█ لماذا نخاف يا أبي؟ لماذا من الظّلام؟ ومن الليل الصّمت المُطبق ومن الغرفات الخالية الخزانات المُغلقة وحتى النّظر تحت الأسرّة بعد خلود الجميع للنوم؟ نتوقّع دائمًا خروج الأشباح خلف النّجود المُسدلة فرجة الأبواب التي تحدث أزيزًا عندما نحركها وخلف الستائر يرعشها الهواء فجأة ونحن يقين أنّ لا تحتاج للاختباء سترٍ قماش كيف تهوي قلوبنا صدورنا يدقّ جرس الباب وحدنا بالبيت؟ لمجرّد أننا هناك! أن مغلق بالمفاتيح والأقفال نتخيل أنه لص سيقتحم فنقترب نسير أطراف أصابعنا لنتحقق هويته ولماذا نتلفّت كثيرًا ينحرف بنا الطّريق لشارع هادئ ونبحث عمّن يتتبعنا ليقتلنا؟ فأر ضئيل وقد نقف أمامه ونرتجف؟ حتى الصرصار حقارته يدفعنا للقفز وللصراخ ما أضعفنا! ننظر بريبة لسائق سيّارة الأُجرة ونتوقّع أنّه سيخطفنا المتسوّلين لشيء إلّا لأنّ أسمالهم دبقة وبالية ترهبنا الكهوف المهجورة والآبار العميقة والشرفات العالية نهاب ونخشى الشعور بالخوف نفسه! تنقطع أصواتنا الأحلام نُريد نصرخ حين يُطاردنا كيان مجهول بكابوس مزعج عجيب خوفنا هذا عجيب! كتاب سقطرى مجاناً PDF اونلاين 2025 تشعر الآن وكأنها عجوزٌ الرغم كونها الواحد والعشرين عمرها! تناهى إلى مسامعها صوت خطوات تقترب اعتدلت جلستها وتواثبت دقات قلبها وهي تشرد نـحو الباب وكلما اقتربت تلك الخطوات باب غُرفتها كانت تتسارع بوتيرة أكبر تأرجحت الثّريا المُعلّقة السقف بجنون ارتعشت الإضاءة ستخفت ثم اشتدت وغمرت المكان بقوة جديدٍ وكأن يدًا خفيّةً تتلاعب بها طرق أحدهم ثلاث طرقات انتظر قليلًا وأعاد الطرق مرة أخرى بتصميمٍ شديدٍ لم تُجبه ترجو الله ينصرف الطارق فهي تخشى ينفرط عقد لسانها وتبوح بكل شيء فُتح ببطءٍ وكان له أزيز مُخيف ودلف ضيفها واقترب وعيناه تُشعّان شغفًا وفضولًا وجلس سكون ينتظر منها تبوح بكلّ الأسرار ظلت تُحدّق إلى وجهه ظن أنها لن تتكلم وأخيرًا ازدردت ريقها وعادت بذاكرتها لعشر سنوات مضت وبدأت تُخرِج بجُعبتها أسرارٍ ثمّة حكايا غريبة ستُروَى هنا!