجح في الفرار وهو يردد:
(أزبك) لا ينسى ثأره يا (شاه سوار)، أقسم أنه لن يأتي عام قادم إلا وأنت مشنوق أنت وإخوتك على أبواب القاهرة!
انتهت المعركة بهزيمة جيش المماليك، وفي معسكر جيش (شاه سوار) يدخل عليه أحد أمراء جيشه قائلًا:
ماذا سنفعل بالأسرى؟
ضحك (شاه سوار) قائلًا:
أما الجند الأسرى فهم عبيد لنا لخدمتنا.
ثم أكمل بسخرية:
أوليس هم من جنس المماليك؟ وأما القادة، فقد جاؤوا لي يقتلوني أو يأسروني فيعدمني سلطانهم، فهؤلاء أقتلوهم.
ولكن يا سيدي، ألا تخشى رد فعل السلطان؟
لا والله، لن يعودوا حتى جثثهم.
ولكن...
لا تجادل؛ فقد اتخذت قراري ولن أعود.
وبالفعل، تم إعدام قادة المماليك الذين في الأسر، وهكذا فتح على نفسه وبلاده نار انتقام السلطان... ❝ ⏤عبد الفتاح صابر عبد الفتاح
❞ تحرك الجيش المملوكي إلى داخل إمارة ذي الغادر، ولكن المفاجأة أن المدن فارغة، وأنه ليس هناك جيش أو مقاومة. قد كان جيش (شاه سوار) ينسحب مرة تلو الأخرى من معسكراته، تاركًا إياها فارغة، حتى دخل الجيش المملوكي منطقة أحراش وحشائش، وهنا تغير كل شيء.
في تلك اللحظة، ترى الأرض قد زلزلت تحت حوافر خيول المماليك وفرسانهم؛ فقد خرج جيش (شاه سوار) من كل ناحية. ترى جنود المماليك: منهم من يحاول أن يثبت في الأرض من هول المفاجأة، ومنهم من يتم اصطياده من رماة جيش (شاه سوار)، ومنهم من يجري يهرول، تاركًا خلفه كل شيء. وفجأة، التفتت مجموعة من فرسان ذي الغادر حول مركز الجيش المملوكي، وبالتحديد حول قيادته، ليلتفوا بخيولهم حول (جاني بك) أتابك الجند ومن معه من الأمراء، الذين أيقنوا عدم جدوى القتال، إلا واحدًا فقط الذي قال:
والله لن يتم أسري ولن أموت إلا عزيزًا.
وأخرج سيفه فقاتل ممن حوله الكثير وجُرح، ولكنه نجح في الفرار وهو يردد:
(أزبك) لا ينسى ثأره يا (شاه سوار)، أقسم أنه لن يأتي عام قادم إلا وأنت مشنوق أنت وإخوتك على أبواب القاهرة!
انتهت المعركة بهزيمة جيش المماليك، وفي معسكر جيش (شاه سوار) يدخل عليه أحد أمراء جيشه قائلًا:
ماذا سنفعل بالأسرى؟
ضحك (شاه سوار) قائلًا:
أما الجند الأسرى فهم عبيد لنا لخدمتنا.
ثم أكمل بسخرية:
أوليس هم من جنس المماليك؟ وأما القادة، فقد جاؤوا لي يقتلوني أو يأسروني فيعدمني سلطانهم، فهؤلاء أقتلوهم.
ولكن يا سيدي، ألا تخشى رد فعل السلطان؟
لا والله، لن يعودوا حتى جثثهم.
ولكن..
لا تجادل؛ فقد اتخذت قراري ولن أعود.
وبالفعل، تم إعدام قادة المماليك الذين في الأسر، وهكذا فتح على نفسه وبلاده نار انتقام السلطان. ❝