❞ دخلتُ المرحاض، أغلقتُ الباب خلفي، وأسرعتُ إلى الحوض. وقفتُ أمام المرآة، نظرتُ إلى انعكاسي... العينان اللتان تحدقان بي ليستا عينَايّ... أو ربما هما كذلك، لكن نظراتهما لا تعكسني. كانت نظرة خاوية، مرهقة، كأنها تحمل وزنًا ثقيلًا لا يمكن حمله. ابتسمت، تمامًا كما أفعل كل يوم. لم تتغير ملامحي، لكنني شعرتُ وكأنني أنظر إلى شخص آخر. شخص يشبهني، لكنه ليس أنا. اقتربتُ أكثر، لمستُ وجهي بأطراف أصابعي، كأنني أحاول التحقق إن كنتُ حقيقية. كانت يداي باردتين، رغم أن المكان لم يكن باردًا على الإطلاق. ثم، فجأة، شعرتُ بذلك الثقل في صدري يتحول إلى ألمٍ حاد. أغمضتُ عينَايّ بقوة، قبضتُ على الحوض بأصابع متشنجة، أنفاسي أصبحت ثقيلة ومتقطعة. كأن أحدًا يضغط على صدري بكل قوته، يمنع الهواء من الدخول، يسرق مني الحياة ببطء. \"مش دلوقتي...\" همستُ بها، بالكاد أسمع صوتي. ليس الآن، ليس هنا... لكن الظلام بدأ يزحف إلى أطرافي، وأدركتُ، متأخرةً، أنني لن أتمكن من إيقافه هذه المرة. ثم... تمامًا قبل أن يبتلعني السواد، جاء الصوت... قريب، هامس، لكنه واضح تمامًا... \"إنتِ مش لوحدِك يا ليل.\" ثم... كل شيء اختفى. #الكاتبه_منـه_العجمي 🤎. اقتباس من #رواية_ليس_كما_تظن.. ❝ ⏤الكاتبه منه العجمي
❞ دخلتُ المرحاض، أغلقتُ الباب خلفي، وأسرعتُ إلى الحوض.
وقفتُ أمام المرآة، نظرتُ إلى انعكاسي..
العينان اللتان تحدقان بي ليستا عينَايّ.. أو ربما هما كذلك، لكن نظراتهما لا تعكسني.
كانت نظرة خاوية، مرهقة، كأنها تحمل وزنًا ثقيلًا لا يمكن حمله.
ابتسمت، تمامًا كما أفعل كل يوم.
لم تتغير ملامحي، لكنني شعرتُ وكأنني أنظر إلى شخص آخر.
شخص يشبهني، لكنه ليس أنا.
اقتربتُ أكثر، لمستُ وجهي بأطراف أصابعي، كأنني أحاول التحقق إن كنتُ حقيقية. كانت يداي باردتين، رغم أن المكان لم يكن باردًا على الإطلاق.
ثم، فجأة، شعرتُ بذلك الثقل في صدري يتحول إلى ألمٍ حاد.
أغمضتُ عينَايّ بقوة، قبضتُ على الحوض بأصابع متشنجة، أنفاسي أصبحت ثقيلة ومتقطعة. كأن أحدًا يضغط على صدري بكل قوته، يمنع الهواء من الدخول، يسرق مني الحياة ببطء.
˝مش دلوقتي..˝ همستُ بها، بالكاد أسمع صوتي.
ليس الآن، ليس هنا..
لكن الظلام بدأ يزحف إلى أطرافي، وأدركتُ، متأخرةً، أنني لن أتمكن من إيقافه هذه المرة.