كل شيء كان متوتراً في مكة وقتذاك! دعوة يتيم بني هاشم ـ... 💬 أقوال كريم الشاذلى 📖 كتاب الأعظم

- 📖 من ❞ كتاب الأعظم ❝ كريم الشاذلى 📖

█ كل شيء كان متوتراً مكة وقتذاك! دعوة يتيم بني هاشم ـ كما يحلو لقريش أن تنادي به النبي قد زادت حرارة الصحراء سخونة وتدبير كبراء القوم من أجل إيقاف زحف الدعوة الناشئة مستمراً وكان جملة ما فكرت فيه قريش تشغل بشأنه الخاص وتنقل المعركة إلى داخل بيته! بنات الرجل هم الهدف الآن لنرسلهم له منكسرين عل رؤيته لهم وقد هُدمت حياتهم يكون باعثاً مراجعة حساباته واستشعار خسائره وعليه أمر أبو لهب ولديه " عتبه وعتيبة" والمتزوجين رقية وأم كلثوم بنات محمد يطلقوهما وعندما تم الأمر حمل خبثه وذهب أبا العاص بن الربيع زوج زينب كبرى كي يطلقها هو الآخر غير صارماً رفضه فهو وإن ثابتاً دين رافضاً للدين الجديد إلا علاقته بزينب شأن آخر لا يقبل نقاشاً أو حديث! وكان خبر نبي الإسلام اضطهاد ولأصحابه دفعه لأن يترك مهاجراً المدينة المنورة تاركاً خلفه داعياً الله يحفظها بحفظه وعنايته وعندما بدأت المواجهة الأولى غزوة بدر بين جيش المسلمين وقريش واحداً ممن وقعوا الأسر وحينما أرسل أهل الأسرى يفتدون أسراهم لمح قلادة عرفها إنها زوجته خديجة والتي كتاب الأعظم مجاناً PDF اونلاين 2024 نبذة الكتاب : لقد قررت أحكي لك عن الرسول رحلة كفاحه أنفاسي اللاهثة ستسمعها يقيناً وأنت تجمع روحك وتنظر بعين مدققة ذلك الشاب اليتيم الذي لطالما رعى غنم صحرائها وكيف هبط ذات ليلة أعلي الجبل ليعلن الحرب علي تجار الرقيق وأرستقراطيي الطائف وقيصر الروم وكسري الفرس ! يحمله عزمه ويقينه ويحيط الشرفاء بلال وأبو بكر وصهيب وعمر وعلي وعمار عقد يقدر غزل حباته سوى عظيم ستشاهده عقلك وهو يمزق دثار الخوف والحيرة والرهبة التي اكتنفته بعد لقاء الوحي ثم يمضي بعدما اطمأن كنه الرسالة وطبيعتها متخطياً الأزمة تلو الأخرى ضارباً قيم الجاهلية مقتل صانعاً انقلاباً جذرياً أبجديات العصر وطبيعة الواقع ومفردات القوة والجبروت القائمين ستراه قلبك يحمل أصالة روحه يكمل بها حكمة أخيه لقمان وعزماً سيفه فتتعجب إذ تحكمها أناة غابت موسى فضلاً منطق لسانه لم يحتاج هارون يعضده سترى رحمته فاضت أعدائه قبل أصحابه فيذكرك بأخيه عيسى بيد أنها رحمة المقتدر عديم الحيلة سترى الكمال متجسداً إنسان لكنه ويا للعجب كمال باعث التأسي والتعلم

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ كل شيء كان متوتراً في مكة وقتذاك!

دعوة يتيم بني هاشم ـ كما كان يحلو لقريش أن تنادي به النبي ـ قد زادت حرارة الصحراء سخونة , وتدبير كبراء القوم من أجل إيقاف زحف الدعوة الناشئة كان مستمراً , وكان من جملة ما فكرت فيه قريش أن تشغل النبي بشأنه الخاص , وتنقل المعركة إلى داخل بيته!.

بنات الرجل هم الهدف الآن , لنرسلهم له منكسرين , عل رؤيته لهم وقد هُدمت حياتهم يكون باعثاً له على مراجعة حساباته , واستشعار خسائره , وعليه أمر أبو لهب ولديه " عتبه وعتيبة" والمتزوجين من رقية وأم كلثوم بنات محمد أن يطلقوهما , وعندما تم له الأمر حمل خبثه وذهب إلى أبا العاص بن الربيع , زوج زينب كبرى بنات النبي , كي يطلقها هو الآخر , غير أن الرجل كان صارماً في رفضه , فهو وإن كان ثابتاً على دين قريش رافضاً للدين الجديد , إلا أن علاقته بزينب شأن آخر لا يقبل فيه نقاشاً أو حديث!

وكان من خبر نبي الإسلام ما كان , اضطهاد له ولأصحابه , دفعه لأن يترك مكة مهاجراً إلى المدينة المنورة , تاركاً خلفه زينب , داعياً الله أن يحفظها بحفظه وعنايته.

وعندما بدأت المواجهة الأولى في غزوة بدر بين جيش المسلمين وقريش كان أبا العاص واحداً ممن وقعوا في الأسر , وحينما أرسل أهل الأسرى ما يفتدون به أسراهم لمح النبي قلادة عرفها , إنها قلادة زوجته خديجة والتي احتفظت بها زينب بعد وفاة أمها , وها هي ترسلها اليوم فداء لأبي العاص , تأمل النبي القلادة في تأثر , ثم قال لأصحابه في نبرة تحمل شجناً لا يمكن تجاهله: "إن رأيتم أن تردوا لزينب أسيرها وقلادتها؟" , وقد كان , بيد أن النبي طلب من أبا العاص أن يعيد له زينب عند عودته , فوعده الرجل وأوفى بوعده.

سنوات تمر وزينب في بيت أبيها في المدينة , هناك بصحبة الأب العظيم , وثمة وجع ساكن في ركن قصي من القلب على زوجها الذي لم يطع نداء الحق والحقيقة , وجع منبعه معرفتها بمعدن الرجل الذي فارقته , ونبل أخلاقه وفضائله والتي تعجب كيف لم تلق به حتى اليوم في جانب الصواب.

وذات مساء وإذ بطارق يطرق باب دارها , وما إن فتحته إلا ووجدت رفيق الماضي أمامها وقد أتى متخفياً بعدما تعرضت له سرية من سرايا المسلمين وهو عائد بتجارة من الشام , وأخبرها أنه لم يجد مهرباً له إلا بيتها , ولا يثق بجوار يمكن أن يحميه إلا جوارها , وكانت زينب عند ظنه فأدخلته إلى الدار ثم خرجت من فورها إلى المسجد , حتى إذا ما أذن لصلاة الفجر وصلاها المسلمين خلف نبيهم , إذ قالت بصوت أسمع من في المسجد: أنا زينب بنت محمد , وقد أجرت أبا العاص بن الربيع"!

عقدت الدهشة ألسنة الناس , فتوجهوا بأنظارهم إلى إمامهم.

وما بين قولها وتعقيب النبي مرت لحظات من الصمت , صمت خيمت عليه سحب التوتر من قوم كانوا حتى عهد قريب لا يقيمون للمرأة وزناً ولا حساباً , صمت بدده النبي بقوله "هل سمعتم ما سمعت!؟ , والذي نفسي بيده ما علمت بشيء حتى سمعت ما سمعتم , وإنه يجير على المسلمين أدناهم".

ثم قام محمد الأب متجهاً إلى كبرى بناته وقد أطلق وجهه مبدداً ما قد يعتريها من وحشة أو توتر , الكل يعلم أن هذا موقف عاطفة قلما يرى العرب مثله , تبسم الأب العظيم في وجه ابنته قائلاً بحنان بالغ: "أي بنية , أكرمي مثواه , ولا يقربك فإنك لا تحلين له".

ليس هذا فحسب , بل ذهب نبينا إلى قادة السرية التي طاردت الرجل , واستأذنهم في أن يردوا له حاجته إكراماً لمكانته , وهو ما كان له عميق الأثر كي يعود أبا العاص ثانية إلى المدينة , لكن مسلماً هذا المرة.

القصة الماضية تحتاج لأن تقرأها بعين قلبك , وحدقة وعيك , وتقف أمامها كثيراً , موقف يستتبع سؤالا حائراً عن طبيعة ذلك النبي.

هذا رجل عظيم بإنسانيته , عظيم بتفهمه للمشاعر , عظيم بعمق إحساسه بحالات الضعف البشري , عظيم بتقديره لنبل الدوافع والمقاصد , هذا رجل يحترم العاطفة ويؤمن بالحب!.

نعم يؤمن بالحب , وظني أنه لم يصلك نبأ من جاء يسأله عن ابنة أخيه اليتيمة التي تهوى فقيراً معدماً , بينما يريد لها أن تتزوج غنيا موسوراً , فما كان من النبي إلا أن أمره بأن يزوجها بمن تحب , مطلقاً في سماء تعنتنا أن "لا يرى للمتحابين مثل النكاح".

معظمنا يسأل عن "حُكم الدين" حينما يود أن يقطع حكماً فقهياً , لكننا للأسف لا نشد الرحال إلى الدين نفسه , لنرى إجابته على أسئلة النفس الحائرة , نضرب صفحاً ـ غير مبرر ـ عن فهم دين صار انتماؤنا إليه تهمة نُتهم بها!

والنتيجة أننا لا نعرف عن الدين إلا ما أخبرونا هم به عنه , ولم نقف على حدود شخصية النبي إلا بمقدار ما رسموه لنا من شخصيته , والأدهى أن صار في نفوس البعض ثمة شيء من تعاليم الدين , وصار جزءاً من استقلالية بعضهم الفكرية وأحد دلائل تحرره أن يعطي ظهره لهذا الكلام المُعلب المحفوظ , صراحة أو تلميحاً!

وليس ذنب العظيم أن ورثته ضعاف مهازيل , ولا يطعن في رسالته أن من احتكروها غلبوا مزاجهم النكد عليها , لكن الذنب سيصبح ذنبنا إذا لم نعيد النظر في إرثنا الديني , مدانون نحن حقاً إذا لم ندخل بلا وصاية إلى عالم محمد الإنسان , ونقف على معالم شخصيته الحقيقة , ونقرأ تعاليمه بوضوح وتؤدة , ففوق أن هذا التأمل والتدبر هو ما أمرتنا به رسالته , إلا أنه فوق ذلك سيكشف لنا عن عمق أو اهتراء تعاطينا مع دين شئنا أم أبينا هو جزء من شخصيتنا , ونحاكم على انتمائنا له.

وأكرر يا صديقي أن قضية كل ما يربطك بها الإرث لن يمكنك يوماً نصرتها أو الدفاع عنها. ❝

كريم الشاذلى

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: فتاة تقرأ
#كريم الشاذلى #karim el shazly #دار أجيال للنشر والتوزيع #2018 #السيرة النبوية المشرفة #السيرة النبوية #السيرة النبوية دروس وعبر #السيرة بطريقة مختلفة #كتب سيرة #كتب سيرة نبوية #سيرة الرسول #تعلم السيرة #السيرة #السيرة_النبوية #الأعظم #الدين الاسلامى #التاريخ #القرآن #الكريم #الإسلام #تربية دينية #سنه #ديانات #الاسلام #اديان #سنن #معجم #معاجم #مذهب #مذاهب #التاريخ الإسلامي #التاريخ الاسلامي #فهارس #فهرس #مجاميع #المرأة في الإسلام #دوس #إسلامية متنوعة #علوم الحديث #السيرة النبويه #كتب إسلامية #سيرة نبوية #فكر اسلامى #الأحاديث النبويه الشريفه #السنة النبوية #الكتاب والسنه المطهره #الدراسات الإسلامية #الاسلامية #المفهوم الاسلامي #الالسنة #شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل #الشجرة النبوية فى نسب خير البرية صلى الله عليه وسلم ملون #العمل الاسلامي #سيره نبوية #الفكر الاسلامي #الإعلام الاسلامي #التربية الإسلامية #الإسلام لا يعرف العنف #الطهاره فى الاسلام
2
0 تعليقاً 0 مشاركة