█ الـمـجـلـد الـثـانـي ــ الـطـبـيـعـيـات الـجـسـمـانـيـه الــرســالــة الـــسـابــعـــة عــشــر (( الــجــســمــانـيـات الــطــبــيــعــيــات فــي بــيــان الــكــون الــفــســاد )) كتاب رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء (الجزء الثاني) مجاناً PDF اونلاين 2024 ﴿الْحَمْدُ لِلهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ اعلم أيها الأخ — أيَّدك لله وإيانا برُوح منه أنا قد فرغنا من الرسائل الرياضية بجملتها حسب ما وعدنا صدر الكتاب واستوفينا الكلام ذلك يَلِيق بنا فلنبدأ بالرسالة « الجسمانيات الطبيعيات » فعلينا أن نشتغل بذكر القسم الثاني وهو في فنقول: لما كان النظر علم جزءًا أجزاء الهَيُولَى والصورة الأوُلَى منها صناعة إخواننا أيَّدهم والأصل هذا العلم هو معرفة خمسة أشياء؛ وهي: والحركة والزمان والمكان وما فيها المعاني إذا أضُيف بعضها إلى بعض
❞ من الرسالة الخامسة عشر (الجزء الثاني)
{في بيان الهَيُولَى والصورة والحركة والزمان والمكان ، وما فيها من المعاني إذا أضُيف بعضُها إلى بعض}
˝...... واعلم أن مِن شرف جوهر النفس وعجائب قواها وظرائف معارفها أنها تنتزع صورة المحسوسات من هيولاها، وتصوِّرها في ذاتها، وتنظر إليها خلوًا من الهَيُولَى ، وتفرق بين الهَيُولَى والصورة، وانظر إلى كل واحد منهما تارةً مفردة وتارةً مركبة ، وإن من شدة قوَّتها الوهمية أنها تارةً تنظر إلى العالَم وكأنها خارجة منه ، وتارةً تنظر إليه
وكأنها داخلة فيه ، وربما ترفع العالم من الوجود أصلًا ، وربما تقدمت الزمان الماضي ، ونظرت إلى بدء كون العالم ، وبحثتْ عن عِلَّة كونه بعد أنْ لم يكن شيئًا ، وربما سبقت الزمان المستقبل ، ونظرت إلى فناء العالَم قبلَ حينه ، وتصور كيف يكون ذلك ، وإن من شدة قوَّتها أيضًا أنها تُضاعِف العدد إلى ما لا نهاية له ، وتُجري المقادير إلى ما لا نهاية ......... ˝ . ❝
❞ ❞ من الرسالة الثانية والعشرون
{من الجسمانيات الطبيعيات في كيفية تكوين الحيوانات وأصنافها}
˝....... فلو اعتبر هذا الإنسي أيها الملك فيما ذكرتُ من هذه الأشياء من تصاريف أمور هذه الحشرات والهوامِّ لعَلِمَ وتبيَّن له بأن لها علمًا وفهمًا ومعرفةً وتمييزًا ودراية وفكرًا وروية وسياسة وتدبيرًا، كل ذلك عناية من الباري — تعالى — ولما افتخر علينا فيما ذكر أنهم أرباب ونحن عبيد لهم ، أقول قولي هذا وأستغفر لله لي ولكم، إنه هو الغفورالرحيم ...
فلما فرغ النحل من كلامه قال له الملك : بارك لله فيك من حكيم ، ما أعلمك ! ومن خطيب ، ما أفصحك ! ومن مُبِين ، ما أبلغك ! ˝
{عندما تُعقد المناظرة بين الاجناس} . ❝
❞ من الرسالة الثانية والعشرون
{من الجسمانيات الطبيعيات في كيفية تكوين الحيوانات وأصنافها}
˝...... اعلم يا أخي — أيَّدك لله وإيَّانا برُوح منه — بأن مشاهدة جريان الأمور دائمًا إذا صارت عادة قلَّ تعجب الناس منها والفكر فيها، والاعتبار لها ويعرض لهم من ذلك سهو وغفلة ونوم النفس وموت الجهالة , فاحذر من هذا الباب يا أخي، ولا تكن من الغافلين ......˝
{عندما تُعقد المناظرة بين الاجناس} . ❝