█ لما كانت للكتابة أسرارُها شجونُها وغرائبُها التي لا نتعرّف عليها أو نعيها إلا تدريجيًّا ببطء أنتبه الآن أنا أتطلّع إلى وقفة رضوى ذلك الممر الممتد بين مخطوطات المصاحف النادرة أنها تلتقط رسالة مركَّبة تحيط بعناصرها لأنها صغيرة السن تتعلم درسها الأول ربما العلاقة الجمال الوظيفة تستقبل الرسالة بعمق وإن لم تع أبعادها فتستقر وجدانها خيالها لتفاجئها ذات يوم بشخصية ورّاق يشهد بأم عينيه إحراقَ المخطوطات فيميدان باب الرملة غرناطة يغادر الورّاق الميدان عائدًا بيته يقول لزوجته: سأموت عاريًا ووحيدًا ويموت ولأن المبالغة أداة من أدوات الفن للإحاطة بالواقع نقله يموت أبو جعفر إتلاف الرواية أمت قتل شباب يمكن بحسبة بسيطة أن يكونوا أولادي أحفادي فيكون المنطقي أسبقهم الموت يسبقوني هم إليه يتعرضوا الحبس ظلمًا الضرب السحل التعذيب لتدمير بهيميّ ممنهج لأحلامهم يقتلني الإعلام ما فيه كذب تزوير ممالأة فجّة لأصحاب السلطة البلاد ولا قتلني تدمير أحلامي لأن المرء حين يتقدم به العمر تتآكل أحلامه يبدو يصيبها وهن أشبه بما يصيب مفاصله عظامه لم تقتلني كتاب الصرخة مجاناً PDF اونلاين 2025 نبذة الرواية: «رسائل التشاؤم فعل أخلاقي» عبارة ودالة تبعث بها الروائية المصرية عاشور القارئ عبر سطور كتابها الصادر أخيراً «أثقل مقاطع سيرة ذاتية» دار «الشروق» القاهرة وعلى رغم رسائل المقاومة والتفاؤل يبثها الكتاب تستهل صاحبة «الطنطورية» «ثلاثية غرناطة» صفحات سيرتها باعتذار الافتراضي: «عليَّ أعترف بالذنب لإشراكك كل هذه التفاصيل لكن كيف أكفِّر عن ذنبي»؟» ربما تخشى عزوفاً محتملاً مواصلة قراءة جاءت معظمها حزينة وموجعة لكنها محمّلة بطاقة إيجابية محرضة حياة ترى السيرة «تؤطر تسبقه وتليه وتفرض حدوده تحيطه الأعلى والأسفل ومن الجانبين» تمزج المقاطع تجربتي الثورة والمرض الذي ظلت تواجهه طوال السنوات الثلاث الأخيرة وتتأمل الكتابة بوصفه «محاولة لاستعادة إرادة منفية» وتحكي الجامعة «ميدان التحرير» والشهداء فتقول: «حين يراودني اليأس أقول لنفسي يصح يجوز لأنني حزب النمل قشة الغريق أتشبث أفلتها أبداً يدي