بنات النبي كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا وُلدت له... 💬 أقوال مجموعة من المؤلفين 📖 خواطر رمضان 24
- 📖 من ❞ خواطر رمضان 24 ❝ مجموعة من المؤلفين 📖
█ بنات النبي كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا وُلدت له ابنةٌ فرِح واستبشر بها وأسماها اسماً حسناً وأحسن تربيتها ونشأتها وبناته قد نَشَأْنَ بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد وأمّهنّ خديجة رضي عنها أول من أسلمت الإطلاق وحين كَبِرْن؛ حرص تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء وكان ذلك وهو قبل كان يستشيرهنّ ويسألهنّ الابنة الأولى "زينب " زينب بنت بن عبد أكبر النَّبي زوجته خويلد واختُلف أيّهما هي أم القاسم البعثة النبوية بعشر سنوات وأدركت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة وتُوفّيت سنة 8 هـ عند زوجها وابن خالتها أبو العاص الربيع وعمرها يومئذٍ قريب الثلاثين (حياتها) وُلدت زينب مكة 23 ق الموافق 600 أي بعثة وعمره ثلاثين عامًا تزوّجها ابن هالة وقد كانت طلبت تزويجها إياه والذي تعدّه بمنزلة ولدها وعُمرها أقل عشرة أعوام ولمّا بُعث وبقي دينه وجعلت قريش تدعو أبا كتاب رمضان 24 مجاناً PDF اونلاين 2025 مجمع لبعض القصص وسير الصحابيات
❞ بنات النبي كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا وُلدت له ابنةٌ فرِح واستبشر بها، وأسماها اسماً حسناً، وأحسن تربيتها ونشأتها، وبناته -صلى الله عليه وسلم- قد نَشَأْنَ في بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمّهنّ خديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت على الإطلاق، وحين كَبِرْن؛ حرص على تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء، وكان ذلك، وهو قبل ذلك كان يستشيرهنّ ويسألهنّ.
الابنة الأولى ˝زينب˝ زينب بنت محمد بن عبد الله، أكبر بنات النَّبي محمد من زوجته خديجة بنت خويلد، واختُلف أيّهما أكبر هي أم القاسم، وُلدت قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، وأدركت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتُوفّيت سنة 8 هـ عند زوجها وابن خالتها أبو العاص بن الربيع وعمرها يومئذٍ قريب الثلاثين.
(حياتها) وُلدت زينب في مكة سنة 23 ق.هـ الموافق 600 أي قبل بعثة النبي محمد بعشر سنوات، وعمره يومئذٍ ثلاثين عامًا. تزوّجها أبو العاص بن الربيع ابن خالتها هالة بنت خويلد، وقد كانت خديجة بنت خويلد قد طلبت من النبي محمد تزويجها إياه، والذي كانت تعدّه بمنزلة ولدها، وقد كان ذلك قبل بعثة النبي محمد وعُمرها يومئذٍ أقل من عشرة أعوام. ولمّا بُعث النبي محمد، أسلمت زينب وبقي زوجها على دينه، وجعلت قريش تدعو أبا العاص لمفارقة زوجته زينب، فكان يردّ عليهم بقوله «لا والله، إنِّي لا أفارق صاحبتي، وما أحبُّ أنَّ لي بامرأتي امرأة من قريش»، فبقيت زينب عند زوجها كلٌّ على دينه.
أنجبت زينب من زوجها أبي العاص ولدًا وبنتًا، فأمّا الولد فاسمه عليّ، مات وهو صغير، والبنت اسمها أمامة تزوّجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء، وتزوّجها المغيرة بن نوفل بعد وفاة علي بن أبي طالب وهي التي ورد في حديث نبوي أنّ النبي محمد حملها على عاتقه في صلاة الفجر.
(وقوع زوجها بالأسر) بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، خرج أبو العاص مع قريش محاربة ضد المسلمين في غزوة بدر سنة 2 هـ، وبقيت زوجته زينب في مكة، ومع انتهاء الغزوة لصالح المسلمين، وقع أبو العاص أسيرًا بأيدي المسلمين، وكان الذي أسره اسمه خِرَاش بن الصِّمَّة. ولما أرسل أهل مكة الأموال في فداء أسراهم، أرسلت زينب في فداءه بقلادة كانت لها من أمّها خديجة بنت خويلد، فتأثر النبي محمد لذلك، وقال لأصحابه الذين أسروه: «إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها مالها فافعلوا»، فأطلقوا سراحه وردّوا مالها. وقد كان النبي محمد قد اشترط على أبي العاص أن يخلّي سبيلها ويأذن لها بالهجرة إلى المدينة المنورة، فوفّى بذلك. زينب
هجرتها إلى المدينة بعد إطلاق سراح زوجها وعند وصوله مكة أمرها زوجها باللحوق بأبيها في المدينة المنورة وفاءً لوعده، فبدأت زينب بالتجهّز للرحلة، وعَرضت هند بنت عتبة مساعدتها فرفضت وأنكرت تجهّزها خوفًا منها. ولمّا انتهت من جهازها، جاءها أخو زوجها كنانة بن الربيع فحملها على بعير له فركبته وهي في هودج، فخرج بها نهارًا حاملاً قوسه معه يحرسها، فعلمت بذلك قريش ولحقوا بها، وكان أول من سبق إليها رجل يُدعى هبّار بن الأسود وآخر اسمه نَافِع بن عبد قيس، فأخافها هبّار برمح له وهي في الهودج، وتذكر الروايات أنّها كانت حاملاً، فلمّا خافت أسقطت حملها. وتفاوض أبو سفيان مع كنانة بأن يرجع بها إلى مكة وينطلق بها سرًا ليلاً خوفًا من أن يتحدث أهل مكة بذلك، ففعل كنانة ذلك، وسلّمها لزيد بن حارثة ورجلٌ آخر كان النبي محمد قد أرسلهما بعد غزوة بدر بشهر لاصطحابها إلى المدينة.
وقد أرسل النبي محمد لاحقا سرية لقتل هبّار ونافع، فقال: «إنْ ظَفِرْتُمْ بِهَبَّارِ ابْن الْأَسْوَدِ، أَوْ الرَّجُلِ (أي نافع بن عبد قيس) الَّذِي سَبَقَ مَعَهُ إلَى زَيْنَبَ فَحَرَّقُوهُمَا بِالنَّارِ». ثمّ في اليوم التالي أرسل للسريّة: «إنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ بِتَحْرِيقِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إنْ أَخَذْتُمُوهُمَا، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إلَّا اللَّهُ، فَإِنْ ظَفَرْتُمْ بِهِمَا فَاقْتُلُوهُمَا».
إسلام زوجها بعد انتقال زينب للعيش في المدينة المنورة، بقي أبو العاص مقيمًا في مكة، وفي عام 8 هـ قبل فتح مكة بقليل، سافر أبو العاص بمالٍ له لبعض قريش متاجرًا إلى الشام، فلمّا عاد اعترضته أحد سرايا النبي محمد وأخذوا ما معه من مال، فذهب أبو العاص ودخل المدينة المنورة ليلاً، واستجار بزينب، فصرخت بالناس فجرًا وهم يصلّون: «أيُّها النَّاس، إنِّي قد أَجَرتُ أَبَا العَاص بن الرَّبيع»، فأقرّ ذلك النبي محمد بقوله: « إنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ». ثمّ طلب النبي محمد ممن أغاروا عليه وسلبوا ماله أن يردوا عليه ماله، ففعلوا، ثمّ عاد بأمواله كاملة إلى مكة وأعاد أموال قريش لهم، ثم أعلن إسلامه وعاد مهاجرًا إلى المدينة المنورة. وعند وصوله المدينة المنورة ردّ النبي محمد ابنته زينب إلى أبي العاص كزوجة له بعقد نكاح ومهر جديدين، وقيل على عقد نكاحها الأول.
وفاتها تُوفيت زينب في حياة النبي محمد قيل في عام 8 هـ الموافق 629 عن عمر يقارب الـ 29 عامًا، ويُروى في سبب موتها أنّها مرضت بسبب ما تعرّضت له أثناء هجرتها إلى المدينة المنورة من إسقاط حملها، فلم يزل بها المرض حتى ماتت.
❞ بنات النبي كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا وُلدت له ابنةٌ فرِح واستبشر بها، وأسماها اسماً حسناً، وأحسن تربيتها ونشأتها، وبناته -صلى الله عليه وسلم- قد نَشَأْنَ في بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمّهنّ خديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت على الإطلاق، وحين كَبِرْن؛ حرص على تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء، وكان ذلك، وهو قبل ذلك كان يستشيرهنّ ويسألهنّ. الابنة الأولى \"زينب\" زينب بنت محمد بن عبد الله، أكبر بنات النَّبي محمد من زوجته خديجة بنت خويلد، واختُلف أيّهما أكبر هي أم القاسم، وُلدت قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، وأدركت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتُوفّيت سنة 8 هـ عند زوجها وابن خالتها أبو العاص بن الربيع وعمرها يومئذٍ قريب الثلاثين. (حياتها) وُلدت زينب في مكة سنة 23 ق.هـ الموافق 600 أي قبل بعثة النبي محمد بعشر سنوات، وعمره يومئذٍ ثلاثين عامًا. تزوّجها أبو العاص بن الربيع ابن خالتها هالة بنت خويلد، وقد كانت خديجة بنت خويلد قد طلبت من النبي محمد تزويجها إياه، والذي كانت تعدّه بمنزلة ولدها، وقد كان ذلك قبل بعثة النبي محمد وعُمرها يومئذٍ أقل من عشرة أعوام. ولمّا بُعث النبي محمد، أسلمت زينب وبقي زوجها على دينه، وجعلت قريش تدعو أبا العاص لمفارقة زوجته زينب، فكان يردّ عليهم بقوله «لا والله، إنِّي لا أفارق صاحبتي، وما أحبُّ أنَّ لي بامرأتي امرأة من قريش»، فبقيت زينب عند زوجها كلٌّ على دينه. أنجبت زينب من زوجها أبي العاص ولدًا وبنتًا، فأمّا الولد فاسمه عليّ، مات وهو صغير، والبنت اسمها أمامة تزوّجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء، وتزوّجها المغيرة بن نوفل بعد وفاة علي بن أبي طالب وهي التي ورد في حديث نبوي أنّ النبي محمد حملها على عاتقه في صلاة الفجر. (وقوع زوجها بالأسر) بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، خرج أبو العاص مع قريش محاربة ضد المسلمين في غزوة بدر سنة 2 هـ، وبقيت زوجته زينب في مكة، ومع انتهاء الغزوة لصالح المسلمين، وقع أبو العاص أسيرًا بأيدي المسلمين، وكان الذي أسره اسمه خِرَاش بن الصِّمَّة. ولما أرسل أهل مكة الأموال في فداء أسراهم، أرسلت زينب في فداءه بقلادة كانت لها من أمّها خديجة بنت خويلد، فتأثر النبي محمد لذلك، وقال لأصحابه الذين أسروه: «إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها مالها فافعلوا»، فأطلقوا سراحه وردّوا مالها. وقد كان النبي محمد قد اشترط على أبي العاص أن يخلّي سبيلها ويأذن لها بالهجرة إلى المدينة المنورة، فوفّى بذلك. زينب هجرتها إلى المدينة بعد إطلاق سراح زوجها وعند وصوله مكة أمرها زوجها باللحوق بأبيها في المدينة المنورة وفاءً لوعده، فبدأت زينب بالتجهّز للرحلة، وعَرضت هند بنت عتبة مساعدتها فرفضت وأنكرت تجهّزها خوفًا منها. ولمّا انتهت من جهازها، جاءها أخو زوجها كنانة بن الربيع فحملها على بعير له فركبته وهي في هودج، فخرج بها نهارًا حاملاً قوسه معه يحرسها، فعلمت بذلك قريش ولحقوا بها، وكان أول من سبق إليها رجل يُدعى هبّار بن الأسود وآخر اسمه نَافِع بن عبد قيس، فأخافها هبّار برمح له وهي في الهودج، وتذكر الروايات أنّها كانت حاملاً، فلمّا خافت أسقطت حملها. وتفاوض أبو سفيان مع كنانة بأن يرجع بها إلى مكة وينطلق بها سرًا ليلاً خوفًا من أن يتحدث أهل مكة بذلك، ففعل كنانة ذلك، وسلّمها لزيد بن حارثة ورجلٌ آخر كان النبي محمد قد أرسلهما بعد غزوة بدر بشهر لاصطحابها إلى المدينة. وقد أرسل النبي محمد لاحقا سرية لقتل هبّار ونافع، فقال: «إنْ ظَفِرْتُمْ بِهَبَّارِ ابْن الْأَسْوَدِ، أَوْ الرَّجُلِ (أي نافع بن عبد قيس) الَّذِي سَبَقَ مَعَهُ إلَى زَيْنَبَ فَحَرَّقُوهُمَا بِالنَّارِ». ثمّ في اليوم التالي أرسل للسريّة: «إنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ بِتَحْرِيقِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إنْ أَخَذْتُمُوهُمَا، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إلَّا اللَّهُ، فَإِنْ ظَفَرْتُمْ بِهِمَا فَاقْتُلُوهُمَا». إسلام زوجها بعد انتقال زينب للعيش في المدينة المنورة، بقي أبو العاص مقيمًا في مكة، وفي عام 8 هـ قبل فتح مكة بقليل، سافر أبو العاص بمالٍ له لبعض قريش متاجرًا إلى الشام، فلمّا عاد اعترضته أحد سرايا النبي محمد وأخذوا ما معه من مال، فذهب أبو العاص ودخل المدينة المنورة ليلاً، واستجار بزينب، فصرخت بالناس فجرًا وهم يصلّون: «أيُّها النَّاس، إنِّي قد أَجَرتُ أَبَا العَاص بن الرَّبيع»، فأقرّ ذلك النبي محمد بقوله: « إنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ». ثمّ طلب النبي محمد ممن أغاروا عليه وسلبوا ماله أن يردوا عليه ماله، ففعلوا، ثمّ عاد بأمواله كاملة إلى مكة وأعاد أموال قريش لهم، ثم أعلن إسلامه وعاد مهاجرًا إلى المدينة المنورة. وعند وصوله المدينة المنورة ردّ النبي محمد ابنته زينب إلى أبي العاص كزوجة له بعقد نكاح ومهر جديدين، وقيل على عقد نكاحها الأول. وفاتها تُوفيت زينب في حياة النبي محمد قيل في عام 8 هـ الموافق 629 عن عمر يقارب الـ 29 عامًا، ويُروى في سبب موتها أنّها مرضت بسبب ما تعرّضت له أثناء هجرتها إلى المدينة المنورة من إسقاط حملها، فلم يزل بها المرض حتى ماتت. #بنات_النبي #صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ بنات النبي كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذا وُلدت له ابنةٌ فرِح واستبشر بها، وأسماها اسماً حسناً، وأحسن تربيتها ونشأتها، وبناته -صلى الله عليه وسلم- قد نَشَأْنَ في بيت النبوّة؛ أبوهنّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمّهنّ خديجة -رضي الله عنها- أول من أسلمت على الإطلاق، وحين كَبِرْن؛ حرص على تزويجهنّ الأتقياء الصالحين الأكفاء، وكان ذلك، وهو قبل ذلك كان يستشيرهنّ ويسألهنّ.
الابنة الأولى ˝زينب˝ زينب بنت محمد بن عبد الله، أكبر بنات النَّبي محمد من زوجته خديجة بنت خويلد، واختُلف أيّهما أكبر هي أم القاسم، وُلدت قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، وأدركت الإسلام وهاجرت إلى المدينة المنورة، وتُوفّيت سنة 8 هـ عند زوجها وابن خالتها أبو العاص بن الربيع وعمرها يومئذٍ قريب الثلاثين.
(حياتها) وُلدت زينب في مكة سنة 23 ق.هـ الموافق 600 أي قبل بعثة النبي محمد بعشر سنوات، وعمره يومئذٍ ثلاثين عامًا. تزوّجها أبو العاص بن الربيع ابن خالتها هالة بنت خويلد، وقد كانت خديجة بنت خويلد قد طلبت من النبي محمد تزويجها إياه، والذي كانت تعدّه بمنزلة ولدها، وقد كان ذلك قبل بعثة النبي محمد وعُمرها يومئذٍ أقل من عشرة أعوام. ولمّا بُعث النبي محمد، أسلمت زينب وبقي زوجها على دينه، وجعلت قريش تدعو أبا العاص لمفارقة زوجته زينب، فكان يردّ عليهم بقوله «لا والله، إنِّي لا أفارق صاحبتي، وما أحبُّ أنَّ لي بامرأتي امرأة من قريش»، فبقيت زينب عند زوجها كلٌّ على دينه.
أنجبت زينب من زوجها أبي العاص ولدًا وبنتًا، فأمّا الولد فاسمه عليّ، مات وهو صغير، والبنت اسمها أمامة تزوّجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة الزهراء، وتزوّجها المغيرة بن نوفل بعد وفاة علي بن أبي طالب وهي التي ورد في حديث نبوي أنّ النبي محمد حملها على عاتقه في صلاة الفجر.
(وقوع زوجها بالأسر) بعد هجرة النبي محمد إلى المدينة المنورة، خرج أبو العاص مع قريش محاربة ضد المسلمين في غزوة بدر سنة 2 هـ، وبقيت زوجته زينب في مكة، ومع انتهاء الغزوة لصالح المسلمين، وقع أبو العاص أسيرًا بأيدي المسلمين، وكان الذي أسره اسمه خِرَاش بن الصِّمَّة. ولما أرسل أهل مكة الأموال في فداء أسراهم، أرسلت زينب في فداءه بقلادة كانت لها من أمّها خديجة بنت خويلد، فتأثر النبي محمد لذلك، وقال لأصحابه الذين أسروه: «إن رأيتم أن تُطلقوا لها أسيرها وتردُّوا عليها مالها فافعلوا»، فأطلقوا سراحه وردّوا مالها. وقد كان النبي محمد قد اشترط على أبي العاص أن يخلّي سبيلها ويأذن لها بالهجرة إلى المدينة المنورة، فوفّى بذلك. زينب
هجرتها إلى المدينة بعد إطلاق سراح زوجها وعند وصوله مكة أمرها زوجها باللحوق بأبيها في المدينة المنورة وفاءً لوعده، فبدأت زينب بالتجهّز للرحلة، وعَرضت هند بنت عتبة مساعدتها فرفضت وأنكرت تجهّزها خوفًا منها. ولمّا انتهت من جهازها، جاءها أخو زوجها كنانة بن الربيع فحملها على بعير له فركبته وهي في هودج، فخرج بها نهارًا حاملاً قوسه معه يحرسها، فعلمت بذلك قريش ولحقوا بها، وكان أول من سبق إليها رجل يُدعى هبّار بن الأسود وآخر اسمه نَافِع بن عبد قيس، فأخافها هبّار برمح له وهي في الهودج، وتذكر الروايات أنّها كانت حاملاً، فلمّا خافت أسقطت حملها. وتفاوض أبو سفيان مع كنانة بأن يرجع بها إلى مكة وينطلق بها سرًا ليلاً خوفًا من أن يتحدث أهل مكة بذلك، ففعل كنانة ذلك، وسلّمها لزيد بن حارثة ورجلٌ آخر كان النبي محمد قد أرسلهما بعد غزوة بدر بشهر لاصطحابها إلى المدينة.
وقد أرسل النبي محمد لاحقا سرية لقتل هبّار ونافع، فقال: «إنْ ظَفِرْتُمْ بِهَبَّارِ ابْن الْأَسْوَدِ، أَوْ الرَّجُلِ (أي نافع بن عبد قيس) الَّذِي سَبَقَ مَعَهُ إلَى زَيْنَبَ فَحَرَّقُوهُمَا بِالنَّارِ». ثمّ في اليوم التالي أرسل للسريّة: «إنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ بِتَحْرِيقِ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إنْ أَخَذْتُمُوهُمَا، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إلَّا اللَّهُ، فَإِنْ ظَفَرْتُمْ بِهِمَا فَاقْتُلُوهُمَا».
إسلام زوجها بعد انتقال زينب للعيش في المدينة المنورة، بقي أبو العاص مقيمًا في مكة، وفي عام 8 هـ قبل فتح مكة بقليل، سافر أبو العاص بمالٍ له لبعض قريش متاجرًا إلى الشام، فلمّا عاد اعترضته أحد سرايا النبي محمد وأخذوا ما معه من مال، فذهب أبو العاص ودخل المدينة المنورة ليلاً، واستجار بزينب، فصرخت بالناس فجرًا وهم يصلّون: «أيُّها النَّاس، إنِّي قد أَجَرتُ أَبَا العَاص بن الرَّبيع»، فأقرّ ذلك النبي محمد بقوله: « إنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ». ثمّ طلب النبي محمد ممن أغاروا عليه وسلبوا ماله أن يردوا عليه ماله، ففعلوا، ثمّ عاد بأمواله كاملة إلى مكة وأعاد أموال قريش لهم، ثم أعلن إسلامه وعاد مهاجرًا إلى المدينة المنورة. وعند وصوله المدينة المنورة ردّ النبي محمد ابنته زينب إلى أبي العاص كزوجة له بعقد نكاح ومهر جديدين، وقيل على عقد نكاحها الأول.
وفاتها تُوفيت زينب في حياة النبي محمد قيل في عام 8 هـ الموافق 629 عن عمر يقارب الـ 29 عامًا، ويُروى في سبب موتها أنّها مرضت بسبب ما تعرّضت له أثناء هجرتها إلى المدينة المنورة من إسقاط حملها، فلم يزل بها المرض حتى ماتت.
❞ الزوجة الرابعة (حفصة بنت عمر بن الخطاب) إحدى زوجات الرسول محمد، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر . فما هي سيرتها؟ نشأتها ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب في مكة، قبل بعثة النبي محمد بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي. وحفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً. في حياة النبي محمد تزوَّجت حفصة من خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي، وأسلما معاً في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفرداً إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب. شارك خنيس في غزوة أحد مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم، وذلك بعد زواج النبي محمد من عائشة، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد خديجة وسودة وعائشة. وكان عمر حفصة وقتها نحو 20 عاماً. وقد اشتكت نساء النبي محمد يوماً من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر عند النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك. فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا، وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ). فاخترن الله ورسوله. شخصيتها عُرف عن حفصة بنت عمر غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى البخاري أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي محمد. وقد ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة. فحَرم الرسول مارية على نفسه . وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. ويقال إن النبي قد طلق حفصة ثم ردها بعد ذلك. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: «صفيَّة بنت يهودي»، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟» ثم قال لحفصة: «اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.» وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء. كما عُرف عنها البلاغة و الفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها، وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين عائشة، بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضاً عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها». وقد روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثاً. وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها. حياة حفصة بعد النبي محمد بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن. قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته، ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عدداً من النسخ. وقد نتج عن هذا كله أن لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن. والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج. دار حفصة بنت عمر وتقع هذه الدار جنوب المسجد النبوي، وكانت حفصة بنت عمر بن الخطاب قد ابتاعت تلك الدار من أبي بكر الصديق، وبقيت في يدها إلى أن أراد عثمان بن عفان توسعة المسجد، فطُلبت منها فامتنعت قائلة:\" كيف بطريقي إلى المسجد، فقال لها عثمان: نعطيك داراً أوسع منها ونجعل لك طريقاً مثلها، فسلمت ورضيت\". وفاتها توفيت حفصة في شعبان 41 هـ بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم. #أمهات_المؤمنين #صفاءفوزي. ❝ ⏤مجموعة من المؤلفين
❞ الزوجة الرابعة (حفصة بنت عمر بن الخطاب)
إحدى زوجات الرسول محمد، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر . فما هي سيرتها؟
نشأتها ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب في مكة، قبل بعثة النبي محمد بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة، ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي. وحفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً.
في حياة النبي محمد تزوَّجت حفصة من خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي، وأسلما معاً في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفرداً إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب. شارك خنيس في غزوة أحد مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم، وذلك بعد زواج النبي محمد من عائشة، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد خديجة وسودة وعائشة. وكان عمر حفصة وقتها نحو 20 عاماً. وقد اشتكت نساء النبي محمد يوماً من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر عند النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك. فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا، وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا، وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ). فاخترن الله ورسوله.
شخصيتها عُرف عن حفصة بنت عمر غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى البخاري أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي محمد. وقد ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة. فحَرم الرسول مارية على نفسه . وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. ويقال إن النبي قد طلق حفصة ثم ردها بعد ذلك. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: «صفيَّة بنت يهودي»، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟» ثم قال لحفصة: «اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.» وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء. كما عُرف عنها البلاغة و الفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها، وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله. وقد أشادت أم المؤمنين عائشة، بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضاً عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها». وقد روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثاً. وكانت إحدى أهمِّ الفقيهات في العصر الأوَّل في صدر الإسلام، وكثيرًا ما كانت تُسأل فتجيب رضي الله عنها وأرضاها.
حياة حفصة بعد النبي محمد بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن. قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته، ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عدداً من النسخ. وقد نتج عن هذا كله أن لُقِّبت السيدة حفصة -رضي الله عنها- بحارسة القرآن. والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج.
دار حفصة بنت عمر وتقع هذه الدار جنوب المسجد النبوي، وكانت حفصة بنت عمر بن الخطاب قد ابتاعت تلك الدار من أبي بكر الصديق، وبقيت في يدها إلى أن أراد عثمان بن عفان توسعة المسجد، فطُلبت منها فامتنعت قائلة:˝ كيف بطريقي إلى المسجد، فقال لها عثمان: نعطيك داراً أوسع منها ونجعل لك طريقاً مثلها، فسلمت ورضيت˝.
وفاتها توفيت حفصة في شعبان 41 هـ بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم. #أمهات_المؤمنين