وتحولت عيناى على غير إرادة منى إلى مدخل الحجرة. كان... 💬 أقوال نجيب محفوظ 📖 رواية همس النجوم

- 📖 من ❞ رواية همس النجوم ❝ نجيب محفوظ 📖

█ وتحولت عيناى غير إرادة منى إلى مدخل الحجرة كان الباب مغلقا بيد أن الرسول دخل دون حاجة فتح فعرفته سابق معرفة فهو رسول الفناء سواه واقترب فى خطى مسموعة مهيبا صامتا مبتسماذا جمال لا يقاوم سحره فلم تتحول عنه ولم أعد أرى من شئ وأردت أضرع إليه ولكن لم يطاوعنى اللسان وكأنى به قد أدرك نيتى الخفية فازدادت ابتسامته اتساعاً فآنست منه رفقاً أبالى شيئاً انجابت عنى وساوس الليل وأحزانه وحسراته وغفلت عن دموع حولى ووجدت نفسى حال الاستهانة والطمأنينة أعهدها قبل سلمت محبة نهائية وتركت جسمى المعركة وحيداً ! رأيت مبالاة البتة دمى عروقى وقلبى يدق ما وسعه الجهد وعضلاتى تنقبض وتنبسط وأنفاسى تتردد الأعماق وصدرى يعلو وينخفض وشعرت بالأيدى الحنون تسند ظهرى وتحيط بى ظاهرى وباطنى رؤية العين بغير ولا اكتراث وقد تحول وأخذ مباشرة مهمته ثقة وطمأنينة والابتسامة تفارق شفتيه الجميلتين وشاهدت نسمة الحياة المقدسة تذعن لمشيئته فتفارق القدمين والساقين والفخذين والبطن والصدر والدم ورائها يجمد والأعضاء تهمد والقلب يسكت حتى غادرت الفم المفغور زفرة عميقة سكن كتاب همس النجوم مجاناً PDF اونلاين 2024 نبذة الرواية : عندما منحتني ابنته أم كلثوم صندوقًا صغيرًا يتضمن أوراقًا عدة تخص محفوظ شعرت بلذة كأني وشك اكتشاف مقبرة فرعونية ضمن اﻷوراق ملف كامل يضم نحو 40 قصة قصيرة لكن تنشر هذه القصص وقت كتابتها يعود إليها بعد سنوات لينشرها مجلة نصف الدنيا ظلت ثماني عشرة خارج اﻷعمال الكاملة بطبعاتها المختلفة" (من مقدمة محمد شعير) تدور أحداث الحارة عالم اﻷثير المفعم بالحياة أبطالها: فتوات ومنجمون وموسوسون وأولياء وهاربون وشيوخ يراقبون ويتدخلون شؤون وحياة أهلها وأئمة زوايا وجوه وأقنعة تخفي الكثير ثمانية عشر لنجيب للمرة اﻷولى

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ وتحولت عيناى على غير إرادة منى إلى مدخل الحجرة. كان الباب مغلقا بيد أن الرسول دخل. دخل دون حاجة إلى فتح الباب. فعرفته دون سابق معرفة فهو رسول الفناء دون سواه. واقترب منى فى خطى غير مسموعة. كان مهيبا صامتا مبتسماذا جمال لا يقاوم سحره فلم تتحول عنه عيناى , ولم أعد أرى من شئ سواه. وأردت أن أضرع إليه ولكن لم يطاوعنى اللسان. وكأنى به قد أدرك نيتى الخفية. فازدادت ابتسامته اتساعاً. فآنست منه رفقاً ولم أعد أبالى شيئاً. انجابت عنى وساوس الليل وأحزانه وحسراته. وغفلت عن دموع من حولى , ووجدت نفسى فى حال من الاستهانة والطمأنينة لم أعهدها من قبل. سلمت فى محبة لا نهائية وتركت جسمى فى المعركة وحيداً ! رأيت -دون مبالاة البتة- دمى يقاوم فى عروقى. وقلبى يدق ما وسعه الجهد , وعضلاتى تنقبض وتنبسط وأنفاسى تتردد من الأعماق , وصدرى يعلو وينخفض. وشعرت بالأيدى الحنون تسند ظهرى وتحيط بى. رأيت ظاهرى وباطنى رؤية العين بغير مبالاة ولا اكتراث. وقد تحول الرسول عنى إلى جسمى وأخذ فى مباشرة مهمته فى ثقة وطمأنينة والابتسامة لا تفارق شفتيه الجميلتين. وشاهدت نسمة الحياة المقدسة تذعن لمشيئته فتفارق القدمين والساقين والفخذين والبطن والصدر , والدم من ورائها يجمد والأعضاء تهمد والقلب يسكت , حتى غادرت الفم المفغور فى زفرة عميقة. سكن جسمى وصمت إلى الأبد وذهب الرسول كما جاء دون أن يشعر به أحد. وغمرنى شعور عجيب بأنى فارقت الحياة. وأنى لم أعد من أهل الدنيا. ❝
2
0 تعليقاً 0 مشاركة