ماذا لو كان العالم الجائر هو بيتك؟ في يوم غامضٍ، يكسوه... 💬 أقوال Nada Amer 📖 كتاب يومياتي
- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ Nada Amer 📖
█ ماذا لو كان العالم الجائر هو بيتك؟ في يوم غامضٍ يكسوه الرياح والبرد القارص السماء التي تملؤها الغيوم القمر يتابع مشهد تقشعر له الأبدان يرى فتاة جالسة إحدى زوايا الشارع الذي يقرب منزلي تضم قدميها إلى صدرها تبكي بحرقةٍ طفولتها لم أستمتع بها تلوم الحياة جعلتها مشردة بالرغم من وجود بيتٍ لها لكن ما سبب البيت وأهل لا يرغبون بها؟ أكمل ملاحظاته للموقف وقال: كلما تعصف وصوتها يرن بأذنيها تجلب الرعب لقلبها وينتفض جسدها كثرة البرودة والخوف مكان مثل هي فيه وأراد توضيح تفاصيل القصة وسأل سؤالًا: تريدون أن تعرفوا تلك الفتاة؟ وما قصتها؟ تلك الفتاة تدعى مريم طفلةٌ مبتدأ العمر ولدت وسط عائلةٍ ثريةٍ وليس الثراءِ فقط بل الثراء الفاحش تدللت بمعنى الكلمة أبيها كل عالمها أما أمها كانت قاسية تعاملها بجفاء يعوضها الحنان والإهتمام يقل كلمة " مطلقًا شيء طلباتها مجابة؛ الأميرات ذات أتى يحمدهُ عقباها يخطر قلب بشر توفى وتزوجت رجل ادعى عليها الحب وعاشت أيام معه باحترافية؛ أنه قمة الذوق والأخلاق؛ حتى أنها كتاب مجاناً PDF اونلاين 2025
في يوم غامضٍ، يكسوه الرياح، والبرد القارص، في السماء التي تملؤها الغيوم، كان القمر يتابع مشهد تقشعر له الأبدان، يرى فتاة جالسة في إحدى زوايا الشارع الذي يقرب منزلي، تضم قدميها إلى صدرها، تبكي بحرقةٍ على طفولتها التي لم أستمتع بها، تلوم الحياة التي جعلتها مشردة بالرغم من وجود بيتٍ لها، لكن ما سبب البيت، وأهل البيت لا يرغبون بها؟ أكمل القمر ملاحظاته للموقف، وقال: كلما تعصف الرياح وصوتها يرن بأذنيها، تجلب الرعب لقلبها، وينتفض جسدها من كثرة البرودة، والخوف من مكان مثل الذي هي فيه. وأراد القمر توضيح تفاصيل القصة وسأل سؤالًا: هل تريدون أن تعرفوا من هي تلك الفتاة؟ وما قصتها؟ تلك الفتاة تدعى مريم، طفلةٌ في مبتدأ العمر، ولدت في وسط عائلةٍ ثريةٍ، وليس الثراءِ فقط، بل الثراء الفاحش، تدللت بمعنى الكلمة، كان أبيها هو كل عالمها، أما أمها كانت قاسية، تعاملها بجفاء، لكن أبيها كان يعوضها الحنان والإهتمام، لم يقل لها كلمة˝ لا ˝ مطلقًا على شيء، كل طلباتها مجابة؛ مثل الأميرات، في ذات يوم أتى ما لا يحمدهُ عقباها، وما لا يخطر على قلب بشر، توفى أبيها، وتزوجت أمها من رجل ادعى عليها الحب، وعاشت أيام معه مثل فيه باحترافية؛ أنه في قمة الذوق والأخلاق؛ حتى أنها صدقت هذا التمثيل مع أنها لم تحبه من البداية، وفي لحظةٍ، أظهر الخبيث الذي بداخله، ولعب بعقل أمها، حتى وصل في النهاية إلى أن قام بأخذ كل أملاكهم، وأمها الآن ابتاعتها؛ من أجل تكملة حياتها في النعيم وعدم ترك هذا الثراء، طردونها بكل بشاعة، تجردت من كل شيء، كل هذه الأحداث توالت بسرعة كأنها حدثت في غمضة عين، هل اقتنع عقل أحدكم بطفلة كانت مثل الورد، تنطلق هنا وهنا، وصوت ضحكاتها يملأ المكان، تصبح بلا مأوى حتى؟! منذ قليل، قد ذهبت للمنزل؛ لعل أمها تشفق عليها ولو بدقيقة، وها قد لامست قبضتها الباب؛ لتطرقه لتعبر للجحيم بقدميها، إلى أن سمعت صرخات أمها المدوية؛ التي أرعبت أصغر ذرةٍ داخلها، تراجعت خطوة، خطوة، وبدأت تركض بهستيرية في الشوارع، لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، تصرخ، تبكي يكل ما أوتيت من قوة، كان القمر يعبر بحزن من صميمه على حال تلك البريئة، وأكمل في تأثرٍ، بعد مرور أكثر من شهرٍ على حالها هذا؛ حتى أصبحت جلدٍ على عظم! الآن، هي هنا جالسة في زاوية الشارع، تضم جسدها؛ لعلها تستطيع بث فيه الدفء الذي افتقدته من كل شيء، وهنا التفت القمر، وانتبه لها وهي تحدث نفسها وتقول: *لماذا طال وقت هذا الليل المشئوم؟ لقد طال عليه الكثير، والكثير، وأنا في حيرة من أمري، أجر الخيبة كصديق* رآها ترفع يديها للسماء وتقوم بالدعاء، وقال القمر:
كانت تتوسل لربها ألَّا يبقيها حية إلى النهار حتى، وسبحانه جل علاه، استجاب لندائها؛ لأنه يعلم بحالها، ولا يريد لها العذاب. بدأت بترك ذراعها للعنان، وقد غفوت في نومةٍ لن تصحوا بعدها مطلقًا!
❞ ماذا لو كان العالم الجائر هو بيتك؟ في يوم غامضٍ، يكسوه الرياح، والبرد القارص، في السماء التي تملؤها الغيوم، كان القمر يتابع مشهد تقشعر له الأبدان، يرى فتاة جالسة في إحدى زوايا الشارع الذي يقرب منزلي، تضم قدميها إلى صدرها، تبكي بحرقةٍ على طفولتها التي لم أستمتع بها، تلوم الحياة التي جعلتها مشردة بالرغم من وجود بيتٍ لها، لكن ما سبب البيت، وأهل البيت لا يرغبون بها؟ أكمل القمر ملاحظاته للموقف، وقال: كلما تعصف الرياح وصوتها يرن بأذنيها، تجلب الرعب لقلبها، وينتفض جسدها من كثرة البرودة، والخوف من مكان مثل الذي هي فيه. وأراد القمر توضيح تفاصيل القصة وسأل سؤالًا: هل تريدون أن تعرفوا من هي تلك الفتاة؟ وما قصتها؟ تلك الفتاة تدعى مريم، طفلةٌ في مبتدأ العمر، ولدت في وسط عائلةٍ ثريةٍ، وليس الثراءِ فقط، بل الثراء الفاحش، تدللت بمعنى الكلمة، كان أبيها هو كل عالمها، أما أمها كانت قاسية، تعاملها بجفاء، لكن أبيها كان يعوضها الحنان والإهتمام، لم يقل لها كلمة\" لا \" مطلقًا على شيء، كل طلباتها مجابة؛ مثل الأميرات، في ذات يوم أتى ما لا يحمدهُ عقباها، وما لا يخطر على قلب بشر، توفى أبيها، وتزوجت أمها من رجل ادعى عليها الحب، وعاشت أيام معه مثل فيه باحترافية؛ أنه في قمة الذوق والأخلاق؛ حتى أنها صدقت هذا التمثيل مع أنها لم تحبه من البداية، وفي لحظةٍ، أظهر الخبيث الذي بداخله، ولعب بعقل أمها، حتى وصل في النهاية إلى أن قام بأخذ كل أملاكهم، وأمها الآن ابتاعتها؛ من أجل تكملة حياتها في النعيم وعدم ترك هذا الثراء، طردونها بكل بشاعة، تجردت من كل شيء، كل هذه الأحداث توالت بسرعة كأنها حدثت في غمضة عين، هل اقتنع عقل أحدكم بطفلة كانت مثل الورد، تنطلق هنا وهنا، وصوت ضحكاتها يملأ المكان، تصبح بلا مأوى حتى؟! منذ قليل، قد ذهبت للمنزل؛ لعل أمها تشفق عليها ولو بدقيقة، وها قد لامست قبضتها الباب؛ لتطرقه لتعبر للجحيم بقدميها، إلى أن سمعت صرخات أمها المدوية؛ التي أرعبت أصغر ذرةٍ داخلها، تراجعت خطوة، خطوة، وبدأت تركض بهستيرية في الشوارع، لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، تصرخ، تبكي يكل ما أوتيت من قوة، كان القمر يعبر بحزن من صميمه على حال تلك البريئة، وأكمل في تأثرٍ، بعد مرور أكثر من شهرٍ على حالها هذا؛ حتى أصبحت جلدٍ على عظم! الآن، هي هنا جالسة في زاوية الشارع، تضم جسدها؛ لعلها تستطيع بث فيه الدفء الذي افتقدته من كل شيء، وهنا التفت القمر، وانتبه لها وهي تحدث نفسها وتقول: *لماذا طال وقت هذا الليل المشئوم؟ لقد طال عليه الكثير، والكثير، وأنا في حيرة من أمري، أجر الخيبة كصديق* رآها ترفع يديها للسماء وتقوم بالدعاء، وقال القمر: كانت تتوسل لربها ألَّا يبقيها حية إلى النهار حتى، وسبحانه جل علاه، استجاب لندائها؛ لأنه يعلم بحالها، ولا يريد لها العذاب. بدأت بترك ذراعها للعنان، وقد غفوت في نومةٍ لن تصحوا بعدها مطلقًا! #ندى_عامر. ❝ ⏤Nada Amer
❞ ماذا لو كان العالم الجائر هو بيتك؟
في يوم غامضٍ، يكسوه الرياح، والبرد القارص، في السماء التي تملؤها الغيوم، كان القمر يتابع مشهد تقشعر له الأبدان، يرى فتاة جالسة في إحدى زوايا الشارع الذي يقرب منزلي، تضم قدميها إلى صدرها، تبكي بحرقةٍ على طفولتها التي لم أستمتع بها، تلوم الحياة التي جعلتها مشردة بالرغم من وجود بيتٍ لها، لكن ما سبب البيت، وأهل البيت لا يرغبون بها؟ أكمل القمر ملاحظاته للموقف، وقال: كلما تعصف الرياح وصوتها يرن بأذنيها، تجلب الرعب لقلبها، وينتفض جسدها من كثرة البرودة، والخوف من مكان مثل الذي هي فيه. وأراد القمر توضيح تفاصيل القصة وسأل سؤالًا: هل تريدون أن تعرفوا من هي تلك الفتاة؟ وما قصتها؟ تلك الفتاة تدعى مريم، طفلةٌ في مبتدأ العمر، ولدت في وسط عائلةٍ ثريةٍ، وليس الثراءِ فقط، بل الثراء الفاحش، تدللت بمعنى الكلمة، كان أبيها هو كل عالمها، أما أمها كانت قاسية، تعاملها بجفاء، لكن أبيها كان يعوضها الحنان والإهتمام، لم يقل لها كلمة˝ لا ˝ مطلقًا على شيء، كل طلباتها مجابة؛ مثل الأميرات، في ذات يوم أتى ما لا يحمدهُ عقباها، وما لا يخطر على قلب بشر، توفى أبيها، وتزوجت أمها من رجل ادعى عليها الحب، وعاشت أيام معه مثل فيه باحترافية؛ أنه في قمة الذوق والأخلاق؛ حتى أنها صدقت هذا التمثيل مع أنها لم تحبه من البداية، وفي لحظةٍ، أظهر الخبيث الذي بداخله، ولعب بعقل أمها، حتى وصل في النهاية إلى أن قام بأخذ كل أملاكهم، وأمها الآن ابتاعتها؛ من أجل تكملة حياتها في النعيم وعدم ترك هذا الثراء، طردونها بكل بشاعة، تجردت من كل شيء، كل هذه الأحداث توالت بسرعة كأنها حدثت في غمضة عين، هل اقتنع عقل أحدكم بطفلة كانت مثل الورد، تنطلق هنا وهنا، وصوت ضحكاتها يملأ المكان، تصبح بلا مأوى حتى؟! منذ قليل، قد ذهبت للمنزل؛ لعل أمها تشفق عليها ولو بدقيقة، وها قد لامست قبضتها الباب؛ لتطرقه لتعبر للجحيم بقدميها، إلى أن سمعت صرخات أمها المدوية؛ التي أرعبت أصغر ذرةٍ داخلها، تراجعت خطوة، خطوة، وبدأت تركض بهستيرية في الشوارع، لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، تصرخ، تبكي يكل ما أوتيت من قوة، كان القمر يعبر بحزن من صميمه على حال تلك البريئة، وأكمل في تأثرٍ، بعد مرور أكثر من شهرٍ على حالها هذا؛ حتى أصبحت جلدٍ على عظم! الآن، هي هنا جالسة في زاوية الشارع، تضم جسدها؛ لعلها تستطيع بث فيه الدفء الذي افتقدته من كل شيء، وهنا التفت القمر، وانتبه لها وهي تحدث نفسها وتقول: *لماذا طال وقت هذا الليل المشئوم؟ لقد طال عليه الكثير، والكثير، وأنا في حيرة من أمري، أجر الخيبة كصديق* رآها ترفع يديها للسماء وتقوم بالدعاء، وقال القمر:
كانت تتوسل لربها ألَّا يبقيها حية إلى النهار حتى، وسبحانه جل علاه، استجاب لندائها؛ لأنه يعلم بحالها، ولا يريد لها العذاب. بدأت بترك ذراعها للعنان، وقد غفوت في نومةٍ لن تصحوا بعدها مطلقًا!