█ 3 الخليفة (الحمار ) (الحاكم ) أما الحمار! هكذا تجد اسمه كل كتب التاريخ ؛ فهو (مروان بن محمد آخر خُلفاء بني أمية والذي تولى الحكم لمدة خمس سنوات فقط وانهزم أمام العباسيين معركة (الزّاب وهرب نحو الصعيد؛ فتعقبه عسكر العباس وقتلوه شر قتلة لقد كان من عادة العرب أن يلقَّب مائة عام (حمار )؛ فلما قارب مُلك سنة وجاء لقبوه بالحمار؛ فقد اشتهر بالصبر مواصلة القتال ولكن هناك سببًا جعل هذا الاسم مقترنًا به وهو أنه حرّم لعب الشطرنج ووضع ثلاث عقوبات لمن يمارسها العقوبة الجسدية وإطالة فترة سجن المحبوس وحرمان يلعبها حقه مال الدولة! وقد دفعه إلى ذلك أغلب الثوار كانوا يمارسون لعبة بل إن (عبد الرحمن الأشعث الذي ثار الملك مروان يستخدمها إعداد خطط المواجهة والفرّ والكرّ كتاب الغباء السياسي مجاناً PDF اونلاين 2024 80 مليونا دفعوا ثمن الكتاب لكنهم لم يقرءوه! الشعب المصرى بكل تياراته وفئاته وطوائفه دفع الثمن لكن شيئا يتغير؛ لأن القانون يحمى المغفّلين إذا صاروا حكّامًا! وقتها تصبح أدلة الإدانة هى نفسها حيثيات البراءة ويخرج المتهم القضية لعدم كفاية الأدلة ويدفع المجنى عليه أتعاب المحاماة رغم الجميع شاهدًا ما حدث لكنها ضريبة ظل حاكمًا ومتحكّمًا ومسيطرًا ومتصدّرًا المشهد بطول وعرضه ورغم الحديث الدائم عن نظرية المؤامرة والطرف الثالث؛ فإننى بعد بحث طويل وقراءة متأنّية فى تأكدت ظهور الطرف الثالث سببه غباء الأول وأنه كانت مؤامرة فإنَّها تستطيع تحقق أهدافها لولا (الغباء
❞ 5- التعليم ودوره في صناعة الغبي!
ما حدث في الفترة من يوليو 1952 وحتى يومنا، هو أن التعليم صار قضية (أمن قومي ) ؛ فتم حذف اسم (محمد نجيب ) طوال فترتي حكم (ناصر ) و (السادات )، وبدلًا من أن تتم الاستعانة بعمداء الكليات كخبراء في التعليم تمت الاستعانة بعمداء الشرطة؛ فأصبح من ضمن أدواره ترشيح مديري المديريات التعليمية، والتوقيع على أسماء المدرسين الجدد، والإسهام في اختيار أسماء المدارس؛ لذا كان من المنطقي أن نجد 880 مدرسة تحمل أسماء رؤساء مصر وعائلاتهم، 499 منها لعائلة (مبارك ).
في عام 1978م اجتمع (السادات ) بوزير التعليم وقتها (مصطفى كمال حلمي )، وقال له: ˝الناس غضبانة في الشوارع، أنا عاوزهم ينبسطوا في امتحانات الثانوية، نجَّحْ الولاد يا مصطفى ˝. ومنذ ذلك اليوم ظلت نسبة النجاح في الثانوية تتراوح بين 82% و 88% بغض النظر عن تفاوت مستويات الطلاب من سنة إلى أخرى. من هنا لم تعد هناك قيمة للعلم، وحرصت الأنظمة - على اختلاف توجهاتها - أن تكون مناهج التعليم خالية من الإبداع، وتساهم في خفض معدلات الذكاء ونشر الخرافات بين خريجي المدارس والجامعات، وأراد النظام من وراء ذلك أن تخلّده هذه الأكاذيب التي في الكتب . ❝
❞ 8- كيف يصل الغبيّ إلى كرسيّ الحكم؟
هناك أربع طرق تاريخية شهيرة، يمكن أن يصل بها غبيّ أو مُتَغَابٍ إلى كرسي الحكم، أولها: التوريث، سواء المباشر كما في النظام الملكيّ، أو غير المباشر كما في النظام الجمهوري؛ حيث يختار رجال الرئيس الذين يرون أن مصلحتهم تقتضي أن يصبح نجل الرئيس المتوفّي رئيسًا بتزيف إرادة الشعب وتزوير الانتخابات. ثانيها: أن يكون الغبيّ نائبًا للرئيس، وهذا ما حدث عندما قام القائد العظيم (صلاح الدين الأيوبي ) باختيار (العزيز بالله ) كي يخلفه على العرش؛ ولكن خليفته أباح الدعارة وتدخين الحشيش، وتفرغ للنساء.ثالث هذه الطرق: بعد ثورة لم تكتمل؛ فيظهر شخص لا يمتلك أي مواهب أو قدرات سوى أنه صاحب خلفية عسكرية؛ فيُوافَق عليه طلبًا للأمن والأمان، وبعد فترة يكتشفون أنه كان أمانًا وهميًا وواهيًا. رابع هذه الطرق: الرحيل المفاجئ للرئيس، وهنا يخرج من الكواليس فجأة شخص لا أحد يستشعر الغدر نحوه، بل يظن الجميع أنه غبيّ ويسهل السيطرة عليه، كما حدث مع (مبارك ) الذي كان نائبًا للسادات، وكان (السادات ) يرى فيه صورة الموظف الذي ينفذ أوامره دون نقاش! . ❝
❞ 7- الأعوان الفَجَرة وعلماء السلطان
الحاكم الذي يظل في الحكم لفترة طويله رغم حماقته، لا بد أن يكون له رجال على درجة عالية من الذكاء كي يحسّنوا صورته؛ فيؤمِّنوا له البقاء؛ وبالتالي يحفظون مواقعهم، ويضمنون لأنفسهم الاستمرار والاستقرار فوق كرسي السلطة. قاعدة واحدة يستخدمها هؤلاء الأعوان ويسعون لترسيخها واستمرارها والدفاع عنها (النفاق أساس الحكم ).
وأكبر خدمة وهدية يقدّمها من يرتدون عباءة الدين إلى النُّظم الغبية والقمعية أن يشغلوا الناس بِتَوَافِه الأمور، ويبعدوهم عن القضايا الكبرى؛ حتى يصير المجتمع تافهًا وغبيًّا ومغيّبًا مثل من يحكمه؛ فتكثر الفتاوى الغريبة، مثل الفتوى التي أصدرها أحد الشيوخ بحرمة ملامسة الفتيات لبعض أنواع الخضروات والفواكه كالموز والخيار، بدعوى أنها ربما تؤدي إلى إغوائهن؛ فلم يصل حاكم لحد الغباء إلا إذا كان بصحبته رجلٌ يرتدي عباءة الدين يروّج لخرافاته، ويخلع عليه صفة القداسة، ولكن التاريخ لا يذكر هؤلاء وإنما يتذكر فقط العظماء أمثال الشيخ (محمد عبده )، والشيخ (جمال الدين الأفغاني ) – رحمهما الله – وندعو الله أن يرحمنا من الأدعياء الحمقى! . ❝