بعدما مرَّ الزمان عاد قلبي إلى زمنٍ بعيد، حيث كنتُ... 💬 أقوال Nada Elatfe 📖 كتاب يومياتي
- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ Nada Elatfe 📖
█ بعدما مرَّ الزمان عاد قلبي إلى زمنٍ بعيد حيث كنتُ طفلًا تملأه الأحلام وتقتصر أمانيه أن يبلغ سنّ الشباب؛ ليحقق كل ما يرنو إليه ويصير صاحب شأن رفيقًا لمن أَحب حينها كنت أظنّ كالنجوم قريبة وما أدرك مرّ من الزمان كان يخفي طياته حياةً غير رسمتها يا لخيبة طفلٍ طيّر أحلامه كعصفورٍ أطلق جناحيه نحو السماء! حتى صدمه الواقع حينما قُيّدت أجنحته بحبال الوجوب فصار أسيرَ تحمله قيودٌ أثقلته؛ ليغرق بحرٍ ندمٍ انقضى متسائلًا: لماذا استسلمت منذ زمن؟ لم أقاوم صراعات الحياة؟ كيف جعلت سيد خطواتي؟ وها أنا اليوم وقد أضحيتُ عجوزًا أعيش بين طيات الماضي أمنيتي الوحيدة أعود رغم أنني أعلم العودة سرابٌ وأحلامُ البارحة قد ضاعت الأبد لـِ ندى العطفي بيلا كتاب مجاناً PDF اونلاين 2025
إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
- ❞ بعدما مرَّ الزمان عاد قلبي إلى زمنٍ بعيد، حيث كنتُ طفلًا تملأه الأحلام، وتقتصر أمانيه على أن يبلغ سنّ الشباب؛ ليحقق كل ما يرنو إليه، ويصير صاحب شأن، رفيقًا لمن أَحب، حينها كنت أظنّ أن الأحلام كالنجوم قريبة، وما كنتُ أدرك أن ما مرّ من الزمان كان يخفي في طياته حياةً على غير ما رسمتها، يا لخيبة طفلٍ طيّر أحلامه كعصفورٍ أطلق جناحيه نحو السماء! حتى صدمه الواقع، حينما قُيّدت أجنحته بحبال الوجوب، فصار أسيرَ الزمان تحمله قيودٌ أثقلته؛ ليغرق في بحرٍ من ندمٍ على ما انقضى، متسائلًا: لماذا استسلمت منذ زمن؟ لماذا لم أقاوم صراعات الحياة؟ كيف جعلت الزمان سيد خطواتي؟ وها أنا اليوم، وقد أضحيتُ عجوزًا أعيش بين طيات الماضي، أمنيتي الوحيدة أن أعود إليه، رغم أنني أعلم أن العودة سرابٌ، وأحلامُ البارحة قد ضاعت إلى الأبد. لـِ ندى العطفي بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe❞ بعدما مرَّ الزمان
عاد قلبي إلى زمنٍ بعيد، حيث كنتُ طفلًا تملأه الأحلام، وتقتصر أمانيه على أن يبلغ سنّ الشباب؛ ليحقق كل ما يرنو إليه، ويصير صاحب شأن، رفيقًا لمن أَحب، حينها كنت أظنّ أن الأحلام كالنجوم قريبة، وما كنتُ أدرك أن ما مرّ من الزمان كان يخفي في طياته حياةً على غير ما رسمتها، يا لخيبة طفلٍ طيّر أحلامه كعصفورٍ أطلق جناحيه نحو السماء! حتى صدمه الواقع، حينما قُيّدت أجنحته بحبال الوجوب، فصار أسيرَ الزمان تحمله قيودٌ أثقلته؛ ليغرق في بحرٍ من ندمٍ على ما انقضى، متسائلًا: لماذا استسلمت منذ زمن؟ لماذا لم أقاوم صراعات الحياة؟ كيف جعلت الزمان سيد خطواتي؟ وها أنا اليوم، وقد أضحيتُ عجوزًا أعيش بين طيات الماضي، أمنيتي الوحيدة أن أعود إليه، رغم أنني أعلم أن العودة سرابٌ، وأحلامُ البارحة قد ضاعت إلى الأبد.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝
⏤ Nada Elatfe
- ❞ فجرٌ أم ظلام توارى قمري خلف غمامٍ داكنٍ كأنّهُ عِمامةُ الليل، فانسلّت أنفاسي كالدخان المتصاعد من رمادِ نارٍ انطفأت، وغاصت روحي في دهاليز الظلامِ كصقرٍ جريحٍ فقد جناحيه، صرتُ كالظلالِ الهائمةِ في أرجاءِ الفناء، أُحمل شوكًا مسمومًا كسهام المنايا، وألقي في قلبي رماد الرجاء، فتلبستني غوايةٌ سوداءُ كليلٍ بلا قمر، وأضرمت في كياني نارًا تأبى الانطفاء، أأنا فراشةُ الظلامِ التي ترقصُ حول وهجِ الجحيم؟ أأحيا لأجرحَ القلوب الطاهرة وأزرع فيها شوكَ الأسى؟ ألا يا قلبُ ويحكَ كيف تهوى؟ أأنتَ لصوتِ غاوٍ كنتَ صاغي؟ أما آنَ التّجلّي كي تنامى؟ وتنفضَ منكَ أدرانَ الدواهي؟ وأبرمت الغوايةُ عقدًا لا يُنقض، إذ انقضت نُهى الليالي وانسكب الليلُ كطوفانٍ بلا شطآن، وانثنت ريحُ الظنون تجوبُ سمائي كفرسٍ جامحٍ يطاردُ ظلّه، لكنّي إذ تأملتُ وجهي في مرآةِ الألم، سألتُ نفسي في مرارة: أهذا ما أريده؟ أن أبدد قيمي وأُحطّم مبادئي كصخرٍ تهشّمته موجات البحر؟ ألا ليتَ شعري، هل تُعيدني الأيامُ؟ وهل يُصلحُ الغيثُ أرضًا جدباء؟ يا نفسُ، أما آنَ لكِ أن تتطهري؟ اغسلي رجاءكِ بوابلِ النّورِ العذب، واعبري بحرَ التيه نحو شاطئ السكينة، فلمحتُ شعاعًا يتهادى في عتمتي كوميضِ نجمةٍ يتيمة، وسمعتُ صوتًا يهمس لي في أعماقي، أكان ذلك صوتي وقد ضللتُ الطريق؟ أكانت تلك يدي تُعيدني من دهاليز الظلام؟ وكيف لا، والفجر إذا ما لاحَ بدّدَ ظلامي، وأعادني إلى ذاتي، هزم الفجر الظلالَ، فتوارى خلفَ الشروقِ شبحُ الليلِ، وبدأتُ أُعيد كتابة روحي من رمادِ الألم. لـِ ندى العطفي بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe❞ فجرٌ أم ظلام
توارى قمري خلف غمامٍ داكنٍ كأنّهُ عِمامةُ الليل، فانسلّت أنفاسي كالدخان المتصاعد من رمادِ نارٍ انطفأت، وغاصت روحي في دهاليز الظلامِ كصقرٍ جريحٍ فقد جناحيه، صرتُ كالظلالِ الهائمةِ في أرجاءِ الفناء، أُحمل شوكًا مسمومًا كسهام المنايا، وألقي في قلبي رماد الرجاء، فتلبستني غوايةٌ سوداءُ كليلٍ بلا قمر، وأضرمت في كياني نارًا تأبى الانطفاء، أأنا فراشةُ الظلامِ التي ترقصُ حول وهجِ الجحيم؟ أأحيا لأجرحَ القلوب الطاهرة وأزرع فيها شوكَ الأسى؟
ألا يا قلبُ ويحكَ كيف تهوى؟
أأنتَ لصوتِ غاوٍ كنتَ صاغي؟
أما آنَ التّجلّي كي تنامى؟
وتنفضَ منكَ أدرانَ الدواهي؟
وأبرمت الغوايةُ عقدًا لا يُنقض، إذ انقضت نُهى الليالي وانسكب الليلُ كطوفانٍ بلا شطآن، وانثنت ريحُ الظنون تجوبُ سمائي كفرسٍ جامحٍ يطاردُ ظلّه، لكنّي إذ تأملتُ وجهي في مرآةِ الألم، سألتُ نفسي في مرارة: أهذا ما أريده؟ أن أبدد قيمي وأُحطّم مبادئي كصخرٍ تهشّمته موجات البحر؟
ألا ليتَ شعري، هل تُعيدني الأيامُ؟
وهل يُصلحُ الغيثُ أرضًا جدباء؟
يا نفسُ، أما آنَ لكِ أن تتطهري؟
اغسلي رجاءكِ بوابلِ النّورِ العذب، واعبري بحرَ التيه نحو شاطئ السكينة، فلمحتُ شعاعًا يتهادى في عتمتي كوميضِ نجمةٍ يتيمة، وسمعتُ صوتًا يهمس لي في أعماقي، أكان ذلك صوتي وقد ضللتُ الطريق؟ أكانت تلك يدي تُعيدني من دهاليز الظلام؟ وكيف لا، والفجر إذا ما لاحَ بدّدَ ظلامي، وأعادني إلى ذاتي،
هزم الفجر الظلالَ، فتوارى خلفَ الشروقِ شبحُ الليلِ، وبدأتُ أُعيد كتابة روحي من رمادِ الألم.
لـِ ندى العطفي
بيلا. ❝
⏤ Nada Elatfe
