شلالات الدم في أنتاركتيكا: السر وراء المياه الحمراء التي تشبه دم الإنسان
تقع "شلالات الدم" في منطقة نهر تايلور، على هضاب ماكموردو في أرض فيكتوريا شرق قارة أنتاركتيكا، وتعد من الظواهر الطبيعية الأكثر إثارةً ودهشة في القارة المتجمدة. هذه الشلالات التي تم اكتشافها لأول مرة في عام 1911 على يد المستكشف الأسترالي غريفيث تايلور، استمرت لعقود في جذب اهتمام العلماء والباحثين بسبب لونها الأحمر الغامق الذي يشبه الدم.
لماذا سميت شلالات الدم بهذا الاسم؟
تم إطلاق اسم "شلالات الدم" على هذه الظاهرة بسبب اللون الأحمر الداكن للمياه التي تنساب من النهر الجليدي.. وعند النظر إلى الشلالات، يبدو النهر وكأنه ينزف، مما يثير الرهبة والإعجاب في آن واحد.. تتكون الشلالات من نهر تايلور الجليدي الذي يضم خمس طبقات جليدية تتحرك ببطء شديد، ويتدفق من بينها مياه حمراء اللون. في البداية، كان يُعتقد أن اللون الأحمر يعود إلى وجود نوع من الطحالب الحمراء التي تعيش في الماء، إلا أن هذا الافتراض لم يتم إثباته.
حل لغز شلالات الدم علميًا
استمر العلماء في دراسة شلالات الدم لسنوات طويلة، إلى أن تم حل اللغز نهائيًا في عام 2017.. بفضل البحوث الدقيقة والأجهزة المتقدمة، تم التأكد من أن اللون الأحمر ليس بسبب الطحالب، بل يعود إلى عملية أكسدة الحديد الموجود في المياه.
وأوضح عالم المواد كين ليفي من جامعة جونز هوبكنز، الذي كان جزءًا من فريق البحث: "استخدمنا مسبار دقيقًا مع مطياف انبعاث ضوئي للبلازما والمسح المجهري الإلكتروني لتحليل عينات من المياه. . ووجدنا أن المعادن الموجودة تشمل الكالسيت والأراجونيت، بالإضافة إلى الكوارتز، الفلسبار، والهاليد، مع أغلفة نانوية غنية بالحديد والكلور".
التشابه بين شلالات الدم ودم الإنسان
تظهر شلالات الدم تشابهًا مدهشًا مع خصائص دم الإنسان، ويرجع ذلك إلى احتوائها على نسب مرتفعة من الحديد، والذي يتأكسد عند تعرضه للأوكسجين، مما يعطي الماء لونه الأحمر الداكن.
شلالات الدم: ظاهرة طبيعية تتحدى الخرافات
حل لغز شلالات الدم يُعد إنجازًا علميًا يغلق باب التكهنات والخرافات التي لطالما أحاطت بهذه الظاهرة. . فقد أثبت العلماء أن اللون الأحمر هو نتيجة لعملية كيميائية بسيطة تتعلق بأكسدة الحديد، مما يؤكد أن الحقيقة العلمية قد تكون أحيانًا أكثر إثارة من الأساطير.
في الختام
تظل شلالات الدم في أنتاركتيكا من أجمل الظواهر الطبيعية، كما تُعد مثالًا على جمال وتفرد كوكبنا.. ولقد أظهرت لنا هذه الشلالات قوة العلم في كشف أسرار الطبيعة التي كانت لقرون طويلة محاطة بالغموض.