█ 7 الأعوان الفَجَرة وعلماء السلطان الحاكم الذي يظل الحكم لفترة طويله رغم حماقته لا بد أن يكون له رجال درجة عالية من الذكاء كي يحسّنوا صورته؛ فيؤمِّنوا البقاء؛ وبالتالي يحفظون مواقعهم ويضمنون لأنفسهم الاستمرار والاستقرار فوق كرسي السلطة قاعدة واحدة يستخدمها هؤلاء ويسعون لترسيخها واستمرارها والدفاع عنها (النفاق أساس ) وأكبر خدمة وهدية يقدّمها يرتدون عباءة الدين إلى النُّظم الغبية والقمعية يشغلوا الناس بِتَوَافِه الأمور ويبعدوهم عن القضايا الكبرى؛ حتى يصير المجتمع تافهًا وغبيًّا ومغيّبًا مثل يحكمه؛ فتكثر الفتاوى الغريبة الفتوى التي أصدرها أحد الشيوخ بحرمة ملامسة الفتيات لبعض أنواع الخضروات والفواكه كالموز والخيار بدعوى أنها ربما تؤدي إغوائهن؛ فلم يصل حاكم لحد الغباء إلا إذا كان بصحبته رجلٌ يرتدي يروّج لخرافاته ويخلع عليه صفة القداسة ولكن التاريخ يذكر وإنما يتذكر فقط العظماء أمثال الشيخ (محمد عبده والشيخ (جمال الأفغاني – رحمهما الله وندعو يرحمنا الأدعياء الحمقى! كتاب السياسي مجاناً PDF اونلاين 2024 80 مليونا دفعوا ثمن هذا الكتاب لكنهم لم يقرءوه! الشعب المصرى بكل تياراته وفئاته وطوائفه دفع الثمن لكن شيئا يتغير؛ لأن القانون يحمى المغفّلين صاروا حكّامًا! وقتها تصبح أدلة الإدانة هى نفسها حيثيات البراءة ويخرج المتهم القضية لعدم كفاية الأدلة ويدفع المجنى أتعاب المحاماة الجميع شاهدًا ما حدث لكنها ضريبة ظل حاكمًا ومتحكّمًا ومسيطرًا ومتصدّرًا المشهد بطول وعرضه ورغم الحديث الدائم نظرية المؤامرة والطرف الثالث؛ فإننى بعد بحث طويل وقراءة متأنّية فى كتب تأكدت ظهور الطرف الثالث سببه غباء الأول وأنه كانت هناك مؤامرة فإنَّها تستطيع تحقق أهدافها لولا (الغباء
❞ كان من أشهر من اتصف بالضعف والغباء (الحاكم بأمر الله ) الذي صعد إلى السلطة في مصر سنة 386هـ، وهو ما زال طفلًا في الحادية عشرة من عمره، وحرّم أكل (الملوخية )، وأمر الناس بالعمل ليل نهار. لقد كانت أمه شقيقة بطريرك أقباط مصر، وجن جنونه وهو يقبع في مغارة أعلى قمة جبل (المقطم )، وشعر بأن صوتًا يناديه ويدعوه إلى التوفيق بين دين النصارى ودين المسلمين، واستخراج دين جديد، وهداه تفكيره إلى أنه ما دام الدين واحدًا؛ فلماذا لا يتوحد جميع الأنبياء في واحد فقط؟ ولماذا لا يكون هو هذا النبي الواحد؟ ولكن (الحاكم ) مات وهو أعلى جبل المقطم، ولم يعثر أحد على جثته، ولم يُحسم شيءٌ مما قيل فيه سوى أنه كان حاكمًا جمع بين الضعف والغباء طوال 25 عامًا جلسَها فوق كرسيّ الحكم! . ❝
❞ 6- كيف يساهم الإعلام في صناعة الغباء؟
إعلام الغبي يشبهه؛ فهو يفكر بلسانه لا بعقله، ويصدّق الأكاذيب ويكذّب الحقائق؛ فالحاكم الغبي يستمد قوّته وجبروته بفضل إعلام أغبى منه، يقوده الحمقى الذين يستخدمون كلمات لا يفهمون معانيها. حين قال (جوبلز ) - وزير الدعايا النازية -: ˝أعطني إعلامًا بلا ضمير، أُعطِك شعبًا بلا وعي ˝، لم يكن يتصور أن يكون هناك إعلامًا بلا عقل يفخر بغبائه لينفي عن نفسه تهمة النفاق. تشكّل أجهزة الدعايا والإعلام جناحًا لدى السلطة يضمن بقاءها؛ لذا تلجأ هذه الأجهزة لتزييف الوعي بالمبالغة في إظهار إنجازات السلطة، وتبرير أفعالها وتحويل هزائمها إلى انتصارات تاريخية، كما تضع صور وتماثيل رموز السلطة في كل مكان، وهو ما يسمى في علم النفس (الإعلان بالغَمْر ). تلجأ كذلك هذه الأجهزة للادّعاء؛ فتنسب للحاكم أفعالًا لم يفعلها، وتمنَحه بطولاتٍ لم يحصل عليها، غير أن هذا التزييف والادّعاء يتراكمان فيحجبان الحقيقة عن السلطة وعن الجماهير؛ فيجد الناس أنفسهم في حالة من الاضطراب والتناقض نتيجة لحالة الخداع التي تعرضوا لها، تدفعهم للغضب ومن ثم تحدث الانتفاضة أو الانفجار . ❝