█ العلم وحده لا يكفى لأن يصون صاحبه فنحن نعلم ضرر التدخين وندخن ,ونرى الطبيب يعلم متالف الخمر ويشرب ونرى اكثر الناس يتبعون الشهوات والأهواء مع علمهم بحيوانية وضلال الأهواء ونرى الأدباء والفنانين طلائع الوعى وقادته أهل إدمان وضحايا مخدرات القاضى يرتشى رجل القانون يسرق شرطه الأمن يعتدون شهود الحق يحترفون الكذب أكثر تهالكاً الطعام هم كل بطين سمين أكرش ممن أن فى الأكل مقتله أستاذ الجامعة وحامل الدكتوراه يموت بالسكتة ملعب الكرة الهدف دخل مرمى الأهلى أو الزمالك فهل جهل الأستاذ المتعلم ما يجرى الملعب هو محض لعب وماذا نفعه علمه ونجمع كلنا يعرضه التليفزيون سخف ومع ذلك نتجمع حول الشاشة نمضى ونحملق فيها كالبلهاء نخرج من مسلسلة لندخل الدين أول يسقط فيما ينهى عنه الحلال والحرام ؟!! إن الحيوان ليعلم الحرام والقطة تأكل تلقيه لها بيدك وهى جالسة عند قدميك تموء وتتمسح فإذا خطرت سرقة لقمة كان موقف آخر فراحت تتلفت وتخالس النظر عن يمين وعن شمال ثم هبشت قطعة السمك وولت الأدبار لتأكلها الخفاء وهى أفعال تدل تمييز مؤكد بين اللقمة كتاب نار تحت الرماد مجاناً PDF اونلاين 2024 تأليف الدكتور مصطفى محمود يتحدث فيه أهمية إلي باطن الأمور وليس الظاهر منها بالشكليات والتلاعب بالكلمات سواء السياسة
❞ السنة في نظري هي اتباع الرسول فيما تميز به من خُلق وإيمان وعقيدة وصفاء نفسي
وليس فيما كان يتسوك به او يكتحل او يلبس او يأكل.
( حيث ان اعتى المجرمين قد يكون صاحب لحيه.. ولكنه ابدا لن يكون صاحب خلق) . ❝
❞ - إن القرآن على ترفعه وقداسته قد روى لنا جانبا جنسيا من حكاية يوسف وامرأة العزيز،
وكيف غلقت امرأة العزيز الابواب وقالت هيت لك ، وكيف همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه.
وكيف وجدوا ان قميصه قطع من دبر فعلموا من ذلك انها هي التي راودته عن نفسه.
ولكنها كانت لمحة خاطفة للعبرة لم يعمد القرآن فيها الى افاضة او تفصيل او تجسيد ،
وهذا مثال ومقياس نفهم منه انه يمكن ان تتطرق الرواية الى الجانب الجنسي فتلمح وتوجز بالاشاره الخاطفة ودون افاضه وتجسيد وتفصيل
واثارة فلا يتنافى هذا مع جلال الهدف وجمال الاثر . ❝
❞ وقديمًا قال عمر بن الخطاب ˝لو عثرت دابة في العراق لرأيت نفسي مسؤولًا عما حدث لها˝ وهي قولة حق ..
فما يجري في أي مجتمع هو محصلة أفعال أفراده وكل منهم مسؤول بحسب مكانه تصاعديًا من القاعدة إلى القمة ..
إن ما يحدث لنا هو نحن ..
وكل واحد لا يقابل في الطريق إلا نفسه ..
المجرم تتسابق إليه مناسبات الإجرام ..
والفاضل الخير تتسابق إليه مناسبات الخير والعطاء ..
ومثل ما تجود أيدينا تجود أرضنا وتجود سماؤنا لأن الذي خلق الكون خلق له القوانين الحافظة التي يزدهر بها طالما كان ناميًا والقوانين الهادمة له إذا دب فيه الفساد ونخر فيه السوس ..
وبنية المجتمع مثل بنية الجسم هي في نماء وازدهار طالما غلبت فيها عوامل الانسجام والنظام والصحة فإذا غلب الاضطراب والفوضى والمرض تداعت إلى تراب ..
فلا تلوموا القدر ..
ولا تحتجوا على السماء ..
ولا تقولوا ظلمنا ربنا بهذه الكوارث ..
بل قولوا ربنا ظلمنا أنفسنا ..
ولينظر كل منا ماذا يفعل في دولة نفسه وإلى أي جانب من رغباته ينحاز .. إلى لذاته العاجلة وإلى منفعته الذاتية أم إلى نجدة المحروم ونصرة الضعيف ..
إلى الأصنام المادية يتوجه؟! ..
أم إلى القيم ..
أم إلى رب القيم!! ..
ثم لينظر ماذا يفعل لا ماذا يقول ..
وماذا يخفي لا ماذا يعلن ..
وحينئذ سيعرف الجواب على سؤاله ..
لماذا كل هذه الكوارث؟! . ❝