█ لقد رأينا أن الحرب الإجماعية التي دعا إليها الألمان ترتكز العنصرية الجرمانية ورأينا سيطرة التفريق العنصري البغيض بين البيض والسود الولايات المتحدة الامريكية وفي جنوب إفريقية وغيرها من البلاد كل هذا يجري القرن العشرين عصر النور والمدنية والذرّة والصواريخ عابرة القارة أما الاسلام قبل أربعة عشر قرنا فقد قاوم العنصريات والاجناس ودعا توحيد الأهداف فمن آمن بالإسلام كان دمه وعرضه وماله حراما المسلمين: (المسلم أخو المسلم) كان الرسول صلّى الله عليه وسلم قريش ولكنه قاتل قريشا حين اعتدت المسلمين؛ وكان عربيا قومه العرب دفاعا عن الإسلام ولما تصدى الروم لعرقلة دعوته قاتلهم وعندما التحق بالرفيق الأعلى خلفاؤه الفرس والروم وغيرهم الأقوام والأجناس كتاب القائد مجاناً PDF اونلاين 2024 كتاب يتحدث قائدًا عسكريًّا ممتازًا له تفكيرُه وتدبيرُه وتخطيطُه المعارِك والحروب وبيَّن أنه عند قراءته لكتب السيرة لم يجِد سردِ سيرته الصلاة والسلام الكلامَ الناحية العسكرية لمعارك النبي صلى وغزواته لذا ألَّف الكتاب ليُلقِي به الضوءَ الجوانب بها التخطيط والإعداد لدخول هذه الغزوات متاز غيره القادة زمان ومكان بميزتين مهمتين: الأولى؛ قائداً عصامياً والثانية معاركه كانت للدفاع الدعوة ولحماية حرية نشر ولتوطيد أركان لا للعدوان والإغتصاب والإستغلال إن العظام وجدوا أمما تؤيدهم وقوات جاهزة تساندهم؛ ولكن تكن أمة تؤيده ولا قوات تسانده فعمل وتحمل أعنف المشقات والصعاب حتى كون قوة بالتدرج ذات عقيدة واحدة وهدف واحد هو التوحيد وإعلاء كلمة وعلى ذلك يمكن تقسيم حياة إلى أدوار: دور الحشد ودور الدفاع العقيدة الهجوم التكامل أما الحشد: بعثته هجرته المدينة المنورة واستقراره هناك الدور اقتصر الكلامية: يبشر وينذر ويحاول جاهداً وبذلك النواة الأولى لقوات المسلمين وحشدهم (بالهجرة) وعاهد بعض اليهود ليأمن جانبهم بدء الصراع أما العقيدة: بإرسال سراياه وقواته للقتال إنسحاب الأحزاب بعد غزوة الخندق وبهذا إزواد عدد فاستطاعوا عقيدتهم ضد أعدائهم الأقوياء الهجوم: فهو (الخندق) (حنين) انتشر الجزيرة العربية كلها وأصبح المسلمون اعتبار وأثر بلاد فإستطاعوا سحق تعرضت للإسلام والدور الرابع التكامل: وهو الأعلى؛ تكاملت بهذا فشملت شبه وأضنت تحاول تجدلها متنفساً خارج فكانت (تبوك) إيذاناً بمولد الإمبراطورية الإسلامية التطور المنطقي تدرج العصامي بقواته الضعف القوة ومن التمرض بزّ قائد أدوار التاريخ لأنه أوجد كبيرة شيء تلك هي الميزة للرسول والميزة الثانية لقيادته: فهي حرب فروسية بكل معنى الكلمة؛ الغرض منها حماية وتوطيد أركانه السلام فلم ينقضْ عهداً ولم يمثّل بعدو يقتل ضعيفاً يقاتل غير المحاربين لذلك فإن إطلاق تعبير: (الفتح الإسلامي) عهد رسول ليس صحيحاً وإنما الصحيح يقال: (إنتشار الإسلام) يفتح بلداً لغاية الفتح؛ بل بغرض فيه أرجائه عجب محمد ورسولاً مبشراً ونذيراً (وداعياً بإذنه وسواجاً منيراً) من هنا القول سيرة تثبت بشكل جازم يتطرق إليه الشك انتصاره إنما لشجاعته الشخصية وسيطرته المواقف أحلك الأوقات ولقراراته السريعة الجازمة أخطر الظروف ولعزمه الأكيد التشبث بأسباب النصر ولتطبيقه مبادئ المعروفة تلك العوامل جعلته يتفوق أعدائه الميدان ولو الصفات المدعومة بقوة الإيمان بالله لما كنت ضمن المناخات نص الكاتب بدراسة بروح علمية محايدة متوخياً إظهار الواقع العلمي قيادة الذي يستحق التقدير كلّ دون ينسى تستحق أعمال المشركين لأن قيادتهم وقواتهم قامت بأعمال قيمة عسكرية قتالها مما يكشف المعاناة لاقاها القضاء إعتداءات
❞ لقد كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يردد دائما قوله تعالى (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) . ولم يترفع أبدا عن الفقراء والضعفاء والمساكين والخدم، وسيرته في كل ذلك مضرب الأمثال . ❝
❞ كان الرسول صلّى الله عليه وسلم يبذل كل جهده لتحقيق أهدافه السلمية، حتى لو أدّى ذلك الى تذمر قسم من أصحابه، كما حدث في غزوة الحديبية . ❝
❞ حرب الإسلام:
إن تعريف الحرب العادلة كما تنصّ عليه مصادر القانون الدولي، بالرغم من أنه حبر على ورق بالنسبة لكل الحروب قديما وحديثا، إلا أنه قاصر عن الوفاء بحق تعريف القتال في الإسلام.
إنّ أصحّ تعبير يمكن إطلاقه على تلك الحرب هو: الحرب المثالية.
مثالية: لأن أهدافها الدفاع عن حرية الرأي وتوطيد أركان السلام:
تصون أرواح وأموال الأبرياء والضعفاء، وتعطف على الأسرى والرهائن، وتواسي المرضى والجرحى، ولا تمثّل بالقتلى بل تدفنهم كقتلاها، ولا تثيرها الأغراض الشخصية ولا العصبية ولا المنافع المادية ولا الاستغلال والاستعمار.
فاذا لم تكن هذه الحرب مثالية، فأي حرب في التاريخ كله يمكن أن يطلق عليها هذا التعبير؟
لا عجب إذن إذا استطاعت هذه الحرب أن تسيطر على العقول بالمثل العليا قبل أن تسيطر على الحصون والقلاع بالسلاح والرجال . ❝