يُحكى أنّ ملكاً رأى فيما يرى النائم أن أسنانه كلها سقطت... 💬 أقوال أدهم شرقاوي 📖 كتاب حديث الصباح

- 📖 من ❞ كتاب حديث الصباح ❝ أدهم شرقاوي 📖

█ يُحكى أنّ ملكاً رأى فيما يرى النائم أن أسنانه كلها سقطت أمامه وهو ينظر إليها طلب الملك من أحد المفسرين تأويل رؤياه فقال له المُفسّر : سيموت كل أقاربك أمام عينيك ! فغضب غضبا شديداً وأمر بحبس المفسّر وطلب مفسراً آخر فلما حضر بين يديه وقصّ عليه رؤياه قال المفسر أيها جميع أهلك أمامك غضب غضباً أشد غضبه الأول وطلب حاجبه يلقي السجن مع الأول ما إن سكتَ الغضبُ عن حتى طلب ثالثا فلما يدي رؤياه ابتسم وقال رأيتَ خيراً ستكون أطول أهلكَ عُمْراً! التأويل الأخير للرؤيا لا يختلف حيث المضمون التأويلين الأوّلين لكنه شك الأسلوب! ما دام أهل سيموتون حياته فهذا يعني أنّه سيكون أهله عُمراً هناك يقول نصف الكوب فارغ وهناك ممتلئ النتيجة واحدة ولكن المسافة شاسعة أسلوب وأسلوب ! علينا نختار مفرداتنا بعناية كما ملابسنا وعطورنا لأن الكلام أناقة تَقِل أهمية الثياب ورائحة شذى رائحة العطر كل حديث نجريه ينقسم إلى قسمين : 1 مضمون 2 أسلوب فإن كان مضمون حديثك جميلا فلا تفسده بقبح كتاب الصباح مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب يُقرأ مَهل تماماً تُرشَفُ القهوةُ فعن فهو يتحدث مواضيع ورسائل تربويةٌ وأخلاقية بليغة تتناسب شتى القراء بإسلوب قصصي سهل بسيط وممتع ويدلل الكاتب بقصص التراث الشعبي وبعض الأحداث التي دارت زمن النبوة الاحداث الواقعية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ يُحكى أنّ ملكاً رأى فيما يرى النائم أن أسنانه كلها سقطت أمامه وهو ينظر إليها

طلب الملك من أحد المفسرين تأويل رؤياه

فقال له المُفسّر : سيموت كل أقاربك أمام عينيك !

فغضب الملك غضبا شديداً وأمر بحبس المفسّر

وطلب مفسراً آخر , فلما حضر بين يديه وقصّ عليه رؤياه

قال المفسر : أيها الملك سيموت جميع أهلك أمامك !

غضب الملك غضباً أشد من غضبه الأول , وطلب من حاجبه أن يلقي المفسر في السجن مع المفسر الأول

ما إن سكتَ الغضبُ عن الملك حتى طلب مفسراً ثالثا

فلما حضر بين يدي الملك وقصّ عليه رؤياه

ابتسم المفسر وقال : رأيتَ خيراً أيها الملك , ستكون أطول أهلكَ عُمْراً!

.

التأويل الأخير للرؤيا لا يختلف من حيث المضمون عن التأويلين الأوّلين لكنه لا شك يختلف من حيث الأسلوب!

ما دام أن أهل الملك سيموتون في حياته , فهذا يعني أنّه سيكون أطول أهله عُمراً

هناك من يقول : نصف الكوب فارغ , وهناك من يقول نصف الكوب ممتلئ

النتيجة واحدة من حيث المضمون , ولكن المسافة شاسعة بين أسلوب وأسلوب !

علينا أن نختار مفرداتنا بعناية كما نختار ملابسنا وعطورنا , لأن الكلام أناقة لا تَقِل أهمية عن أناقة الثياب , ورائحة لا تَقِل شذى عن رائحة العطر

.

كل حديث نجريه ينقسم إلى قسمين :



1. مضمون

2. أسلوب

فإن كان مضمون حديثك جميلا فلا تفسده بقبح أسلوبك

وإن كان مضمون حديثك قبيحاً فلا تُضِف لقبح المضمون قبح الأسلوب , فإذا جمع المرء بين قبحين صار لا يُطاق

.

"ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "

مهما كانت فكرتك جميلة لن تكون أجمل من الإسلام

ومهما كانت دعواك عظيمة لن تكون أعظم من الإسلام

ومهما كانت قضيتك مهمة لن تكون أهم نن الإسلام

ولكن الإسلام الفكرة الجميلة والدعوة العظيمة َ

والقضية المهمة

كان سيبتعد الناس عنها لو قدّمها شخص فظ غليظ القلب , لا أسلوب عنده في عرض فكرته

الأسلوب السيء يُفسد الفكرة الجميلة

لهذا اختار الله لدينه العظيم رجلا " على خلق عظيم"

كان يقابل الاساءة بالاحسان

ويعفو عمن ظلمه

يصل رحمه

ويجالس المساكين

صعد إلى سدرة المنتهى وعاد إلى الأرض يخيط نعله ويحلب شاته ويخدم أهله

.

اختاروا مفرداتكم كما تختارون ملابسكم

فالكلام أناقة أيضا.



من كتاب / حديث الصباح

للكاتب /أدهم الشرقاوي. ❝
4
0 تعليقاً 0 مشاركة