█ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7) قوله تعالى : لقد حق القول أكثرهم أي وجب العذاب فهم لا يؤمنون بإنذارك وهذا فيمن سبق علم الله أنه يموت كفره ثم بين سبب تركهم الإيمان فقال كتاب تفسير القرآن الكريم سورة يس مجاناً PDF اونلاين 2024 مكية إلا الآية 45 فهي مدنية السورة من المثاني آياتها 83 وترتيبها المصحف 36 الجزء الثالث والعشرين بدأت بحرفان الحروف المقطعة: نزلت بعد الجن بها سكت عند كلمة «مَرْقَدِنَاْ» 52 قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ وغالباً ما يُطلق الربع الأخير ربع رغم أن يبدا فعلياً بآية: فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ الصافات التي تلي سبب النزول سبب النزول للآيات (77 83): عن ابن عباس قال: جاء العاص بن وائل إلى رسول ﷺ بعظم رميم بال فأخذ يفتته بيده ويقول: يا محمد أيحيي هذا أرى؟ وفي رواية رم وبلي؟ نعم يبعث يميتك يحييك يدخلك نار جهنم فنزلت الآيات أخرجه الحاكم وصححه وابن المنذر وعن عباس: قائل ذلك أبي خلف مردويه هذا الكتاب الأصل دروس ألقاها فضيلة الشيخ عثيمين رحمه جلسات وحلقات علمية متعددة تتضمن لآيات
❞ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16)
فقالت الرسل : " ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " وإن كذبتمونا . ❝
❞ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ (8)
إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا قيل : نزلت في أبي جهل بن هشام وصاحبيه المخزوميين ، وذلك أن أبا جهل حلف لئن رأى محمدا يصلي ليرضخن رأسه بحجر ، فلما رآه ذهب فرفع حجرا ليرميه ، فلما أومأ إليه رجعت يده إلى عنقه ، والتصق الحجر بيده ، قاله ابن عباس وعكرمة وغيرهما ، فهو على هذا تمثيل ، أي : هو بمنزلة من علت يده إلى عنقه ، فلما عاد إلى أصحابه أخبرهم بما رأى ، فقال الرجل الثاني وهو الوليد بن المغيرة : أنا أرضخ رأسه . فأتاه وهو يصلي على حالته ليرميه بالحجر ، فأعمى الله بصره فجعل يسمع صوته ولا يراه ، فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه فقال : والله ما رأيته ولقد سمعت صوته . فقال الثالث : والله لأشدخن أنا رأسه . ثم أخذ الحجر وانطلق فرجع القهقرى ينكص على عقبيه حتى خر على قفاه مغشيا عليه . فقيل له : ما شأنك ؟ قال : شأني عظيم ، رأيت الرجل فلما دنوت منه ، وإذا فحل يخطر بذنبه ، ما رأيت فحلا قط أعظم منه ، حال بيني وبينه ، فواللات والعزى لو دنوت منه لأكلني . فأنزل الله تعالى : إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون .
وقرأ ابن عباس : " إنا جعلنا في أيمانهم " . وقال الزجاج : وقرئ " إنا جعلنا في أيديهم " . قال النحاس : وهذه القراءة تفسير ، ولا يقرأ بما خالف المصحف . وفي الكلام حذف على قراءة الجماعة ، التقدير : إنا جعلنا في أعناقهم وفي أيديهم أغلالا فهي إلى الأذقان ، فهي كناية عن الأيدي لا عن الأعناق ، والعرب تحذف مثل هذا . ونظيره : سرابيل تقيكم الحر وتقديره : وسرابيل تقيكم البرد ، فحذف ; لأن ما وقى من الحر وقى من البرد ; لأن الغل إذا كان في العنق فلا بد أن يكون في اليد ، ولا سيما وقد قال الله - عز وجل - : فهي إلى الأذقان فقد علم أنه يراد به الأيدي . فهم مقمحون أي : رافعو رءوسهم لا يستطيعون الإطراق ; لأن من غلت يده إلى ذقنه ارتفع رأسه .
روى عبد الله بن يحيى : أن علي بن أبي طالب - عليه السلام - أراهم الإقماح ، فجعل يديه تحت لحيته وألصقهما ورفع رأسه . قال النحاس : وهذا أجل ما روي فيه ، وهو مأخوذ مما حكاه الأصمعي . قال : يقال أقمحت الدابة إذا جذبت لجامها لترفع رأسها . قال النحاس : والقاف مبدلة من الكاف لقربها منها . كما يقال : قهرته وكهرته . قال الأصمعي : يقال أكمحت الدابة ، إذا جذبت عنانها حتى ينتصب رأسها . ومنه قول الشاعر : [ ذو الرمة ]
. . . والرأس مكمح
ويقال : أكمحتها وأكفحتها وكبحتها ، هذه وحدها بلا ألف عن الأصمعي . وقمح البعير قموحا : إذا رفع رأسه عند الحوض وامتنع من الشرب ، فهو بعير قامح وقمح ، يقال : شرب فتقمح وانقمح ، بمعنى إذا رفع رأسه وترك الشرب ريا . وقد قامحت إبلك : إذا وردت ولم تشرب ، ورفعت رأسها من داء يكون بها أو برد . وهي إبل مقامحة ، وبعير مقامح ، وناقة مقامح أيضا ، والجمع قماح على غير قياس ، قال بشر يصف سفينة :
ونحن على جوانبها قعود نغض الطرف كالإبل القماح
والإقماح : رفع الرأس وغض البصر ، يقال : أقمحه الغل ، إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه . وشهر قماح : أشد ما يكون من البرد ، وهما الكانونان ، سميا بذلك ; لأن الإبل إذا وردت آذاها برد الماء فقامحت رءوسها ، ومنه قمحت السويق . وقيل : هو مثل ضربه الله تعالى لهم في امتناعهم من الهدى كامتناع المغلول ، قاله يحيى بن سلام وأبو عبيدة . وكما يقال : فلان حمار ، أي : لا يبصر الهدى . وكما قال :
لهم عن الرشد أغلال وأقياد
وفي الخبر : أن أبا ذؤيب كان يهوى امرأة في الجاهلية ، فلما أسلم راودته فأبى وأنشأ يقول :
فليس كعهد الدار يا أم مالك ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل
وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل سوى العدل شيئا فاستراح العواذل
أراد منعنا بموانع الإسلام عن تعاطي الزنى والفسق . وقال الفراء أيضا : هذا ضرب مثل ، أي : حبسناهم عن الإنفاق في سبيل الله ، وهو كقوله تعالى : ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك وقال الضحاك . وقيل : إن هؤلاء صاروا في الاستكبار عن الحق كمن جعل في يده غل فجمعت إلى عنقه ، فبقي رافعا رأسه لا يخفضه ، وغاضا بصره لا يفتحه . والمتكبر يوصف بانتصاب العنق . وقال الأزهري : إن أيديهم لما غلت عند أعناقهم رفعت الأغلال أذقانهم ورءوسهم صعدا كالإبل ترفع رءوسها . وهذا المنع بخلق الكفر في قلوب الكفار ، وعند قوم بسلبهم التوفيق عقوبة لهم على كفرهم . وقيل : الآية إشارة إلى ما يفعل بأقوام غدا في النار من وضع الأغلال في أعناقهم والسلاسل ، كما قال تعالى : إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل وأخبر عنه بلفظ الماضي : فهم مقمحون تقدم تفسيره . قال مجاهد : مقمحون مغلون عن كل خير . ❝
❞ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)
قوله تعالى : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا قال مقاتل : لما عاد أبو جهل إلى أصحابه ، ولم يصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسقط الحجر من يده ، أخذ الحجر رجل آخر من بني مخزوم وقال : أقتله بهذا الحجر . فلما دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - طمس الله على بصره فلم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فرجع إلى أصحابه فلم يبصرهم حتى نادوه ، فهذا معنى الآية . وقال محمد بن إسحاق في روايته : جلس عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو جهل وأمية بن خلف ، يرصدون النبي - صلى الله عليه وسلم - ليبلغوا من أذاه ، فخرج عليهم - عليه السلام - وهو يقرأ ( يس ) وفي يده تراب فرماهم به وقرأ : وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأطرقوا حتى مر عليهم عليه السلام . وقد مضى هذا في سورة ( سبحان ) ومضى في ( الكهف ) الكلام في " سدا " بضم السين وفتحها ، وهما لغتان . وقال الضحاك : وجعلنا من بين أيديهم سدا أي : الدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : الآخرة ، أي : عموا عن البعث وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا ، قال الله تعالى : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم أي : زينوا لهم الدنيا ودعوهم إلى التكذيب بالآخرة . وقيل : على هذا من بين أيديهم سدا أي : غرورا بالدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : تكذيبا بالآخرة . وقيل : من بين أيديهم الآخرة ومن خلفهم الدنيا . فأغشيناهم أي : غطينا أبصارهم ، وقد مضى في أول [ البقرة ] .
وقرأ ابن عباس وعكرمة ويحيى بن يعمر " فأعشيناهم " بالعين غير معجمة ، من العشاء في العين ، وهو ضعف بصرها حتى لا تبصر بالليل . قال :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
وقال تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن الآية . والمعنى متقارب ، والمعنى أعميناهم ، كما قال :
ومن الحوادث لا أبا لك أنني ضربت علي الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لموضع تلعة بين العذيب وبين أرض مراد
فهم لا يبصرون أي الهدى ، قاله قتادة . وقيل : محمد حين ائتمروا على قتله ، قاله السدي . وقال الضحاك : وجعلنا من بين أيديهم سدا أي : الدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : الآخرة . أي عموا عن البعث وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا ، قال الله تعالى : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم أي : زينوا لهم الدنيا ودعوهم إلى التكذيب بالآخرة . وقيل : على هذا من بين أيديهم سدا أي : غرورا بالدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : تكذيبا بالآخرة . وقيل : من بين أيديهم الآخرة ومن خلفهم الدنيا . ❝