وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) قوله تعالى : ومن شر... 💬 أقوال محمد بن عبد الوهاب 📖 كتاب تفسير سورة الفلق
- 📖 من ❞ كتاب تفسير سورة الفلق ❝ محمد بن عبد الوهاب 📖
█ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) قوله تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد قد تقدم سورة ( النساء ) معنى الحسد وأنه تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها والمنافسة هي تزل فالحسد مذموم مباحة وهي الغبطة وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يغبط والمنافق يحسد وفي الصحيحين لا إلا اثنتين يريد غبطة مضى والحمد لله قلت العلماء الحاسد يضر ظهر حسده بفعل أو قول وذلك بأن يحمله إيقاع الشر بالمحسود فيتبع مساوئه ويطلب عثراته " حسدت فلا تبغ الحديث والحسد أول ذنب عصي به السماء وأول الأرض فحسد إبليس آدم وحسد قابيل هابيل والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون ولقد أحسن من : قل للحسود تنفس طعنة يا ظالما وكأنه مظلوم التاسعة هذه دالة سبحانه خالق كل وأمر نبيه يتعوذ جميع الشرور فقال ما خلق وجعل خاتمة ذلك تنبيها عظمه وكثرة ضرره عدو بعض الحكماء بارز ربه خمسة أوجه أحدها أنه أبغض ظهرت غيره وثانيها كتاب تفسير الفلق مجاناً PDF اونلاين 2025 إحدى سور القرآن الكريم السورة العشرين تعداد النزول نزلت قبلها الفيل ونزلت بعدها الناس وعدد آياتها آيات تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن غَاسِقٍ وَقَبَ*وَمِن النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ*وَمِن حَسَدَ) [١] اختلف فيها إن كانت مكيّة أم مدنيّة والغالب أنّها مكيّة؛ لقبول الروايات الواردة بمقابل روايات كونها والمقصد الأكبر هو الاستعاذة بالله واللجوء إليه دفع كلّ المحيطة بالإنسان شرّ الليل شديد الظّلمة والحاسدين وما فيهم قال الآية الأولى الفلق: الْفَلَقِ) [٣] والتفسير: أي قل ألتجأ وأحتمي برب والاستعاذة ضرباً ونوع الدعاء أمّا الرّب فهو المالك السّيد الذي يأمر فيطاع المُصلح والفَلق فصل الأشياء عن بعضها وفَطر وخَلق وفَلق كلّها بمعنى واحد والخلق إيجاد الشيء العدم وفالق وفاطر فالِقُ الإِصباحِ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَنًا) [٤] فالفلَق مخلوقات وجميع انفلق عنها ونتج منها وربّ تعادل ربّ العالمين الآية الثانية (مِن خَلَقَ) [٦] والمُراد مخلوق فيه ويدلّ هذا المعنى الرسول صلّى وسلّم: (أعوذ بك شرِّ كلِّ دابةٍ أنت آخذٌ بناصيتِها) [٧] وليس المقصود بل وبهذا تشمل ظلمة وشرّ الحاسدين المذكورين الآيات التي تلي ولكنّ أراد يخصّ هذين النوعين بالذكر؛ لخفائهما فهما يأتيان الإنسان بغتة دون يعلم فعَطفُ الخاص العام يفيد مزيد الاعتناء بالخاص المذكور سمى محمد بقل أعوذ فقد روى النسائي عقبة بن عامر قال: اتبعت رسول وهو راكب فوضعت يدي قدمه فقلت: أقرئني هود وسورة يوسف فقال: لن تقرأ شيئًا أبلغ عند وقل عنونها البخاري صحيحه صحيح وجاء كلام الصحابة تسميتها مع بالمعوذتين أبو داود والترمذي وأحمد حنبل أمرني أقرأ بالمعوذات أي: السورتين رواية دبر صلاة ولم يذكر أحد المفسرين الواحدة منهما تسمى المعوذة بالإفراد سماها ابن عطية وسميت أكثر المصاحف ومعظم كتب التفسير بسورة الإتقان: أنها تسميان المشقشقتين مسترسل القول تشبيهًا له بالفحل الإبل يهدر بشقشقة القرطبي والكشاف المقشقشتين وزاد القرطبي: تبرئان النفاق وكذلك الطيبي فيكون اسم المقشقشة مشتركا بين أربع التوبة الكافرون سبب النزول وقال الواحدي المفسرون إنها بسبب لبيد الأعصم سحر قيل: سبب نزولها والسورة قريش ندبوا اشتهر بينهم يصيب بعينه فأنزل المعوذتين ليتعوذ منهم بهما ذكره الفخر سعيد المسيب الرسالة المختصرة عبارة تلخيص الإمام عبد الوهاب لسورة القيم رحمهما جاءت نافعةً لعوام المسلمين؛ لما ازدانَت بأسلوبٍ مُيسَّر سهلة الانتقاء وقريبة المأخذ
- ❞ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) قوله تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد قد تقدم في سورة ( النساء ) معنى الحسد ، وأنه تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها . والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل . فالحسد شر مذموم . والمنافسة مباحة وهي الغبطة . وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد . وفي الصحيحين : لا حسد إلا في اثنتين يريد لا غبطة وقد مضى في سورة ( النساء ) والحمد لله . قلت : قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول ، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود ، فيتبع مساوئه ، ويطلب عثراته . قال - صلى الله عليه وسلم - : " إذا حسدت فلا تبغ . . . " الحديث . وقد تقدم . والحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ، فحسد إبليس آدم ، وحسد قابيل هابيل . والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون ولقد أحسن من قال : قل للحسود إذا تنفس طعنة يا ظالما وكأنه مظلوم التاسعة : هذه سورة دالة على أن الله سبحانه خالق كل شر ، وأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتعوذ من جميع الشرور . فقال : من شر ما خلق . وجعل خاتمة ذلك الحسد ، تنبيها على عظمه ، وكثرة ضرره . والحاسد عدو نعمة الله . قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه : أحدها : أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره . وثانيها : أنه ساخط لقسمة ربه ، كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة ؟ وثالثها : أنه ضاد فعل الله ، أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهو يبخل بفضل الله . ورابعها : أنه خذل أولياء الله ، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم . وخامسها : أنه أعان عدوه إبليس . وقيل : الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة ، ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاء ، ولا ينال في الخلوة إلا جزعا وغما ، ولا ينال في الآخرة إلا حزنا واحتراقا ، ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتا . وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم : آكل الحرام ، ومكثر الغيبة ، ومن كان في قلبه غل أو حسد للمسلمين " . والله سبحانه وتعالى أعلم .. ❝ ⏤محمد بن عبد الوهاب❞ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)
قوله تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد قد تقدم في سورة ( النساء ) معنى الحسد ، وأنه تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها . والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل . فالحسد شر مذموم . والمنافسة مباحة وهي الغبطة . وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : المؤمن يغبط ، والمنافق يحسد . وفي الصحيحين : لا حسد إلا في اثنتين يريد لا غبطة وقد مضى في سورة ( النساء ) والحمد لله .
قلت : قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول ، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود ، فيتبع مساوئه ، ويطلب عثراته . قال - صلى الله عليه وسلم - : ˝ إذا حسدت فلا تبغ . . . ˝ الحديث . وقد تقدم . والحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي به في الأرض ، فحسد إبليس آدم ، وحسد قابيل هابيل . والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون ولقد أحسن من قال :
قل للحسود إذا تنفس طعنة يا ظالما وكأنه مظلوم
التاسعة : هذه سورة دالة على أن الله سبحانه خالق كل شر ، وأمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتعوذ من جميع الشرور . فقال : من شر ما خلق . وجعل خاتمة ذلك الحسد ، تنبيها على عظمه ، وكثرة ضرره . والحاسد عدو نعمة الله . قال بعض الحكماء : بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه : أحدها : أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره .
وثانيها : أنه ساخط لقسمة ربه ، كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة ؟
وثالثها : أنه ضاد فعل الله ، أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء ، وهو يبخل بفضل الله .
ورابعها : أنه خذل أولياء الله ، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم . وخامسها : أنه أعان عدوه إبليس . وقيل : الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة ، ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاء ، ولا ينال في الخلوة إلا جزعا وغما ، ولا ينال في الآخرة إلا حزنا واحتراقا ، ولا ينال من الله إلا بعدا ومقتا .
وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ˝ ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم : آكل الحرام ، ومكثر الغيبة ، ومن كان في قلبه غل أو حسد للمسلمين ˝ . والله سبحانه وتعالى أعلم. ❝
⏤ محمد بن عبد الوهاب
-
