█ ألا ما أشقى ذلك الجمل الشارد صحراء الظلمات… لا يفتأ يلهث راكضا خلف سراب مال متسخ حتى يتسخ وبره وتنتن رائحته فيرين قلبه يحجب رؤيته لجدول الصلاة الرقراق وراء رمال العصيان ثم يموت عطشا دون ظل المورد العذب وما بين استحالة الموت ميلادا إلا أن يركع لمالك خزائن القطر فإذا القفر حواليه حدائق ذات بهجة ترشح غصونها بأنداء الطهور نورا يصفيه من جميع الأدران كان البهاء يحيط الحبيب المصطفى وهو هالة صافية أصحابه إذ قال: أرأيتم لو نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مرات؛ يبقى دَرَنِه شيء؟قالوا: درنه شيء فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا(متفق عليه) ويوقد قنديلا آخر فيقول: أدري أحدثكم بشيء أم أسكت؟ فقلنا يا رسول إن كان خيرا فحدثنا وإن غير ذلك؛ فالله ورسوله أعلم قال مسلم يتطهر فيتم الذي كتب عليه فيصلي هذه كانت كفارات لما بينها(متفق وفي ومضة قنديل وذلك الدهر كله(رواه مسلم) كتاب جمالية الدين معارج القلب إلى حياة الروح مجاناً PDF اونلاين 2024 إننا عندما نقول هنا " فإننا نعني الذى جعل جميلاً قصد يكون التدين قصداً تشريعياً أصيلاً بمعنى قُصد منه ابتداءً ولسي صدفة واتفاقاً ! فالجمالية متعلقة بتلك الإرادة الإلهية الجميلة التي قضت يتجمل الناس بالناس ويتزينوا به عبادةً لله رب العالمين ومنهاجاً لعمران الإنسان الأرض مفهوم له امتداد كلي شمولس يمتد ليغطي علاقات المسلم بأبعادها الثلاثة : علاقته مع ربه وعلاقته البيئة أو الكون والطبيعة وما يطبع كله معاني الخير والمحبة والجمال
❞ ولن يكون التدين - من حيث هو حركة النفس و المجتمع- جميلاً إلا إذا جَمُلَ باطنه و ظاهره على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة فى الإسلام بين شكل و مضمون، بل هما معاً يتكاملان، و إنما الجمالية الدينية فى الحقيقة هى: (الإيمان) الذى يسكن نوره القلب، و يغمره كما يغمر الماء العذب الكأس البلورية، حتى إذا وصل إلى درجة الامتلاء فاض على الجوراح بالنور، فتجمل الأفعال و التصرفات التى هى فعل (الإسلام)، ثم تترقى هذه فى مراتب التجمل، حتى إذا وصلت درجة من الحُسن - بحيث صار معها القلب شفافاً، يُشاهد منازل الشوق و المحبة فى سيره إلى الله- كان ذلك هو (الإحسان) .
و الإحسان هو عنوان الجمال فى الدين، و هو الذى عرفه المصطفى بقوله -صلى الله عليه و آله و سلم- ˝الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . ❝
❞ ولن يكون التدين من حيث هو حركة في النفس والمجتمع جميلا إلا إذا جَمُلَ باطنه وظاهره على السواء، إذ لا انفصام ولا قطيعة في الإسلام بين شكل ومضمون، بل هما معًا يتكاملان.
⏤فريد الأنصاري
جماليات الدين . ❝