█ ذلك أن الله جل جلاله قد فتح أمام البشرية معرضين فسيحين للجمال دائمين يتنفسان الحياة وينبضان بالحسن المتجدد أبدا! أولهما هذا القرآن الكريم المجيد وما يتضمنه من حقائق إيمانية خالدة تصل الإنسان بمنابع الجمال الحق ومصدر النور الأعلى وثانيهما العالم الطبيعي الكوني بما فيه مخلوقات وفيوضات نورانية وتجليات روحانية خارقة لا تنتهي استعراضاتها أبدا امتدادا عالم الغيب إلى الشهادة يعكسه كله شوؤن الربوبية العليا وأنوار الأسماء الحسنى! إلا ليعيش تجربته الجمالية مستوى الوجدان ويعبر عنها بشتى أنواع التعبير الجميل عادةً وعبادةً كتاب جمالية الدين معارج القلب حياة الروح مجاناً PDF اونلاين 2024 إننا عندما نقول هنا " فإننا نعني الذى جعل جميلاً قصد يكون التدين قصداً تشريعياً أصيلاً بمعنى قُصد منه ابتداءً ولسي صدفة واتفاقاً ! فالجمالية متعلقة بتلك الإرادة الإلهية الجميلة التي قضت يتجمل الناس بالناس ويتزينوا به عبادةً لله رب العالمين ومنهاجاً لعمران الأرض إن مفهوم له امتداد كلي شمولس إذ يمتد ليغطي علاقات المسلم بأبعادها الثلاثة : علاقته مع ربه وعلاقته ثم البيئة أو الكون والطبيعة وما يطبع معاني الخير والمحبة والجمال
❞ ولن يكون التدين من حيث هو حركة النفس و المجتمع جميلاً إلا إذا جَمُلَ باطنه و ظاهره على السواء، إذ لا إنفصام ولا قطيعة فى الإسلام بين شكل و مضمون، بل هما معاً يتكاملان، و إنما الجمالية الدينية فى الحقيقة هى (الإيمان) الذى يسكن نوره القلب، و يغمره كما يغمر الماء العذب الكأس البلورية، حتى إذا وصل إلى درجة الامتلاء فاض على الجوراح بالنور، فتجمل الأفعال و التصرفات التى هى فعل (الإسلام)، ثم تترقى هذه فى مراتب التجمل، حتى إذا وصلت درجة من الحُسن - بحيث صار معها القلب شفافاً، يُشاهد منازل الشوق و المحبة فى سيره إلى الله- كان ذلك هو (الإحسان) .
و الإحسان هو عنوان الجمال فى الدين، و هو الذى عرفه المصطفى بقوله -صلى الله عليه و آله و سلم- "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . ❝