دليل الكتب والمؤلفين ودور النشر والفعاليات الثقافيّة ، اقتباسات و مقتطفات من الكتب ، أقوال المؤلفين ، اقتباسات ومقاطع من الكتب مصنّفة حسب التخصص ، نصوص وصور من الكتب ، وملخصات فيديو للكتب ومراجعات وتقييمات 2025
تنبيه: متصفحك لا يدعم التثبيت على الشاشة الرئيسية.
×
❞ أول يوم في جولتنا نحو الطاقة الإيجابية وتعديل بعض المصطلحات الخاطئة في حياتنا
The first
day of the positive energy tour and amending the concept of some misconceptions in our lives.
فلنحلق برحلتنا اليوم والتي عنوانها مصدر للنقاش،
لمَ الحياة قاسية هكذا؟!
ومنا الكثيرون يطرح هذا السؤال دون معرفة السبب، سوف أخذكم في رحلة بسيطة حول ذلك، هل أنتم على كامل الإستعداد؟!
هيا سريعًا للإقلاع من حيث نبدأ، سؤلًا يستفسر عليه أن أوضح لكم بعض الأمور التائهة عنك، والتي لاتزال في حيرة عالقة حول ذلك، وإلى الآن، يستعجب عليا أن أرى جيل بل أجيال تعدت جميع مراحل الحزن، فهناك فتاة لم تكمل العشرين قط وفي قيدة من أمرها، تكمن في أشواك الورد، وبين مراحل أكتمال البدر، ولا تدرك أن ربيعها سيأتي يومًا، وهناك فتى آخر بين تعركلات الأيام غارق لا يقاوم، فجوة تلو الأخري إلى أن وصلت بنا نحو غبار أعمى علينا وعلى قلوبنا، أليس هناك ضوء بعد؟! بلا هناك، وهناك أبواب لم تفتح لنا، وسعادة لم تصاحبنا، فقط كن على يقين بذلك وأن النجاح من نصيبك، غير مفهوم نظرتك أن الحياة ليست قاسية بل أنت التي تريد أن تراها هكذا، لذا قم بل أنهض، عافر كي تصل، لا تعلق تلك الأوهام على مسمى الظروف، أخلق من الأيام نجاح فائق، لا تنظر حول أشياء لا فائدة منها، عليك أن ترى نفسك بعين الفخر والأمل، أن تؤمن بقدرتك التي وهبها الله لك، جاور الصحبة الجيدة، وتجنب الكسل، وكن في بداية درب الله أنت الأول، ألا تشتاق إلى لذة النجاح؟!
أعلم أنك تشتاق، لذا كن بطلًا في قصتك، كن الأمير في روايتك، كن الجانب المشرق في حياة الآخرين، أبدأ بالتخطيط جيدًا واتجاه نحو التنفيذ، وإن تعبت يومًا فخذ راحة لتسترجع كامل قواك، أنت أقوى من الحياة، أنت جميل لطيف للغاية، أريد التصفيق لك على تكملة مشوارك وتخطى الصعاب هذه، إننى فخورة بيك يا عزيزي، حقًا تستحق أن تكون أسطورة في تاريخ عملك وإجتهادك، وإن لم تلاقى من يلقى عليك كلمات الحب والتشجيع، فأنا أخبرك إني أحبك وأفتخر بيك واتأسف لك على الأذى التي تسبب لك أحدهم في يومًا، أريدك فقط أن تصبح بطلًا وكفى.
وإلى هنا فلنهبط برحلتنا اليوم، ألقاك في جولة أخرى بعنوان أخرى عزيزي🥰.. ❝ ⏤كـ/نَـيّـرة الـسَّـيّـد
❞ أول يوم في جولتنا نحو الطاقة الإيجابية وتعديل بعض المصطلحات الخاطئة في حياتنا
The first
day of the positive energy tour and amending the concept of some misconceptions in our lives.
فلنحلق برحلتنا اليوم والتي عنوانها مصدر للنقاش،
لمَ الحياة قاسية هكذا؟!
ومنا الكثيرون يطرح هذا السؤال دون معرفة السبب، سوف أخذكم في رحلة بسيطة حول ذلك، هل أنتم على كامل الإستعداد؟!
هيا سريعًا للإقلاع من حيث نبدأ، سؤلًا يستفسر عليه أن أوضح لكم بعض الأمور التائهة عنك، والتي لاتزال في حيرة عالقة حول ذلك، وإلى الآن، يستعجب عليا أن أرى جيل بل أجيال تعدت جميع مراحل الحزن، فهناك فتاة لم تكمل العشرين قط وفي قيدة من أمرها، تكمن في أشواك الورد، وبين مراحل أكتمال البدر، ولا تدرك أن ربيعها سيأتي يومًا، وهناك فتى آخر بين تعركلات الأيام غارق لا يقاوم، فجوة تلو الأخري إلى أن وصلت بنا نحو غبار أعمى علينا وعلى قلوبنا، أليس هناك ضوء بعد؟! بلا هناك، وهناك أبواب لم تفتح لنا، وسعادة لم تصاحبنا، فقط كن على يقين بذلك وأن النجاح من نصيبك، غير مفهوم نظرتك أن الحياة ليست قاسية بل أنت التي تريد أن تراها هكذا، لذا قم بل أنهض، عافر كي تصل، لا تعلق تلك الأوهام على مسمى الظروف، أخلق من الأيام نجاح فائق، لا تنظر حول أشياء لا فائدة منها، عليك أن ترى نفسك بعين الفخر والأمل، أن تؤمن بقدرتك التي وهبها الله لك، جاور الصحبة الجيدة، وتجنب الكسل، وكن في بداية درب الله أنت الأول، ألا تشتاق إلى لذة النجاح؟!
أعلم أنك تشتاق، لذا كن بطلًا في قصتك، كن الأمير في روايتك، كن الجانب المشرق في حياة الآخرين، أبدأ بالتخطيط جيدًا واتجاه نحو التنفيذ، وإن تعبت يومًا فخذ راحة لتسترجع كامل قواك، أنت أقوى من الحياة، أنت جميل لطيف للغاية، أريد التصفيق لك على تكملة مشوارك وتخطى الصعاب هذه، إننى فخورة بيك يا عزيزي، حقًا تستحق أن تكون أسطورة في تاريخ عملك وإجتهادك، وإن لم تلاقى من يلقى عليك كلمات الحب والتشجيع، فأنا أخبرك إني أحبك وأفتخر بيك واتأسف لك على الأذى التي تسبب لك أحدهم في يومًا، أريدك فقط أن تصبح بطلًا وكفى.
وإلى هنا فلنهبط برحلتنا اليوم، ألقاك في جولة أخرى بعنوان أخرى عزيزي🥰. ❝
❞ \"جمود القلوب\"
يؤسفني أن أتوق بكلماتِ عن منظور يغتنم بإستراتيجية المعوقات والمقومات، فبين الغموض والأعماق سطور تختبئ ورائها حقيقة الأمر، في الحقيقة هي صفة لا تذكر من المفهومة بشئ، صفة تصنف من البشعة والحقد وفي السواد تمثل المرتبة الأولة، عن ماذا يذكر القلم، وعن أي حديث سيكتب عن تلك القلوب؟
القلوب التي أنهكت من كثرة غيوم السواد ولم تكف، التي فسدت بعض القلوب النظيفة بنظرتها التي أسقطت جبال، قد دمرت حياة الآخرين بتلك السواد هذا، يا أيها القلوب المتجمدة بكل الحقدية هذه بماذا تريدي؟!
وإلى متى سينتهي هذا وأنتِ تنزفي من كثرة ما يملأ عدد نبضاتك؟!
فَلا تكفي عن تلك الصفات التي لم تنفعك، لعلك تشفى من جروحك يومًا، تمتعي بصفة جميلة ولو لمرة واحدة، كوني قلبًا يتمنى السعادة للجميع، نظفي كل هذا البلاء الذي يختبئ وراءه وشوشٍ خادعة، ألم تملي ولا تتعبي؟!
ألم تتمني أن تتمتعي باللون الأبيض، بدل من تلك اللون الذي عم عليكي؟!
يا عزيزتي القلوب، لمَ تشبهي دورك بالدور الشرير في قصة أحدهم، وأنتِ تعلمي جيدًا أن دورك سينتهي، كونك أخذتي الدور الغير الملائم لكِ؟!
أتوسل إليكِ، لا تبوحي بعطرك الفاسد على أشخاصًا لا ذنب لهم أنكِ مريضة، فحتى عقاقير العالم لم تشفيكِ، كل ما في الأمر أن أختيارك هذا سيدمرك كليًا ويدمر كل من تمر في حياته.. ❝ ⏤كـ/نَـيّـرة الـسَّـيّـد
❞ ˝جمود القلوب˝
يؤسفني أن أتوق بكلماتِ عن منظور يغتنم بإستراتيجية المعوقات والمقومات، فبين الغموض والأعماق سطور تختبئ ورائها حقيقة الأمر، في الحقيقة هي صفة لا تذكر من المفهومة بشئ، صفة تصنف من البشعة والحقد وفي السواد تمثل المرتبة الأولة، عن ماذا يذكر القلم، وعن أي حديث سيكتب عن تلك القلوب؟
القلوب التي أنهكت من كثرة غيوم السواد ولم تكف، التي فسدت بعض القلوب النظيفة بنظرتها التي أسقطت جبال، قد دمرت حياة الآخرين بتلك السواد هذا، يا أيها القلوب المتجمدة بكل الحقدية هذه بماذا تريدي؟!
وإلى متى سينتهي هذا وأنتِ تنزفي من كثرة ما يملأ عدد نبضاتك؟!
فَلا تكفي عن تلك الصفات التي لم تنفعك، لعلك تشفى من جروحك يومًا، تمتعي بصفة جميلة ولو لمرة واحدة، كوني قلبًا يتمنى السعادة للجميع، نظفي كل هذا البلاء الذي يختبئ وراءه وشوشٍ خادعة، ألم تملي ولا تتعبي؟!
ألم تتمني أن تتمتعي باللون الأبيض، بدل من تلك اللون الذي عم عليكي؟!
يا عزيزتي القلوب، لمَ تشبهي دورك بالدور الشرير في قصة أحدهم، وأنتِ تعلمي جيدًا أن دورك سينتهي، كونك أخذتي الدور الغير الملائم لكِ؟!
أتوسل إليكِ، لا تبوحي بعطرك الفاسد على أشخاصًا لا ذنب لهم أنكِ مريضة، فحتى عقاقير العالم لم تشفيكِ، كل ما في الأمر أن أختيارك هذا سيدمرك كليًا ويدمر كل من تمر في حياته. ❝
❞ _ يا بنتي بتعملي أيه؟
كنت مركزة أوي ومندمجة وأنا بحط الوردة في الساعة فقولتله بجدية
= مش شايف بحط الوردة!
ضحك من منظري وقالي
_ لا شايف
وحرك إيده غصب عنه فقولتله بتعصب خفيف
= اثبت مكانك
فشال الوردة وقالي بهزار
_ يا حبيبتي هو أنا اهرب من ولاد أختي تطلعلي أنتِ!
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقولتله بحب
= استنىٰ بس يا جدع، ماتبقاش ملل كده، وبعدين أنت هتشبهني بولاد أختك القرود دول، أحنا هنهزار؟
غمض عينه من فعل الهوا، وقالي بتريقه وهو بيفرك في عينه
_ لا طبعًا يا مدام، أنتِ أعقل واحدة علىٰ الكون، هو أنا أقدر أشبههك بولاد أختي، هنهزر؟
أخدت الصورة، وقومت، ما صدقت الأولاد ناموا أخيرًا، والبيت هادي إلا من صوت المروحة، وريحة القهوة اللي عملتهاله بتتنفس في الهوا، قعدت جمبه علىٰ الكنبة، وأنا بمدّ رجلي من التعب، ولسه بلملم لعب سُجىٰ من الأرض، عروسة من غير ديل، وعربية سليم المتكسرة، وكعب جزمة كان مدفون تحت الكنبة!
ضحكت وقولتله
= أهو كده يا ولاد؟
دي مش أوضة، دي ساحة معركة!
دخل عليا جلال، وهو ماسك سلة الغسيل
بابتسامته اللي دايمًا بتطمن قلبي وقالي بطمأنينة
_ما تزعليش، دول بيبدعوا، بس بطريقتهم
قولتله بتعجب وأنا بضحك
= إبداع إيه؟ ده سليم راسم علىٰ الحيطة صاروخ، وبيقولي؛ عشان نوصل للجنّة أسرع يا ماما!
ضحك، ضحكته اللي بتهوّن أي حاجة، وقالي
_ بس والله عنده حق، لو وصلنا الجنة بقلب نضيف، حتىٰ لو الحيطة مش نضيفة
وقعد جمبي، وهو بيحاول يشيل معايا الهم ده بحنية، جلال من الرجّالة اللي قلبها كبير
سكت شوية، وقالي وهو بيهز رجله
_يا أسماء، تفتكري إحنا بنربي ولادنا صح؟
بصيتله، حسّيت إن السؤال مش بس تفكير، ده وجع
فقولتله بخوف
_ ليه بتقول كده؟
قالي وهو بيحك في دقنه
= كنت عند أختي، ابنها الكبير محترم وبيسمع الكلام، والصغير عنيد وصوته عالي، ومش بيطوّع أي حد، حسّيت إني تايه، هل أحنّ؟ ولا أشتدّ؟ ولا أعمل إيه بالظبط؟
لمست كفه، وبصيتله بعين فيها طمأنينة وقولتله
= يا جلال، الأولاد مش نسخ، كل واحد ليه مفتاح، والتربية مش كتالوج، فالنبي ﷺ قال: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته\"، وإحنا بنحاول، بنغلط، ونقوم، بنربي قلوب قبل ما نربي سلوك
ضحك من غير صوت، ودمعت عينه وهو بيقولي
_أنا بخاف عليهم أوي، ساعات بحس إني بقسىٰ عليهم، وساعات بسيبهم فيضيعوا
بصيتله بحنية وقولتله بدفئ
= وأنت طول عمرك بتخاف ربنا فيهم، شايفك وأنت بتحكيلهم قبل النوم عن الصحابة، وإزاي لما بتزعل منهم، دايمًا بتنهي الموقف بدعوة حلوة، ده مش قليل، فالله عزوجل قال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا… وأنت بتقول الحُسن ليهم حتىٰ في شدّتك
قرب مني أكتر، وقالي بصوت واطي بيترجّاني أثبّت قلبه
_ أنا ضعيف يا أسماء، لكن وجودك جنبي بيقويني، وجودك بيخليني أفكر إني مش لوحدي
حاولت أطمنه فقولتله بنبرة فيها هدوء وأمان
= أحنا فريق يا جلال، تعبنا سوىٰ، وربينا سوىٰ، وهنقف بين إيدين ربنا ونقول: \"اللهم أصلح لنا ذريتنا واجعلهم من الصالحين\"
سكتنا لحظة، وبصيت ف عنيه، لقيته شايل همّي كأنه همه
فقولتله بتمني
= أنا نفسي أكون أم مثالية، لكن في أيام بتعب، بزعق، بسيبهم قدام الكرتون بالساعات..
طبطب علىٰ بيده، وعلىٰ قلبي بكلامه وقالي
_وأنتِ مش مثالية، أنتِ أحنّ قلب عرفته، وربنا قال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…\" وأنتِ بتعملي اللي تقدري عليه، والباقي عنده
بس رأسي وقالي
_يارب يخليكِ لقلبي، ويحفظك ليهم، وتفضلي دايمًا دعمي وسندي
قولتله بصوت دافي
= ويخليك لينا يا دعائي المستجاب، وأمان ولادي اللي مش هيضيع طول ما فيك قلب بيخاف ربنا
لمّينا اللعب، وسندنا ضهرنا لبعض، وكل واحد فينا شايل شوية تعب، وشوية رضا، وحبة حب كتير، لكن كان فيه يقين جوه قلوبنا إن التربية مش بس تعليم، دي دعوة، وإحنا بندعي وإيدينا في إيدين بعض، وطول ما ربنا معانا هنقدر
عدت الأيام، ومرت السنين، وجىٰ يوم كنت قاعدة بقلب في صور سُجىٰ وهي صغيرة، ضفيرة صغيرة، فستان منقوش، وضحكة مليانة حياة، بصيت علىٰ الباب، لقيتها دلوقت طالعة من أوضتها، عيونها مجهدة، ووشها مكشر ماقلتش كلمة، دخلت المطبخ وسابتني في حيرة
قعد مكاني وقلبي بيخبط، بقول في نفسي: إيه اللي حصل؟ فين البنت اللي كانت بتجري عليا تحكيلي كل تفصيلة؟
دخل جلال، وشافني شاردة فقالي بهدوء وهو بيحط شنطته
_ أيه مالك، سُجىٰ كويسة؟
قولتله بحيرة
= مش عارفة، بقالها يومين مش بتضحك، ولا بتحكيلي حاجة، ولا حتىٰ بترد رد طبيعي
قعد جنبي، وبصلي بعين الأب اللي حاسس زيي، بس بيعرف يخبّي
وقالي بحكمة
_ كبرت يا أسماء، وبقت محتاجة نسمعها من غير ما نعلق، نحتويها من غير ما نحاكم، نفهمها حتىٰ لو مش فاهمين هي ليه كده، المقارنة مش هتفيد لا بينها وبين نفسها زمان، ولا بينها وبين حد تاني
= بس أنا خايفة عليها، خايفة تبعد أكتر، خايفة تكون بتحبّ وإحنا مش واخدين بالنا، أو بتحزن لوحدها
رد عليا بحب وقالي
_ وإحنا معاها، بس لازم نكون أحن، النبي ﷺ كان يسمع لأسامة وهو طفل، ويواسيه، وكان بيسمع لواحدة تيجي تشتكي من حاجة بسيطة، ومايقطعهاش، يفضل واقف يسمعها، إحنا محتاجين نسمع، مش نعلّق، محتاجين نقول أحنا جنبك، مش أنتِ مالك؟
سكتنا لحظة، وبعدين كمل وهو بيبص للسقف وقالي
_ عارفة؟ أنا زمان كنت بفتكر إني لما أقول لولادي شوفوا فلان عامل إيه، دي حاجة تحفزهم، لكن عرفت متأخر إنها بتوجعهم، ربنا خلق كل حد بظروفه، بحاله، بنفسيته، وإحنا لو عايزين نربيهم علىٰ القرب من ربنا، لازم الأول يقربوا مننا، ويحسوا بالأمان مش بالخوف
دمعتي نزلت، بس كنت بحاول أخبيها وقولتله
= أوقات كتير وأنا بزعق، كنت بقول لنفسي ده لمصلحتها، لكن الحقيقة إني كنت بهدّي قلقي، مش بحل مشكلتها
فقالي بحنية وتفهم
_ وهي دلوقت محتاجة أم مش بتحاسب، محتاجة حضن يسألها تحبي تحكيلي؟
مش أنتِ عاملة كده ليه؟
محتاجين نعلّمهم يفكروا بصوت عالي، مايفكروش من ورانا، وده مش هييجي إلا بالحب، والاستماع، والدعاء
اتنهدت وقولتله بتوتر
= عارف؟ أول مرة أحس إن التربية لما يكبروا أصعب بكتير من وقت ما كانوا صغيرين
فأكد علىٰ كلامي وقالي بابتسامة خفيفة
_ تعرفي الأجمل أيه؟
إنك بتربي شخصيته، مش بس سلوكه، ودي نعمة إنك تكوني سبب إن حد يتعدل، أو حتىٰ يهدأ وهو تايه
قمت وأنا بقوله
= أنا هاروح أخبط علىٰ بابها، وهقولها: أنا مش جايه ألومك، أنا بس عايزاكِ تعرفي إني بحبك، حتىٰ وأنتِ مش في أحسن حالاتك
ابتسم، وقالي
_ وهتتفاجئي قد إيه الكلمة دي ممكن تفتح باب كان مقفول من زمان
مسكت إيده وقولتله وأنا ممتنة
= أنا حقيقي فخورة إني زوجتك، وإننا كونا أسرة عظيمة كده، وجودك بيفرق أوي حقيقي، عيلتنا، إيدينا في إيد بعض، هنكون عيلة متمسكة، وناجحة
رد بحب وقالي
_ وأنتِ أم وزوجة مثالية، وكان اختيار ربنا لبعض اختيار رائع، فالحمد لله فعلًا الطيبون لطيباتِ
ابتسمنا في جوه من الأمان اللي ساد بعد التوتر اللي كان مستحوذ عليا
كنت ساعات بحس إن الحمل عليا لوحدي، التربية، والمسؤوليات، والتفاصيل اللي مابتخلصش، لكن في وسط الزحمة، كنت كل مرة أرجع أبص حواليّ ألاقيه هناك، واقف في ضهري، مش بيزعق، مش بيحاسب، مش بيفرّج، لكن بيسند
يحضن تعبي بكلمة، ويقوّيني بنظرة، ووقت ما قلبي بيتعب، يقولي: أساندُكِ بصمتِ الحُبِّ دومًا، كأنَّ بقلبي وطنًا وسَكنْ
وأنا؟
بمشي مطمّنة، عندي بيت، مش بس جدران، عندي راجل، سندني بكلمة وحُب، وبنىٰ معايا بيت بيساعنا كلنا
فأمضي وأنا في ظهرِ الأماني
كأنَّ الدهرَ يحنو إن وُجِدَ الوَسَن
فأنصتْ لنبضِ الطفلِ لا لِغضبِهِ
فالصمتُ جُرحٌ حينَ لا يُحتوىٰ
الحكاية؟ كنت فيها.. وكنت هي. ❝ ⏤كـ/نَـيّـرة الـسَّـيّـد
❞ _ يا بنتي بتعملي أيه؟
كنت مركزة أوي ومندمجة وأنا بحط الوردة في الساعة فقولتله بجدية
غمض عينه من فعل الهوا، وقالي بتريقه وهو بيفرك في عينه
_ لا طبعًا يا مدام، أنتِ أعقل واحدة علىٰ الكون، هو أنا أقدر أشبههك بولاد أختي، هنهزر؟
أخدت الصورة، وقومت، ما صدقت الأولاد ناموا أخيرًا، والبيت هادي إلا من صوت المروحة، وريحة القهوة اللي عملتهاله بتتنفس في الهوا، قعدت جمبه علىٰ الكنبة، وأنا بمدّ رجلي من التعب، ولسه بلملم لعب سُجىٰ من الأرض، عروسة من غير ديل، وعربية سليم المتكسرة، وكعب جزمة كان مدفون تحت الكنبة!
ضحكت وقولتله
= أهو كده يا ولاد؟
دي مش أوضة، دي ساحة معركة!
دخل عليا جلال، وهو ماسك سلة الغسيل
بابتسامته اللي دايمًا بتطمن قلبي وقالي بطمأنينة
_ما تزعليش، دول بيبدعوا، بس بطريقتهم
قولتله بتعجب وأنا بضحك
= إبداع إيه؟ ده سليم راسم علىٰ الحيطة صاروخ، وبيقولي؛ عشان نوصل للجنّة أسرع يا ماما!
ضحك، ضحكته اللي بتهوّن أي حاجة، وقالي
_ بس والله عنده حق، لو وصلنا الجنة بقلب نضيف، حتىٰ لو الحيطة مش نضيفة
وقعد جمبي، وهو بيحاول يشيل معايا الهم ده بحنية، جلال من الرجّالة اللي قلبها كبير
سكت شوية، وقالي وهو بيهز رجله
_يا أسماء، تفتكري إحنا بنربي ولادنا صح؟
بصيتله، حسّيت إن السؤال مش بس تفكير، ده وجع
فقولتله بخوف
_ ليه بتقول كده؟
قالي وهو بيحك في دقنه
= كنت عند أختي، ابنها الكبير محترم وبيسمع الكلام، والصغير عنيد وصوته عالي، ومش بيطوّع أي حد، حسّيت إني تايه، هل أحنّ؟ ولا أشتدّ؟ ولا أعمل إيه بالظبط؟
لمست كفه، وبصيتله بعين فيها طمأنينة وقولتله
= يا جلال، الأولاد مش نسخ، كل واحد ليه مفتاح، والتربية مش كتالوج، فالنبي ﷺ قال: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته˝، وإحنا بنحاول، بنغلط، ونقوم، بنربي قلوب قبل ما نربي سلوك
ضحك من غير صوت، ودمعت عينه وهو بيقولي
_أنا بخاف عليهم أوي، ساعات بحس إني بقسىٰ عليهم، وساعات بسيبهم فيضيعوا
بصيتله بحنية وقولتله بدفئ
= وأنت طول عمرك بتخاف ربنا فيهم، شايفك وأنت بتحكيلهم قبل النوم عن الصحابة، وإزاي لما بتزعل منهم، دايمًا بتنهي الموقف بدعوة حلوة، ده مش قليل، فالله عزوجل قال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا… وأنت بتقول الحُسن ليهم حتىٰ في شدّتك
قرب مني أكتر، وقالي بصوت واطي بيترجّاني أثبّت قلبه
_ أنا ضعيف يا أسماء، لكن وجودك جنبي بيقويني، وجودك بيخليني أفكر إني مش لوحدي
حاولت أطمنه فقولتله بنبرة فيها هدوء وأمان
= أحنا فريق يا جلال، تعبنا سوىٰ، وربينا سوىٰ، وهنقف بين إيدين ربنا ونقول: ˝اللهم أصلح لنا ذريتنا واجعلهم من الصالحين˝
سكتنا لحظة، وبصيت ف عنيه، لقيته شايل همّي كأنه همه
فقولتله بتمني
= أنا نفسي أكون أم مثالية، لكن في أيام بتعب، بزعق، بسيبهم قدام الكرتون بالساعات.
طبطب علىٰ بيده، وعلىٰ قلبي بكلامه وقالي
_وأنتِ مش مثالية، أنتِ أحنّ قلب عرفته، وربنا قال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…˝ وأنتِ بتعملي اللي تقدري عليه، والباقي عنده
= ويخليك لينا يا دعائي المستجاب، وأمان ولادي اللي مش هيضيع طول ما فيك قلب بيخاف ربنا
لمّينا اللعب، وسندنا ضهرنا لبعض، وكل واحد فينا شايل شوية تعب، وشوية رضا، وحبة حب كتير، لكن كان فيه يقين جوه قلوبنا إن التربية مش بس تعليم، دي دعوة، وإحنا بندعي وإيدينا في إيدين بعض، وطول ما ربنا معانا هنقدر
عدت الأيام، ومرت السنين، وجىٰ يوم كنت قاعدة بقلب في صور سُجىٰ وهي صغيرة، ضفيرة صغيرة، فستان منقوش، وضحكة مليانة حياة، بصيت علىٰ الباب، لقيتها دلوقت طالعة من أوضتها، عيونها مجهدة، ووشها مكشر ماقلتش كلمة، دخلت المطبخ وسابتني في حيرة
قعد مكاني وقلبي بيخبط، بقول في نفسي: إيه اللي حصل؟ فين البنت اللي كانت بتجري عليا تحكيلي كل تفصيلة؟
دخل جلال، وشافني شاردة فقالي بهدوء وهو بيحط شنطته
_ أيه مالك، سُجىٰ كويسة؟
قولتله بحيرة
= مش عارفة، بقالها يومين مش بتضحك، ولا بتحكيلي حاجة، ولا حتىٰ بترد رد طبيعي
_ كبرت يا أسماء، وبقت محتاجة نسمعها من غير ما نعلق، نحتويها من غير ما نحاكم، نفهمها حتىٰ لو مش فاهمين هي ليه كده، المقارنة مش هتفيد لا بينها وبين نفسها زمان، ولا بينها وبين حد تاني
= بس أنا خايفة عليها، خايفة تبعد أكتر، خايفة تكون بتحبّ وإحنا مش واخدين بالنا، أو بتحزن لوحدها
رد عليا بحب وقالي
_ وإحنا معاها، بس لازم نكون أحن، النبي ﷺ كان يسمع لأسامة وهو طفل، ويواسيه، وكان بيسمع لواحدة تيجي تشتكي من حاجة بسيطة، ومايقطعهاش، يفضل واقف يسمعها، إحنا محتاجين نسمع، مش نعلّق، محتاجين نقول أحنا جنبك، مش أنتِ مالك؟
سكتنا لحظة، وبعدين كمل وهو بيبص للسقف وقالي
_ عارفة؟ أنا زمان كنت بفتكر إني لما أقول لولادي شوفوا فلان عامل إيه، دي حاجة تحفزهم، لكن عرفت متأخر إنها بتوجعهم، ربنا خلق كل حد بظروفه، بحاله، بنفسيته، وإحنا لو عايزين نربيهم علىٰ القرب من ربنا، لازم الأول يقربوا مننا، ويحسوا بالأمان مش بالخوف
دمعتي نزلت، بس كنت بحاول أخبيها وقولتله
= أوقات كتير وأنا بزعق، كنت بقول لنفسي ده لمصلحتها، لكن الحقيقة إني كنت بهدّي قلقي، مش بحل مشكلتها
فقالي بحنية وتفهم
_ وهي دلوقت محتاجة أم مش بتحاسب، محتاجة حضن يسألها تحبي تحكيلي؟
مش أنتِ عاملة كده ليه؟
محتاجين نعلّمهم يفكروا بصوت عالي، مايفكروش من ورانا، وده مش هييجي إلا بالحب، والاستماع، والدعاء
اتنهدت وقولتله بتوتر
= عارف؟ أول مرة أحس إن التربية لما يكبروا أصعب بكتير من وقت ما كانوا صغيرين
فأكد علىٰ كلامي وقالي بابتسامة خفيفة
_ تعرفي الأجمل أيه؟
إنك بتربي شخصيته، مش بس سلوكه، ودي نعمة إنك تكوني سبب إن حد يتعدل، أو حتىٰ يهدأ وهو تايه
قمت وأنا بقوله
= أنا هاروح أخبط علىٰ بابها، وهقولها: أنا مش جايه ألومك، أنا بس عايزاكِ تعرفي إني بحبك، حتىٰ وأنتِ مش في أحسن حالاتك
ابتسم، وقالي
_ وهتتفاجئي قد إيه الكلمة دي ممكن تفتح باب كان مقفول من زمان
مسكت إيده وقولتله وأنا ممتنة
= أنا حقيقي فخورة إني زوجتك، وإننا كونا أسرة عظيمة كده، وجودك بيفرق أوي حقيقي، عيلتنا، إيدينا في إيد بعض، هنكون عيلة متمسكة، وناجحة
رد بحب وقالي
_ وأنتِ أم وزوجة مثالية، وكان اختيار ربنا لبعض اختيار رائع، فالحمد لله فعلًا الطيبون لطيباتِ
ابتسمنا في جوه من الأمان اللي ساد بعد التوتر اللي كان مستحوذ عليا
كنت ساعات بحس إن الحمل عليا لوحدي، التربية، والمسؤوليات، والتفاصيل اللي مابتخلصش، لكن في وسط الزحمة، كنت كل مرة أرجع أبص حواليّ ألاقيه هناك، واقف في ضهري، مش بيزعق، مش بيحاسب، مش بيفرّج، لكن بيسند
❞ _ يا بنتي بتعملي أيه؟
كنت مركزة أوي ومندمجة وأنا بحط الوردة في الساعة فقولتله بجدية
= مش شايف بحط الوردة!
ضحك من منظري وقالي
_ لا شايف
وحرك إيده غصب عنه فقولتله بتعصب خفيف
= اثبت مكانك
فشال الوردة وقالي بهزار
_ يا حبيبتي هو أنا اهرب من ولاد أختي تطلعلي أنتِ!
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقولتله بحب
= استنىٰ بس يا جدع، ماتبقاش ملل كده، وبعدين أنت هتشبهني بولاد أختك القرود دول، أحنا هنهزار؟
غمض عينه من فعل الهوا، وقالي بتريقه وهو بيفرك في عينه
_ لا طبعًا يا مدام، أنتِ أعقل واحدة علىٰ الكون، هو أنا أقدر أشبههك بولاد أختي، هنهزر؟
أخدت الصورة، وقومت، ما صدقت الأولاد ناموا أخيرًا، والبيت هادي إلا من صوت المروحة، وريحة القهوة اللي عملتهاله بتتنفس في الهوا، قعدت جمبه علىٰ الكنبة، وأنا بمدّ رجلي من التعب، ولسه بلملم لعب سُجىٰ من الأرض، عروسة من غير ديل، وعربية سليم المتكسرة، وكعب جزمة كان مدفون تحت الكنبة!
ضحكت وقولتله
= أهو كده يا ولاد؟
دي مش أوضة، دي ساحة معركة!
دخل عليا جلال، وهو ماسك سلة الغسيل
بابتسامته اللي دايمًا بتطمن قلبي وقالي بطمأنينة
_ما تزعليش، دول بيبدعوا، بس بطريقتهم
قولتله بتعجب وأنا بضحك
= إبداع إيه؟ ده سليم راسم علىٰ الحيطة صاروخ، وبيقولي؛ عشان نوصل للجنّة أسرع يا ماما!
ضحك، ضحكته اللي بتهوّن أي حاجة، وقالي
_ بس والله عنده حق، لو وصلنا الجنة بقلب نضيف، حتىٰ لو الحيطة مش نضيفة
وقعد جمبي، وهو بيحاول يشيل معايا الهم ده بحنية، جلال من الرجّالة اللي قلبها كبير
سكت شوية، وقالي وهو بيهز رجله
_يا أسماء، تفتكري إحنا بنربي ولادنا صح؟
بصيتله، حسّيت إن السؤال مش بس تفكير، ده وجع
فقولتله بخوف
_ ليه بتقول كده؟
قالي وهو بيحك في دقنه
= كنت عند أختي، ابنها الكبير محترم وبيسمع الكلام، والصغير عنيد وصوته عالي، ومش بيطوّع أي حد، حسّيت إني تايه، هل أحنّ؟ ولا أشتدّ؟ ولا أعمل إيه بالظبط؟
لمست كفه، وبصيتله بعين فيها طمأنينة وقولتله
= يا جلال، الأولاد مش نسخ، كل واحد ليه مفتاح، والتربية مش كتالوج، فالنبي ﷺ قال: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته\"، وإحنا بنحاول، بنغلط، ونقوم، بنربي قلوب قبل ما نربي سلوك
ضحك من غير صوت، ودمعت عينه وهو بيقولي
_أنا بخاف عليهم أوي، ساعات بحس إني بقسىٰ عليهم، وساعات بسيبهم فيضيعوا
بصيتله بحنية وقولتله بدفئ
= وأنت طول عمرك بتخاف ربنا فيهم، شايفك وأنت بتحكيلهم قبل النوم عن الصحابة، وإزاي لما بتزعل منهم، دايمًا بتنهي الموقف بدعوة حلوة، ده مش قليل، فالله عزوجل قال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا… وأنت بتقول الحُسن ليهم حتىٰ في شدّتك
قرب مني أكتر، وقالي بصوت واطي بيترجّاني أثبّت قلبه
_ أنا ضعيف يا أسماء، لكن وجودك جنبي بيقويني، وجودك بيخليني أفكر إني مش لوحدي
حاولت أطمنه فقولتله بنبرة فيها هدوء وأمان
= أحنا فريق يا جلال، تعبنا سوىٰ، وربينا سوىٰ، وهنقف بين إيدين ربنا ونقول: \"اللهم أصلح لنا ذريتنا واجعلهم من الصالحين\"
سكتنا لحظة، وبصيت ف عنيه، لقيته شايل همّي كأنه همه
فقولتله بتمني
= أنا نفسي أكون أم مثالية، لكن في أيام بتعب، بزعق، بسيبهم قدام الكرتون بالساعات..
طبطب علىٰ بيده، وعلىٰ قلبي بكلامه وقالي
_وأنتِ مش مثالية، أنتِ أحنّ قلب عرفته، وربنا قال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…\" وأنتِ بتعملي اللي تقدري عليه، والباقي عنده
بس رأسي وقالي
_يارب يخليكِ لقلبي، ويحفظك ليهم، وتفضلي دايمًا دعمي وسندي
قولتله بصوت دافي
= ويخليك لينا يا دعائي المستجاب، وأمان ولادي اللي مش هيضيع طول ما فيك قلب بيخاف ربنا
لمّينا اللعب، وسندنا ضهرنا لبعض، وكل واحد فينا شايل شوية تعب، وشوية رضا، وحبة حب كتير، لكن كان فيه يقين جوه قلوبنا إن التربية مش بس تعليم، دي دعوة، وإحنا بندعي وإيدينا في إيدين بعض، وطول ما ربنا معانا هنقدر
عدت الأيام، ومرت السنين، وجىٰ يوم كنت قاعدة بقلب في صور سُجىٰ وهي صغيرة، ضفيرة صغيرة، فستان منقوش، وضحكة مليانة حياة، بصيت علىٰ الباب، لقيتها دلوقت طالعة من أوضتها، عيونها مجهدة، ووشها مكشر ماقلتش كلمة، دخلت المطبخ وسابتني في حيرة
قعد مكاني وقلبي بيخبط، بقول في نفسي: إيه اللي حصل؟ فين البنت اللي كانت بتجري عليا تحكيلي كل تفصيلة؟
دخل جلال، وشافني شاردة فقالي بهدوء وهو بيحط شنطته
_ أيه مالك، سُجىٰ كويسة؟
قولتله بحيرة
= مش عارفة، بقالها يومين مش بتضحك، ولا بتحكيلي حاجة، ولا حتىٰ بترد رد طبيعي
قعد جنبي، وبصلي بعين الأب اللي حاسس زيي، بس بيعرف يخبّي
وقالي بحكمة
_ كبرت يا أسماء، وبقت محتاجة نسمعها من غير ما نعلق، نحتويها من غير ما نحاكم، نفهمها حتىٰ لو مش فاهمين هي ليه كده، المقارنة مش هتفيد لا بينها وبين نفسها زمان، ولا بينها وبين حد تاني
= بس أنا خايفة عليها، خايفة تبعد أكتر، خايفة تكون بتحبّ وإحنا مش واخدين بالنا، أو بتحزن لوحدها
رد عليا بحب وقالي
_ وإحنا معاها، بس لازم نكون أحن، النبي ﷺ كان يسمع لأسامة وهو طفل، ويواسيه، وكان بيسمع لواحدة تيجي تشتكي من حاجة بسيطة، ومايقطعهاش، يفضل واقف يسمعها، إحنا محتاجين نسمع، مش نعلّق، محتاجين نقول أحنا جنبك، مش أنتِ مالك؟
سكتنا لحظة، وبعدين كمل وهو بيبص للسقف وقالي
_ عارفة؟ أنا زمان كنت بفتكر إني لما أقول لولادي شوفوا فلان عامل إيه، دي حاجة تحفزهم، لكن عرفت متأخر إنها بتوجعهم، ربنا خلق كل حد بظروفه، بحاله، بنفسيته، وإحنا لو عايزين نربيهم علىٰ القرب من ربنا، لازم الأول يقربوا مننا، ويحسوا بالأمان مش بالخوف
دمعتي نزلت، بس كنت بحاول أخبيها وقولتله
= أوقات كتير وأنا بزعق، كنت بقول لنفسي ده لمصلحتها، لكن الحقيقة إني كنت بهدّي قلقي، مش بحل مشكلتها
فقالي بحنية وتفهم
_ وهي دلوقت محتاجة أم مش بتحاسب، محتاجة حضن يسألها تحبي تحكيلي؟
مش أنتِ عاملة كده ليه؟
محتاجين نعلّمهم يفكروا بصوت عالي، مايفكروش من ورانا، وده مش هييجي إلا بالحب، والاستماع، والدعاء
اتنهدت وقولتله بتوتر
= عارف؟ أول مرة أحس إن التربية لما يكبروا أصعب بكتير من وقت ما كانوا صغيرين
فأكد علىٰ كلامي وقالي بابتسامة خفيفة
_ تعرفي الأجمل أيه؟
إنك بتربي شخصيته، مش بس سلوكه، ودي نعمة إنك تكوني سبب إن حد يتعدل، أو حتىٰ يهدأ وهو تايه
قمت وأنا بقوله
= أنا هاروح أخبط علىٰ بابها، وهقولها: أنا مش جايه ألومك، أنا بس عايزاكِ تعرفي إني بحبك، حتىٰ وأنتِ مش في أحسن حالاتك
ابتسم، وقالي
_ وهتتفاجئي قد إيه الكلمة دي ممكن تفتح باب كان مقفول من زمان
مسكت إيده وقولتله وأنا ممتنة
= أنا حقيقي فخورة إني زوجتك، وإننا كونا أسرة عظيمة كده، وجودك بيفرق أوي حقيقي، عيلتنا، إيدينا في إيد بعض، هنكون عيلة متمسكة، وناجحة
رد بحب وقالي
_ وأنتِ أم وزوجة مثالية، وكان اختيار ربنا لبعض اختيار رائع، فالحمد لله فعلًا الطيبون لطيباتِ
ابتسمنا في جوه من الأمان اللي ساد بعد التوتر اللي كان مستحوذ عليا
كنت ساعات بحس إن الحمل عليا لوحدي، التربية، والمسؤوليات، والتفاصيل اللي مابتخلصش، لكن في وسط الزحمة، كنت كل مرة أرجع أبص حواليّ ألاقيه هناك، واقف في ضهري، مش بيزعق، مش بيحاسب، مش بيفرّج، لكن بيسند
يحضن تعبي بكلمة، ويقوّيني بنظرة، ووقت ما قلبي بيتعب، يقولي: أساندُكِ بصمتِ الحُبِّ دومًا، كأنَّ بقلبي وطنًا وسَكنْ
وأنا؟
بمشي مطمّنة، عندي بيت، مش بس جدران، عندي راجل، سندني بكلمة وحُب، وبنىٰ معايا بيت بيساعنا كلنا
فأمضي وأنا في ظهرِ الأماني
كأنَّ الدهرَ يحنو إن وُجِدَ الوَسَن
فأنصتْ لنبضِ الطفلِ لا لِغضبِهِ
فالصمتُ جُرحٌ حينَ لا يُحتوىٰ
الحكاية؟ كنت فيها.. وكنت هي. ❝ ⏤كـ/نَـيّـرة الـسَّـيّـد
❞ _ يا بنتي بتعملي أيه؟
كنت مركزة أوي ومندمجة وأنا بحط الوردة في الساعة فقولتله بجدية
غمض عينه من فعل الهوا، وقالي بتريقه وهو بيفرك في عينه
_ لا طبعًا يا مدام، أنتِ أعقل واحدة علىٰ الكون، هو أنا أقدر أشبههك بولاد أختي، هنهزر؟
أخدت الصورة، وقومت، ما صدقت الأولاد ناموا أخيرًا، والبيت هادي إلا من صوت المروحة، وريحة القهوة اللي عملتهاله بتتنفس في الهوا، قعدت جمبه علىٰ الكنبة، وأنا بمدّ رجلي من التعب، ولسه بلملم لعب سُجىٰ من الأرض، عروسة من غير ديل، وعربية سليم المتكسرة، وكعب جزمة كان مدفون تحت الكنبة!
ضحكت وقولتله
= أهو كده يا ولاد؟
دي مش أوضة، دي ساحة معركة!
دخل عليا جلال، وهو ماسك سلة الغسيل
بابتسامته اللي دايمًا بتطمن قلبي وقالي بطمأنينة
_ما تزعليش، دول بيبدعوا، بس بطريقتهم
قولتله بتعجب وأنا بضحك
= إبداع إيه؟ ده سليم راسم علىٰ الحيطة صاروخ، وبيقولي؛ عشان نوصل للجنّة أسرع يا ماما!
ضحك، ضحكته اللي بتهوّن أي حاجة، وقالي
_ بس والله عنده حق، لو وصلنا الجنة بقلب نضيف، حتىٰ لو الحيطة مش نضيفة
وقعد جمبي، وهو بيحاول يشيل معايا الهم ده بحنية، جلال من الرجّالة اللي قلبها كبير
سكت شوية، وقالي وهو بيهز رجله
_يا أسماء، تفتكري إحنا بنربي ولادنا صح؟
بصيتله، حسّيت إن السؤال مش بس تفكير، ده وجع
فقولتله بخوف
_ ليه بتقول كده؟
قالي وهو بيحك في دقنه
= كنت عند أختي، ابنها الكبير محترم وبيسمع الكلام، والصغير عنيد وصوته عالي، ومش بيطوّع أي حد، حسّيت إني تايه، هل أحنّ؟ ولا أشتدّ؟ ولا أعمل إيه بالظبط؟
لمست كفه، وبصيتله بعين فيها طمأنينة وقولتله
= يا جلال، الأولاد مش نسخ، كل واحد ليه مفتاح، والتربية مش كتالوج، فالنبي ﷺ قال: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته˝، وإحنا بنحاول، بنغلط، ونقوم، بنربي قلوب قبل ما نربي سلوك
ضحك من غير صوت، ودمعت عينه وهو بيقولي
_أنا بخاف عليهم أوي، ساعات بحس إني بقسىٰ عليهم، وساعات بسيبهم فيضيعوا
بصيتله بحنية وقولتله بدفئ
= وأنت طول عمرك بتخاف ربنا فيهم، شايفك وأنت بتحكيلهم قبل النوم عن الصحابة، وإزاي لما بتزعل منهم، دايمًا بتنهي الموقف بدعوة حلوة، ده مش قليل، فالله عزوجل قال: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا… وأنت بتقول الحُسن ليهم حتىٰ في شدّتك
قرب مني أكتر، وقالي بصوت واطي بيترجّاني أثبّت قلبه
_ أنا ضعيف يا أسماء، لكن وجودك جنبي بيقويني، وجودك بيخليني أفكر إني مش لوحدي
حاولت أطمنه فقولتله بنبرة فيها هدوء وأمان
= أحنا فريق يا جلال، تعبنا سوىٰ، وربينا سوىٰ، وهنقف بين إيدين ربنا ونقول: ˝اللهم أصلح لنا ذريتنا واجعلهم من الصالحين˝
سكتنا لحظة، وبصيت ف عنيه، لقيته شايل همّي كأنه همه
فقولتله بتمني
= أنا نفسي أكون أم مثالية، لكن في أيام بتعب، بزعق، بسيبهم قدام الكرتون بالساعات.
طبطب علىٰ بيده، وعلىٰ قلبي بكلامه وقالي
_وأنتِ مش مثالية، أنتِ أحنّ قلب عرفته، وربنا قال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ…˝ وأنتِ بتعملي اللي تقدري عليه، والباقي عنده
= ويخليك لينا يا دعائي المستجاب، وأمان ولادي اللي مش هيضيع طول ما فيك قلب بيخاف ربنا
لمّينا اللعب، وسندنا ضهرنا لبعض، وكل واحد فينا شايل شوية تعب، وشوية رضا، وحبة حب كتير، لكن كان فيه يقين جوه قلوبنا إن التربية مش بس تعليم، دي دعوة، وإحنا بندعي وإيدينا في إيدين بعض، وطول ما ربنا معانا هنقدر
عدت الأيام، ومرت السنين، وجىٰ يوم كنت قاعدة بقلب في صور سُجىٰ وهي صغيرة، ضفيرة صغيرة، فستان منقوش، وضحكة مليانة حياة، بصيت علىٰ الباب، لقيتها دلوقت طالعة من أوضتها، عيونها مجهدة، ووشها مكشر ماقلتش كلمة، دخلت المطبخ وسابتني في حيرة
قعد مكاني وقلبي بيخبط، بقول في نفسي: إيه اللي حصل؟ فين البنت اللي كانت بتجري عليا تحكيلي كل تفصيلة؟
دخل جلال، وشافني شاردة فقالي بهدوء وهو بيحط شنطته
_ أيه مالك، سُجىٰ كويسة؟
قولتله بحيرة
= مش عارفة، بقالها يومين مش بتضحك، ولا بتحكيلي حاجة، ولا حتىٰ بترد رد طبيعي
_ كبرت يا أسماء، وبقت محتاجة نسمعها من غير ما نعلق، نحتويها من غير ما نحاكم، نفهمها حتىٰ لو مش فاهمين هي ليه كده، المقارنة مش هتفيد لا بينها وبين نفسها زمان، ولا بينها وبين حد تاني
= بس أنا خايفة عليها، خايفة تبعد أكتر، خايفة تكون بتحبّ وإحنا مش واخدين بالنا، أو بتحزن لوحدها
رد عليا بحب وقالي
_ وإحنا معاها، بس لازم نكون أحن، النبي ﷺ كان يسمع لأسامة وهو طفل، ويواسيه، وكان بيسمع لواحدة تيجي تشتكي من حاجة بسيطة، ومايقطعهاش، يفضل واقف يسمعها، إحنا محتاجين نسمع، مش نعلّق، محتاجين نقول أحنا جنبك، مش أنتِ مالك؟
سكتنا لحظة، وبعدين كمل وهو بيبص للسقف وقالي
_ عارفة؟ أنا زمان كنت بفتكر إني لما أقول لولادي شوفوا فلان عامل إيه، دي حاجة تحفزهم، لكن عرفت متأخر إنها بتوجعهم، ربنا خلق كل حد بظروفه، بحاله، بنفسيته، وإحنا لو عايزين نربيهم علىٰ القرب من ربنا، لازم الأول يقربوا مننا، ويحسوا بالأمان مش بالخوف
دمعتي نزلت، بس كنت بحاول أخبيها وقولتله
= أوقات كتير وأنا بزعق، كنت بقول لنفسي ده لمصلحتها، لكن الحقيقة إني كنت بهدّي قلقي، مش بحل مشكلتها
فقالي بحنية وتفهم
_ وهي دلوقت محتاجة أم مش بتحاسب، محتاجة حضن يسألها تحبي تحكيلي؟
مش أنتِ عاملة كده ليه؟
محتاجين نعلّمهم يفكروا بصوت عالي، مايفكروش من ورانا، وده مش هييجي إلا بالحب، والاستماع، والدعاء
اتنهدت وقولتله بتوتر
= عارف؟ أول مرة أحس إن التربية لما يكبروا أصعب بكتير من وقت ما كانوا صغيرين
فأكد علىٰ كلامي وقالي بابتسامة خفيفة
_ تعرفي الأجمل أيه؟
إنك بتربي شخصيته، مش بس سلوكه، ودي نعمة إنك تكوني سبب إن حد يتعدل، أو حتىٰ يهدأ وهو تايه
قمت وأنا بقوله
= أنا هاروح أخبط علىٰ بابها، وهقولها: أنا مش جايه ألومك، أنا بس عايزاكِ تعرفي إني بحبك، حتىٰ وأنتِ مش في أحسن حالاتك
ابتسم، وقالي
_ وهتتفاجئي قد إيه الكلمة دي ممكن تفتح باب كان مقفول من زمان
مسكت إيده وقولتله وأنا ممتنة
= أنا حقيقي فخورة إني زوجتك، وإننا كونا أسرة عظيمة كده، وجودك بيفرق أوي حقيقي، عيلتنا، إيدينا في إيد بعض، هنكون عيلة متمسكة، وناجحة
رد بحب وقالي
_ وأنتِ أم وزوجة مثالية، وكان اختيار ربنا لبعض اختيار رائع، فالحمد لله فعلًا الطيبون لطيباتِ
ابتسمنا في جوه من الأمان اللي ساد بعد التوتر اللي كان مستحوذ عليا
كنت ساعات بحس إن الحمل عليا لوحدي، التربية، والمسؤوليات، والتفاصيل اللي مابتخلصش، لكن في وسط الزحمة، كنت كل مرة أرجع أبص حواليّ ألاقيه هناك، واقف في ضهري، مش بيزعق، مش بيحاسب، مش بيفرّج، لكن بيسند
❞ _ أحنا لازم ننفصل
بعت المسدج دي لتميم بالنص كده، وقفلت ونزلت لميار أخته؛ لإنها بتولد، وبعيدًا عن علاقتها إنها أخت زوجي إلا إنها أصبحت صحبتي المقربة من بعد زواجي من تميم، خرجت، وسيبت الطاقة السلبية، وقولت في نفسي: أنا رايحة أشوف النونة الصغننة وده خبر لوحدة يخليني أتبسط، وبالفعل مجرد ما افتكرت عصبيتي، وزعلي راحوا، قبل ما أروح المستشفىٰ دخلت لأقرب محل ملابس للأطفال، وطبعًا لما افتكرت مين السبب التأخير في إني اشتري اللبس دلوقت، رجعت اضايقت، ولكن جاتلي مكالمة، وعرفت إن ميار خرجت من أوضة العمليات، اتفاجئت المفروض في الوقت ده تكون لسه داخلة، اشتريت اللبس، وروحت علىٰ المستشفىٰ علىٰ طول
أول ما دخلت علىٰ الأوضة لقيت حماتي شايلة النونة \"لارا\"
عيني وسعت من الجمال، وقولتلها
_ يا صغنن اللي نور الدنيا بطالته
وأخدتها، وعطيت اللبس لماما، قعدت أتأملها، وأدقق في ملامحها
ابتسمت وقولتلها
_ مش عارفة دلوقت هكون عمتو، ولا خالتوا، بس أقولك خلينا في خالتوا سيبك من عمك الشرير تميم
وبدأت اطلع اللبس، وأوريهولها، وقال يعني سمعاني!
مسكت سولوبيتة، وقولتلها بفرح
_ بس كويس يا لارا، واتعلمي من عمتك، يووه أقصد خالتك، أكيد هتبقي زي زوقك حلو
الكل بدأ يضحك علىٰ كلامي، وفرحتي، وفرحتي اللي كانت واضحة عليا، وقد أيه كنت طايرة من سعادتي، ومتحمسة أوي لوجودها، وفي لحظة ما كلنا فرحانين بـ لارا، بدأت ميار تفوق، وأخدت لارا وعيطت، لحظة كل أم، وشعورها في الوقت ده إن جات قطعة منها علىٰ الدنيا، ابتسمت في اللحظة دي، واتمنيت إن ربنا يرزقني الشعور ده في القريب
مسحت علىٰ رأسها وقولتلها
_ أوعي تفكري إنها هتحبك أكتر مني؟
أنا خالتها وعمتها وكده كده هتحبني أكتر
كلهم ضحكوا، وضحكت ميار، ومسكت إيدي، وقالتلي تعب من أثر الولادة
\" أكيد يا تالين ده هتبقىٰ روح خالتها، وعمتها؛ وده لإن أمها روحها فيها
ربت علىٰ إيدها، وبوست رأسها وقولتلها
_ والله وأنتِ حبيبة عيني يا ميار والله
بدأت أشربها عصير، وكل الموجودين كان ملاحظ قربنا من بعض، وإن علاقتنا مبنية علىٰ الحب، والمودة، وللحظة
بصيتلي ميار بتفكر وقالتلي
\" هو فين تميم صحيح؟
اتوترت وماكنتش عارفة هقولها أيه، هي عارفة إنه مسافر في شغل، لكن أنا نسيت أقوله بسبب زعلانا، لسه هرد لقيت حد ورايا
بيقول بصوت حماسي
= أنا هنا يا غالية، حمدلله علىٰ سلامتك يا صغننة
ضحكت ميار وقولتله
\" برده صغننة، يعني اتجوزت ومازالت بتقولها، خلفت ومازالت بتقولها برده امتىٰ هتبطل تقولها
بس رأسها، وحط شنط فيها لبس وقالها
= هتفضلي في نظري لسه صغننة مهما كبرتِ يقلب أخوكِ
استغربت من وجوده، أزاي عرف، وامتىٰ جي، ولحق يشتري اللبس ده امتىٰ
بصيلي بضحك وغمزلي وقالي
= ولا أيه رأيك في الموضوع ده يا عمتو
قولتله بغيظ
_ لا من حقها إنك تكبرها بقىٰ
طبطبت ماماته عليه وقالت بحب
: مهما كبرت هيفضل أخوها شايفها صغيرة، ربنا يخليكم لبعض
بحب قولتلها
_ عندك حق يا ماما
وأخدت لارا، وقولت بمرح
_ خلاص إحنا هنسيبهم لبعض، ومالنش دعوة بيهم، خليكِ مع عمتك هتكسبي خديها قعدة كده
مسك تميم وردة، وادير وقدملي الوردة بطريقة كوميدية وقالي
= فيه دي بقىٰ معاكِ حق
وواطىٰ صوته، وقالي
= أنا آسف
بصيت بخجل وابتسمت، فجأة دخل زوج ميار، كان بيسجل اسمها في السجل، سلم علينا
وقال لتميم بحب وسعادة
= يلا يا أبو حميد بقىٰ عبالك لما تبقىٰ بابا
بصيلي وضحك وقاله
_ لا يا عم، أخاف أجيب بنوتة تطلع زي أمها عسل كده، وأحبها وارجع اعيط لما تتزوج
بصيلي أنس زوج ميار وضحك وقال
\' آه، وبيغزلك قدامنا كمان، لا ده يا بختك يا عم بي بقىٰ
نزلت وشي في الأرض من الخجل، والحقيقة إني كنت مبسوطة في الوقت ده إنه بيعبر عن حبه ليا قدام الكل بدون احراج، ولا شافها إنه هيقلل من قيمته كرجل بل بالعكس، كان بيفتخر بحبه ليا، وبيعليني قدام أهله، ودايمًا يمدح فيا مهما كان حاصل بينا أي، والحقيقة إن دي نقطة يكسب بيها في كل مرة، ورصيد ياخد منه وقت ما أكون جبت أخري، لكن أفعاله دي بتكون محفوظة في قلبي قبل عقلي، تصرفات بسيطة لكن تأثيرها ليه فارق عليا أوي
روحنا عند ماما، وحضرت الكل معاها، وأكلنا كلنا سوىٰ، وبعد ما ميار نامت، وخلصت مع ماما، مسك تميم إيدي قدام الكل، وقالهم
= طيب عايزين من تالين حاجة؟
هنروح إحنا بقىٰ
حاولت أشيل إيده من كتر الإحراج
عن طريق الهزار قال أنس
\' لا، أنت اللي عايزها
ضحك تميم وقاله
= بتقطع علينا علىٰ طول كده هو يا عم أنس
ابتسمت حماتي وقالت
\" سيبهم يا ولد يا أنس، يلا يا حبايبي روحو، زوجك كان مسافر وزمانه تعبان وعايز يرتاح
قال تميم لأنس بحب
= مبارك يا حبيبي، ربنا يبارلك فيها يارب
قولت بعده لأنس بضحك
_ مبارك يا أنس، ربنا يحفظها ليا الأول وبعد ليكوا
وخرجنا نروح، وإحنا في الطريق عملت نفسي لسه زعلانة وقولتله
_ وأنت بقىٰ مفكر إن تصرفاتك دي هتخليني اتنازل واتصالح؟
غمزلي وقالي
= لا، هتصالحني بعد تعرفي سبب وجودي
بصيتله بتساؤل وقولتله
_ آه قولي بقىٰ سبب وجوده
بدفئ قالي
= أول ما شوفت المسدج بتاعتك، وعرفت إنك زعلانة أوي بالشكل ده قررت أنزل واسيب كل اللي ورايا عشانك، ونزلت اشتريتلك بوكية ورد، وشوكلاتة
كنت هيعيط من كلامه، ووده قولتله بامتنان
_ خلاص اتصالحت، أصلًا بحبك وكنت هروق أنا كنت بس مضغوطة شوية
قالي بحنان
= بس أنا مقدرش أسيبك زعلانة، ولا هستني أي ضغط أو بعد يبعدنا عن بعض، أنا مستحيل هخلي أي شئ يخليني أخسرك
وطلع من جيبه وردة وقالي بضحك
= آه بالمناسبة بوكية الورد والشوكولاتة في البيت، وده بعد ما روحت البيت وملقتكيش عرفت من ملاحظتك اللي بتكتبها إن النهاردة ميار بتولد، حلوة فكرة إنك بتكتبي التواريخ المهمة؛ عشان متنسيش، فروحت اشتريت لبس وجيتلكم علىٰ طول، وطبعًا مستشفىٰ العيلة معروفة
ركز في الأرض، ومسك وردة صغننة وقالي
= ودي وردة وقعت من البوكية فعشان متأخرش حطيتها في جيبي
وكمل كلامه وقالي
= هل هتغفرلي؟
ضحكت بحب وأخدت منه الوردة وقولتله
_ آه، مش عارفة أخد موقف، دايمًا حنيتك في الخصام بتغلبني
وقولتله بحب
_ وبمناسبة كلمتك بتاعت هتغفرلي هل عارف الفرق بين الاستغفار والعفو
افتكر كده وقالي
= ممممم، لا قولي يا صاحبة المعلومات
ضحكت وقولتله
_ المغفرة أو الإستغفار معنىٰ إن ربنا يسامحك عن الذنب لكن مازال موجود في الصحيفة، أما العفو هو إن ربنا يسامحك عن الذنب، ويمسحه من صحفيتك، وكإن معملتش الذنب من أصله؛ وعشان كده رسول الله(ﷺ) وصانىٰ بالدعاء ده \" اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عنا\"
ابتسملي بفخر وقالي
= والله فخور بيكِ، وهتبقي أم مثالية
ضحكت بمودة، وحطيت الوردة في شعره وأتصورنا صورة من ضمن الذكريات، ونزلت الصورة علىٰ الفيس بوك وكتبت عليها \" وودًا وحبًا وحنينًا في الخصام
وصبرًا جميلًا لا يلين مع الملام
وعينًا ترىٰ العذر قبل الملام
وقلبًا إذا ضاق يومًا وسِع الغرام
هنيًا في الخصام مُحبًا
وإن قسىٰ الزمان عليك طِيبًا
تعفو إذا جار الحبيب تجمّلًا ♡\'. ❝ ⏤كـ/نَـيّـرة الـسَّـيّـد
❞ _ أحنا لازم ننفصل
بعت المسدج دي لتميم بالنص كده، وقفلت ونزلت لميار أخته؛ لإنها بتولد، وبعيدًا عن علاقتها إنها أخت زوجي إلا إنها أصبحت صحبتي المقربة من بعد زواجي من تميم، خرجت، وسيبت الطاقة السلبية، وقولت في نفسي: أنا رايحة أشوف النونة الصغننة وده خبر لوحدة يخليني أتبسط، وبالفعل مجرد ما افتكرت عصبيتي، وزعلي راحوا، قبل ما أروح المستشفىٰ دخلت لأقرب محل ملابس للأطفال، وطبعًا لما افتكرت مين السبب التأخير في إني اشتري اللبس دلوقت، رجعت اضايقت، ولكن جاتلي مكالمة، وعرفت إن ميار خرجت من أوضة العمليات، اتفاجئت المفروض في الوقت ده تكون لسه داخلة، اشتريت اللبس، وروحت علىٰ المستشفىٰ علىٰ طول
أول ما دخلت علىٰ الأوضة لقيت حماتي شايلة النونة ˝لارا˝
عيني وسعت من الجمال، وقولتلها
_ يا صغنن اللي نور الدنيا بطالته
وأخدتها، وعطيت اللبس لماما، قعدت أتأملها، وأدقق في ملامحها
ابتسمت وقولتلها
_ مش عارفة دلوقت هكون عمتو، ولا خالتوا، بس أقولك خلينا في خالتوا سيبك من عمك الشرير تميم
وبدأت اطلع اللبس، وأوريهولها، وقال يعني سمعاني!
مسكت سولوبيتة، وقولتلها بفرح
_ بس كويس يا لارا، واتعلمي من عمتك، يووه أقصد خالتك، أكيد هتبقي زي زوقك حلو
الكل بدأ يضحك علىٰ كلامي، وفرحتي، وفرحتي اللي كانت واضحة عليا، وقد أيه كنت طايرة من سعادتي، ومتحمسة أوي لوجودها، وفي لحظة ما كلنا فرحانين بـ لارا، بدأت ميار تفوق، وأخدت لارا وعيطت، لحظة كل أم، وشعورها في الوقت ده إن جات قطعة منها علىٰ الدنيا، ابتسمت في اللحظة دي، واتمنيت إن ربنا يرزقني الشعور ده في القريب
مسحت علىٰ رأسها وقولتلها
_ أوعي تفكري إنها هتحبك أكتر مني؟
أنا خالتها وعمتها وكده كده هتحبني أكتر
كلهم ضحكوا، وضحكت ميار، ومسكت إيدي، وقالتلي تعب من أثر الولادة
˝ أكيد يا تالين ده هتبقىٰ روح خالتها، وعمتها؛ وده لإن أمها روحها فيها
ربت علىٰ إيدها، وبوست رأسها وقولتلها
_ والله وأنتِ حبيبة عيني يا ميار والله
بدأت أشربها عصير، وكل الموجودين كان ملاحظ قربنا من بعض، وإن علاقتنا مبنية علىٰ الحب، والمودة، وللحظة
بصيتلي ميار بتفكر وقالتلي
˝ هو فين تميم صحيح؟
اتوترت وماكنتش عارفة هقولها أيه، هي عارفة إنه مسافر في شغل، لكن أنا نسيت أقوله بسبب زعلانا، لسه هرد لقيت حد ورايا
مسك تميم وردة، وادير وقدملي الوردة بطريقة كوميدية وقالي
= فيه دي بقىٰ معاكِ حق
وواطىٰ صوته، وقالي
= أنا آسف
بصيت بخجل وابتسمت، فجأة دخل زوج ميار، كان بيسجل اسمها في السجل، سلم علينا
وقال لتميم بحب وسعادة
= يلا يا أبو حميد بقىٰ عبالك لما تبقىٰ بابا
بصيلي وضحك وقاله
_ لا يا عم، أخاف أجيب بنوتة تطلع زي أمها عسل كده، وأحبها وارجع اعيط لما تتزوج
بصيلي أنس زوج ميار وضحك وقال
˝ آه، وبيغزلك قدامنا كمان، لا ده يا بختك يا عم بي بقىٰ
نزلت وشي في الأرض من الخجل، والحقيقة إني كنت مبسوطة في الوقت ده إنه بيعبر عن حبه ليا قدام الكل بدون احراج، ولا شافها إنه هيقلل من قيمته كرجل بل بالعكس، كان بيفتخر بحبه ليا، وبيعليني قدام أهله، ودايمًا يمدح فيا مهما كان حاصل بينا أي، والحقيقة إن دي نقطة يكسب بيها في كل مرة، ورصيد ياخد منه وقت ما أكون جبت أخري، لكن أفعاله دي بتكون محفوظة في قلبي قبل عقلي، تصرفات بسيطة لكن تأثيرها ليه فارق عليا أوي
روحنا عند ماما، وحضرت الكل معاها، وأكلنا كلنا سوىٰ، وبعد ما ميار نامت، وخلصت مع ماما، مسك تميم إيدي قدام الكل، وقالهم
= طيب عايزين من تالين حاجة؟
هنروح إحنا بقىٰ
حاولت أشيل إيده من كتر الإحراج
عن طريق الهزار قال أنس
˝ لا، أنت اللي عايزها
ضحك تميم وقاله
= بتقطع علينا علىٰ طول كده هو يا عم أنس
ابتسمت حماتي وقالت
˝ سيبهم يا ولد يا أنس، يلا يا حبايبي روحو، زوجك كان مسافر وزمانه تعبان وعايز يرتاح
قال تميم لأنس بحب
= مبارك يا حبيبي، ربنا يبارلك فيها يارب
قولت بعده لأنس بضحك
_ مبارك يا أنس، ربنا يحفظها ليا الأول وبعد ليكوا
وخرجنا نروح، وإحنا في الطريق عملت نفسي لسه زعلانة وقولتله
_ وأنت بقىٰ مفكر إن تصرفاتك دي هتخليني اتنازل واتصالح؟
غمزلي وقالي
= لا، هتصالحني بعد تعرفي سبب وجودي
بصيتله بتساؤل وقولتله
_ آه قولي بقىٰ سبب وجوده
بدفئ قالي
= أول ما شوفت المسدج بتاعتك، وعرفت إنك زعلانة أوي بالشكل ده قررت أنزل واسيب كل اللي ورايا عشانك، ونزلت اشتريتلك بوكية ورد، وشوكلاتة
كنت هيعيط من كلامه، ووده قولتله بامتنان
_ خلاص اتصالحت، أصلًا بحبك وكنت هروق أنا كنت بس مضغوطة شوية
قالي بحنان
= بس أنا مقدرش أسيبك زعلانة، ولا هستني أي ضغط أو بعد يبعدنا عن بعض، أنا مستحيل هخلي أي شئ يخليني أخسرك
وطلع من جيبه وردة وقالي بضحك
= آه بالمناسبة بوكية الورد والشوكولاتة في البيت، وده بعد ما روحت البيت وملقتكيش عرفت من ملاحظتك اللي بتكتبها إن النهاردة ميار بتولد، حلوة فكرة إنك بتكتبي التواريخ المهمة؛ عشان متنسيش، فروحت اشتريت لبس وجيتلكم علىٰ طول، وطبعًا مستشفىٰ العيلة معروفة
ركز في الأرض، ومسك وردة صغننة وقالي
= ودي وردة وقعت من البوكية فعشان متأخرش حطيتها في جيبي
_ وبمناسبة كلمتك بتاعت هتغفرلي هل عارف الفرق بين الاستغفار والعفو
افتكر كده وقالي
= ممممم، لا قولي يا صاحبة المعلومات
ضحكت وقولتله
_ المغفرة أو الإستغفار معنىٰ إن ربنا يسامحك عن الذنب لكن مازال موجود في الصحيفة، أما العفو هو إن ربنا يسامحك عن الذنب، ويمسحه من صحفيتك، وكإن معملتش الذنب من أصله؛ وعشان كده رسول الله(ﷺ) وصانىٰ بالدعاء ده ˝ اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عنا˝
ابتسملي بفخر وقالي
= والله فخور بيكِ، وهتبقي أم مثالية
ضحكت بمودة، وحطيت الوردة في شعره وأتصورنا صورة من ضمن الذكريات، ونزلت الصورة علىٰ الفيس بوك وكتبت عليها ˝ وودًا وحبًا وحنينًا في الخصام
وصبرًا جميلًا لا يلين مع الملام
وعينًا ترىٰ العذر قبل الملام
وقلبًا إذا ضاق يومًا وسِع الغرام
هنيًا في الخصام مُحبًا
وإن قسىٰ الزمان عليك طِيبًا
تعفو إذا جار الحبيب تجمّلًا ♡˝. ❝
❞ _ كنزي!
في خبر حلو عايز أشاركه معاكِ
كان راجع من الشغل بدري، وعينه مليانة فرحة، ملهوف وهو بيدور عليا، كنت بقرأ قرآن ومسمعتش أي صوت، وقفت للحظة بعد ما حسيت إن في صوت وحركة في البيت، رجع ناده تاني
_ يا كنوز فينك!
استغربت جدًا لما سمعت صوته، مش العادة إنه يرجع بدري كده، حسيت إن أكيد في شئ مختلف النهاردة لكن كنت حاسة بالتفائل، وعامةً وجود معاذ في يومِ دايمًا بيبعث ليا إحساس إن الدنيا لسه بخير، إن لسه في ناس جميلة زي قلوبنا، ولسه في أزواج رائعة بتخاف الله، بتحب زوجاتهم
ابتسمت وبصيت ورايا بعد ما دخل معاذ عليا الأوضة
قولتله بتساؤل
= أكيد في خبر حلو؟
كانت ابتسامته عريضة، مستني اللحظة اللي هيقولي فيها الخبر، وحقيقي من مشاهدي المفضلة رؤية الشخص اللي بحبه، وهو جي يشاركني بكل لهفة بخبر سعيد
بس رأسي كالمعتاد، وقالي ببهجة
_ آه، أنا اتريقت، ومش هتصدقي المنصب؟
ابتسمت بخفة وقولتله بيقين
= منصب مدير الشركة!
اتعجب وقالي
_ وعرفتِ أزاي بقىٰ؟
بصيتله بثقة مصحوبة بحب
= لإنها كانت من دعواتِ الثابتة في قيام الليل
عينه كانت بتطلع قلوب، ملامحه اتحولت من حماس لامتنان، نبرة صوته كانت بتضحك، وهو بيتكلم
قالي برقة
_ دايمًا فهماني قبل ما اتكلم، زي السيدة عائشة كانت مأمن لرسول الله، وأنتِ بتشبهنىٰ أم المؤمنين في الصفة اللي ربنا رزقك بيها
دمعت عيني بعد شبهني بالتشبه العظيم ده، وقولتله بود
= وزي ما ربنا رزقني بالصفة دي، رزقني بمن يستحقها
تبادلنا النظرات بمحبة لدقايق، وفجأة تذكر معاذ حاجة، قام مرة واحدة
وقالي بحماس
_ ولإنك دايمًا الأول في كل حاجة، وأول المحبيين ليا، فكان لازم يكون ليكِ نصيب من الهدية بمناسبة الخبر العظيم ده، وده غير بقىٰ إن أدركت دلوقت إنه ماكنش إلا استجابة لدعواتك، يلا غمضي عينكِ
غمضت، ومسك إيدي، ولبسني خاتم، فتحت عيني بعد ما قالي، انبهرت بجد
قالي باحتواء
_ مبارك عليكِ يا أرق كنوز
كان خاتم رقيق أوي، اختاره بقلبه، وأهداني بأرق هدية
بصيتله بحب وقولتله
= الله يبارك فيك يا قرة عين كنوز، ربنا يديمك ليا، وتفضل مصدر احتوائي، دفئ الذي لا ينتهي
مسح علىٰ دماغي بحنية، واللي حقيقي بحس بالحركة دي بفرط من الحنان، وقالي
_ يلا، أنا نازل بقىٰ
سألته باستعجاب وقولتله
= نازل فين؟
بصيلي بود وقالي
_ الشغل، أنا بس استأذنت؛ عشان أشارك معاكِ الخبر ده، وكان لازم أجي بنفسي، محبتش أرن، واستنىٰ لما ارجع، وبصراحة كانت حجة عشان وحشتني، وافتقدك أوي أوي يا كنوز، وبجد اكتشفت إن وجودك جنبي لوحده بيسعدني حقيقي، وعرفت بقىٰ إن محبتش حد قدك
لما عرفت إنه مستأذن مخصوص عشاني، وإنه كركب مواعيده بس عشان يشوفني لحظة عرفت إن الحب جميل أوي مع الشخص الصح، وهيفضل من أجمل علامات الحب بالنسبالي إن الشخص اللي بتحبه يكون بيفكر فيك وهو مشغول جدًا، بيسحب نفسه في الزحمة؛ عشان يكلمك لحظة، بيخطف الفرصة في عز السحلة، بتوحشه وهو حواليه كل حبايبه، بيحس إنه محتاجلك حتىٰ لو بيعرف يعمل كل حاجة لنفسه، لكن مواقف ليها معنىٰ كبير أوي
محستش بنفسي غير وأنا بحضنه، وبيعيط، وفي كل مرة بستشعر بقيمته عندي، وبخاف أوي من الفقد، أو الإبتعاد
فقولتله بخوف، وأنا مازالت بيعيط
= مش هتبعد عني؟
خليك دايمًا جنبي، أوعىٰ تسيب إيدي حتىٰ لو حصل أيه؛ لإني من غيرك هكون تائهه، بدون مأوي، بدون وطن أنت الوطن، وأنت كل ناسِ
طبطب عليه، ومسح دموعي وقالي بطمأنينة
_ \"لو هجركِ كل الناس، ورأيتِ ظلًّا بجواركِ فذاك أنا
وإن ضاقت نفسكِ، وأبصرتِ دليلًا أتاكِ فها ذاكِ أنا
وإن استوحشتِ، ورمقتِ خلفكِ فستجدينني أنا
وأنا بين ذراعيكِ ملاذكِ، ومأمنكِ\"
علاقتنا مريحة، حبنا صادق، ورغم كل المشاكل، ومصاعب الحياة القاسية، إلا إنه لا يهجر، ولا يخون، ومهما كانت عصيبته وصلت لمراحل عالية لكنه دايمًا بيخاف علىٰ مشاعري، وبيحافظ عليا، وبيهدأ لمجرد ما بيشوف دموعي، عمري ما شفت منه قساوة، طبعه بسيط، وهين، في البداية كانت بعض تصرفاته غريبة، عنده طقوس معينة، بيحب القعدة لوحده لتفرغ للعبادة، لكن بعدها اعتدت علىٰ كل طباعه، واتقبلت كل عيوبه اللي بالنسبالي بقت مميزات
هو عكسي في حاجات كتير، يعني أنا ثرثرة مع من أحب، وهو هادي، قليل الكلام، بيعبر بحبه بأفعال، كان بيسمعني، بيستمع بكل انتباه وحب، بدون ما يمل، رغم إنه بيميل للهدوء، فأخدنا من بعض، هو أخد مني، وأنا أخدت منه
قولتله بلطف بعد ما هديت
= وأنا معاك الأمان غنوة تتغنىٰ
ختم كلامه بحنية وقالي
_ \"وفي زمن اندثرت منه الطمأنينة كنتِ أنتِ ومضة النور يا طمأنينة العُمر المُتعب\"
العشاء أذنيت قبل ما ينزل، فقرر يصلي الأول، وأتوضينا، وصلىٰ بيا إمام، ودعيت بي في كل سجود، وما أنقىٰ الحبِ في الحلال، وما أجمله!
معاذ ببحبني لدرجة إنه مش بيمل مني، وكل مرة بينبهر لما يشوفي زي بلال راجح لما قال: مازالتُ أندهش عند رؤيتك رغم مجيئك ألف مرة بذات الملامح♡
يخبرني دائمًا أن طيفي سكينة،
وما كان غيره هو المسكن والسكن♡.. ❝ ⏤كـ/نَـيّـرة الـسَّـيّـد
❞ _ كنزي!
في خبر حلو عايز أشاركه معاكِ
كان راجع من الشغل بدري، وعينه مليانة فرحة، ملهوف وهو بيدور عليا، كنت بقرأ قرآن ومسمعتش أي صوت، وقفت للحظة بعد ما حسيت إن في صوت وحركة في البيت، رجع ناده تاني
_ يا كنوز فينك!
استغربت جدًا لما سمعت صوته، مش العادة إنه يرجع بدري كده، حسيت إن أكيد في شئ مختلف النهاردة لكن كنت حاسة بالتفائل، وعامةً وجود معاذ في يومِ دايمًا بيبعث ليا إحساس إن الدنيا لسه بخير، إن لسه في ناس جميلة زي قلوبنا، ولسه في أزواج رائعة بتخاف الله، بتحب زوجاتهم
ابتسمت وبصيت ورايا بعد ما دخل معاذ عليا الأوضة
قولتله بتساؤل
= أكيد في خبر حلو؟
كانت ابتسامته عريضة، مستني اللحظة اللي هيقولي فيها الخبر، وحقيقي من مشاهدي المفضلة رؤية الشخص اللي بحبه، وهو جي يشاركني بكل لهفة بخبر سعيد
بس رأسي كالمعتاد، وقالي ببهجة
_ آه، أنا اتريقت، ومش هتصدقي المنصب؟
ابتسمت بخفة وقولتله بيقين
= منصب مدير الشركة!
اتعجب وقالي
_ وعرفتِ أزاي بقىٰ؟
بصيتله بثقة مصحوبة بحب
= لإنها كانت من دعواتِ الثابتة في قيام الليل
عينه كانت بتطلع قلوب، ملامحه اتحولت من حماس لامتنان، نبرة صوته كانت بتضحك، وهو بيتكلم
قالي برقة
_ دايمًا فهماني قبل ما اتكلم، زي السيدة عائشة كانت مأمن لرسول الله، وأنتِ بتشبهنىٰ أم المؤمنين في الصفة اللي ربنا رزقك بيها
دمعت عيني بعد شبهني بالتشبه العظيم ده، وقولتله بود
= وزي ما ربنا رزقني بالصفة دي، رزقني بمن يستحقها
تبادلنا النظرات بمحبة لدقايق، وفجأة تذكر معاذ حاجة، قام مرة واحدة
وقالي بحماس
_ ولإنك دايمًا الأول في كل حاجة، وأول المحبيين ليا، فكان لازم يكون ليكِ نصيب من الهدية بمناسبة الخبر العظيم ده، وده غير بقىٰ إن أدركت دلوقت إنه ماكنش إلا استجابة لدعواتك، يلا غمضي عينكِ
غمضت، ومسك إيدي، ولبسني خاتم، فتحت عيني بعد ما قالي، انبهرت بجد
قالي باحتواء
_ مبارك عليكِ يا أرق كنوز
كان خاتم رقيق أوي، اختاره بقلبه، وأهداني بأرق هدية
بصيتله بحب وقولتله
= الله يبارك فيك يا قرة عين كنوز، ربنا يديمك ليا، وتفضل مصدر احتوائي، دفئ الذي لا ينتهي
مسح علىٰ دماغي بحنية، واللي حقيقي بحس بالحركة دي بفرط من الحنان، وقالي
_ يلا، أنا نازل بقىٰ
سألته باستعجاب وقولتله
= نازل فين؟
بصيلي بود وقالي
_ الشغل، أنا بس استأذنت؛ عشان أشارك معاكِ الخبر ده، وكان لازم أجي بنفسي، محبتش أرن، واستنىٰ لما ارجع، وبصراحة كانت حجة عشان وحشتني، وافتقدك أوي أوي يا كنوز، وبجد اكتشفت إن وجودك جنبي لوحده بيسعدني حقيقي، وعرفت بقىٰ إن محبتش حد قدك
لما عرفت إنه مستأذن مخصوص عشاني، وإنه كركب مواعيده بس عشان يشوفني لحظة عرفت إن الحب جميل أوي مع الشخص الصح، وهيفضل من أجمل علامات الحب بالنسبالي إن الشخص اللي بتحبه يكون بيفكر فيك وهو مشغول جدًا، بيسحب نفسه في الزحمة؛ عشان يكلمك لحظة، بيخطف الفرصة في عز السحلة، بتوحشه وهو حواليه كل حبايبه، بيحس إنه محتاجلك حتىٰ لو بيعرف يعمل كل حاجة لنفسه، لكن مواقف ليها معنىٰ كبير أوي
محستش بنفسي غير وأنا بحضنه، وبيعيط، وفي كل مرة بستشعر بقيمته عندي، وبخاف أوي من الفقد، أو الإبتعاد
فقولتله بخوف، وأنا مازالت بيعيط
= مش هتبعد عني؟
خليك دايمًا جنبي، أوعىٰ تسيب إيدي حتىٰ لو حصل أيه؛ لإني من غيرك هكون تائهه، بدون مأوي، بدون وطن أنت الوطن، وأنت كل ناسِ
طبطب عليه، ومسح دموعي وقالي بطمأنينة
_ ˝لو هجركِ كل الناس، ورأيتِ ظلًّا بجواركِ فذاك أنا
وإن ضاقت نفسكِ، وأبصرتِ دليلًا أتاكِ فها ذاكِ أنا
وإن استوحشتِ، ورمقتِ خلفكِ فستجدينني أنا
وأنا بين ذراعيكِ ملاذكِ، ومأمنكِ˝
علاقتنا مريحة، حبنا صادق، ورغم كل المشاكل، ومصاعب الحياة القاسية، إلا إنه لا يهجر، ولا يخون، ومهما كانت عصيبته وصلت لمراحل عالية لكنه دايمًا بيخاف علىٰ مشاعري، وبيحافظ عليا، وبيهدأ لمجرد ما بيشوف دموعي، عمري ما شفت منه قساوة، طبعه بسيط، وهين، في البداية كانت بعض تصرفاته غريبة، عنده طقوس معينة، بيحب القعدة لوحده لتفرغ للعبادة، لكن بعدها اعتدت علىٰ كل طباعه، واتقبلت كل عيوبه اللي بالنسبالي بقت مميزات
هو عكسي في حاجات كتير، يعني أنا ثرثرة مع من أحب، وهو هادي، قليل الكلام، بيعبر بحبه بأفعال، كان بيسمعني، بيستمع بكل انتباه وحب، بدون ما يمل، رغم إنه بيميل للهدوء، فأخدنا من بعض، هو أخد مني، وأنا أخدت منه
قولتله بلطف بعد ما هديت
= وأنا معاك الأمان غنوة تتغنىٰ
ختم كلامه بحنية وقالي
_ ˝وفي زمن اندثرت منه الطمأنينة كنتِ أنتِ ومضة النور يا طمأنينة العُمر المُتعب˝
العشاء أذنيت قبل ما ينزل، فقرر يصلي الأول، وأتوضينا، وصلىٰ بيا إمام، ودعيت بي في كل سجود، وما أنقىٰ الحبِ في الحلال، وما أجمله!
معاذ ببحبني لدرجة إنه مش بيمل مني، وكل مرة بينبهر لما يشوفي زي بلال راجح لما قال: مازالتُ أندهش عند رؤيتك رغم مجيئك ألف مرة بذات الملامح♡
يخبرني دائمًا أن طيفي سكينة،
وما كان غيره هو المسكن والسكن♡. ❝
❞ وجدته نظر في عيني مباشرة بحبٍ ثم نظر للقمر، وابتسم قائلًا: أعِدُكِ أمام القمر إني سأعلن الحرب من اليوم لأجلك فيا مرحبًا بكل المعارك، والصعاب إن كانت نهايتهم أنتِ.. ❝ ⏤كـ/نَـيّـرة الـسَّـيّـد
❞ وجدته نظر في عيني مباشرة بحبٍ ثم نظر للقمر، وابتسم قائلًا: أعِدُكِ أمام القمر إني سأعلن الحرب من اليوم لأجلك فيا مرحبًا بكل المعارك، والصعاب إن كانت نهايتهم أنتِ. ❝