❞ الكتابة هي فن يترجم الأحاسيس والمشاعر إلى كلمات، ويعبر عن تفاصيل الحياة بمنظور مختلف. الكاتب هو مرآة المجتمع، يحمل قلمه لينقل أفكاره، أحلامه، وآماله إلى العالم. في هذا الحوار المميز، نقترب من عالم الكاتبة منـه محمد العجمي "أسيࢪة الظلام"، لنتعرف على رؤيتها للكتابة، مصادر إلهامها، والصعوبات التي واجهتها في رحلتها الأدبية.
ونبدأ حوارنا الصحفي مع الكاتب/ة
(منـه العجمي) "الكتابة ليست مجرد كلمات، بل حياة تتنفسها الحروف"
1. بدايةً، ما الذي دفعكِ لأول مرة إلى الكتابة؟ وهل كانت البداية سهلة أم مليئة بالتحديات؟
الإجابة:
بدأت رحلتي مع الكتابة في لحظات شعرت فيها بالضيق والاختناق، فكانت الخواطر هي ملاذي الوحيد للتعبير عن مشاعري وأفكاري. وجدت في الكتابة وسيلة لتفريغ ما بداخلي بأسلوب راقٍ وهادئ، وتحويل الألم إلى كلمات تحمل في طياتها قوة وعمقًا. لم تكن البداية سهلة، لكنها كانت صادقة ومليئة بالشغف، وهو ما جعلني أستمر في هذا الطريق.
2. من المعروف أن الكاتب يعكس جزءًا من ذاته في كتاباته. إلى أي مدى تجدين نفسكِ حاضرة في نصوصكِ؟
الإجابة:
كل نص أكتبه يحمل جزءًا مني، سواء كان في المشاعر، الأفكار، أو حتىٰ التفاصيل الصغيرة التي قد لا يلاحظها القارئ بسهولة. أحيانًا أكتب عن تجاربي الشخصية بشكل مباشر، وأحيانًا أخرىٰ أعبر عن مشاعر مختلطة أراها في الآخرين، لكن بصمتي دائمًا موجودة بين السطور. وفي بعض الأحيان، أكتب عن أشياء لا تمت لي بصلة.
3. كيف تواجهين لحظات الفراغ الإبداعي أو "البلوك الكتابي"؟ وهل ترين تلك اللحظات جزءًا من رحلة الكتابة أم عائقًا؟
الإجابة:
لحظات الفراغ الإبداعي جزء طبيعي من رحلة الكتابة، لكنها قد تكون محبطة أحيانًا. عندما أمر بها، لا أجبر نفسي على الكتابة، بل أبحث عن موضوع يشدني أو فكرة تستفز قلمي. أحيانًا أستلهم من موقف معين، كلمة عابرة سمعتها، أو حتى مشهد بسيط رأيته. القراءة أيضًا تساعدني على استعادة تدفق الأفكار، وأحيانًا مجرد التأمل في مشاعري أو أحلامي يكون كافيًا لتحريك قلمي من جديد.
4. في رأيكِ، ما الذي يجعل النص الأدبي عظيمًا؟ هل هو الفكرة، الأسلوب، أم شيء آخر؟
الإجابة:
النص الأدبي العظيم هو مزيج متكامل من الفكرة العميقة، والأسلوب الجذاب، والمشاعر الصادقة. الفكرة وحدها لا تكفي إن لم تُكتب بأسلوب مؤثر يصل للقارئ، وكذلك الأسلوب الجميل لا يعطي النص قيمته إن لم يكن مدعومًا برسالة أو إحساس حقيقي. أرى أن الصدق في الكتابة هو العنصر الأهم، لأنه يجعل القارئ يتفاعل مع الكلمات وكأنها كتبت من أجله.
5. هل شعرتِ يومًا أن الكتابة سلبتكِ جزءًا من حياتكِ الشخصية؟ وكيف تتعاملين مع هذا التوازن بين الكتابة والحياة؟
الإجابة:
أحيانًا أشعر أن الكتابة تأخذني بعيدًا عن الواقع، خاصة عندما أغرق في الأفكار والمشاعر لأكتب شيئًا جديدًا. لكنها في نفس الوقت تمنحني مساحة لفهم نفسي والتعبير عما بداخلي، لذلك أعتبرها جزءًا من حياتي وليس عبئًا عليها. أوازن بينهما بأن أخصص وقتًا للكتابة، لكن دون أن تنسيني لحظات الواقع التي تستحق أن أعيشها.
6. لكل كاتب مصادر إلهام مختلفة. ما هو مصدر الإلهام الأكبر لكِ؟ وكيف يؤثر ذلك على ما تكتبينه؟
الإجابة:
الإلهام بالنسبة لي يأتي من كل شيء حولي: الأشخاص، المواقف، وحتى اللحظات البسيطة التي قد لا ينتبه إليها أحد. المشاعر العميقة، سواء كانت حزينة أو سعيدة، هي المحرك الأساسي لما أكتبه. وأحيانًا مجرد جملة عابرة أو موقف قديم يعيد لي شغف الكتابة.
7. ماذا تعني لكِ الكتابة؟ هل هي وسيلة للتعبير، للهروب، أم رسالة تحملينها إلى العالم؟
الإجابة:
الكتابة بالنسبة لي مزيج من كل ذلك. أكتب لأعبر عن نفسي، أحيانًا أكتب للهروب من الواقع، وأحيانًا أخرى لأواجهه، لكنها دائمًا تحمل رسالة، حتى لو كانت مجرد شعور يُنقل للقارئ ليجد نفسه بين السطور.
8. كيف ترين دور الكاتب في المجتمع؟ وهل ترين أن الأدب يمكن أن يكون أداة للتغيير؟
الإجابة:
الكاتب هو صوت من لا صوت لهم، يعبر عن القضايا التي قد يتجاهلها البعض أو لا يملكون القدرة على التعبير عنها. الأدب يمكن أن يكون أداة قوية للتغيير، فهو يسلط الضوء على المشكلات الاجتماعية، يلهم القارئ، ويوعيه بأفكار قد لا يكون انتبه لها من قبل. الكلمات تمتلك قوة لا يستهان بها، فهي قادرة على تحريك المشاعر، وتغيير وجهات النظر، وحتى التأثير في مجرى حياة شخص ما.
9. هل تؤمنين بأن هناك "وصفة" محددة لنجاح الكاتب؟ أم أن النجاح يأتي بشكل عشوائي؟
الإجابة:
لا أعتقد أن هناك وصفة سحرية للنجاح، لكنه بالتأكيد لا يأتي بشكل عشوائي. الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يُرافقها الاجتهاد، والتطوير المستمر، والقدرة على التكيف مع مختلف أنماط الكتابة. القراءة المكثفة، والتدرب على الكتابة، وتقبل النقد البناء، كلها عوامل تساعد في بناء كاتب ناجح. الأهم هو أن يكتب الإنسان بشغف وإخلاص، لأن القارئ يستطيع أن يشعر بصدق الكلمات.
10. أخيرًا، ما هو حلمكِ الأكبر ككاتبة؟ وما الرسالة التي تتمنين أن تصل إلى قرائكِ من خلال كتاباتكِ؟
الإجابة:
حلمي الأكبر هو أن تصل كلماتي لأكبر عدد من القراء، وأن يجد كل شخص نفسه في ما أكتب. أطمح لأن أكون كاتبة تترك أثرًا في نفوس الآخرين، سواء من خلال خواطري أو أي عمل أدبي أقدمه. رسالتي هي أن الكتابة ليست مجرد أحرف تُكتب، بل هي مشاعر تنقل، وأفكار تزرع، وأحلام تُحلق في سماء القارئ، لتريه العالم بمنظور مختلف.
الكتابة ليست مجرد كلمات تُنسج على الورق، بل هي صوت يلامس الأرواح، ورسالة تنبع من أعماق القلوب. من خلال هذا الحوار، تعرفنا على جانب مختلف من شخصية الكاتبة منـه العجمي، وعلى رؤيتها العميقة للأدب ودوره في حياتنا. نتمنى أن تستمر رحلتها الإبداعية في إلهامنا جميعًا، وأن نرى المزيد من الأعمال التي تعكس روح الإبداع والتفرد.
وأخيرًا، كان معكم هذا الحوار من إعداد الصحفية والكاتبة والشاعرة ملك مصطفى محمود، نجمة الحلم الضائع، التي تحمل القلم أمانة ورسالة، وتنقل لكم صوت الإبداع بروحٍ مليئة بالشغف والطموح. نتمنى لكم دومًا التقدم والنجاح، على أمل أن نلتقي في حوارات قادمة تحمل المزيد من الإلهام والمعرفة. ❝