█ 2 تُراثٌ من الغباء (بيبي الثاني ) هو أول حاكم غبيّ عرفَه التاريخ؛ فقد اعتلى العرش وعمره ست سنوات واستمر السطلة 94 عامًا وعَرفتْ (مصر عهده الفساد والانحلال ومات الناس جوعًا وعجزوا عن دفن موتاهم وانضم إليه الكهنة حرصًا أوقافهم؛ يبيحون له بفتاواهم الكاذبة كل منكر وكلما قَصدهم مظلوم طالبوه بالطاعة ووعدوه بحسن الجزاء العالم الآخر لكن عندما بلغ اليأس غايته خرج رجلٌ يُدعي (أبنوم يحرِّض الثورة ضد الظلم واستجاب وقام الشعب المصريّ بأول ثورة عرفها التاريخ وانهارت إمبراطورية (بيبي وسقطت الأسرة السادسة والأنظمة الساقطة تاريخ الفراعنة بعضها كان مستبدًّا وبعضها ضعيفًا؛ الثابت الوحيد أن هذه الأنظمة أو الدول قد وصلت إلى خط النهاية الغباء السياسي مداه والضعف منتهاه وهذا ما حصل مع (توت عنخ آمون الذي تولى الحكم لمدة فقط وكان مرحلة الطفولة قبل يصل الشباب وكانت السلطات كلها يد ولكن المدهش شهرته تجاوزت أعماله وقدراته ومدة حكمه وقد تلك الشهرة بفضل اكتشاف مقبرته وهي عادة أم الدنيا والعجائب التي تمنح لعابري السبيل بينما تضنُّ بها العظماء الذين لم يتسع وقتهم كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024 80 مليونا دفعوا ثمن هذا الكتاب لكنهم يقرءوه! المصرى بكل تياراته وفئاته وطوائفه دفع الثمن شيئا يتغير؛ لأن القانون يحمى المغفّلين إذا صاروا حكّامًا! وقتها تصبح أدلة الإدانة هى نفسها حيثيات البراءة ويخرج المتهم القضية لعدم كفاية الأدلة ويدفع المجنى عليه أتعاب المحاماة رغم الجميع شاهدًا حدث لكنها ضريبة ظل حاكمًا ومتحكّمًا ومسيطرًا ومتصدّرًا المشهد بطول وعرضه ورغم الحديث الدائم نظرية المؤامرة والطرف الثالث؛ فإننى بعد بحث طويل وقراءة متأنّية فى كتب تأكدت ظهور الطرف الثالث سببه غباء الأول وأنه كانت هناك مؤامرة فإنَّها تستطيع تحقق أهدافها لولا (الغباء
❞ 4- الخديوي (إسماعيل ) وابنه (توفيق )
في عهد (إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي ) قُدّرت ديون (مصر ) على أقل تقدير بنحو 91 مليون جنيه، وهو رقم كبير إذا ما عرفنا أن كل ميزانية الدولة كانت بين 4 و 6 ملايين جنيه؛ فقد أراد (إسماعيل ) أن يصنع لنفسه مجدًا، فأسس العديد من القصور، وأسرف في الحفلات الباذخة التي أقامها وأشهرها حفل افتتاح قناة السويس عام 1879م، وكذلك إنفاق ملايين الجنيهات لاسترضاء الباب العالي (الوالي العثمانيّ )؛ لتغيير نظام توارث العرش وجعله لابنه (توفيق ) بدلًا من أخيه، وكذلك دفع العديد من الهدايا والمنح لشراء لقب (خديوي ).
لقد وضع الخديوي (إسماعيل ) (مصر ) على أول طريق الاستعمار بإغراقها في الديون، وهو الطريق الذي استكمله نجله (توفيق ) بحماقة منقطعة النظير؛ فلم يستجب لمطالب (عرابي ) واستعان بالإنجليز، وسرّح الجيش المصري في 19 سبتمبر 1882م، وعهد إلى قائد إنجليزي بمهمة إعادة إنشاء الجيش المصري؛ فقام بتقليص عدد أفراد الجيش إلى 3 آلاف مقاتل، وأغلقَ تسع مدارس حربية من عشر مدارس، كما أغلقَ الترسانة البحرية بالإسكندرية، وكذلك كل مصانع المدافع والذخيرة التي أقامها (محمد عليّ ) . ❝
❞ 6- كيف يساهم الإعلام في صناعة الغباء؟
إعلام الغبي يشبهه؛ فهو يفكر بلسانه لا بعقله، ويصدّق الأكاذيب ويكذّب الحقائق؛ فالحاكم الغبي يستمد قوّته وجبروته بفضل إعلام أغبى منه، يقوده الحمقى الذين يستخدمون كلمات لا يفهمون معانيها. حين قال (جوبلز ) - وزير الدعايا النازية -: ˝أعطني إعلامًا بلا ضمير، أُعطِك شعبًا بلا وعي ˝، لم يكن يتصور أن يكون هناك إعلامًا بلا عقل يفخر بغبائه لينفي عن نفسه تهمة النفاق. تشكّل أجهزة الدعايا والإعلام جناحًا لدى السلطة يضمن بقاءها؛ لذا تلجأ هذه الأجهزة لتزييف الوعي بالمبالغة في إظهار إنجازات السلطة، وتبرير أفعالها وتحويل هزائمها إلى انتصارات تاريخية، كما تضع صور وتماثيل رموز السلطة في كل مكان، وهو ما يسمى في علم النفس (الإعلان بالغَمْر ). تلجأ كذلك هذه الأجهزة للادّعاء؛ فتنسب للحاكم أفعالًا لم يفعلها، وتمنَحه بطولاتٍ لم يحصل عليها، غير أن هذا التزييف والادّعاء يتراكمان فيحجبان الحقيقة عن السلطة وعن الجماهير؛ فيجد الناس أنفسهم في حالة من الاضطراب والتناقض نتيجة لحالة الخداع التي تعرضوا لها، تدفعهم للغضب ومن ثم تحدث الانتفاضة أو الانفجار . ❝